جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-27@08:45:35 GMT

أموال وديون ضائعة

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

أموال وديون ضائعة

مريم الشكيلية

قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ" (البقرة: 282).
كثيرًا ما أصادف، وتحدثت مع أشخاص جلست معهم، وحدثوني عن ديون الناس، وقصصهم وحكايات أخبروني بها، وكيف أن الآخرين يقصدونهم للاقتراض منهم بعضًا من مالهم ثم يمتد الأمر لأكثر من مرة والبعض الآخر يكرر الاقتراض من الشخص بحجج مُختلفة وكلها تختتم بالوعد، والقسم بإرجاع المال في أقرب وقت ممكن ثم تمر الأيام، والأشهر، وحتى السنوات ولا عودة لهذا المال المُقتَرَض.


وكنت أستمع لهذه القصص من الناس، واعتقدت أنَّ هذه الأمور من الاقتراض تكون في بيئة النساء فقط، ولكن عندما سألت حين شدني الموضوع برُمته تبيّن لي بأن اعتقادي خاطئ فهذه الاقتراضات ومن بعدها ديون غير مسددة يشترك فيها النساء والرجال معًا، وهنا لا أقصد الجميع لطفًا وإنما أتحدث عن البعض عن فئة من الناس تستسهل طلب الأموال من الآخرين وتستصعب سدادها بحجة أنها لا تملك المال، وهنا أيضًا لا أتحدث بالضرورة عن اقتراض أموال كبيرة وإنما قد تكون أموالًا معدودة، ولكنها مع الأسف أيضًا لا ترد إلى أصحابها.
ثم إن الديون المستحق سدادها ليست فقط بين طرفين وإنما هناك أموال وديون لم تسدد بين المشتري والتاجر الذي يملك محلا صغيرا يكسب منه قوته.. مع الأسف عندما تستمع لهم يقصون عليك عجائب القصص عن أناس اشتروا منهم بالدين ولم يسددوا ديونهم حتى البعض منهم لم يسدد لسنوات طويلة وفي كل مرة يكرر سوف أدفع ديني عندما كذا وكذا وكلها أعذار واهية والبعض الآخر يقصد التاجر ويشتري منه لمرة واحدة وبالدين ثم لا يراه بعدها أبدا حتى لا يطالبه بالدفع.
وأيضًا هناك نوع آخر من الديون الضائعة التي تترك أصحابها دون حساب للضمير وهي ديون بعض تقديم خدمة معينة وأمثلة على هذه الخدمات (صالونات تجميل، ونساء يمتهن بعمل الحناء) وغيرها من هذه الخدمات التي انتشرت في وقتنا الحالي فلو استمعتم لقصص هؤلاء لشاب شعر رأسك من غرابتها وحيلها.
والأغرب من كل هذا هو عندما يعذر الشخص عن اقتراض الشخص الآخر للمال وتكرار الأمر دون سداد المال السابق فإنه يعامله بعدها مُعاملة سيئة أو جافة أو حتى يصل الأمر به أنَّه يتحدث عنه بين الناس بصفات سيئة.
إنَّ انتشار هذا السلوك في مجتمع مسلم يعي تمامًا أهمية سداد الدين وعواقبه الوخيمة على الفرد في الدنيا والآخرة لهو أمر لا يُمكن إلا أن نقف عنده بشيء من التفكير والتعمق، وإنني أرى أن غياب الحقوق بهذا الشكل لهو كفيل بأن يترك شرخا في النفوس بين الناس في الدنيا وما يترتب عليه العقاب في الآخرة، وليس هذا فحسب وإنما أرى أن انتشار هذه الأفعال يترتب عليه قلة البركة في الأموال، وانتشار السخط وعدم الرضا بما قسمه الله تعالى من رزق والسعي الدائم لما في يد الآخر من وفرة في المال ومحاولات بقصص سخيفة حتى اقترض من الآخرين وعدم سداد الدين لاحقًا.
إن الاقتراض الذي أتحدث عنه اليوم ليس الاقتراض الذي يقصده الناس في الحالة الملحة والتي تستدعي فعلًا أن أقترضَ من الآخر مثال حاجتي للمال في ظرف صحي، أو غيرها من الأحداث التي تصادف الناس دون حساب وهي لا تملك المال الكافي لقضاء تلك الحاجة وأنني أعلم اليوم أن هناك أناساً فعلًا بحاجة إلى وقوف الناس معهم ومنها أنهم لا يملكون وظيفة تسد حاجاتهم أو مسرحين يعولون أسراً تقطعت بهم السبل في ظرف معين هنا وجب على الخيرين أن يسعوا للمساعدة إذا كانوا باستطاعتهم فلهم أجر فك الكرب عن محتاج، ولكنني أتحدث عن الاقتراض لأسباب سخيفة جدًا، مثال أن أتعرض لضعظ من ابنتي أو ابني لأنه يُريد أو تُريد أن تشتري هاتفًا على مستوى عالٍ من الجودة، أو شراء كماليات ومواكبة آخر صيحات الموضة، أو حتى الاقتراض للسفر لعدة أيام حتى يراني الناس أنني أتجول وأسافر وأنني أعيش برغد عيش، أو أنني أريد أن أعيش مثل فلان وفلان، حتى لو على حساب الآخرين.. هذه وغيرها من الأسباب التي لم ينزل الله بها من سلطان!
في نهاية هذا المقال.. أتمنى من الجميع أن يكونوا أكثر وعيًا وإدراكًا ولا نُساعد في انتشار هكذا سلوكيات، تخلف ما تخلفه من ضغائن بين الناس، وتكون سببًا لقلة البركة والخير في المجتمع.
 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ما قصة وسم عندما تأتي حماس لزيارتي وعائلتي؟

تحوّل تعليق على منصة "إكس" إلى حملة واسعة النطاق على منصات التواصل الاجتماعي، حيث استخدم النشطاء وسم #When_Hamas_Visits_My_Family للتعبير عن دعمهم للقضية الفلسطينية ومقاومتها للاحتلال.

