قال مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، إن الإسلام حفظ النَّفس والعقل، وحرَّم إفسادهما، وأنكر تغييب العقل بوسائل التغييب المادية كالمُسكِرات التي قال عنها سيدنا النبي ﷺ: «كلُّ مُسكِر خمر، وكل مسكِر حرام» [أخرجه أبو داود]، والمعنوية كالتَّعلُّق بالخُرافات، فقد رأى سيدنا رسول الله ﷺ رجلًا علَّق في عضده حلقة من نحاس، فقال له: «وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟»، قال: من الواهنة -أي لأشفى من مرض أصابني-، قال ﷺ: «أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا، انْبِذْهَا عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا».

[أخرجه أحمد وغيره].

حصاد الأزهر للفتوى.. 66 ألف عمل إلكتروني ساهم في تقديم رسالة توعوية وسطية مؤسسة «فاهم» تعقد ندوة حوارية بمركز الأزهر للفتوى عن التعامل الأمثل مع الأمراض النفسية

وأضاف مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، أنه لا ينبغي للمسلم أن يعلق قلبه وعقله بضلال، ولا أن يتَّبع الخيالات والخرافات، ويعتقد فيها النَّفع والضُّر من دون الله.

وأوضح مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية، أن كما رأى الإسلام أن ادعاءَ معرفة الغيب منازعةً لله فيما اختص به نفسه، واتباعَ العرافين ضربًا من الضلال الذي يفسد العقل والقلب، ويُشوش الإيمان؛ فالكاهن لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًّا ولا نفعًا، وهو كذوب وإن صادفت كهانته وقوع بعض ما في الغيب مرّة، ولا يليق إذا كان العرّاف أو المُنجّم يهدم القيم الدينية والمجتمعية، ويرسخ في المجتمع التعلق بالخرافه؛ أن يُستضاف ويظهر على الجمهور ليدلي إليهم بتنبؤاته وخرافاته، ثم تُتدَاوَل مقولاته وتُتنَاقل؛ بل إن مجرد سماعه مع عدم تصديقه إثم ومعصية لله سبحانه.

وأشار المركز إلى أن قال الحق سبحانه: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}. [النمل: 65]،  وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً». [أخرجه مسلم]

وأردف مركز الأزهر للفتوى، فما البال إن أفضى التمادي مع هذه الخرافات والافكار لفساد الاعتقاد، وارتكاب الجرائم، باسم العلم، والعلم منها براء؟!

وأكد مركز الأزهر للفتوى، إن ما ينتشر -في هذه الآونة- من رجم بالغيب وتوقعات للمستقبل من خلال حركة النجوم والكواكب، والأبراج والتاروت وغيرها؛ لهي أشكال مستحدثة من الكهانة المُحرَّمة، تدخل كثير من الناس في أنفاق مظلمة من الإلحاد والاكتئاب والفقر والفشل والجريمة، أو في نوبات مزمنة من الاضطراب العقلي والنفسي والسلوكي، وقد ينتهي المطاف بأحد الناس إلى إيذاء نفسه أو أهله؛ بزعم الراحة من الدنيا وعناءاتها.

وتابع الأزهر للفتوى: كل هذا يجعل امتهان هذه الأنماط المذكورة جريمة، والتكسب منها مُحرمًا، واحترامها والاستماع إليها تشجيع على نشر الفساد والخرافة، ويَقضِي ألَّا نراها -فكرًا وسلوكًا- إلا كجُملةٍ من المُخالفات الدينية، سيَّما وأن عامة طقوسها مُستجلَب من أديان وثنية، ويصطدم والعلم التجريبي، الذي لا يعترف بمنهجيتها في استنتاجاتها المُدَّعاة، حتى وإن أطلَّت على مجتمعاتنا عبر شاشات ملونة، أو قُدّمت للناس تحت أسماء مستحدثة، أو قُدّم المتحدثون فيها على أنهم خبراء وعلماء؛ سيبقى في طياتها الجهل والإثم، وصدق الحق سبحانه إذ يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُون}. [الأنعام: 21]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مركز الأزهر العالمي للفتوى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية الأزهر العالمي للفتوى الأزهر الإسلام الأزهر للفتوى

إقرأ أيضاً:

أصول الدين بالمنصورة تناقش جهود الأزهر في مؤتمرها الدولي.. الأحد

تستعد كلية أصول الدين والدعوة بجامعة الأزهر بالمنصورة، لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي الثاني تحت عنوان: «جهود الأزهر الشريف (جامعا وجامعة) في النهضة العلمية الحديثة في العلوم الشرعية والعربية والإنسانية، الأحد المقبل.

