لجريدة عمان:
2025-02-05@08:19:23 GMT

مستشفى كمال عدوان إخلاء تحت الظلام والنار

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

مستشفى كمال عدوان إخلاء تحت الظلام والنار

«لا أريد سوى إنقاذ طفلي».. بهذه الكلمات الموجعة وصفت أُمٌ في الثلاثين من عمرها حالها من داخل ممرات مستشفى كمال عدوان. احتضنت بين يديها طفلها المولود حديثًا، الذي يحتاج إلى رعاية طبية مستمرة داخل حاضنة، لكنها اضطرت للجلوس في الممرات تحت وابل من النيران والقصف، خوفًا من انهيار السقف فوق رأسها ورأس صغيرها.

حصار وتجويع

منذ مساء السبت، 21 ديسمبر، وحتى لحظة كتابة هذه السطور، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي هجومها العنيف على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة. الطائرات المسيرة، والقذائف المدفعية، والغارات الجوية لم تتوقف عن استهداف هذا الحصن الطبي الأخير، في محاولة لإخلائه بالقوة، رغم خطورة ذلك على حياة مئات المرضى والجرحى.

منذ الساعات الأولى للهجوم، لجأ المرضى والطواقم الطبية إلى ممرات مستشفى كمال عدوان ومرافقها الضيقة. تُركت الغرف والأقسام فارغة بينما بات الخوف هو سيد الموقف. مدير المستشفى، الدكتور حسام أبو صفية، وصف الوضع بعبارات مروعة: «نحن نموت، ولا أحد يبحث عنا». مشيرًا إلى منع الاحتلال الطعام والشراب عنهم.

غارقون في الظلام والنار

الدكتور حسام أبو صفية أوضح أن المستشفى يتعرض لقصف مكثف ومباشر، مؤكدًا أن المولدات الكهربائية قد استُهدفت، مما تسبب في تدمير أحدها واشتعال النيران ففيه

وأضاف لـ«عُمان»: «حاول الاحتلال استهداف خزان الوقود، وهو ممتلئ، مما يهدد بكارثة محققة إذا اشتعل. هذا المستشفى يقدم خدمات أساسية للأطفال والنساء والجرحى. لا توجد مرافق بديلة شمال القطاع».

وفي شهادة أخرى، قال ممرض: «نحن محاصرون. غارقون في الظلام بعد انقطاع الكهرباء، ولا نعرف بعضنا إلا من خلال أصواتنا. نفدت مقومات الحياة الأساسية تمامًا»، وأضاف أن عددًا من المرضى استشهدوا، ولا يستطيع أحد دفنهم خشية القصف المستمر.

مستشفى كمال عدوان يُعد الحصن الطبي الأخير الذي يقدم الخدمات العلاجية لأكثر من 190 مريضًا وجريحًا وطواقم طبية.

هذا الوضع دفع مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا، إلى وصفه بأنه جريمة إبادة جماعية تهدف لإخلاء شمال القطاع بالكامل من مظاهر الحياة.

وأوضح أن «إخلاء المستشفى دون توفير سيارات إسعاف مجهزة لنقل مرضى العناية المركزة والأطفال حديثي الولادة يعرض حياتهم للخطر الفوري»، واستطرد: «حتى الفرق الطبية تواجه الاستهداف أثناء محاولتها نقل المصابين ودفن الشهداء».

مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة ناشد منظمة الصحة العالمية التعجل في إرسال وفد دولي إلى شمال القطاع ومستشفى كمال عدوان، لمتابعة ما يجري هناك على الطبيعة، والتوصل إلى تهدئة مع الاحتلال تسمح بنقل المرضى دون تعريض حياتهم للخطر.

صمود ولا مجيب

رغم نداءات الاستغاثة المتكررة إلى المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية، لم تتوقف الهجمات. العالم يشاهد بصمت فيما تسعى قوات الاحتلال إلى فرض إخلاء قسري دون أي اعتبار للقوانين الدولية التي تحظر استهداف المنشآت الطبية أثناء النزاعات.

الدكتور محمد الشريف، أحد الأطباء العاملين في المستشفى، قال إن الطواقم الطبية لن تسمح بإخلاء المستشفى وتعريض حياة المواطنين للخطر.

وأكد عزمهم «مواصلة تقديم الخدمة الطبية لأهالي شمال قطاع غزة بما يملكون من إمكانيات بسيطة، رغم الظروف المستحيلة».

نحو إبادة جماعية للشمال

مع قصف المولدات الكهربائية ط، بات المستشفى غارقًا في الظلام، مما زاد من معاناة المرضى والطواقم الطبية. الطفل حديث الولادة الذي يحتاج إلى حاضنة قد لا ينجو في ظل هذه الظروف القاسية.

استهداف مستشفى كمال عدوان ومحيطه بالقصف المستمر يُظهر نية الاحتلال المبيتة لارتكاب جريمة إبادة جماعية. هذه المنشأة ليست فقط ملاذًا للجرحى والمرضى، لكنها تمثل رمزًا للصمود الإنساني والطبي في شمال القطاع.

مدير المستشفى، د. حسام أبو صفية، ختم حديثه بنداء مؤلم: «نطالب بتحييد المستشفى فورًا والسماح لنا بالعمل دون تهديد. هذا هو نداءنا الأخير إلى العالم».

وفي ظل هذا الوضع الكارثي، يتعين على المجتمع الدولي تحمل مسؤوليته والضغط على قوات الاحتلال لوقف استهداف المنشآت الطبية، وضمان دخول الإمدادات الإنسانية. مستشفى كمال عدوان ليس مجرد بناء، بل هو حياة مئات الأرواح التي تنبض بالأمل رغم الحصار.

