تواجه روسيا تحديات إستراتيجية عقب سقوط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، بعدما كانت على مدار العقد الأخير أبرز اللاعبين في المشهد السوري، لكنها تبدو حاليا أمام خيارات محدودة في سوريا الجديدة.

ويرفض الكرملين توصيف ما حدث في سوريا على أنه هزيمة لروسيا، لكن انهيار نظام الأسد حجّم بشكل كبير النفوذ الروسي وجعل آفاق بقاء القواعد العسكرية الروسية في سوريا ضبابية للغاية.

ووفق تقرير بثته الجزيرة، تعاملت موسكو ببراغماتية مع حكام سوريا الجدد الذين كانت تصفهم "بالإرهابيين"، إذ تصب التعديلات التشريعية الأخيرة بشأن رفع التنظيمات المحظورة من قوائم الإرهاب الروسية في هذا الاتجاه.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال مؤخرا إن روسيا جاءت إلى سوريا "بغية عدم إنشاء جيب إرهابي هناك، ولقد حققنا هدفنا"، مشيرا إلى أن "الجماعات التي كانت تقاتل القوات الحكومية خضعت لتغييرات داخلية".

وشدد بوتين على ضرورة التفكير في مستقبل قواعد بلاده بسوريا، وكيفية تطوير علاقات موسكو مع القوى السياسية التي تسيطر على الوضع في دمشق، مؤكدا أهمية أن "تتوافق مصالحنا".

ويرى مراقبون -وفق التقرير- أن توافق المصالح "مهمة تبدو معقدة لموسكو، لكنها ليست مستحيلة"، رغم الضغوط الغربية والإقليمية على حكام دمشق الجدد لإخراج روسيا من المشهد الجيوسياسي في المنطقة.

إعلان

وأعرب محلل سياسي -في حديثه للجزيرة- عن قناعته أن الجميع يدرك أنه من دون روسيا لا يمكن للشرق الأوسط أن يتطور بشكل متين لكونه يتعرض لضغط هائل من أميركا وإسرائيل.

وخلص إلى أن "روسيا قادرة على إيجاد توازن في المنطقة تمنح الشعوب العربية مساحة للمناورة".

وبعد سقوط الأسد، قالت سلطات سوريا الجديدة إنها منحت لموسكو فرصة لتصحيح علاقات روسيا مع الشعب السوري، وهو ما يرى مراقبون أنه يحتاج إلى جهود روسية هائلة.

وفي هذا السياق، قال رئيس الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع للجزيرة نت إن السلطات المختصة تجمع الأدلة من أجل محاكمة بشار الأسد على الفظاعات والانتهاكات المروعة التي وقعت في سجونه.

وحسب التقرير، فإن روسيا أمام خيارات محدودة في سوريا؛ إذ عليها تصحيح العلاقات والبقاء وما يتطلبه الأمر من تنازلات في مسألة العدالة الانتقالية قد يكون الأسد فيها ورقة للمساومة، أو المغادرة وخسارة نفوذ لطالما سعت إليه موسكو في شرق البحر الأبيض المتوسط.

وبشأن وجود قوات روسية في قاعدتين روسيتين في اللاذقية وطرطوس، قال الشرع إن سوريا وروسيا تتمتعان بعلاقات إستراتيجية قديمة، وشدد على أهمية بناء علاقات إستراتيجية مع روسيا على أساس سيادة سوريا واستقلال قرارها.

وفي مقابلة مع "بي بي سي"، منح الشرع الضوء الأخضر للروس من أجل البقاء في سوريا مبدئيا، مستبعدا انفكاك دمشق عن موسكو بشكل سريع، مشيرا إلى وجود قنوات تواصل مع الروس و"اتفاقيات جائرة جرت بين النظام السابق وروسيا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی سوریا

إقرأ أيضاً:

مفاجأة كبيرة.. أمريكا تحمي روسيا برفض مراقبة أسطول الظل الروسي

رفضت الولايات المتحدة اقتراحًا كنديًا بإنشاء فريق عمل من شأنه أن يتعامل مع ما يسمى “أسطول الظل الروسي” من ناقلات النفط، حيث تعيد إدارة ترامب تقييم مواقفها عبر المنظمات المتعددة الأطراف، وفقًا لمصادر مطلعة، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.