غدا.. انطلاق مؤتمر كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر حول "بناء الإنسان"توفاه الله.. جامعة الأزهر تناقش رسالة دكتوراه وتترك كرسي المشرف فارغا.. صورأهداف مؤتمر كلية أصول الدين

يعقد المؤتمر برعاية شيخ الأزهر الشريف، ورئيس جامعة الأزهر، ويهدف إلى ما يلي:

- تسليط الضوء على الإسهامات العلمية والفكرية للأزهر الشريف في النهوض بالعلوم الشرعية والعربية والإنسانية، ودوره في معالجة القضايا المجتمعية المعاصرة، ومواجهة التحديات الفكرية الناتجة عن التطور التكنولوجي والعلمي.

ويسعى المؤتمر إلى تعزيز الصورة الوسطية للإسلام التي يمثلها الأزهر، وإبراز دوره في التصدي للشبهات المثارة حول العلوم الشرعية، واستشراف آفاق جديدة للبحث العلمي تخدم قضايا العصر.

محاور المؤتمر

ويتناول المؤتمر عدة محاور رئيسية، منها:
أولا. جهود الأزهر في تفسير القرآن الكريم وعلومه.
ثانيا. أثر علماء الأزهر في النهوض بالسنة النبوية وعلوم الحديث.
ثالثا. إسهامات الأزهر في تطوير علوم العقيدة والدعوة الإسلامية.
رابعا. دور الأزهر في ترسيخ النهضة العلمية في الفقه وأصوله.
خامسا. النهوض بالعلوم العربية ودورها في تطوير الفكر الإنساني.
سادسا. مناقشة التحديات الفكرية والتقنية الحديثة، مثل تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على العلوم الشرعية والعربية.

ويشارك في المؤتمر نخبة من العلماء والباحثين من داخل مصر وخارجها، حيث قدم  المشاركون أبحاثا علمية تتماشى مع محاور المؤتمر.

يتولى إدارة المؤتمر، الدكتور نبيل محمد عبده زاهر، عميد كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة، بصفته رئيسا للمؤتمر، وبمشاركة الدكتور أحمد سلامة أبو الفتوح صالح، وكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث، بصفته نائبا لرئيس المؤتمر ومقرره.

كما يشرف على المؤتمر، الدكتور رمضان الصاوي، نائب رئيس الجامعة للوجه البحري، والدكتور محمود صديق، نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث.

ويعد المؤتمر حدثا بارزا يجمع بين العراقة والتجديد، ويعكس رؤية الأزهر في تحقيق التوازن بين الأصالة والمعاصرة، كما يعكس حرص كلية أصول الدين والدعوة بالمنصورة على إبراز الجهود العلمية التي تواكب متطلبات العصر، وتعزيز مكانة الأزهر الشريف كمنارة للعلم والفكر الوسطي في العالم الإسلامي.

ويجري المنظمون حاليا وضع اللمسات الأخيرة لضمان نجاح المؤتمر، بما يعكس مكانة الأزهر الشريف كمؤسسة علمية وفكرية عالمية تسهم في خدمة الإنسانية.

طباعة شارك كلية أصول الدين والدعوة جامعة الأزهر جهود الأزهر الأزهر الشريف العلوم الشرعية

مقالات مشابهة

  • هل يجوز أن يخص الوالد أحد أبنائه بالهبة دون إخوته؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • أبي لا يريد صلتي له فهل أعد قاطعًا للرحم إن قاطعته؟ الأزهر يجيب
  • هل يجوز قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يُكثرون من الإساءة إليّ ولأسرتي؟.. الأزهر للفتوى يجيب
  • تغلق كل شر.. علي جمعة: 3 أعمال تفتح لك أبواب الغفران والخير
  • ماذا أصلي بعد طلوع الشمس الفجر أم الصبح؟.. لا تخالف السنة
  • أصول الدين بالمنصورة تناقش جهود الأزهر في مؤتمرها الدولي الأحد
  • أصول الدين بالمنصورة تناقش جهود الأزهر في مؤتمرها الدولي.. الأحد
  • خطيب المسجد الحرام: القوة الحقيقة في الربط بين الإيمان والأخذ بالأسباب
  • خطيب المسجد الحرام: عاملوا الناس بما ترون لا بما تسمعون واتقوا شر ظنون أنفسكم
  • دعا للمساواة في الميراث..كيف رد علماء الأزهر على سعد الدين الهلالي؟