تقرير أممي يفضح حكومة عدن ويكشف أسباب تأخر صرف مرتبات الموظفين
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
الجديد برس|
سلط تقرير أممي حديث الضوء على تدهور الأوضاع الاقتصادية في مناطق حكومة التحالف، وكذا على الأزمة المالية التي يواجهها البنك المركزي في عدن وما نتج عنها من تأخر لصرف مرتبات الموظفين الحكوميين لأكثر من شهرين، وتوقف المزادات الأسبوعية لبيع العملة الأجنبية منذ أواخر أكتوبر الماضي.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “الأوتشا”، في تقرير محدث بشأن الأمن الغذائي في اليمن خلال شهر نوفمبر المنصرم، إن البنك المركزي في عدن لم يتمكن في نوفمبر الماضي من إجراء مزاد لبيع العملات الأجنبية، بسبب عدم كفاية الإيرادات الناجمة عن استمرار توقف تصدير النفط ونقص الدعم المالي الخارجي من دول التحالف.
وأشار التقرير، الصادر عن شبكة نظام الإنذار المبكر بالمجاعة (فيوز)، ونشره مكتب “الأوتشا” بموقعه الرسمي، إلى أن “آخر مزاد أقامه البنك المركزي بعدن كان في 28 أكتوبر الماضي، تم فيه عرض 30 مليون دولار، ما يشير إلى أن البنك قد يستنفد احتياطياته من العملات الأجنبية، خصوصاً مع عدم وجود أي وديعة سعودية، مما أجبر التجار على استخدام قنوات بديلة وغير رسمية للحصول على العملات الأجنبية، وهو ما أدى إلى مزيد من انخفاض قيمة العملة المحلية في عدن طوال شهر نوفمبر المنصرم”.
وأوضح التقرير أن متوسط سعر الصرف لشهر نوفمبر الماضي في مناطق حكومة التحالف بلغ 2054 ريالاً للدولار الواحد، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 35% في القيمة مقارنة بالعام السابق، في حين ظلت العملة المحلية في مناطق حكومة صنعاء مستقرة نسبياً، حيث لم يتجاوز سعر صرف الدولار 540 ريالاً.
ولفت التقرير إلى أن ما تشهده المحافظات الواقعة في نطاق حكومة التحالف من ارتفاع في تكاليف المعيشة، إلى جانب محدودية توافر الخدمات العامة، بالإضافة إلى عدم قدرة حكومة التحالف على دفع رواتب الموظفين لشهري أكتوبر ونوفمبر 2024، بسبب الإيرادات المحدودة، أدت إلى المزيد من التوترات في العديد من تلك المحافظات.
وذكر التقرير أن محافظات عدن ولحج وتعز شهدت احتجاجات تتعلق بتأخير دفع الرواتب، في حين تم الإعلان عن إضرابات في عدن ولحج بين المعلمين والأساتذة والمهنيين الطبيين والصحيين، بالإضافة إلى تفاقم المخاوف بشأن قدرة حكومة التحالف على إدارة شؤونها المالية مع استنزاف الإيرادات المتاحة، مؤكداً أن تلك المخاوف زادت بعد أن عممت وزارة المالية، مؤخراً، إلى الوزارات والهيئات الحكومية بعدم الدخول في أي التزامات مالية جديدة بدون موافقتها.
ولفت التقرير إلى أن العديد من الأسر في مناطق حكومة التحالف تلجأ إلى استراتيجيات مواجهة غير مستدامة في محاولة لمنع أو تقليص فجوات استهلاك الغذاء وتلبية احتياجاتها الأساسية، مثل بيع أثاثها وأصولها الإنتاجية.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: فی مناطق حکومة حکومة التحالف إلى أن فی عدن
إقرأ أيضاً:
المشاط يرسم ملامح النصر من مجلس الدفاع ويكشف تحولات الردع اليمني
صنعاء – جميل القشم
في كلمة فارقة أمام مجلس الدفاع الوطني، رسم رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، ملامح المرحلة الراهنة بوضوح لا لبس فيه.. مؤكداً أن اليمن يخوض معركة مصيرية تتجاوز حدود الرد التقليدي، وتمتد في عمق المشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة.
خطاب حمل نبرة المنتصر، وعبَّر عن ثقة عالية في النفس، ورسَّخ في الوعي الجمعي أن معركة البحر الأحمر ليست ملفاً منعزلاً، بل امتداد طبيعي لمعركة الوعي والسيادة والموقف الأخلاقي تجاه مظلومية فلسطين.
الرئيس المشاط لم يتحدث بلغة الدفاع، بل بلغة الفعل والمبادرة، معلناً أن كل رهانات الأعداء قد سقطت، وكل أسلحتهم الدعائية والعسكرية والسياسية ارتدت عليهم، مشيراً إلى أن الغارات والضربات الأمريكية لم تؤثر على الميدان بنسبة واحد بالمائة.
الرسالة الأولى كانت واضحة: اليمن لا يفاوض على الكرامة، ولا يخضع للابتزاز، وما دام العدوان مستمراً على غزة فالمعركة مفتوحة في البحر وكل الجبهات، لا هدنة قبل وقف العدوان، ولا تهدئة دون رفع الحصار عن شعب فلسطين.
كشف الرئيس المشاط عن نتائج عسكرية إستراتيجية تمثل نقطة تحول في ميزان الردع؛ أهمها إخراج حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” عن الجاهزية، وهو ما يؤكد نجاح الضربات اليمنية في تجاوز التهديد إلى التأثير العميق في عصب القوة الأمريكية.
