نشرت صحيفة "جيروساليم بوست" العبرية، مقالي رأي، يحذّر فيهما الكاتبان ممّا وصفوه بـ"خطورة التطورات على الساحة السورية ونوايا السلطة الجديدة التي تولّت مقاليد الحكم في دمشق، بقيادة زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني".

وقال الكاتب، موشيه فوزايلوف، في المقال الأول بعنوان "جولاني هيئة تحرير الشام ليس براغماتيا بل استراتيجيا محنّكا"، إنّ: "الكثير من الباحثين والصحفيين والمسؤولين في الغرب ينظرون إلى أبو محمد الجولاني كشخصية براغماتية، لكن هذا الاعتقاد يعكس حسب رأيه التحيزات الثقافية للغرب أكثر مما يعكس الواقع في الشرق الأوسط".



واعتبر فوزايلوف، خلال المقال الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "فهم السبب وراء هذه النظرة يفرض البحث في كيفية تأثير الثقافة الغربية على التصورات بشأن القادة في الشرق الأوسط، وكيف يلعب الجولاني نفسه دورًا في هذه اللعبة الدبلوماسية المعقدة".

وأضاف أنّ: "الغرب مقيد منطقيًا بتحيزاته الثقافية في فهم الشرق الأوسط بسبب الاختلافات الثقافية الكبيرة بين المنطقتين، فالتفكير الغربي نتاج ثقافي لأكثر من قرن من الحروب المدمرة في أوروبا، وهي صراعات أعادت تشكيل النظام العالمي وأدت إلى تبني قيم مثل السلام والازدهار والتعاون بين الأمم".
 
وأبرز: "بعد حربين عالميتين أسفرتا عن مقتل عشرات الملايين من الناس ومعاناة هائلة، أصبحت الثقافة الغربية تتمحور حول الطموحات لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وحقوق الإنسان والتناغم الدولي".

"على النقيض من ذلك، تطور الشرق الأوسط على مدى آلاف السنين كثقافة صحراوية قبلية تأثرت بالنزاعات الإقليمية والحروب الدينية التي لا تزال تحدد معالم المنطقة حتى اليوم" حسب الكاتب نفسه.

وأشار إلى أنّ: "الحروب الدينية مستمرة في الشرق الأوسط، إذ لا يزال الصراع بين السنة الشيعة والصراعات العرقية يشكلان جزءًا أساسيًا من النزاعات المستمرة في الشرق الأوسط".

وأكد: "على مدى الثلاثين سنة الماضية، هيمن الشيعة بقيادة إيران على المنطقة من خلال التحالفات والتهديدات، أما في الوقت الحالي، يكتسب التحالف السني بقيادة تركيا وجماعة الإخوان المسلمين قوة متزايدة، خاصة بعد الإطاحة بالأسد".


التحيز المعرفي في النظرة الغربية للجولاني
ذكر الكاتب أنّ: "الفجوة بين القيم الغربية والواقع في الشرق الأوسط تخلق تناقضًا إدراكيًا كبيرًا لدى المسؤولين والصحفيين والباحثين الغربيين. فهم يكافحون من أجل المواءمة بين صورة الزعيم الجهادي الذي استولى على السلطة في سوريا، والسياسي الذي يقدم نفسه للعالم كقائد براغماتي".

"كيف يسد العقل الغربي هذه الفجوة؟" يرى الكاتب ذاته، أن: "ذلك يتم من خلال آلية التشويه المعرفي، وهذه الآلية تعمل على النحو التالي: من أجل المواءمة بين التوقعات والواقع، يفسّر المراقبون الغربيون تصرفات الجولاني على أنها تشير إلى حدوث تغيير في شخصيته".

أيضا، وفقا للكاتب: "يُنظر إلى ارتدائه ملابس غربية، وتجنب استخدام العنف المفرط ضد مواطنيه، واستخدام لغة دبلوماسية، على أنها دليل على براغماتيته، إلا أن الحقيقة هي أن تصرفات الجولاني لا تعكس القيم الغربية، بل تعكس استراتيجية إسلامية تُعرف باسم: التّقية".

