يواجه قصر غمدان الأثري في العاصمة صنعاء خطر الانهيار، وظهر ذلك أخيراً بتساقط عشرات الأحجار من سوره، بعد تعرّضه لأضرار بالغة نتيجة الأمطار والسيول الغزيرة التي تضرب البلاد حالياً، إلى جانب عوامل جوية أخرى، في ظل إهمال الانقلابيين الحوثيين المتعمد وعبثهم، واستخدامه لأغراض عسكرية وتحويل منشآته سجوناً.

وأطلق ناشطون ومتخصصون في علم الآثار في صنعاء نداء استغاثة بعد تهدّم أجزاء من سور قصر غمدان، أو ما يسمى بـ«قصر السلاح»، محذرين من انهيار القصر بما يمثله من قيمة تاريخية ومعنوية لليمنيين، إلى جانب الخطر الذي يتهدد سكان المنازل المجاورة للقصر.

وتسبب تقاعس وإهمال الانقلابيين الحوثيين ونهبهم مخصصات الهيئات المعنية بالحفاظ على الآثار والمتاحف والمدن التاريخية بتعرض العديد من المواقع والمعالم الأثرية للعبث والنهب والتدمير المنظم، ومنها قصر غمدان الذي يتعرض سوره الضخم حالياً للانهيار، باعتراف القيادات الانقلابية التي تدير هيئة الآثار في صنعاء.


وخلال الشهر الحالي زارت هذه القيادات قصر غمدان الواقع شرق العاصمة صنعاء، وأقرّت بوجود أضرار بالغة في القصر وأسواره ومكوناته ومرافقه المعمارية وفي المسجدين اللذين ما زالا قائمين في باحته، إلا أنها اكتفت بمناشدة رجال المال والأعمال تقديم المساعدة لإنقاذ القصر، وهو ما يتبعه الانقلابيون عادة في تنصل واضح من المسؤولية.

 

ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»،عن سكان في محيط القصر مبدين مخاوفهم الكبيرة من استمرار تهدم أجزاء من سور القصر وسقوط أحجار منه على مقربة من منازلهم؛ ما يُهدد حياتهم وسلامتهم وأطفالهم، خصوصاً في ظل استمرار هطول الأمطار، والتي يتوقع أن تتزايد خلال الأسابيع المقبلة.

مطالب بالصيانة
من جهتها، أكدت المصادر المطلعة أن القصر الذي يعدّ مدينة متكاملة ويحوي مساحات كبيرة؛ يتعرض للإهمال والعبث والتخريب المتعمد، خصوصاً بعد تحويل الميليشيات الحوثية أجزاء كبيرة منه معسكراً تدريبياً ومخازن للسلاح، واستخدام بعض منشآته سجوناً وأقبية سرية للمعتقلين والمخفيين قسرياً.


ودعا السكان والعاملون في مجال الآثار في صنعاء المنظمات الدولية، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو)، إلى تحمل مسؤولياتها والقيام بواجباتها في الضغط على حكومة الانقلاب غير المعترف بها للالتزام بترميم أسوار ومكونات وملحقات القصر الأثري وصيانته بشكل دوري، وإزالة الاعتداءات والاستحداثات التي ارتكبها الانقلابيون في باحاته.

وأوضحوا للصحيفة بأن غالبية الآثار اليمنية، لا تزال تحت سيطرة الانقلابيين الحوثيين، وتواجه خطر الهدم والسرقة والنهب، محذرين من «فقدان مدينة صنعاء القديمة قيمتها ضمن مواقع التراث العالمي، بفعل ما تتعرض له منازلها وأسوارها وأسواقها من استهداف حوثي بالتشويه والهدم والعبث وطمس المعالم، وممارسات أخرى تستهدف روح المدينة وذاكرتها».

استهداف متعمد
وعلى مدى السنوات الماضية من عمر الانقلاب، اتهمت تقارير محلية ودولية الانقلابيين الحوثيين بشنّ حرب وحشية منظمة استهدفت مواقع ومعالم اليمن الأثرية والتاريخية، تارةً بالنهب والتهريب والبيع، وأخرى بالتفجير والقصف أو تحويلها مخازن أسلحة وثكنات عسكرية.


