شبكة انباء العراق:
2024-12-26@02:39:47 GMT

الحلقة السادسة من كتاب ..(عدسات على الطريق )

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

بقلم : حسين الذكر ..

بعد فراغهم من تناول الطعام جلسوا وجها لوجه يطالعون والدهم وينتظرون منه ما يشبه بوح سر عظيم ، ثم قال :
ــ حسنا يا أعزائي ، أرجو أن تصغوا إلي بكل هدوء ، وأن تكونوا بمستوى المسؤولية وان لا تقاطعوني حتى أفرغ من كلامي وأصل الى ما أريد ، واعلموا أن ما سأقوله وأفعله هو لأجلكم ولصالح مستقبلكم ، ثم سرد عليهم ما دار بينه وبين ذلك الشاب ، وما عزم القيام به وكان الجميع يصغون اليه ويطالعون اشراقة وجهه اثناء انهماكه بالحديث وكم من الآمال العريضة قد بناها على ذلك الكلام .

. كما انهم لم يالفوا أباهم بهذه الحالة والآمال العريضة من قبل !
ــ بعد أن فرغ من كلامه شحن الجو بعلامات الاستغراب وارتسمت الدهشة على الوجوه !!
ــ الام خرجت الى المطبخ بايماءة تنم عن عدم الإكتراث مما سمعت !
ــ الإبن هز يديه وكأنه ساخر وحائر وغير مصدق لما سمع !
ــ البنت إحمرت وجنتاها وابتسمت مع ضحكة قوية واخذت تصفق قائلة :
ــ هائل.. رائع يا بابا ، هذا أحسن ما سمعت منك طوال حياتي ، انك الآن تعيد شبابك وتعدنا بالأمل وأنا أول المساندين والمؤيدين لمشروعك ، فليوفقك ويسعدك الله ، ثم عانقته مع قبلة .
في هذه الاثناء دخلت الأم بعد ان فرغت من عمل المطبخ وشاركت الحديث :
ــ ولكن ما هي الضمانات .. وما هي الخطوات اللاحقة ، ثم كيف تتم العملية كلها بهذه المصادفة والسرعة .. يبدو أن هناك اشياء غير واضحة أو مخيفة ! الاب : إني واثق من هذا الشاب برغم معرفتي القريبة له ..وأتامل منه خيراً .. وسيتصل غداً مساءا ليبلغنا الخطوة اللاحقة ، وستطلعون عليها وأرجو ان تطمئنكم وتسعدكم وتبدد مخاوفكم !
ــ الإبن : يا والدي العزيز .. إني أقدر لك ما تفعله لأجلنا وإنا اعتدنا على حياتنا البسيطة هذه .. ودخولك علينا بهذا الوجه السمح لايعادله ثمن ولا حتى أموال الدنيا كلها ، واني اخاف عليك ان تجازف بكل ما تملك دفعة واحدة، ثم إنني اخشى أن يكون في الأمر خدعة وما أكثر الخدع في زمننا هذا ، حتى كاد الاحتيال ان يكون سمة العصر ، يدخل ويدور حيثما شاء بلا خوف ولا حياء .. وانت رجل مسن قسا عليك الدهر ما يكفي من آهاته ومتاعبه ، وأخشى ان لا تتحمل أية صدمة جديدة .. فدعنا يا والدي العزيز ، ننعم بدفء احضانك وحدقات عيونك ، ولنترك المجهول خارج دارنا وحدود اسرتنا الآمنة المستقرة المطمئنة القانعة بما هي عليه … ولِمَ الدخول بظلمات لا نعرف لها مخرجاً .. فكر يا أبتاه طويلاً واستشر بعض اصدقائك وذويك من أهل الرأي والتجربة .. ومن ثم لك الأمر علينا ولك منا كل الطاعة والاحترام !
الأب : بعد سماعه كلام ولده اغرورقت عيناه بالدموع واحتضن عائلته قائلاً :
ــ يا أعزائي وسعدي وحاضري ومستقبلي وما تبقى من عمري ، أنتم خير لي من كل ما في هذه الدنيا الفانية ،ولكن دعونا نترك الخوف والكسل ، فانها جهل يكبلنا حتى تنبت العثة علينا .
ــ الابن :ابتاه منذ متى وانت تفكر بهذه الطريقة … احقا ما تقول ؟
ــ الأب : نعم يا بني وعليكم أن تتغيروا منذ اليوم وهذا أمر مني واجب التنفيذ .. وارجو ان يوفقنا الله .. فلا مكان للخوف بعد اليوم !
ــ الأم وهي تضحك : حقا إن الدهر في صرفه عجيب ! .
ــ البنت : رائع بابا ، من رام وصل الشمس حاك خيوطها .
ــ الأب : اني داخل غرفتي أخلد الى النوم وقد أدليت ما عندي وما في جعبتي وليقدم الله ما فيه الخير .
تطفا الانوار ويخيم الظلام وكل يأوي الى فراشه .

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

كاساس: بعض الغيابات المهمة أثرت علينا ومباراة السعودية لن تكون سهلة

كاساس: بعض الغيابات المهمة أثرت علينا ومباراة السعودية لن تكون سهلة

مقالات مشابهة

  • كاساس: بعض الغيابات المهمة أثرت علينا ومباراة السعودية لن تكون سهلة
  • الحلقة الخامسة من كتاب ..: عدسات على الطريق ..
  • خالد الجندي: علينا الانشغال بمحاسبة أنفسنا في هذه الأيام قبل نهاية العام
  • حصاد شئون القرآن 2024.. جهود متواصلة من الأزهر الشريف في خدمة كتاب الله
  • حصاد شؤون القرآن ٢٠٢٤.. جهود متواصلة في خدمة كتاب الله
  • حصاد شئون القرآن 2024… جهود متواصلة في خدمة كتاب الله
  • السفير عبد الله الرحبي: العربية لغة كتاب مقدّس وشارة هوية ولسان ثقافة
  • عضو مركز الأزهر العالمي: الله أقرب إلينا من أنفسنا.. ولا يغضب علينا بسهولة
  • حلقة ٤ من كتاب .. عدسات على الطريق ..