إشغالات الفنادق في سلطنة عمان تلامس الذروة خلال موسم الشتاء
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
مديرو التسويق بالفنادق لـ"عمان" : الجهود التسويقية المكثفة والتسويق الرقمي، والعروض الموسمية بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة ساهمت في تعزيز الإقبال.
الجنسيات الخليجية تتصدر مشهد السياحة الشتوية في سلطنة عمان .
80- 100% نسب الأشغال في الفنادق
تمتلك سلطنة عمان العديد من المقومات التي تجعلها وجهة مفضلة للسياحة الشتوية، وأطلقت وزارة التراث والسياحة العديد من المبادرات لتشجيع السياحة الشتوية، بما في ذلك تحسين المرافق والخدمات السياحية، وتنظيم مهرجانات الشتاء في المحافظات، والترويج للوجهات السياحية عبر وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الاجتماعي حيث تمثل السياحة الشتوية في سلطنة عمان فرصة للاستمتاع بالطبيعة والهدوء والمغامرة في آنٍ واحد، ومع تنامي الاهتمام العالمي بهذا النوع من السياحة، فإن سلطنة مهيأة لتحقيق قفزات نوعية في هذا القطاع الحيوي .
وشهدت الفنادق في سلطنة عمان ارتفاعًا ملحوظًا في نسب الإشغال خلال موسم الشتاء، حيث ارتفعت نسب الإشغال لتلامس الذروة في عدد من المواقع السياحية. مدعومة بإقبال محلي وخارجي قوي، وخطط تسويقية مبتكرة لاستقطاب الزوار، وفي استطلاع صحفي أجرته " عمان" مع عدد من مديري التسويق في الفنادق كشفوا أن نسبة الإشغال تراوحت بين 80- 100% ، وتصدرت الجنسيات الخليجية، وخاصة العمانيين والإماراتيين، قائمة النزلاء، بينما احتلت الجنسيات الأوروبية مثل الألمان والفرنسيين مراكز متقدمة، ولفت المشاركون إلى استقطاب محافظة ظفار جنسيات جديدة مثل الأوزبكستانيين والرومانيين والهنغاريين، مما يعكس تنوع الأسواق السياحية المهتمة بسلطنة عمان ونجاح الجهود التسويقية لوزارة التراث والسياحة لاستقطاب الزوار من الأسواق العالمية.
وارتفع عدد نزلاء الفنادق حتى نهاية نوفمبر الماضي بنسبة 3.9% بالمائة مسجلًا 1.929 مليون نزيل مقارنة بـ 1.8 مليون نزيل في الفترة المماثلة من العام الماضي، كما ارتفعت نسبة الإشغال 1.5% وسجلت 48.7 % بنهاية نوفمبر من العام الجاري مقارنة بـ 47.9 % في الفترة ذاتها من عام 2023 وفق آخر نشرة إحصائية صادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات.
نسبة الإشغال
وقال سالم البوسعيدي مدير دائره المبيعات والتسويق بفندق فريزر سويتس مسقط أن نسبة الإشغال خلال شهر ديسمبر بلغت 90% مع توقعات بارتفاعها حتى نهاية الشهر. وحسب الجنسيات أوضح أن أكثر النزلاء في الفنادق العمانيون والإماراتيون ومن ثم الجنسيات الأوربية من المملكة المتحدة وفرنسا.
وفيما يتعلق بالخطط لتوسيع قاعدة الزبائن المحتملين أشار البوسعيدي إلى أنه منذ سنوات يعمل الفندق بالتعاون المثمر مع وزاره التراث والسياحة العمل على تحديث الخطط وإيجاد الفرص للتوسع في أسواق جديدة وأيضا تعزيز الشراكة مع الأسواق التي تعاون معها الفندق سابقا مع أهمية الاستمرار في تجويد الخدمات المقدمة إلى السائح والتجديد المستمر في المنتجات المقدمة لهم والتأكيد على حصوله على تجربة سياحية مثرية.
وتحدث البوسعيدي عن استراتيجيات التسويق والعروض الخاصة لجذب السياح وقال إن الفندق يقوم بتقديم العروض المناسبة لكل موسم لاستقطاب الفئة المناسبة لكل مرحلة ومع موسم الشتاء نجد القبول والإقبال على عروض الفنادق من قبل العوائل والسياح الأفراد سواء بالسوق المحلي أو الخارجي.