وكان مسؤولون في هيئة الحفاظ على المدن التاريخية الخاضعة للانقلاب، اتهموا في وقت سابق الميليشيات الحوثية بالوقوف خلف استهداف ما يزيد على 150 مَعْلَماً وموقعاً أثرياً وتاريخياً بالتدمير والنهب والقصف والتحويل ثكنات منذ انقلابها على السلطة أواخر عام 2014.

وأفاد المسؤولون في أحاديث سابقة بأن آلة التدمير والتفجير الحوثية ظهرت بشكل علني وواضح ضد الموروث اليمني، عقب الانقلاب، وأشار إلى وقوف إيران وراء ذلك، حيث ظهر أن «بصماتها واضحة، وهي مَن تقف خلف تلك الجرائم المرتكَبة بحق ذاكرة المجتمع اليمني والعربي على حد سواء».

ويعدّ قصر غمدان الشهير في صنعاء من أهم الأماكن الأثرية التاريخية، حيث يتميز بروعة الهندسة المعمارية وبنائه من البوفير والجرانيت والمرمر ومواد أخرى، ويتكون من 20 طابقاً بين الطابق والآخر مسافة عشرة أقدام، ويبلغ ارتفاعه نحو 360 متراً، حسب مؤرخين.


كما يعدّ قصر غمدان واحداً من أقدم القصور ومن عجائب الهندسة المعمارية اليمنية، ويروى أن الملك سيف بن ذي يزن آخر ملوك الدولة الحميرية الذي حكم في القرن السادس الميلادي سكن فيه، وجاء ذكره في كتاب «الإكليل» للمؤرخ اليمني أبو محمد الحسن الهمداني، ووصفه الرحالة محمد القزويني بإحدى عجائب بلاد العرب.

وتزايدت في السنوات الأخيرة، خلال فترة الانقلاب والحرب، أعمال سرقة وتهريب الآثار بشكل كبير إلى خارج البلاد، ونشطت عمليات بيع الآثار اليمنية في مزادات عالمية متخصصة حول العالم.

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟

وقعت الأنباء عن محادثات مباشرة بين إدارة ترامب وقيادة حماس، وقعًا سيئًا على رؤوس كثيرين في المنطقة، بالأخص في تل أبيب ورام الله، ولكل منهما أسبابه الخاصة، تتفق حينًا وتفترق أحيانًا.

تل أبيب كانت تنتظر فتح أبواب الجحيم على الحركة وحاضنتها في غزة، لكن أبواب الجحيم لم تُفتح، وفُتحت بدلًا عنها أبواب المحادثات المباشرة بين موفد ترامب آدم بوهلر وقياديين من حماس. واشنطن في عهد ترامب، بخلاف حقبة بايدن، لا تستأذن أحدًا فيما تفعل أو تنوي فعله، حتى وإن كان هذا "الأحد"، إسرائيل، الربيبة المدللة.

الأهم من هول المفاجأة التي ستتكشف فصولها فيما بعد، ما تستبطنه من معانٍ ورسائل:

أولها؛ أن حكومة نتنياهو وائتلافه المثير لاستياء ترامب وفريقه، لم تعد مؤتمنة على إدارة ملف التفاوض، الذي توليه الإدارة أهمية كبرى، لا سيما في شقه المتعلق بـ"الرهائن". ثانيها؛ أن أي تقدم على المسار التفاوضي المباشر، بين الإدارة والحركة، لن يكون بوسع إسرائيل إشهار الفيتو في وجهه، ولا حتى عرقلته، فهي كغيرها من دول العالم، تتحاشى استفزاز "الفيل الهائج في دكان الخزف"، حتى وهي تتمتع بمكانة الدولة الأولى بالرعاية. وثالثها؛ ما قد تأتي به قادمات الأيام، من تحولات في مواقف الرئيس الأميركي وإدارته، لا أحدَ، حتى المنجمين "الكاذبين وإن صدقوا"، بمقدوره أن يتنبأ بما يخفيه تحت قبعتها من مفاجآت صادمة. إعلان

رام الله، التي أعطت أذنًا من طين، وأخرى من عجين، لكل نداءات المصالحة والوحدة والتوافق والتفاهم، مستمسكة بخاتم "الممثل الشرعي الوحيد".