ما هي التقية؟
عرّف الكاتب "التقية" بأنها: "عقيدة تهدف إلى حماية المسلمين من الأذى أو الاضطهاد"، وأضاف أنّ: "القرآن يسمح للمسلمين بإخفاء إيمانهم عندما يواجهون "الكفار" (أعداء الإسلام) إذا لزم الأمر لحماية أنفسهم".

وأشار الكاتب إلى: "الآية 28 من سورة آل عمران (لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ)، وقد يُسمح للمسلمين بإعلان الكفر في حالة الإكراه، شريطة أن يبقى الإيمان في قلوبهم".

وذكر أنّ: "نبي الإسلام استخدم التقية في معاهدة الحديبية مع قبيلة قريش؛ الكثير من الباحثين ينظرون إلى هذه المعاهدة على أنها تقية استراتيجية، حيث وافق النبي على الصلح بنية فتح مكة فيما بعد، وهو الهدف الذي حققه في النهاية".

وزعم الكاتب أنّ: "حنكة الجولاني الاستراتيجية تشبه حنكة زعيم منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات. ففي خطابٍ ألقاه في جوهانسبرغ في 10 أيار/ مايو 1994، قارن عرفات بين اتفاقات أوسلو وصلح الحديبية قبل نقضه".

وحسب الكاتب، قد: "أثبت التاريخ أن عرفات كان يعني ما قاله، وهو ما أثبتته الانتفاضة الثانية وحادثة سفينة الأسلحة كارين إيه".


توجيهات أردوغان
اعتبر الكاتب أنّ: "الجولاني لديه مرشد بارع هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو الذي ساعده على خداع الغرب"، مضيفا أنّ: "تركيا التي تعتبر معقلا لجماعة الإخوان المسلمين، تتفوق في التلاعب الدبلوماسي وفي تشكيل تصورات الغرب، وهو ما حدث من خلال تعليمات إلى الجولاني بكيفية إظهار واجهة براغماتية تخدم أهدافه الإيديولوجية والسياسية".

وزعم أنّ: "إحدى التكتيكات الرئيسية في استراتيجية الجولاني هي مفهوم "الهدنة" – أي التعليق المؤقت للأعمال العدائية – وهو مستمد من التاريخ الإسلامي".

وأضاف أنه: "وفقًا لسنة نبي الإسلام، فإن الهدنة مسموح بها عندما يكون المسلمون في حالة ضعف، مما يتيح الفرصة لإعادة تنظيم صفوفهم وزيادة قوتهم قبل استئناف الصراع. وعندما سُئل الجولاني عن العلاقات مع إسرائيل أو الحروب المستقبلية، لم يستبعد إمكانية العودة للقتال".

الوهم الغربي
تابع الكاتب، أن "الباحثين والسياسيين والصحفيين في الغرب الذين يفتقرون إلى فهم السياق الثقافي والديني، يفسرون تصريحات الجولاني وتصرفاته على أنها خطوة نحو تبني نسخة حديثة من الإسلام، لكن الحقيقة البسيطة -حسب تعبيره- هي أن الجولاني لا يزال يعتنق الفكر الجهادي من الناحية العقائدية، ولا تشمل أهدافه على المدى البعيد السلام أو الازدهار بالمفاهيم الغربية".

وختم الكاتب بأنه: "استنادًا إلى تجربته التي تمتد لـ30 سنة في غرف الاستجواب مع بعض من أخطر الإرهابيين والجواسيس العرب، يجب على الغرب أن ينظر إلى الشرق الأوسط وقادته من خلال عدسة واقعية تستند إلى فهم السياق الثقافي والديني في المنطقة".

إلى ذلك اتّهم الجولاني بأنه: "ليس براغماتيًا بالمعنى الغربي، بل هو استراتيجي ماهر يستخدم الدبلوماسية والتاريخ الديني والمفاهيم الغربية المغلوطة لتحقيق أهدافه".


لا لتخفيف العقوبات 
من جانبه، اعتبر الكاتب، إريك ماندل، في مقال آخر بصحيفة "جيروساليم بوست" العبرية، أنه: "ليس من صالح الغرب أن يرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا في الوقت الحالي"، مشككا في الوقت نفسه من الصورة التي يريد حكام سوريا الجدد إظهارها للعالم.