«طفلي لا يعرف العالم بعد، لكنه الآن يعرف الخوف». بهذه الكلمات أنهت الأم حديثها، وهي تحتضن صغيرها. بين هذه الجدران المهددة، يبقى الأمل هو السلاح الأخير في مواجهة بطش الاحتلال، الذي لا ينفك عن محاولات نزع الحياة في قطاع غزة من المهد إلى اللحد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مستشفى کمال عدوان شمال القطاع

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يجبر عائلات على إخلاء مخيم الفارعة ويواصل عدوانه شمالي الضفة

أجبرت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الثلاثاء، نحو 20 عائلة على إخلاء مخيم الفارعة تحت تهديد السلاح، في حين، يستمر نزوح الفلسطينيين بالآلاف من طولكرم وجنين، مع تواصل العدوان على مدن وبلدات ومخيمات شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وقال رئيس بلدية طمون ناجح بني عودة إن جرافات الاحتلال دمرت أكثر من 3 كيلومترات من شوارع البلدة وقطعت الطرقات بين الأحياء لمنع تواصل السكان.

كما قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعزل البلدة الواقعة شرق طوباس، وأغلقت مداخلها بالسواتر وحولت عددا كبيرا من المنازل ومخيمها لثكنات عسكرية.

ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، عملية عسكرية واسعة، في مخيم الفارعة وبلدة طمون، منذ 13 يوما.

وذكرت مصادر فلسطينية أن مئات الجنود الإسرائيليين يشاركون في عملية الاقتحام، برفقة عدد من الجرافات الثقيلة.

بدورها قالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إن قوات الاحتلال منعت طواقمها في طوباس من الوصول إلى حالة مريض في مخيم الفارعة، وصادرت مفاتيح سيارة الإسعاف.

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية، أعلنت الأسبوع الماضي، استشهاد 10 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على طمون.

يتواصل العدوان الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية منذ أكثر من أسبوعين (الأناضول) قنابل على جنين

وفي جنين، ألقى جيش الاحتلال الإسرائيلي قنابل عبر طائرات مسيرة على منازل فلسطينية في مخيم جنين، فجر اليوم الثلاثاء، وذلك في اليوم الـ15 من عدوانه المتواصل على المدينة ومخيمها.

إعلان

وفي مخيم جنين، يستمر الحصار، وتحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية، مع سماع أصوات تفجيرات.

وذكر الشهود أن طائرات مسيرة إسرائيلية من نوع "درون" ألقت قنابل على منازل فلسطينية في المخيم.

وإلى جانب عدوانه، يواصل جيش الاحتلال نسف مربعات سكنية ويحاصر أخرى ويعتقل فلسطينيين.

والأحد الماضي، فجر جيش الاحتلال الإسرائيلي مربعات سكنية في مخيم جنين للمرة الأولى منذ عام 2002.

ومنذ 21 يناير/كانون الثاني الماضي بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية بمدينة جنين ومخيمها أدت إلى استشهاد 25 فلسطينيا، حتى صباح الثلاثاء.

وبالتزامن مع العملية العسكرية على مخيم جنين ينفذ الجيش الإسرائيلي اقتحامات لعدد من البلدة المجاورة، أبرزها قباطية، وبرقين.

قوات الاحتلال أجبرت آلاف الفلسطينيين على النزوح في مخيمي طولكرم وجنين (الفرنسية) تدمير ونزوح في طولكرم

أما في طولكرم، يواصل جيش الاحتلال عدوانا عسكريا واسعا في المدينة ومخيمها، مع تجريف وتدمير البنية التحتية، واعتقل خلال الأيام الماضية عشرات الفلسطينيين وأجبر مئات العائلات على النزوح، في حين قتل 3 فلسطينيين وأصاب آخرين بينهم طفل وصحفية.

ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات العسكرية إلى المدينة ومخيمها، ونشر جنود المشاة في مختلف الأحياء والأزقة، تخللها اعمال تفتيش وتمشيط.

وحول جيش الاحتلال منازل فلسطينيين في طولكرم ومخيمها إلى ثكنات عسكرية بعد أن أجبر السكان على إخلائها.

وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية، أن 70 فلسطينيا استشهدوا برصاص الاحتلال، في الضفة الغربية، منذ مطلع العام الجاري، بينهم 10 أطفال وسيدة ومسنان.

وبالتزامن مع بدء حرب الإبادة على غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أسفر عن استشهاد 905 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

إعلان

وبدعم أميركي، ارتكبت قوات الاحتلال بين السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • مستشفى شرق المدينة بالإسكندرية تحتاج لإدارة
  • مدير مستشفى جنين الحكومي: لدينا مخزون كافٍ من المستلزمات الطبية بالمستشفى
  • الاحتلال يجبر عائلات على إخلاء مخيم الفارعة ويواصل عدوانه شمالي الضفة
  • الأبيض عرض مشروع دعم أقسام غسيل الكلى في 20 مستشفى حكومياً
  • معاناة المرضى مع انهيار المنظومة الطبية بغزة
  • تدشِّين مستشفى الملك سلمان التخصصي في الطائف .. صور
  • وزير العمل يزور مستشفى الناس لعلاج الأطفال بالمجان (صور)
  • الصحة الفلسطينية: القطاع الصحي يواجه انهيارًا بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية
  • الاحتلال يعرقل خروج المرضى.. صحة غزة: انهيار القطاع لنقص الأدوية والمستلزمات
  • المستشار محمد الحمصاني: تخصيص 10 ملايين جنيه لمستشفى بهية لتوفير الأجهزة والمستلزمات الطبية