لجريدة عمان:
2025-01-26@09:45:06 GMT

كيف يمكن التعامل مع شعور الرجال بالحزن؟

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

كيف يمكن التعامل مع شعور الرجال بالحزن؟

برلين "د.ب.أ": من المتفق عليه أنه لا توجد وسيلة اعتيادية للحزن على وفاة أحد الأحباء. ولا توجد وسيلة صحيحة أو خاطئة، ناهيك عن وسيلة مقبولة بصورة عامة للجميع.

وقال الكاتب و المستشار في شؤون الحزن توماس اخين باخ "تتباين تأثيرات الحزن بصورة كبيرة و ليست محددة وفقا للجنس". علاوة على ذلك، فقد خلص إلى أن الجنسين غالبا ما يختلفان بشأن كيفية التعامل مع الحزن، كما أنه كتب كتابا بهذا الشأن، وترجمة عنوانه باللغة الألمانية هي "الرجال يحزنون بصورة مختلفة".

وأوضح أن "الكثير من الرجال يدخلون في نوع من الصدمة، يمكن أن تكون كبيرة في حالتهم. فهي حتى تصيبهم بالشلل"، مضيفا أنه من الصعب أيضا التواصل معهم مقارنة بالنساء- ليس فقط لأنهم نادرا ما ينضمون لمجموعة دعم، ولكن أيضا لأنه من الصعب عليهم الخوض في حديث منفتح في البداية.

وأشار اخين باخ إلى أن أكثر ما يؤرق الرجال هو الشعور بالعجز، الذي دائما ما يعقب فقدان أحد الأحباء: "الشعور كما لو أنه يتم دفعهم على الأرض وهم عاجزون، وغير قادرين على القيام بأي شيء حيال هذا الأمر".

وقال المعالج النفسي ومستشار الحزن والمؤلف رولاند كاشلر، المقيم في ألمانيا إنه على عكس النساء، الكثير من الرجال يعانون من أعراض بدنية للحزن.

وأضاف "عندما يأتي الرجال من أجل مشورة بشأن الحزن، عادة ما يكونون يعانون من أعراض جسدية". وأوضح "غالبا ما يعانون من ألم في الظهر والكتف بعد خسارة كبيرة".

وأشار إلى أن هناك استجابة دفاعية من جانب عضلاتهم "لأننا نحن الرجال نسعى نحو الاتقان والعمل" مفسرا أن الرجال غالبا ما يتعاملون مع الحزن على أنه هجوم يجب صده، باعتباره هزيمة.

وقال كاشلر إنه عندما تأتي النساء من أجل استشارة بشأن الحزن بعد وفاة شريكهن، على سبيل المثال، يكن على استعداد للتعامل مع الواقعة". وأضاف "هن يردن معرفة كيفية التعامل مع الألم والحزن".

و أوضح أن النساء قادرات بصورة أفضل على الاستسلام لمشاعرهن، ربما "لأن لديهن تجربة جوهرية، بصورة خاصة الولادة، التي تعلمهن أنه حتى الألم الأكثر شدة سيمر، وسيجلب أمرا جديدا".

ومن ناحية أخرى، يميل الرجال إلى المقاومة والاستمرار في ممارسة السيطرة، حسبما قال كاشلر. وقال "من الصعب بالنسبة لهم الاستسلام- فهذا يمثل تهديدا لقدرتهم على العمل".

وأوضح كاشلر أن الأحاديث في جماعات الدعم المختلطة تكون ذات وطأة قوية على نفوسهم، ويقومون بالانسحاب منها بعد بضعة جلسات، "لأن الرجال يركزون بقوة على الاستمرار في العمل".

ويقاوم الرجال بصورة خاصة الحزن الشديد في حالات مثل وفاة أحد أطفالهم، حيث إنهم يشعرون بالمسؤولية عن الأسرة بأكملها.

وبالطبع لا يعني كل ذلك أن الرجال لا يحزنون. ولكن حزنهم غالبا ما يكون غير مرئي . ويقول اخين باخ "الرجال يحزنون سرا". وأضاف أنهم لا يتحدثون كثيرا بشأن مشاعرهم، ويميلون للتعامل مع الألم واليأس بعقلانية.

وأضاف "هم يرغبون في جمع المعرفة"، وأشار إلى أنهم غالبا ما يشعرون بالتشكك في الذات، ويتساءلون ما إذا كانوا "فقدوا عقولهم".

ووفقا لكاشلر فإنه على الرغم من أن الرجال لا يدخلون "مرحلة التجربة" عند الحزن، فإنه لا يجب الحكم على ذلك بصورة مسبقة سلبيا. وقال "علينا أن ندعو الرجال للتعامل مع حزنهم بصورة مختلفة، من خلال خيار بدني".

وأوضح "إذا دعيت الرجال لحضور مجموعة مناقشة للمساعدة، بالكاد سيحضر أي شخص"، مضيفا "ولكنهم سيشاركون في نشاط للتسلق أو جولة بالدراجات من أجل التعامل مع حزنهم".