جاءت بداية هذه الحملة بعد منشور للناشطة الأيرلندية جوردز، المعروفة بدعمها للقضية الفلسطينية وتسليطها الضوء على الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين، في منشورها الذي قالت فيه: "الشعب الأيرلندي لا يتظاهر بأنه مضطهد مثل الفلسطينيين. أيها الأميركيون والبريطانيون الأغبياء ذوو العقول الاستعمارية… لن تفهموا ذلك لأنه يتطلب تعلم معنى التضامن، وهو ما تجهلونه تماما".

ليبدأ تفاعل النشطاء بشكل كبير مع المنشور، إلا أن تعليقا استفزازيا من مستخدمة إسرائيلية تُدعى مالو أثار زوبعة من الردود. علّقت مالو بقولها:

"في انتظار زيارة حماس لك ولعائلتك".

Waiting for Hamas to visit you and your family.

— malou (@MalouTenebroso) February 20, 2025

هذا التعليق دفع بآلاف النشطاء إلى الرد والسخرية باستخدام وسم #When_Hamas_Visits_My_Family الذي سرعان ما تصدّر المنصات، حيث أعاد أكثر من 7 آلاف ناشط تغريدة مالو، وشاركوا صورا ومقاطع تظهر دعمهم لحركة حماس وحقها في مقاومة الاحتلال.

إعلان

ومن أبرز مظاهر التفاعل مع الوسم رسائل ضيافة رمزية، فبدأ النشطاء من مختلف دول العالم بنشر صور لأشهر الأطعمة التقليدية في بلادهم، مرفقة برسائل تشير إلى أنهم سيستقبلون حماس بضيافة مميزة عند زيارتهم.

When Hamas comes to visit me and my family ???????? ???????? https://t.co/yH4Byj3Zfg pic.twitter.com/kH2ghGDPnh

— Michael with an A (@Me_Chaela) February 25, 2025

واستخدم آخرون رموز التضامن مع المقاومة حيث ارتدى بعض النشطاء قمصانا تحمل المثلث الأحمر المقلوب، الشهير باستخدامه من قبل كتائب عز الدين القسام، ذراع المقاومة المسلحة لحركة حماس، أثناء تحديد أهداف جيش الاحتلال في غزة.

أما الناشط الياباني توتون أكيموتو كتب قائلا "أرتدي مثل هؤلاء اللاعبين اليابانيين لإظهار دعمي لحق الفلسطينيين، بما في ذلك النضال المسلح ضد الاحتلال".

#WhenHamasVisitMe Dress like these Japanese cosplayers with a toy gun available here to show my support for their recognized right to resist Israeli occupation, including through armed struggle. pic.twitter.com/3oU6qtNUkc

— ????????????????Thoton Akimoto (@AkimotoThn) February 23, 2025

وعلّق مدون آخر قائلا: "سأشعر بالفخر والتكريم إذا زارتني حماس وعائلتي. سأقيم لهم حفلا كبيرا يليق بهم".

حظي الوسم بتفاعل ضخم، حيث تجاوز عدد المشاركين فيه 37 مليون شخص على مختلف الجنسيات، وقد أظهر النشطاء من خلال هذه الحملة دعمهم الصريح للقضية الفلسطينية ورفضهم للتعليقات التي تستهدف الفلسطينيين أو مناصريهم.

This 'when Hamas visit me and my family' trend is the funniest and most appetizing one I've ever seen on this platform. You also get to see samples of all the world's cuisines.
'Cooking for Hamas' may become the coolest cooking show ever. https://t.co/P8mITwI0d4

— William Peynsaert (@Gettingcontext) February 23, 2025

إعلان

مقالات مشابهة

  • سامي الجميل مدّ يده لـ الآخر لبناء لبنان جديد
  • ليفربول يقترب من التتويج في «البريميرليج»
  • حدث في مباراة برشلونة وأتليتكو.. عندما تحلم تسجل هدفاً
  • الداخلية تكشف قضية غسل أموال بقيمة 50 مليون جنيه
  • ما قصة وسم عندما تأتي حماس لزيارتي وعائلتي؟
  • «الشارقة الخيرية» تدعو إلى إخراج زكاة المال في رمضان
  • أمين الفتوى يوضح حكم إخراج الزكاة لشخص مُدخن
  • البدري: ليبيا مقبلة على الاستدانة من البنك الدولي بسبب سوء إدارة السياسات النقدية
  • ترامب.. هذه أبرز مبادیء سياساته الخارجية!
  • أموال متناثرة في شوارع سوريا والناس تلقط رزقها .. فيديو