رام الله التي قطعت أشواطًا على طريق التكيف مع مخرجات الحل الأميركي – الإسرائيلي، وبذلت أقصى ما بوسعها للبرهنة على "اعتدالها" و"أهليتها" للمضي قدمًا مع تل أبيب وواشنطن، تجد فجأة أنها أصبحت في وضع لا تحسد عليه، وأن أعين واشنطن تنصرف صوب غريمتها ومنافستها.

هذا أمرٌ جلل، وربما لم يحدث من قبل لكل من نازع "القيادة المتنفذة" على التمثيل والأحقية، زمن الانشقاقات والانقسامات الفلسطينية المتعاقبة، ففي أحسن الأحوال، كان خصوم فتح يحظون بدعم من دمشق أو بغداد وطرابلس الغرب، مع قنوات اتصال محدودة مع موسكو وبكين. هذه المرّة، نحن نتحدث عن واشنطن، وتلكم حكاية أخرى.

عواصم أخرى في المنطقة، وقعت عليها أنباء كهذه، وقع الصاعقة، وهي التي لم تكد تستيقظ من هول الصدمة بسقوط نظام الأسد، ومجيء فصائل إسلامية مناوئة له، لتحل مكانه في "قصر الشعب" المُطل على دمشق. سنوات الشيطنة والتحريض والمطاردة والاستئصال، ضاعت سدى، وحماس وأخواتها الشقيقات وغير الشقيقات، تطل برأسها على موائد التفاوض والعلاقات الدولية، من بوابات أخرى.

لماذا فعل ترامب ما فعل؟

سؤال أرّق المراقبين، الذين أخذتهم الأنباء على حين غرة، وكاتب هذه السطور واحد منهم. ولكن من باب "ادعاء الحكمة بأثر رجعي" نقول: إن ترامب "مهجوس" بملف "الرهائن" والمحتجزين، وإن هذا الملف بات مرتبطًا بسمعته وهيبته، وهو الذي قطع الوعد تلو التعهد، بـ"تحريرهم" وإعادتهم إلى ذويهم. هو يعرف أن نتنياهو لا يقيم وزنًا مماثلًا لهذا الملف، فقرر أخذ زمام أمره بيد مفاوضيه، وعدم ترك المسألة لنتنياهو وسموتريتش وحساباتهم السياسية والحزبية والشخصية الضيقة للغاية، تلكم مسألة لا يرغب بها ترامب ولا يتسامح معها.

إعلان

وثمة بعد آخر، يكمن في خلفية القرار الأميركي: الرجل الذي قيل في وصفه إنه يحب التعامل مع "الأقوياء" وإبرام الصفقات معهم دون سواهم، نظر إلى الوضع الفلسطيني، فرأى سلطة في رام الله، في حالة "موت سريري"، ضربتها الشيخوخة والفساد والترهل في مقتل. لا حول لها ولا طول، في كل ما يتصل بغزة والحرب عليها، فقرر أن يتعامل مع القوة التي ما زالت برغم حرب الأشهر الخمسة عشر، ممسكة بزمام الأرض وما فوقها وما تحتها، وتقوم على احتجاز "الرهائن"، وبيدها قرار الإفراج عنهم أو الإبقاء عليهم في مخابئهم.

الرجل "العملي"، "البراغماتي" كما يوصف، لم يقف مطولًا أمام قرارات من سبقوه بعدم التحدث مع منظمات مصنفة "إرهابية"، وأرسل موفده إلى الدوحة. في ظني وليس كل الظن إثم، إن الرجل سَخِرَ مما قيل إنها "مبادئ ناظمة" لعمل الإدارات الأميركية السابقة، بمنع الاتصال بـ"الإرهاب والإرهابيين"، سيما وأنه يعرف تمام المعرفة، وصرّح بذلك علنًا مرات ومرات، بأن الإدارات التي سبقته، لم تتفاوض مع "الإرهاب" فحسب، بل ودعمته وعملت على إطلاق "مارده من قمقمه"، بدلالة اتهاماته لباراك أوباما وهيلاري كلنتون بدعم داعش، بل والعمل على تخليقها.

لماذا استجابت حماس لدعوة واشنطن؟

أحسب، أن الحركة لم تقل يومًا إنها لن تفاوض واشنطن مباشرة، وإن الخط الأحمر الوحيد الذي رسمته الحركة في جميع أدبيّاتها، اقتصر على إسرائيل وحدها دون سواها. والحركة انخرطت في اتصالات مع شبه رسميين أميركيين، وأوروبيين بمستويات وصفات مختلفة، لا جديد مفاجئ في موقف الحركة.