وقال الكاتب إن صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، نشرت مقالًا افتتاحيًا، متخفيًا في شكل مقال إخباري، على الصفحة الأولى، دعت فيه الغرب إلى "تخفيف العقوبات المالية لمساعدة الاقتصاد السوري".
وأضاف أن الكاتبة، باتريشيا كوهين، كتبت في هذا السياق أن "هناك اتفاقا واسع النطاق على أن الخطوة الأكثر أهمية في إعادة بناء الاقتصاد السوري لا يمكن أن تقوم بها إلا الولايات المتحدة: رفع العقوبات".

وكانت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، قد التقت الأسبوع الماضي، بزعيم هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، وقالت: "لقد ناقشنا الحاجة الماسة لضمان ألا تشكل الجماعات الإرهابية تهديدًا داخل سوريا أو خارجها..".

وأبرز المقال: "بناءً على مناقشاتنا، أخبرته بأننا سوف نلغي المكافأة التي عرضناها ضمن برنامج المكافآت من أجل العدالة". ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" عن المسؤولة الأمريكية قولها، إنّ: "الشرع التزم بنبذ الإرهاب".

وحسب الكاتب، فإنّ: "إلغاء مكافأة الـ 10 ملايين دولار أمريكي التي رصدتها الولايات المتحدة في وقت سابق من أجل أي معلومات تؤدي للقبض على زعيم هيئة تحرير الشام، لا يمكن أن يمحو تاريخه كزعيم منظمة جهادية متطرفة سفكت الكثير من الدماء".

وأضاف أنّ: "تاريخ الجهاديين السنة الذين يسيطرون على الدول الاستبدادية ويعدون بالاعتدال والتسامح مقابل التطبيع مع الغرب ليس مشجعًا، مشيرا إلى حركة طالبان في أفغانستان، وجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والفوضى المستمرة في ليبيا ما بعد القذافي".

وقال الكاتب في هذا السياق: "دعونا نلقي نظرة على سجل الشرع في مجال حقوق الإنسان قبل أن نفقد صوابنا ونصدق كلام زعيم هيئة تحرير الشام، لقد تم إنشاء هيئة تحرير الشام قبل 13 سنة على يد قيادات القاعدة وداعش، وجميعهم تصنفهم الولايات المتحدة كإرهابيين".

 "قد ذكرت الحكومة الأمريكية أن هيئة تحرير الشام ارتكبت جرائم حرب متمثلة في الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي السنة الماضية" بحسب الكاتب نفسه.

وتابع: "أضف إلى ذلك التعذيب، وفرض الشريعة الإسلامية بشكل صارم في محافظة إدلب التي كانوا يديرونها في شمال غرب سوريا، وإدارة السجون السرية، وقتل الصحفيين، وقمع النساء، وإعدام المعارضين، واستخدام الأطفال كجنود".

ونقل الكاتب عن الخبير في مكافحة التجسس والإرهاب في معهد واشنطن، ماثيو ليفيت، قوله: "يجب أن لا تستند السياسة الأمريكية في سوريا مستقبلا على الثقة بأقوال المسؤولين السوريين الجدد بل على التحقق من أفعالهم... قبل التفكير في رفع العقوبات".

واعتبر الكاتب أنّ: "الأمر الأكثر ضررا على مصالح الولايات المتحدة الأمنية أن أحد الخبراء الذين ظهروا في مقال "نيويورك تايمز" اقترح أن يتخلى الحليف الكردي السوري، أي قوات سوريا الديمقراطية، عن عائدات حقول النفط لصالح الجهاديين الذين سيقودون الحكومة القادمة في دمشق".

وقال المدير المشارك لمركز دراسات الشرق الأوسط في جامعة أوكلاهوما، جوشوا لانديس: "كان النفط يوفر في السابق حوالي نصف عائدات البلاد، وهذه الحقول من حق الحكومة في دمشق ويجب أن تعود إلى سيطرتها".

