قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "الأشقاء السوريين حققوا نصرا عظيما ومؤزرا" بعد نضال دام 13 عاما.

وأضاف في خطاب ألقاه، الأربعاء، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية: "أحيي بكل احترام أشقاءنا السوريين الذين حققوا نصرا عظيما ومؤزرا بعد نضال دام 13 عاما".

وأضاف: "باسمي وباسم حزبي وتركيا والشعب التركي، أحيي بكل احترام أبناء بلاد الشام الأبطال الشجعان، الكرام الذين لم ينحنوا للظلم والطغاة، وأقول لهم مبارك عليكم هذا النصر".




وبعد قراءته الآيات الأولى من سورة الفتح، قال أردوغان: "نحمد الله لأنه أشرك أمتنا في فرحة هذا النصر المجيد مع المظلومين السوريين. نشكر الله الذي جعلنا ندرك هذا اليوم، وكتب لنا أن نشهد تحرير سوريا".

وذكر أنه "منذ 3 أسابيع وحلفاء الأسد في حداد، وبدأت تتكشف نواياهم في صب جام غضبهم جراء فقدانه".

وأضاف أردوغان: "سنحقق هدفنا المتمثل في جعل تركيا خالية من الإرهاب خلال الفترة المقبلة باستخدام جميع الأدوات المتاحة لدولتنا".

وتابع: "سنقضي على التنظيم الإرهابي الذي يحاول بناء جدار من دم بيننا وبين أشقائنا الأكراد، وإذا كانت لديه حسابات فنحن أيضا لدينا حساباتنا".

وفي السياق، أكد أردوغان أن هدف تركيا الوحيد هو ضمان السلام والرفاهية والاستقرار بأقوى الأشكال في كل شبر من أراضي المنطقة بدءا من سوريا.

وذكر الرئيس أردوغان أن الأحداث في سوريا بدأت في 15 آذار/ مارس 2011، عندما تم اعتقال طفل في درعا بسبب كتابات على الحائط، وتعذيبه واستشهاده على يد قوات النظام الغاشمة".

ولفت إلى أن الأسد ونظام البعث اختارا قمع الاحتجاجات السلمية بطريقة دموية للغاية، على الرغم من كل التوصيات ذات النوايا الحسنة التي قدمتها تركيا.

وأضاف أن الأسد استمر في قمع شعبه وزاد من طغيانه، بالرغم من وجود إمكانية وقف إراقة الدماء وإنهاء الصراع.

وأشار أردوغان، إلى أن الجارة سوريا جرت إلى الفوضى وعدم الاستقرار بشكل كبير بسبب سياسة المجازر التي اتبعها النظام لأكثر من 13 عاما.

وأوضح أن المدن والقرى والمعالم التاريخية، التي تعد أفضل الأمثلة على الحضارة الإسلامية، تعرضت للقصف والتدمير.

وأردف أردوغان: "استشهد مليون من أشقائنا السوريين إما نتيجة مجازر النظام ومؤيديه أو هجمات التنظيمات الإرهابية مثل داعش وبي كي كي. ليتغمد الله جميع شهدائنا برحمته ويسكنهم الجنة".

وقال إن أكثر من 12 مليون سوري اضطروا إلى مغادرة منازلهم ومسقط رأسهم ووطنهم. و أن 3.6 ملايين منهم لجأوا إلى تركيا، وقسم آخر لجأ إلى دول أخرى في المنطقة وإلى أوروبا.

واستذكر الرئيس التركي، السوريين الذين غرقوا في البحر، والذين أغرقت قواربهم وتُركوا وسط البحر ليواجهوا الموت، والذين تعرضوا لمختلف أنواع التعذيب على البوابات الحدودية في أوروبا بعد أن غادروا سوريا لإنقاذ حياتهم وعلى الأقل تأسيس حياة آمنة لأنفسهم ولأسرهم.



ولفت إلى وقوع فظائع لا حصر لها في سوريا على يد النظام وأزلامه تجعل الإنسان يخجل من إنسانيته.

وتساءل أردوغان: كيف يمكننا أن ننسى تلك الصورة البريئة للطفل إيلان، التي ظلت عالقة في ذاكرتنا وقلوبنا مثل المسمار؟ كيف يمكننا أن ننسى النظرات الخائفة لطفلنا عمران الذي كان وجهه مغطى بالدماء، فكوت قلوبنا؟ كيف ننسى الأطفال الذين ماتوا في المدارس التي تحولت إلى أنقاض بفعل البراميل المتفجرة؟.

وأردف: "كيف ننسى النساء والشيوخ الذين قُتلوا بطريقة وحشية بالكيماوي في الغوطة وخان شيخون؟ وكيف يمكن لأي منا أن ينسى العار الذي تعرضت له النساء السوريات اللاتي انتهكت عفتهن أمام أعين أزواجهن؟".

وتابع: "كيف يمكننا أن ننسى همجية وقسوة أولئك الشبيحة أشباه البشر الذين استمتعوا بقتل المدنيين؟ وكيف يمكن أن ننسى التعذيب، والقتل الجماعي، والإعدامات خارج نطاق القانون التي جرت في سجون مثل صيدنايا التي حولها النظام إلى مسلخ بشري؟".

وأكد أردوغان، أنه لا يمكنهم نسيان اللامبالاة التي أظهرها ما يسمى بالعالم المتحضر بينما كانت تحدث كل تلك الأعمال الوحشية اللاإنسانية لمدة 13 عامًا في سوريا، وكذلك لن ينسوا الدعم الذي تم تقديمه إلى تنظيم "بي كي كي/ واي بي جي" الانفصالي عبر آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة بحجة القتال ضد داعش؟.