تنافس متزايد بين الفنادق
من ناحيته أوضح بن علي صاري - مدير التسويق في فنادق شذا وفنادق مسك في الشرق الأوسط أن الجنسيات الخليجية تُشكل الغالبية العظمى من النزلاء، مع تمثيل قوي من الإماراتيين، والقطريين، والكويتيين، والسعوديين ومشيرا إلى استقبال الفنادق عددا كبيرا من الضيوف من السوق الهندية والدول الأوروبية مثل ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا حيث بلغ معدل الإشغال منذ بداية العام 82% مع توقع ارتفاعها على نهاية ديسمبر وبداية شهر 1 تزامنا مع إجازة نهاية العام وإجازة نصف السنة.
وأوضح بن علي أن مجوعة مسك وشذا تستثمر بشكل كبير في التسويق الرقمي لاستهداف أسواق متنوعة، بالإضافة إلى ذلك، المشاركة في أبرز المعارض السياحية حول العالم لتوسيع نطاق خدماته وبناء علاقات مثمرة.
وِأشار بن علي إلى أن الجهود التسويقية قوية للغاية وتشمل التسويق عبر القنوات التقليدية والرقمية حيث تعمل المجموعة على إطلاق العديد من الحملات الإعلانية المدفوعة وتنفيذ استراتيجيات فعالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أدى إلى تعزيز العلامة التجارية في السوق. وقد انعكس ذلك بشكل إيجابي على ردود فعل الضيوف، حيث حصدت فنادق شذا ومسك على العديد من الجوائز والكؤوس المرموقة على إنجازاتهم.
وفي ذات السياق قال حسن محمد مدير مبيعات فندق جولدن توليب مسقط ونزوى أن نسبة الإشغال منذ بداية شهر أكتوبر بداية الموسم الشتوي بلغت حوالي 80% وتختلف علي حسب الموقع كون لديهم إدارة فندقين جولدن توليب مسقط وجولدن توليب نزوى.
وأوضح حسن محمد أن أكثر الجنسيات القادمة إلى سلطنة عمان من الجنسية الألمانية وفرنسا وإيطاليا وبالنسبة لدول المجلس فتتصدر الجنسية العمانية قائمة أكثر النزلاء في الفندق تليها الجنسية الإماراتية ثم السعودية. وبين حسن محمد أن الخطط التسويقية لجذب النزلاء من خلال التطوير المستمر في الأداء والترويج والمشاركة مع وزارة التراث السياحة في المعارض الداخلية والخارجية، ومشيرا إلى وجود عروض خاصة للغرف والأغذية والمشروبات ومستمرة على مدار العام لإرضاء كافة الزبائن مع توفير الخدمة الممتازة للاستمتاع بالإقامة لدى الفنادق.
وجهة مفضلة للسياح الأوروبيين
من ناحيتها أوضحت أصيلة الغافري من فندق روتانا صلالة أن نسبة الإشغال في الفندق بلغت 100% مع تزايد وإقبال مستمر كون محافظة ظفار تتميز بسياحة شتوية تجعلها تستقطب جنسيات متعددة من مختلف دول العالم ونظرا لموقعها الاستراتيجي مما يجعلها أيضا مرفأ للعديد من السفن السياحة الفاخرة.
وتابعت أصيلة الغافري حديثها قائلة : " إن أكثر الجنسيات تواجد في فندق ومنتجع روتانا صلالة من الجنسية البولندية والألمان وسلوفاكيين مع توافد أيضا جنسيات جديدة مثل الرومان والهنغاريين والفرنسيين والأوزبكستانيين.
وحول الخطط لتوسيع قاعدة العملاء المحتملين إضافة باقات جديدة من الخدمات لجذب العملاء مثل خدمة “ VIP” ، إضافة إلى الإعلانات والخصومات والباقات الجديدة وتنويع الباكيج من حيث السكن، وقائمة الطعام وعروض مميزة للمناسبات الخاصة.
84.8 ألف رحلة
وحسب النشرة الإحصائية الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات تجاوز عدد المسافرين عبر مطارات عمان 13.2 مليون مسافر بنهاية نوفمبر حيث ارتفع عدد القادمين عبر المطارات بنسبة 2%، كما ارتفع عدد المغادرين بنسبة 4% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي، وبلغ عدد الرحلات الدولية الدولية القادمة والمغادرة عبر مختلف مطارات سلطنة عمان 84.8 ألف رحلة.