المساعدات الخارجية أداة مهمة
أكد الكاتب أن وجهة نظره تستند إلى إيمانه بأهمية وفعالية المساعدات الخارجية الأمريكية التي تخلق نفوذًا وتأثيرًا أمريكيًا كبيرًا، والتي تبقى واحدة من أهم أدوات تعزيز مصالح الأمن القومي الأمريكي، رغم آراء الانعزاليين.

واعتبر أنّ: "الصين فرضت نفسها كخصم رئيسي للولايات المتحدة في أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا من خلال مبادرة الحزام والطريق، وقوضت مصالح الولايات المتحدة من خلال الاستثمار في الدول المتخلفة".
وأضاف: "لسوء حظ هذه الدول، ينتهي بها الأمر بقبول قروض غير قابلة للسداد يستخدمها الصينيون للتلاعب وابتزاز الدول الفقيرة، وهذا يمثل ضربة للمصالح الأمريكية".

وأبرز الكاتب أنّ: "الدافع الأمريكي هو مساعدة المدنيين المتضررين من الحروب في غزة ولبنان وسوريا، ويتفق هذا الدافع مع مصالح الولايات المتحدة القائمة على قيمها كمنارة للديمقراطية، ولكن المساعدات ستؤدي إلى نتائج عكسية وستكون مضيعة لأموال دافعي الضرائب الأمريكيين ما لم يتم التأكد من نوايا الحكومة الجديدة في دمشق".

وحسب رأيه، فإنه: "لا تزال الحكومة اللبنانية خاضعة لهيمنة حزب الله، الحركة المدعومة إيرانيًا، ومساعدات إعادة الإعمار في البلاد لن تكون استثمارًا أمريكيًا جيدًا ما لم تتحرر الحكومة اللبنانية القادمة من الحزب، مشددا على أنه لا ينتظر تغييرًا حقيقيًا في دولة لبنان الفاشلة خلال الانتخابات القادمة".

أما في غزة، فتابع بأنه: "المساعدات الإنسانية ضرورية، لكن إعادة بناء البنية التحتية للقطاع قبل التأكد من عدم عودة حماس إلى السلطة هو استثمار سيء لتعزيز مصالح الولايات المتحدة أو مصالح حليفتها إسرائيل".

ويتابع: "إذا كانت حماس تعتقد أن المناطق المدنية التي تستخدمها لمصانع الأسلحة واحتجاز الأسرى وإخفاء الذخائر سيتم إعادة بنائها كما حدث بعد الحروب السابقة منذ 2008، سيتم التلاعب بالولايات المتحدة مرة أخرى، ويجب أن نرفض ذلك".

وأكد أنه: "باستثناء المساعدات الإنسانية من الماء والغذاء والوقود التي يجب تنظيمها بإحكام، وبعيدًا عن المنظمات غير الحكومية التي تتعاون مع حماس مثل الأونروا، يجب ألا تستثمر أمريكا أي أموال في إعادة الإعمار حتى تتأكد من أن حماس لا يمكن أن تكون جيشًا أو سلطة حاكمة مرة أخرى، وهذا سيستغرق وقتًا وصبرًا".

وأضاف الكاتب أنّ: "إدارة الكفاءة الحكومية الجديدة التي سيديرها إيلون موسك وفيفيك راماسوامي تتحمل مسؤولية كبيرة بعدم إهدار أموال دافعي الضرائب، ما يعني عدم تقديم مساعدات إعادة الإعمار لغزة ولبنان وسوريا بشكل يتجاوز الاحتياجات الإنسانية الأساسية، وحتى يتم ترتيب الوضع الفوضوي والتأكد من نوايا السلطات الحاكمة".


وختم الكاتب بأنه: "قبل الابتهاج بصعود هيئة تحرير الشام إلى سدة الحكم والاقتناع بتصريحات مبعوث الأمم المتحدة لسوريا، غير بيدرسن، الذي قال إن قادة المعارضة السورية أدلوا بـ"تصريحات مطمئنة" حول تشكيل حكومة "وحدة شاملة"، يجب أن تتوقف الولايات المتحدة قليلا وتتذكر المبادئ الأيديولوجية المتطرفة لهيئة تحرير الشام".