اعتبر الرئيس المشاط أن التحرك الأمريكي في البحر الأحمر مجرد استعراض فاشل، ومحاولة لرفع معنويات الكيان الصهيوني المنهارة بعد فشله الذريع في غزة، مؤكداً أن واشنطن تقاتل بالنيابة عن “إسرائيل”، لكنها تغرق في الوحل نفسه.
المشاط أعاد التذكير بأن اليمن يخوض هذه المعركة دعماً لغزة، لا لغرض آخر، وأن من يظن أن صنعاء ستتراجع أو تساوم فهو لا يعرف طبيعة هذا الشعب، ولا يدرك أن البوصلة السياسية والعسكرية مرتبطة بأقدس قضية على وجه الأرض.
وبلهجة الواثق، وصف المشاط العدوان الأمريكي بأنه عبث لا طائل منه، مؤكداً أن اليمن ليس وحده، بل هو جزء من محور مقاومة يتنامى ويمتد، من البحر إلى البر، من صنعاء إلى غزة وطهران وبيروت وبغداد.
أكد أن اليمن يدير معركته بإمكاناته الذاتية وبعقيدته الصلبة، ولا يتلقى توجيهات من أحد، مشدداً على أن السيادة اليمنية غير قابلة للنقاش، وأن القرار السياسي والعسكري لا تصنعه غرف السفراء، بل قاعات العزة والصمود.
وأشار إلى أن كل ما يروج له إعلام العدوان بشأن خسائر اليمن عبارة عن تضليل لا يصمد أمام الواقع، موضحاً أن الجبهة الداخلية متماسكة، وأن الشعب اليمني أثبت مرة أخرى أنه عصي على الكسر، وغير قابل للاختراق.
وفي خطاب تحذيري يحمل نبرة إيمانية عالية، وجَّه الرئيس المشاط رسائل قوية لكل من تسوّل له نفسه التخاذل أو الانزلاق في دروب الخيانة، قائلاً: “لكل من يستهويه الشيطان، أقول له نحن قادمون على نصر كبير، وسيميّز الله الخبيث من الطيب”.
ونصحهم بقوله: “أنصح كل من يغريه الشيطان أن يتمسك بالشرف، فهذه زلزلة ما قبل النصر، زلزلة ما قبل الفتح، والإنسان يدعو الله أن يثبته.”
كما أشاد بالدور الكبير الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في إفشال محاولات الاختراق والتجنيد التي تقودها أمريكا وأدواتها، مؤكداً أن كل من يثبت تورطه في الخيانة ستتم محاسبته بأقصى درجات الحزم.
ولفت إلى أن العدو يعاني أزمة استخباراتية حقيقية، وأنه لم يعد يمتلك القدرة على توقع الضربات اليمنية، حيث تتحرك القوات اليمنية وفق منطق المبادرة وليس رد الفعل، بما أربك حسابات واشنطن ولندن وتل أبيب.
وأثنى الرئيس على الإنجازات المتسارعة في مسار التصنيع العسكري، ونجاح القوات البحرية والجوية في توجيه ضربات دقيقة أثبتت أن اليمن لم يعد بلداً محاصراً، بل بات رقماً صعباً في معادلات البحر الأحمر وخليج عدن.
وأشار إلى أن المعركة ليست معركة موانئ وسفن فقط، بل معركة هوية واستقلال وقرار، وأن اليمن قرر أن يكون في طليعة الأحرار، مهما كانت التضحيات، ومهما بلغ حجم الاستهداف الإعلامي والعسكري والسياسي.
وفي لفتة تجسِّد الموقف الأخلاقي والشرعي، نوّه الرئيس المشاط إلى أن اليمن يقاتل بوعي أخلاقي، وأنه لم يستهدف أي سفينة مدنية، وأن كل عملياته محسوبة بدقة وفق القوانين الدولية، مما يكشف زيف الادعاءات الأمريكية التي تتاجر بـ”حرية الملاحة”.
تطرق إلى النموذج الإيراني في مقاومة الهيمنة، وأشاد بمواقف طهران المبدئية، معتبراً أن نجاحها السياسي يعزز من صمود محور المقاومة، ويوسّع من مساحة الضغط على العدو الصهيوني وحلفائه في المنطقة.
وأكد الرئيس أن زمن الهيمنة الأمريكية المطلقة قد انتهى، وأن من يراهن على بقاء واشنطن كقوة حاسمة في معادلات الشرق الأوسط فإنه يعيش خارج التاريخ، مشدداً على أن الوقائع الميدانية تكتب واقعاً جديداً كل يوم.
الخطاب تميز بتقدير عال لدور السيد القائد عبد الملك الحوثي، واصفاً إياه بصاحب الرؤية الثاقبة والقيادة المتزنة، التي استطاعت تحويل العدوان إلى فرصة بناء وتعزيز للجبهة الوطنية والقدرات الدفاعية.
كما عبَّر عن ثقته الكاملة في وعي الشعب اليمني، وقدرته على قراءة المعركة بمسؤولية، منوهاً بدور العلماء والمجتمع في تعزيز الصمود، وداعياً إلى رفع الجهوزية والاستعداد لأي تصعيد قادم.
أنهى الرئيس المشاط كلمته المفتوحة للداخل والخارج: “اليمن لم يبدأ هذه الحرب، لكنه سيحسمها، وصوت فلسطين لن يخفت، ما دام في هذا الشعب نفس يتردد، لا مساومة على المبدأ، ولا مساكنة مع المحتل، ولا تهدئة على حساب الدم الفلسطيني.”
هكذا تحدّث الرئيس من قلب صنعاء، لا بلغة المجاملة، بل بلغة الواثق الذي يرى النصر أقرب من أي وقت مضى، ويؤمن أن من يحمل قضية عادلة لا يهزم، حتى لو اجتمع عليه العالم.
سبأ