وأضيف إلى ذلك، أن الحركة وجدت في الطلب الأميركي، فرصة للتخفف من حسابات نتنياهو وفريقه، والتي حالت وتحول دون الوصول إلى اتفاقات نهائية، وعدم الالتزام بتنفيذ الاتفاقات المبرمة، ودائمًا لحسابات تنتمي لعوالم السياسة الداخلية والحزبية في إسرائيل. قناة تفاوض جديدة، مباشرة هذه المرة، مع واشنطن، ستمكن الأخيرة من الاستماع لحماس وليس عنها، وعلى ألسنة قادتها، وليس على ألسنة آخرين، قناة جديدة، يمكن أن تضع بين يدي الأميركي، رواية أخرى، غير تلك التي تفرّدت إسرائيل باستخدامها لبث الأكاذيب والدعاية السوداء، عن الحركة وشعبها وقضيتها.

إعلان

وحماس أيضًا، يهمها أن تكون "عنوانًا ثانيًا" للشعب الفلسطيني، بعد أن سُدّت سبل اندماجها في العنوان الأول، المنظمة والسلطة، بسبب اشتراطات عباس للحوار والمصالحة، والتي هي إعادة انتاج للشروط الإسرائيلية بكليّتها، والتي لم يعد أحدٌ في العالم يطالب حماس بها. تستحق حماس، أن يُعترف بها "واقعيًا"، حتى وإن لم يرقَ الأمر إلى مستوى الاعتراف الرسمي، وممن؟ من الدولة الأعظم. هذا إنجاز سياسي، يسجل في رصيد حماس، وسيفتح أبوابًا أخرى، صوب عواصم أخرى في الإقليم العربي وعلى الساحة الدولية كذلك.

أية مخاوف وأية محاذير؟

سنعتبر أن ما نُسب إلى آدم بهلر، كأنه لم يكن، ولم يقله، سيما ذاك الشق المتصل باستعداد الحركة للتخلي عن سلاحها واعتزال السياسة. تلكم "هرطقة"، لا يمكن أن تصدر عن عاقل، وحتى إن قالها الرجل، فإن علينا أن نفكر بدوافعه لقولها لا بدوافع حماس للإدلاء بها، سيما وأنه موفد إدارة تقول ما تشاء كيفما تشاء، من دون رقيب أو حسيب.

أن تبدي الحركة استعدادها لإلقاء سلاحها، أمرٌ يمكن تصديقه، شريطة أن يكون متبوعًا بشرط قيام الدولة الفلسطينية والحل السياسي الشامل، سبق لموسى أبو مرزوق أن قال أمرًا مماثلًا، والسلاح في مطلق الأحوال، ليس هدفًا بذاته، بل وسيلة لتحقيق الهدف، والسلاح لا يُلقى على الأرض، ولا يُسلم للأعداء إلا في حالة الاستسلام الكامل، وهذه ليست حالة حماس، بشهادة مختلف المصادر الإسرائيلية والغربية، السلاح والمسلحون، يمكن أن يكون ويكونوا نواة جيش الدولة العتيدة المنتظرة.

أما أن يقال إن حماس أبدت استعدادها لاعتزال السياسة، فتلكم مسألة لا أظن أن الأميركيين، ولا حتى الإسرائيليين، يمكن أن يفكروا أو يطالبوا بها، بل على العكس تمامًا، كل المطالبات لحماس، تنصب على تحويلها إلى حزب سياسي، ينخرط في النظام الفلسطيني، وتتخلى عن "الكفاح المسلح"، وليس شيئًا آخر، غير ذلك، أو أكثر من ذلك.

إعلان

ما الذي ستفعله حماس، إن هي تخلت عن السلاح والسياسة؟ هل تتحول إلى تنظيم إسلامي "دعوي"، هل ستصبح فرعًا لجماعة "التبليغ والدعوة"؟، هل تتحول إلى منظمة خيرية – اجتماعية أو "كاريتاس" إسلامية، ما الدور المُتخيل للحركة بلا سلاح، وبالأخص بلا سياسة؟. ألوف التعليقات التي تناولت هذه المعلومة المنسوبة للمفاوض الأميركي، أظهرت بؤس من أدلى بها، ولم تُظَهّر حقيقة موقف الحركة وتوجهها، أقول ذلك، ومن دون أن أكلف نفسي عناء سؤال حماس عن مدى دقة ما نسب إليها.