وحسب تعبيره: "يجب أن تضع الإدارة القادمة خطة لمساعدة سوريا عبر استراتيجية العصا والجزرة؛ أي أن تكافئ الخطوات الملموسة تجاه الموقف الأمريكي، وتستمر في استخدام عصا العقوبات..".
واستطرد: "يجب أن يكون نهج الولايات المتحدة هو تقديم المساعدات الإنسانية، ولكن لا للمساعدات الأمريكية لإعادة الإعمار أو تخفيف العقوبات إلى أن تتأكد بشكل لا لبس فيه أن سوريا لن تكون جهادية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الجولاني سوريا سوريا الجولاني سلطة دمشق المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة مصالح الولایات المتحدة زعیم هیئة تحریر الشام فی الشرق الأوسط إعادة الإعمار الکاتب أن وأضاف أن على أنها على أنه من خلال فی دمشق على أن یجب أن من أجل

إقرأ أيضاً:

ثلاثة مسارات تغيير في الشرق الأوسط

كتب ناصيف حتي في "الشرق الأوسط":     ثلاثة مسارات تغيير أساسية، عناوينها باختصار "فلسطين، وسوريا، وإيران" تطبع بشكل أساسي تطور الأوضاع في الشرق الأوسط، وبالتالي طبيعة النظام الإقليمي الذي سيتبلور مستقبلاً. مسارات تحمل سيناريوهات مختلفة، ما زال من المبكر الحكم أو التنبؤ حول أي سيناريو في كل من هذه المسارات سيصبح هو الواقع الجديد. ومن نافل القول إن هذه المسارات تؤثر وتتأثر ببعضها بعضاً بأشكال مختلفة في تطورها؛ بسبب التأثير المتبادل في الجغرافيا السياسية في الإقليم. تزيد من ذلك خصوصية الإقليم الشرق أوسطي؛ بسبب الترابط المجتمعي، الذي يعزز ويتعزز بهويات عقائدية وسياسية عابرة للدول.   أول هذه المسارات التغييرية الحرب الإسرائيلية التي بدأت في غزة ولم تنتهِ بعد، وتوسَّعت إلى لبنان. ولم يمنع الاتفاق الذي تم التوصل إليه من استمرار الأعمال العسكرية الإسرائيلية تحت عنوان "الدفاع الاستباقي". بينما تعمل السلطات اللبنانية على بسط سيطرتها الكاملة على منطقة جنوب الليطاني. يندرج ذلك في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى الإمساك كلياً بقرار الحرب والسلم "ووحدانية السلاح" في يد الدولة اللبنانية عبر مؤسساتها المعنية.     عنصر تفجير آخر في هذا الإطار يتمثل في استمرار وتصعيد السياسة الإسرائيلية في اتخاذ إجراءات استكمال ضم الضفة الغربية، في حين ما زالت دبلوماسية الهدن هي التي تحكم المسار التفاوضي حول غزة. فهل نبقى ضمن منطق احتواء وخفض الحرب الدائرة مع هدن مؤقتة مهما طال عمرها للعودة إلى انفجار جديد في مستقبل قريب أو أبعد. هل سنرى تبلور حراك عربي - دولي عشية القمة العربية في منتصف الشهر المقبل تحضيراً لإعادة إحياء عملية السلام عبر مسار، ليس بالسهل طبعاً، ينطلق من المؤتمر الدولي الذي سيُعقد في يونيو (حزيران) المقبل في نيويورك برعاية مشتركة سعودية - فرنسية تحت عنوان "حل الدولتين"، أم سنعود إلى الحروب المتقطعة والهدن المؤقتة؟   المسار الثاني يتعلق بمستقبل سوريا التي، بحكم موقعها، تؤثر بشكل كبير في الاستقرار الإقليمي في المشرق بشكل خاص وفي الشرق الأوسط عموماً. ما تطمئن هي المواكبة العربية الواسعة ويد المساعدة التي امتدت إلى سوريا في مرحلة دقيقة وصعبة في تاريخها. لكن تبقى المخاوف قائمة من السقوط في حالة من الفوضى أياً كانت درجة قوتها وامتدادها الجغرافي، وتفشي النزاعات والخلافات المتعددة التي تمنع أو تعرقل إعادة بناء الاستقرار على أسس جديدة: الاستقرار الذي يبقى الشرط الضروري لبناء سوريا جديدة يقوم على مشاركة فاعلة وفعلية لجميع مكوناتها السياسية والاجتماعية في النظام الجديد، وهذا أمر أكثر من ضروري، ليس فقط لسوريا بل للاستقرار الإقليمي أيضاً.   