"ليالي مسقط" وامتحانات الطلبة
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
خليفة بن عبيد المشايخي
khalifaalmashayiki@gmail.com
يشتغل أبناؤنا الطلبة في هذه الفترة بأداء الامتحانات القصيرة الثانية، التي عكفوا على أدائها والاعتناء بها، من حيث المذاكرة والاهتمام والاستعداد والمتابعة والقراءة والمطالعة والبحث.
وبات كثير من هؤلاء الطلبة يعتمد على متابعة الدروس ومذاكرة الاختبارات السابقة والتجريبية، من خلال الحواسيب والهواتف التي تتلقى الدروس من خلال المنصات التعليمية والمجموعات "الواتسبية"، وتعتمد كلها في عملها واشتغالها على الكهرباء والإنترنت، بينما بعض الأسر ليس لديها كهرباء ولا إنترنت بسبب عدم القدرة على دفع الفواتير.
والاختبارات القصيرة الثانية تسبق اختبارات الفصل الدراسي الأول التي ستبدأ في 15يناير من العام الجديد، وبالتالي ستدخل البيوت والعائلات لمن لديها طلبة يدرسون، في حالة طوارئ واستنفار قصوى لتهيئة الأجواء لأبنائهم الدارسين، من أجل حصولهم على المذاكرة الجيدة، ويا ليت الأمور ستقف عند هذا الحد؛ بل ستتوسع لتشمل طلبات جديدة ومصاريف جديدة، ستستفيد منها المكتبات العامة، التي ستشهد زحامًا شديدًا وإقبالًا منقطع النظير عليها، من أجل طباعة بعض الأوراق والمستندات والامتحانات السابقة، وتوفير ما يُمكن توفيره من أدوات ودروس وأبحاث، لتضاف كل تلك الأمور إلى قائمة ما سيذاكر ويركز عليه طلبتنا، وهذا عبء آخر يُضاف إلى أولياء الأمور ويُقل كاهل الأسر الفقيرة.
وفي غمرة انشغال أبنائنا الطلبة بامتحاناتهم، انطلقت فعاليات "ليالي مسقط" لهذا العام، الذي ستتعدد فقراته وبرامجه، وستصبح الأسر مُنقسمة إلى رغبة حضور الليالي ومتابعة فعالياتها، وإلى عدم التفريط في وقت أبنائها بإشغالهم بهذه الفعاليات، وإن كانت ستكون لهم زيارة واحدة له في هذه الأجواء الباردة.
"ليالي مسقط" تأتي هذا العام والأسر تبحث عن متنفس لها، ومحتاجة إلى مثل هذه الفعاليات، إلّا أن حضور هذه الليالي يحتاج إلى ميزانية ومبالغ، في وقت ليس كل الأسر لديها فائض مالي حتى تنفقه على الفعاليات، وسط التزامات مالية كثيرة، وبالتالي قد لا يحظى البعض بالقدرة على حضور فعاليات الليالي للترفيه عن أنفسهم، خاصة أولئك البعيدين عن مواقع الفعاليات.
كل هذه الأمور ينبغي دراستها والتوقف عندها وبحثها بدقة؛ إذ إنَّ الليالي تستهدف الجميع، لكن ليس بمقدور الجميع الحضور.
وفَّق الله القائمين على "ليالي مسقط"، وعلى أبنائنا الطلبة الانشغال في الوقت الحالي بامتحاناتهم، ولا يكونوا أداة ضغط على أسرهم، وبعد نهاية الامتحانات؛ فالمجال متاح للنزهة والترويح عن النفس، وزيارة الليالي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: لیالی مسقط
إقرأ أيضاً:
زحمة مسقط؟!
د. سليمان المحذوري
abualazher@gmail.com
ربما لا أكون مبالغًا إذا قلت إنَّ حديث الساعة كان وما زال عن شدة الزحام في مُحافظة مسقط سواء كان في ذروة الأوقات أو حتى الأوقات العادية، حيث تتفاقم الأزمة المرورية أثناء ساعات الدوام الرسمي ذهابًا وإيابًا.
ويكاد لا يخلو أي مجلس من الحديث عن معاناة الناس من الزحمة الخانقة التي تزداد يومًا بعد يوم. وهذا شيء متوقع كون أنّ مسقط هي العاصمة وهي مركز المال والأعمال، ناهيكم أنّها أصبحت مركزًا لاستقرار كثير من الأسر العُمانية لدواعٍ مختلفة، إلى جانب ارتفاع نسبة الوافدين المستقرين في مسقط.
ووفقًا لبيانات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، إحصائية شهر يناير 2025، يبلغ عدد سكان محافظة مسقط 1,499,547 نسمة، يمثلون حوالي 28% من إجمالي عدد السكان في سلطنة عُمان، كما يفد إليها يوميًا أعداد كبيرة من المواطنين من مختلف المحافظات للعمل أو الدراسة أو لتخليص بعض المهام هنا وهناك، إضافة إلى المستقرين فيها بشكل مؤقت وعددهم لا يُستهان به.
وإزاء ذلك؛ فإنَّ الصورة أصبحت واضحة جدًا بأنّ العاصمة تشهد كثافة سكانية مرتفعة مقارنة ببقية المحافظات في سلطنة عُمان، وبالتالي ازدحاما مروريا كثيفا مما يستلزم إيجاد حلّ جذري وسريع لهذه المعضلة. ومن هذا المنطلق، قد يكون جزءًا من الحلّ، الاشتغال على رفع كفاءة وانسيابية الشوارع، لا سيما في المناطق ذات الكثافات العالية مثل السيب وبوشر، وكذلك توسعة الشوارع المهمة وزيادة عدد حاراتها. إلّا أنّ هذا الحلّ قد يحل المشكلة مؤقتًا وسرعان ما تعود. وبموازاة ذلك نحتاج إلى مترو سريع بمحطات رئيسية تخدم حركة النقل المستمرة في محافظة مسقط، إلى جانب تشجيع النقل العام ورفع كفاءته بدلًا من الاعتماد على السيارات الخاصة.
ولا ننسى أنّ الطلبة الذين يدرسون في مختلف الجامعات والكليات يشكلون نسبة كبيرة، ومجموعة متنامية من هؤلاء الطلبة يستخدمون سياراتهم الخاصة مما يستدعي ضرورة إيجاد منظومة نقل جماعي ذات كفاءة عالية للحد من استخدام السيارات الخاصة.
ومن الضروري كذلك إعادة النظر في رخص السياقة، وعدم منح رخص جديدة إلّا باشتراطات صارمة. فضلًا على ذلك يجب اتخاذ قرار يتعلق بتطبيق الزامية الدوام المرن والدوام عن بعد لموظفي القطاع الحكومي.
ختامًا.. كانت تلكم مجموعة من المقترحات التي قد تساعد في حلّ مشكلة شدة الزحام في محافظة مسقط؛ بيْد أنّ الحاجة جدًا ماسة لاجتماع صناع القرار، والجلوس على طاولة واحدة، والاتفاق على خطة متكاملة ذات رؤية مستقبلية تؤدي في نهاية المطاف إلى حلّ جذري ومستدام لهذه الأزمة.
رابط مختصر