ووفقا للبيانات عن نمو حركة الطيران المحلية والدولية عبر مطار مسقط الدولي، ارتفع إجمالي عدد الرحلات بنسبة 1.4% بنهاية نوفمبر الماضي، وبلغت 88 ألف رحلة، مقارنة بـ86.8 ألف رحلة خلال الفترة المماثلة من العام السابق، كما سجل إجمالي عدد مسافري الرحلات المحلية والدولية (القادمون والمغادرون وتحويل الرحلات) ارتفاعا بنسبة 2.7%، ليتجاوز عددهم 11.7 مليون مسافر.
وعلى صعيد الرحلات الدولية عبر مطار مسقط الدولي ارتفعت إلى 79.6 ألف رحلة دولية وبنسبة 1%، خلال نوفمبر الماضي، منها 39.6 ألف رحلة قادمة، و40.4 ألف رحلة مغادرة، كما ارتفع عدد المسافرين عبر المطار إلى 10.6 مليون مسافر وبنسبة 2.5% مقارنة بشهر نوفمبر من عام 2023م، والبالغ عددهم 10.3 مليون مسافر. في حين بلغ عدد الرحلات الداخلية عبر مطار مسقط الدولي 8.3 آلاف رحلة مرتفعة بنسبة 4.9% مقارنة بـ 7.9 رحلة في ذات الفترة من العام الماضي، منها 4.313 ألف رحلة قادمة، و4.014 رحلة مغادرة، وبلغ عدد مسافري الرحلات الداخلية عبر مطار مسقط الدولي أكثر من 1.8 مليون مسافر.
وبلغ إجمالي عدد رحلات الطيران الدولية (المغادرة والقادمة) من مطار صلالة 9.751 ألف رحلة خلال نوفمبر الماضي، وبلغ عدد مسافري الرحلات الدولية (القادمة والمغادرة) 1.4 مليون مسافر .
وفي مطار صحار بلغ عدد رحلات الطيران الدولية (المغادرة والقادمة) 610 رحلات خلال نوفمبر الماضي، وبلغ عدد مسافري الرحلات الدولية (القادمة والمغادرة) 66.5 ألف مسافر.
وبلغ عدد الرحلات الداخلية (المغادرة والقادمة) في مطار الدقم 570 رحلة في نوفمبر الماضي، وبلغ عدد المسافرين 55.5 ألف مسافر .
تتواصل الجهود الحكومية والخاصة في سلطنة عمان لدعم قطاع السياحة والفنادق، مما يساهم في تعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة رائدة للسياحة الشتوية في المنطقة.
ومع تصاعد الاهتمام العالمي بالسياحة الشتوية، تبدو سلطنة عمان مهيأة لتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع بفضل جهودها المستمرة لتحسين التجربة السياحية وتعزيز تواجدها على الساحة الدولية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الرحلات الدولیة السیاحة الشتویة التراث والسیاحة نوفمبر الماضی فی سلطنة عمان نهایة نوفمبر ملیون مسافر عدد الرحلات ارتفع عدد العدید من ألف رحلة من العام وبلغ عدد
إقرأ أيضاً:
المتاحف وأدوارها في التنمية الثقافية
تُمثل البُنى الثقافـية كالمتاحف والمسارح والمكتبات معالم أساسية فـي خطط التنمية والاستثمار الاقتصادي، وركائز أساسية فـي صناعة السياحة وعوامل جذب للزوار، ناهيك عن أهميتها الثقافـية كونها ذاكرة وطنية وسجلا زمنيا حافلا بالمنجزات الإنسانية عبر التاريخ، يمكن من خلالها الاطلاع على مراحل التطور البشري وقدرة الإنسان الذهنية على الخلق والإبداع.