المسار الثالث يتعلق بمستقبل المفاوضات النووية الأميركية - الإيرانية، التي تتعدى النووي إلى مجالات أخرى تتعلق بسياسات إيران في المنطقة وأدوارها. أسئلة عديدة تطرح في هذا السياق: هل ترضى إيران باتفاق فيما يتعلق بنسبة تخصيب اليورانيوم أقل من الاتفاق الذي تم التوصل إليه عام 2015 وخرج منه ترمب؟ هل سترضى بالتخلي كلياً عن أي قدرة نووية (نموذج ليبيا 2003)، أم سيتم التوصل إلى ضمانات مختلفة تعطى لواشنطن قد تتخطى النووي إلى السياسي والاقتصادي والأمني في مقابل موافقتها على تملك إيران "بعض النووي"، أم في حال الفشل هل ستعطي واشنطن الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب المنشآت النووية الإيرانية مع التداعيات المختلفة لهذا السيناريو؟ كلها أسئلة مطروحة أيضاً في المسار التغييري الثالث حسب ما أشرنا إليه في البداية.  
أي سيناريوهات ستنتج عن هذه المسارات ستحدد بشكل كبير مستقبل التطورات في المنطقة وطبيعة النظام الإقليمي الذي سيتبلور.     مواضيع ذات صلة نتنياهو: حققنا إنجازات تاريخية ونعمل على تغيير شكل الشرق الأوسط Lebanon 24 نتنياهو: حققنا إنجازات تاريخية ونعمل على تغيير شكل الشرق الأوسط 20/04/2025 06:14:36 20/04/2025 06:14:36 Lebanon 24 Lebanon 24 نتنياهو: غيرنا وجه الشرق الأوسط باغتيال نصرالله والسنوار وغيرهم Lebanon 24 نتنياهو: غيرنا وجه الشرق الأوسط باغتيال نصرالله والسنوار وغيرهم 20/04/2025 06:14:36 20/04/2025 06:14:36 Lebanon 24 Lebanon 24 نتنياهو: غيّرنا وجه الشرق الأوسط باستهداف نصرالله والسنوار Lebanon 24 نتنياهو: غيّرنا وجه الشرق الأوسط باستهداف نصرالله والسنوار 20/04/2025 06:14:36 20/04/2025 06:14:36 Lebanon 24 Lebanon 24 نتنياهو: نحن نغيّر وجه الشرق الأوسط وقضينا على كثير من أذرع الشر التابعة لإيران Lebanon 24 نتنياهو: نحن نغيّر وجه الشرق الأوسط وقضينا على كثير من أذرع الشر التابعة لإيران 20/04/2025 06:14:36 20/04/2025 06:14:36 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان عربي-دولي قد يعجبك أيضاً أورتاغوس على خط السجالات المرتبطة بسلاح "حزب الله".. وموقف إيراني يحذّر Lebanon 24 أورتاغوس على خط السجالات المرتبطة بسلاح "حزب الله".. وموقف إيراني يحذّر 22:59 | 2025-04-19 19/04/2025 10:59:35 Lebanon 24 Lebanon 24 ردود فعل لبنانية رافضة لتصعيد "حزب الله": الحوار هو الحل Lebanon 24 ردود فعل لبنانية رافضة لتصعيد "حزب الله": الحوار هو الحل 23:04 | 2025-04-19 19/04/2025 11:04:14 Lebanon 24 Lebanon 24 جلسة نيابية مرتقبة لمواكبة "اجتماعات الربيع" في واشنطن Lebanon 24 جلسة نيابية مرتقبة لمواكبة "اجتماعات الربيع" في واشنطن 23:05 | 2025-04-19 19/04/2025 11:05:50 Lebanon 24 Lebanon 24 في الميناء.. توقيف شاحنة تقل "سوريين" Lebanon 24 في الميناء.. توقيف شاحنة تقل "سوريين" 17:18 | 2025-04-19 19/04/2025 