وأكد أنهم منذ لحظة اندلاع الأحداث في سوريا اعتمدوا سياسة تركز على الرحمة والعدالة.

وأضاف: "قلنا إننا سنقف في وجه الظالم وإلى جانب المظلومين وحققنا ذلك، وقلنا إننا لن نعيد من جاء إلى بابنا وطلب الأمان منا، و قلنا إننا لن نرسل أخوتنا للموت ولن نسلم الذين لجأوا إلينا للظلّام.

وشدد الرئيس أردوغان، على أنه قال حينها سندعم المظلومين بكل وسائلنا، حتى لو دفعنا الثمن السياسي بأنفسنا.

وذكر الرئيس أردوغان أن نضال الشعب السوري، المليء بالمعاناة والألم العميق والتضحيات، حقق النصر بتحرير دمشق في 8 ديسمبر.

وقال: "بعد 61 عاما من القمع، انهار نظام البعث وفر الأسد الجبان من سوريا، كما يليق به، حتى أنه باع أقرب الناس إليه. ومع سيطرة الثوار السوريين على دمشق، انفتحت الآن صفحة جديدة أمام هذا البلد".

وأضاف: "قامت تركيا بالتدخلات اللازمة طوال العملية لمنع المزيد من إراقة الدماء ومنع انتشار الصراعات إلى أماكن أخرى.

وأردف: "إن الثورة التي استمرت 13 عاما توجت بالنصر في 12 يوما، وهذا إنجاز عظيم بحد ذاته. ويعود الفضل لهذا النجاح لله أولا، وثم لإخواننا السوريين، لقد أنقذ الشعب السوري بلاده من براثن شبكة المجازر.

وأكد: "لقد دخل السوريون، بكل شرائحهم العرقية والطائفية والدينية إلى طريق سيحددون فيه مستقبلهم بأنفسهم. نشعر بسعادة غامرة لإخواننا وأخواتنا السوريين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية أردوغان سوريا سوريا أردوغان بشار الأسد المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا أن ننسى

إقرأ أيضاً:

عودة اللاجئين السوريين من مخيمات الأردن تتسارع بعد سقوط نظام الأسد

كشفت بيانات رسمية أردنية حديثة عن مغادرة مئات اللاجئين السوريين من مخيمي الزعتري والأزرق إلى سوريا خلال الفترة التي تلت سقوط نظام الأسد، من 10 كانون الأول /ديسمبر 2024 وحتى 19 كانون الثاني /يناير 2025، حسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

وبحسب ما نقلته "سي إن إن" عن وزارة الداخلية الأردنية، فقد غادر 1513 لاجئا من مخيم الزعتري، الذي يضم نحو 80 ألف لاجئ سوري وفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بينما غادر 704 لاجئين من مخيم الأزرق، الذي يحتضن حوالي 38 ألف لاجئ.

وأظهرت الإحصاءات أن إجمالي السوريين العائدين عبر معبر جابر الحدودي شمال الأردن منذ 6 كانون الأول /ديسمبر بلغ 73,288 شخصا، في وقت أعلنت فيه الحكومة الأردنية عن تسهيلات جديدة لتشجيع العودة الطوعية، وفقا لـ"سي إن إن".


وتشمل التسهيلات استخدام بطاقة الخدمة الخاصة بالجالية السورية أو الحصول على تذكرة مرور من وزارة الداخلية الأردنية لمن يفتقر إلى وثائق السفر.

وفي مخيم الزعتري، رصدت "سي إن إن" انتظام طوابير اللاجئين أمام مركز العودة الطوعية، حيث يسعى العائدون للحصول على الموافقات الرسمية بسرعة، بينما يتقدم آخرون بطلبات جديدة وسط إجراءات مبسطة من مديرية شؤون اللاجئين.


ومع تزايد أعداد العائدين، ظهرت شكاوى من بعض اللاجئين بشأن ارتفاع أجور النقل على خط عمّان-دمشق، حيث لا يلتزم بعض سائقي سيارات السفريات بالتسعيرة الرسمية، ما يضيف عبئاً مالياً على رحلة العودة.

يُذكر أن الأردن يستضيف نحو 1.3 مليون لاجئ سوري وفق الإحصاءات الرسمية، بينهم 611 ألفا مسجلون لدى المفوضية. ومع استمرار توافد العائدين بعد سقوط النظام، يُتوقع أن تشهد الأشهر المقبلة مزيدا من حالات العودة الطوعية.

مقالات مشابهة

  • احتفاء بعودة الفنان السوري سامر المصري إلى دمشق بعد سقوط النظام (شاهد)
  • تحذير إسرائيلي من دور أردوغان في سوريا.. يسعى لتعزيز نفوذه الإقليمي
  • الأمم المتحدة: 30% من اللاجئين السوريين ينوون العودة والعقوبات عائق رئيسي أمامهم
  • عميد المعتقلين السوريين يزور سجانه في السويداء
  • أعداد اللاجئين السوريين العائدين تسجل مستوى ملحوظا منذ سقوط نظام الأسد
  • الأمم المتحدة: 30% من اللاجئين السوريين بالشرق الأوسط يريدون العودة لبلادهم
  • الأمم المتحدة تكشف عن عدد السوريين الراغبين في العودة لديارهم.. ماذا قالت؟
  • رئيس حزب الجيد يشكّك في حبِّ أردوغان لبلاده
  • 3 دقائق تنغص على فرحة السوريين.. هل عاد ماهر الأسد؟
  • عودة اللاجئين السوريين من مخيمات الأردن تتسارع بعد سقوط نظام الأسد