الذين تابعوا بالتحليل والتعليق حوار حماس المباشر مع واشنطن، ينقسمون شيعًا ومذاهب شتى. منهم "ثوريون جداّ" لا يريدون لثوب الجهاد أن يتسخ، "طهرانيون" لطالما نظروا لأية صلة بـ"الشيطان الأكبر" بوصفها "رجسٌ من عمل الشيطان" يتعين اجتنابه. هؤلاء نحترمهم ونخطئهم ونغفر لهم.

منهم من يصدر عن حرص وغيرة، ومخاوف مشروعة مستندة إلى تجربة التفاوض المباشر بين الولايات المتحدة ومنظمة التحرير، هؤلاء أيضًا نحترمهم ولا نخطئهم، وإن كنّا نأخذ على بعضهم، تقمّص دور "الأستاذ" و"المعلم"، لكأنه يتعامل مع حركة حديثة العهد بالسياسة والعمل الوطني، ولم يخض قادتها واحدة من أعقد وأصعب تجارب التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، وأظهروا صلابة وذكاء بالغين.

أما بعضهم الثالث، فيتمثل في بعض فرسان السلطة والمنظمة، ممن خاضوا واحدة من أبشع فصول التفاوض مع إسرائيل وأقلها كفاءة ومهنية والتزامًا، منذ أوسلو وحتى يومنا هذا. بعضهم، ينصح متذاكيًا قادة حماس، بعدم مقارفة الخطيئة ذاتها، وبعضهم الثاني يعرف أنه اقترف "أمرًا فريًا" من قبل، ويرحب بولوج حماس، عتبات نادي التفريط، على قاعدة "ما حدا أحسن من حدا"، و"نحن السابقون وأنتم اللاحقون".

أما الخلاصة كما نراها فتقول من دون تهوين أو تهويل: ننظر للحوار المباشر بين قيادة حماس وإدارة ترامب، بوصفه نقطة تحول مهمة، ومكسبا يسجل للحركة في رصيدها، وهو تطور قد يكون له ما بعده، قد ينتهي إلى اختراق على مسار التفاوض بشأن الحرب على غزة، وقد لا ينتهي إلى هذه النتيجة. المسار مهم بذاته، بصرف النظر عن نتائجه. نجاحه بشكل كامل، قد يملي على حماس تقديم تنازلات لا قبل لها بها، وفشله التام، سيرتب عليها ارتدادات كبرى، وربما يكون هذا الفصل من التفاوض أصعب مما سبقه من مفاوضات غير مباشرة، وربما يكون التعامل مع واشنطن كوسيط، أسهل من التعامل معها كطرف ومفاوض مباشر، المجازفة حاضرة بقوة على مائدة التفاوض، ومعها تحضر فرص كبيرة وتحديات أكبر، والمأمول أن تنجح الحركة في استجماع كل ما لديها من خبرات وطاقات للخروج من هذا "المولد بكثير من الحمص"، أو أقله، بقليل منه.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الأمطار تُغرق شوارع سلا والسكان يتنفسون تحت الماء
  • صنعاء.. اجتماع حوثي يناقش استئناف الهجمات ضد إسرائيل تزامنا مع انتهاء المهلة المحددة مسبقا
  • سياسات الحوثيين النقدية.. عبث اقتصادي يفاقم أزمات اليمنيين
  • تأجيل امتحان الهندسة المعمارية الموحد بالجامعات الحكومية ‏
  • أعلى محطة تزلج أوروبية.. اكتشف عجائب يونغفرايوخ السويسرية
  • التفاوض مع حماس.. لماذا أقدم ترامب عليه ولماذا قبلت الحركة؟
  • وردنا للتو| بشرى سارة من البنك المركزي بصنعاء.. هاكم ما جاء فيها
  • ضرب مراته وولاده.. استغاثة سيدة تقود زوجها لقسم الهرم
  • مقتل طفل وشاب في حادثين منفصلين بصنعاء وإب وسط تصاعد الجرائم في مناطق الحوثيين
  • نهب الآثار اليمنية.. سرقات متكررة تهدد التاريخ والتراث