05:18:23 Lebanon 24 Lebanon 24 مقدمات النشرات المسائيّة Lebanon 24 مقدمات النشرات المسائيّة 16:55 | 2025-04-19 19/04/2025 04:55:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة بعد شطبها من نقابة الفنانين السوريين.. دولة تتّخذ قراراً مفاجئاً بحقّ سلاف فواخرجي Lebanon 24 بعد شطبها من نقابة الفنانين السوريين.. دولة تتّخذ قراراً مفاجئاً بحقّ سلاف فواخرجي 05:29 | 2025-04-19 19/04/2025 05:29:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بـ"كلمة واحدة".. ماذا قالت أورتاغوس عن خطاب نعيم قاسم؟ Lebanon 24 بـ"كلمة واحدة".. ماذا قالت أورتاغوس عن خطاب نعيم قاسم؟ 00:24 | 2025-04-19 19/04/2025 12:24:17 Lebanon 24 Lebanon 24 هو متزوّج... هل يتزوّج هذا الممثل السوريّ من باميلا الكيك شاهدوا ما قاله Lebanon 24 هو متزوّج... هل يتزوّج هذا الممثل السوريّ من باميلا الكيك شاهدوا ما قاله 08:14 | 2025-04-19 19/04/2025 08:14:14 Lebanon 24 Lebanon 24 إبنها أعلن الخبر... وفاة فنانة بارزة بعد صراع مع المرض (صورة) Lebanon 24 إبنها أعلن الخبر... وفاة فنانة بارزة بعد صراع مع المرض (صورة) 08:26 | 2025-04-19 19/04/2025 08:26:49 Lebanon 24 Lebanon 24 "إنتخابياً".. هذا ما فعله مبلغ 10 مليون ليرة Lebanon 24 "إنتخابياً".. هذا ما فعله مبلغ 10 مليون ليرة 02:15 | 2025-04-19 19/04/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 22:59 | 2025-04-19 أورتاغوس على خط السجالات المرتبطة بسلاح "حزب الله".. وموقف إيراني يحذّر 23:04 | 2025-04-19 ردود فعل لبنانية رافضة لتصعيد "حزب الله": الحوار هو الحل 23:05 | 2025-04-19 جلسة نيابية مرتقبة لمواكبة "اجتماعات الربيع" في واشنطن 17:18 | 2025-04-19 في الميناء.. توقيف شاحنة تقل "سوريين" 16:55 | 2025-04-19 مقدمات النشرات المسائيّة 16:30 | 2025-04-19 مأساة في عكار.. "حافلة" تقتل سيدة! فيديو ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود 01:00 | 2025-04-15 20/04/2025 06:14:36 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو) 04:17 | 2025-04-14 20/04/2025 06:14:36 Lebanon 24 Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو) Lebanon 24 جويس عقيقي تتمنى مُقابلة بشار الأسد لهذا السبب.. وهذا ما قالته عن ترك هشام حداد محطة الـ MTV (فيديو) 01:42 | 2025-04-12 20/04/2025 06:14:36 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • عاجل - ترامب يعلن استهداف مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في اليمن
  • من غزة إلى الموصل ودمشق.. البابا فرنسيس في عيون سكان الشرق الأوسط؟
  • ما حجم استفادة دول الشرق الأوسط من الحرب التجارية؟
  • تقدير إسرائيلي باستبعاد مهاجمة إيران مع استمرار المفاوضات مع الولايات المتحدة
  • الشرق الأوسط على المقاس الإسرائيلي!
  • وكالة الفضاء الأوروبية تفرض قيود على الصور الفضائية لليمن  
  • الكاردينال الوحيد من الشرق الأوسط.. ساكو مرشحا لخلافة بابا الفاتيكان
  • التحركات الأخيرة في حضرموت ومشروع “الشرق الأوسط الجديد”
  • الشرق الأوسط يحترق… والشعوب وحدها تدفع الثمن
  • ثلاثة مسارات تغيير في الشرق الأوسط