ويرى آخين باخ من خلال عمله كمستشار لشؤون الحزن أن مشاعر الرجال يمكن أن تظهر خلال السير أو التسلق مع رجال آخرين مكلومين، حيث إن ذلك يساعدهم على الانفتاح والتحدث.

وأضاف "المناخ الصحيح يعد أمرا مهما". وأوضح "بالنسبة للكثير من الرجال، الجلوس في غرفة مع آخرين يعد أمرا غير اعتيادي أو حتى يجعلهم يشعرون بالتهديد".

وأشار كاشلر إلى أن تصميم شاهد قبر أو موقع إلكتروني من أجل الفقيد يمكن أن يساعد أيضا. وقال "الهدف هو البدء في الحديث من خلال الفعل، وربما بعد ذلك البدء في البكاء والشعور".

وقال آخين باخ "مسارات المشاعر الداخلية للرجال مختلفة عن النساء". وأضاف "من المهم أن ندع الرجال يسيرون في المسار الذي يرغبون فيه".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التعامل مع أن الرجال غالبا ما إلى أن من أجل

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية السوري: نخطط لتفكيك النظام الاشتراكي في بلادنا

يمن مونيتور/ فايننشال تايمز

يخطط الحكام الجدد في سوريا لخصخصة الموانئ والمصانع المملوكة للدولة، ودعوة الاستثمارات الأجنبية وتعزيز التجارة الدولية في إطار إصلاح اقتصادي يهدف إلى إنهاء عقود من العزلة كدولة منبوذة، وفقًا لما قاله وزير الخارجية السوري لصحيفة فاينانشيال تايمز.

وقال أسعد الشيباني في مقابلة شاملة في دمشق، وهي الأولى له مع الصحافة الدولية: “كانت رؤية [الأسد] تتمثل في دولة أمنية، أما رؤيتنا فتتمثل في التنمية الاقتصادية”، وأضاف: “يجب أن يكون هناك قانون، ويجب إرسال رسائل واضحة لتمهيد الطريق أمام المستثمرين الأجانب وتشجيع المستثمرين السوريين على العودة إلى سوريا”.

وتحدث الشيباني مع فاينانشيال تايمز قبيل ظهوره في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس يوم الأربعاء، وهي المرة الأولى التي تشارك فيها سوريا في هذا الاجتماع السنوي لصناع القرار العالميين، واستغل زيارته لتجديد الدعوات لرفع العقوبات القاسية التي فرضت في عهد الأسد، مشيرًا إلى أن هذه العقوبات ستمنع تعافي الاقتصاد السوري وتعرقل “الجاهزية الواضحة” للدول الأخرى للاستثمار.

وبالرغم من العديد من الدول الغربية سارعت إلى التفاعل مع الإدارة السورية الجديدة، قال كثيرون إنهم ينتظرون رؤية ما إذا كان القادة الجدد سينفذون وعودهم الكبيرة قبل تخفيف العقوبات.

ويُعد الوزير الشيباني أحد الشخصيات الرئيسية في الحكومة الانتقالية الجديدة، وهو مقرب من الحاكم الفعلي للبلاد أحمد الشراع، المعروف سابقًا باسمه الحركي أبو محمد الجولاني، وقادت جماعة الشراع الإسلامية المسلحة، هيئة تحرير الشام، الهجوم الذي أطاح بالدكتاتور السابق بشار الأسد في ديسمبر.

وقال الشيباني إن التكنوقراط وبعض موظفي الدولة من عهد الأسد عملوا في الأسابيع التي تلت دخول دمشق، على كشف حجم الضرر الذي ألحقه النظام بالبلاد وخزينتها، والذي شمل ديونًا بقيمة 30 مليار دولار لحلفاء الأسد السابقين، إيران وروسيا، وغياب احتياطات النقد الأجنبي في البنك المركزي، وتضخم رواتب القطاع العام، وتدهور قطاعات مثل الزراعة والصناعة التي أهملت وتضررت بسبب سياسات الأسد الفاسدة.

واعترف الشيباني بأن التحديات المقبلة هائلة وستستغرق سنوات لمعالجتها، وقال إن لجنة يتم تشكيلها حاليًا لدراسة الوضع الاقتصادي والبنية التحتية في سوريا، وستركز على جهود الخصخصة، بما في ذلك مصانع النفط والقطن والأثاث.

وأضاف أنهم سيستكشفون الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتشجيع الاستثمار في المطارات والسكك الحديدية والطرق لكن التحدي يكمن في العثور على مشترين لكيانات عانت من سنوات من التدهور في بلد محطم ومنقطع عن الاستثمارات الأجنبية.

وقال الشيباني إن الأولوية المباشرة هي التعافي، بما في ذلك تأمين الخبز والماء والكهرباء والوقود الكافي لشعب دفعه حكم الأسد والحرب والعقوبات إلى حافة الفقر، وقال: “لا نريد أن نعيش على المساعدات الإنسانية، ولا نريد من الدول أن تمنحنا الأموال كما لو أنها تلقيها في البحر”.