ونظرا للتنوع الثقافـي العُماني والإرث الحضاري الممتد منذ بدايات الاستيطان البشري فـي الجزيرة العربية، فقد أولت سلطنة عمان المتاحف العناية والاهتمام، وعندما نذكر قصة الاستيطان البشري فـي عُمان نُذكّر بالآثار المكتشفة فـي الأرض العمانية، والتي تثبت وجود البشر فـي هذه البقاع، فهناك «آثار تعود إلى العصر الحجري المتأخر يقدر بحوالي عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، حسب تقديرات البعثة الفرنسية للآثار التي أجرت العديد من الحفريات فـي أكثر من 400 موقع منها كهف ناطف بنيابة حاسك، ضمن مشروع دراسة شواطئ بحر العرب»، وتوجد أحجار جرانيت تعود إلى 800 مليون عام معروضة فـي متحف عُمان عبر الزمان، بالإضافة إلى فك متحجر لنوع بدائي من الفـيلة يدعى «عُمانيثيريوم ظفارينسس» عاش فـي أرض عُمان قبل حوالي 35 مليون عام، وقد عُثر على الفك فـي محافظة ظفار، وحسب التعريف المدون على اللوحة أسفل صورة الفك، فإن هذا النوع من الفـيلة «من أوائل الثدييات ذات الخراطيم التي ظهرت على سطح الأرض، وهي قريبة الصلة بالماموث والماستودون».
هذا ما يتعلق بالآثار والمكتشفات الموغلة فـي القدم، أما بالنسبة لتسمية (عمان) فتعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد من خلال النقش المكتشف فـي منطقة مليحة فـي إمارة الشارقة، إذ أُعلن فـي يناير 2016م، عن اكتشاف أثري عبارة عن نقش جنائزي مكتوب بخط المسند (اللغة العربية الجنوبية) إضافة إلى خط آرامي. وترجمة النقش تذكر بأن «شاهد وقبر عمد بن جر بن علي بقر (كاهن) ملك عُمان والذي بناه فوقه ابنه عمد بن جر بقر (كاهن) ملك عُمان» والنقش كما يوضح هو لكاهن وليس للملك، إضافة إلى أن هذا النقش يؤرخ لشكل نظام الحكم بالإضافة إلى كونه أقدم نقش أثري يرد فـيه اسم عمان. ونأمل أن يُعرض هذا النقش مستقبلا فـي أحد المتاحف العُمانية. إن قيمة المكتشفات لا تكمن فـي عمرها الزمني بل فـي كيفـية استثمارها ثقافـيا وماديا، وتوظيف المكتشفات والمقتنيات فـي المتاحف وعرضها للجمهور.
إن الباحث عن المتاحف فـي سلطنة عمان يجدها منتشرة فـي جل المحافظات سواء كانت متاحف حكومية أو خاصة، فحسب نشرة الإحصاءات الثقافـية الصادرة عام 2022م عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات يوجد فـي سلطنة عمان 22 متحفا حكوميا وخاصا، (حسب الإحصائية لم تدرج متحف عمان عبر الزمان الذي افتتح فـي مارس 2023) وإذا أضفناه إلى القائمة نجد أن المتاحف الحكومية (11) متحفا، و(12) متحفا خاصا، يعمل فـيها حوالي (231) موظفا وموظفة، «إحصاءات 2021، من دون موظفـي متحف عمان عبر الزمان». هكذا تساهم المتاحف فـي خلق فرص عمل للباحثين، بالإضافة إلى كونها مكتسبات وطنية تدعم السياحة وتوفر بيئة جاذبة للسائح والمواطن والمقيم، ولذلك فإننا نأمل بتوسيع خريطة إقامة متاحف حكومية أخرى أو حتى متاحف خاصة ببعض المؤسسات العاملة فـي القطاع الخاص فعلى سبيل الذكر، فإن إقامة متحف للصناعات النفطية فـي محافظة الوسطى بات ضروريا خاصة وأن المحافظة لا تحتوي على قلاع أو حصون أو متاحف خاصة فـي الوقت الحاضر، مع العلم بأن المحافظة توجد بها مقومات نادرة فـي سلطنة عمان مثل محمية المها العربية فـي وادي جعلوني، وحديقة الصخور فـي الدقم.
أما بالنسبة للمتاحف القائمة، فنتمنى منها توظيف التراث الثقافـي الشفوي فـي المتاحف عبر إقامة قاعات للفنون المغناة وأشكال التعبير الشفاهي. بالإضافة إلى التوسع فـي إقامة قاعات مخصصة للفن الصخري فـي عمان، بكافة الأشكال والأنواع المكتشفة فـي السلطنة.
تبقى الطبيعة العُمانية متاحف طبيعية مفتوحة من الجبال الشاهقة إلى حفر الإذابة العميقة فـي باطن الأرض مرورا بالجزر والشواطئ والصحاري والسهول، وحكايات الإنسان الذي طوع الطبيعة لصالحه.