مُسلح يطلق النار قرب مكان إقامة ترامب.. تفاصيلإعلان الطوارئ بنيويورك.. كارثة حرائق غابات جديدة بالولايات المتحدةمطارات ألمانيا تواجه اضطرابات كبرى بسبب إضراب نقابي.. غدًاصحافة عالمية.. عائلات الأسرى تهاجم نتنياهو وتطالبه بالإفراج عن الأسرى عبر الاتفاق مع حماس.. واستياء إسرائيلي من لقاء أمريكي حمساويزيلنسكي: روسيا هاجمتنا هذا الأسبوع بـ 1200 قنبلة و870 مسيرة و80 صاروخًا

ستستضيف كندا، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجموعة السبع هذا العام، قمة لوزراء الخارجية في شارلفوا في كيبيك، الأسبوع المقبل.

في المفاوضات لصياغة بيان مشترك بشأن القضايا البحرية، تدفع الولايات المتحدة إلى تعزيز لغة البيان على حول الصين مع تخفيف الصياغة بشأن روسيا، وفقًا للأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

يُستخدم مصطلح "أسطول الظل" للإشارة إلى ناقلات النفط القديمة المخفية للتغلب على العقوبات الغربية المفروضة على موسكو منذ أن شنت عمليات عسكرية واسع النطاق لأوكرانيا في عام 2022.

بالإضافة إلى الاعتراض على اقتراح كندا بإنشاء فريق عمل لمراقبة انتهاكات العقوبات، يُظهر مسودة بيان مجموعة الدول السبع التي اطلعت عليها “بلومبرج نيوز” أن الولايات المتحدة دفعت إلى إزالة كلمة "عقوبات"، بالإضافة إلى الصياغة التي تشير إلى "قدرة روسيا على مواصلة حربها" في أوكرانيا من خلال استبدالها بـ "كسب الإيرادات".

في الصياغة حول سلامة وأمن البحار، دفعت الولايات المتحدة إلى تسمية الصين بشكل مباشر، بما في ذلك الإشارة إلى الخطر على "الأرواح وسبل العيش" الناجم عن تحركاتها "لفرض المطالب البحرية غير القانونية"، ومناوراتها الجوية، وبحر الصين الجنوبي على وجه التحديد.

لا تكون بيانات مجموعة الدول السبع نهائية حتى يتم نشرها بالإجماع، ولا تزال المفاوضات مستمرة وقد تسفر عن تغييرات كبيرة قبل أو أثناء القمة.

ومع ذلك، توترت العلاقات بين الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى بشكل كبير.

على سبيل المثال، لم يتمكن الحلفاء الشهر الماضي من نشر بيان مشترك لإحياء الذكرى الثالثة للتدخل الروسي الكامل لأوكرانيا - وهو ما فعلوه في العامين السابقين - بعد أن عارضت الولايات المتحدة الإدانة القوية لروسيا.

وأضاف الأشخاص أن واشنطن تقاوم أيضًا الإشارات إلى الاستدامة البحرية، فضلاً عن الجهود المبذولة لإنشاء مرصد بحري لتتبع تغييرات الحدود كونها قضية رئيسية في النزاعات البحرية على مستوى العالم، بما في ذلك في بحر الصين الجنوبي.

مقالات مشابهة

  • مفاجأة كبيرة.. أمريكا تحمي روسيا برفض مراقبة أسطول الظل الروسي
  • رئيس صندوق الاستثمارات الروسي يؤكد ضرورة التعاون بين موسكو وواشنطن في القطب الشمالي
  • موسكو تحتضن حوارا عالميا لاستشراف مستقبل الاستثمار في التكنولوجيا كقاطرة للنمو الاقتصادي
  • جنرال أمريكي سابق: ترامب بحاجة لإقامة علاقات قوية مع روسيا
  • 4 مجالات استثمار واعدة تبحثها مبادرة حوار في موسكو حول مستقبل الاقتصاد العالمي
  • الخارجية ترحب بقرار منظمة التعاون الإسلامي استئناف عضوية سوريا بعد سقوط نظام الأسد
  • قطر تدين الجرائم التي ترتكبها مجموعات "خارجة عن القانون" في سوريا
  • روسيا تدعو إلى التهدئة ووقف سفك الدماء في سوريا
  • الساحل السوري يتحرك ويفجر أسئلةً كبرى حول مستقبل العلاقة مع دمشق
  • يهود أمريكيون يطالبون ترامب برفع العقوبات عن سوريا لإعادة بناء المعابد اليهودية