وأضاف أن المفتاح يكمن في تخفيف العقوبات الأمريكية والأوروبية على نظام الأسد وعلى هيئة تحرير الشام، وهي جماعة كانت تابعة لتنظيم القاعدة وتعتبرها العديد من الحكومات الغربية منظمة إرهابية.

وأصدرت الولايات المتحدة بعض الإعفاءات المحدودة من العقوبات، بما في ذلك للدول التي تسعى لمساعدة سوريا في هذه المرحلة الانتقالية، ويقول المسؤولون إن ذلك غير كافٍ، وقال الشيباني: “افتحوا الباب لهذه المناطق لتبدأ العمل”.

وتبدو بعض العواصم الغربية مثل برلين مستعدة لتخفيف بعض العقوبات، الا انها تنتظر رؤية نهج الحكومة الإسلامية الجديدة تجاه قضايا مثل حقوق المرأة والأقليات، ومن المقرر أن تناقش دول الاتحاد الأوروبي العقوبات المفروضة على سوريا في اجتماع لوزراء الخارجية في السابع والعشرين من يناير.

وقالت كبيرة دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي كايا كالاس هذا الشهر إن تخفيف العقوبات “يجب أن يتبع تقدماً ملموساً في انتقال سياسي يعكس التنوع في سوريا”.

وأشار الشيباني إلى أن القيادة الجديدة في سوريا تعمل على طمأنة المسؤولين في دول الخليج والدول الغربية بأن البلاد لا تمثل تهديداً، وأوضح أن بعض الدول في المنطقة، وخاصة الإمارات ومصر، تشعر بالقلق من عودة ظهور جماعات إسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، بينما تخشى دول عربية أخرى أن يحيي نجاح المتمردين الروح الثورية في دولها.

وقال الشيباني إن سوريا لا تخطط “لتصدير الثورة والتدخل في شؤون الدول الأخرى”. وأضاف أن أولوية الحكومة الجديدة ليست تهديد الآخرين، بل بناء تحالفات إقليمية تمهد الطريق لازدهار سوريا.

وأضاف أن “العلاقة الخاصة” بين سوريا وتركيا، التي كانت الداعم الأكثر نشاطاً للمتمردين في حربهم التي استمرت 13 عاماً ضد الأسد، ستسمح للبلاد بالاستفادة من التكنولوجيا التركية وثقلها الإقليمي وعلاقاتها الأوروبية.

لكن الشيباني رد على المخاوف من أن هذا سيمنح الجار الشمالي نفوذاً مفرطاً أو يمثل “توسعاً تركياً”، قائلاً: “لن تكون هناك، ولا توجد الآن، حالة خضوع”.

وأشار إلى أن أحد التحديات المهمة التي تواجه الحكومة الجديدة هو مصير قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد، والتي كانت شريكاً لواشنطن في مكافحة تنظيم داعش وتعتبرها أنقرة امتداداً للانفصاليين الأكراد الذين حاربوا الدولة التركية لفترة طويلة، وهددت بعملية عسكرية في شمال شرق سوريا إذا لم يتم حل هذه القوات.

وسعت القيادة الجديدة في سوريا منذ توليها السلطة، إلى حل قوات سوريا الديمقراطية ودمج مقاتليها في الدولة، مستندة إلى الحاجة إلى وحدة سوريا، لكن قوات سوريا الديمقراطية رفضت حتى الآن، وقال الشيباني إن المحادثات مع هذه القوات جارية، مضيفاً أن دمشق مستعدة أيضاً لتولي مسؤولية السجون التي تديرها قوات سوريا الديمقراطية والتي تضم الآلاف من مقاتلي داعش المعتقلين.

وقال الشيباني: “لم يعد لوجود قوات سوريا الديمقراطية أي مبرر”، مشيراً إلى أن السلطات تعهدت بضمان حقوق الأكراد في الدستور الجديد وضمان تمثيلهم في الحكومة.

مقالات مشابهة

  • إندونيسيا والهند توقعان اتفاقات عدة لتعزيز التعاون في النقل البحري والصحة والأمن
  • أسعار النفط تنهي الأسبوع على خسائر في ظل الحذر من سياسات ترامب للطاقة
  • لافروف: سياسة “الناتو” المنافقة والاستفزازية تفاقم خطر المواجهة مع روسيا
  • زيلينسكي: بوتين يحاول “التلاعب” بجهود ترامب الرامية للسلام
  • أسامة الأزهري بمعرض الكتاب: "40 تياراً تكفيرياً يمكن مواجهتها بالتصوف"
  • أسامة الأزهري بمعرض الكتاب: 40 تيارا تكفيريا يمكن مواجهتها بالتصوف
  • أسامة الأزهري بمعرض الكتاب : 40 تياراً تكفيرياً يمكن مواجهتها بالتصوف
  • أسعار النفط تتجه لتراجع أسبوعي بضغط من سياسات ترامب
  • وزير الخارجية الكويتي: نأمل بمستقبل أفضل للأشقاء في لبنان
  • وزير الخارجية السوري: نخطط لتفكيك النظام الاشتراكي في بلادنا