أثار ظهور اللواء الليبي المتقاعد، خليفة حفتر، لأول مرة في ذكرى يوم الاستقلال في ليبيا وتوجيه التهم بالفشل للحكومات وللمبادرات المطروحة مزيدا من الأسئلة عن أهدافه من هذا الظهور والهجوم، ودلالة استخدامه لغة التهديد وكذلك حالة الخوف التي بدا عليها.

وأكد حفتر خلال خطاب ألقاه لأول مرة في هذه الذكرى أن "جميع المساعي والمبادرات السالفة والحالية فاشلة واستهلكت جهدا مضنيا ووقتا ثمينا لبناء دولة نرى أن الواقع يشهد فشلها، والحل الحقيقي الآن هو تكاتف الجهود المحلية والدولية على حد سواء للعمل على مشروع جاد يتجنب تكرار التجارب الفاشلة السابقة، ونحن على استعداد لدعم هذا المشروع وتبنيه".



"تخوفات من مصير الأسد"
وبدت على حفتر المعروف بـ"المشير"، علامات الخوف من ملاقاة مصير حليفه الهارب، بشار الأسد، حين أشار إلى أن "قواته تراقب المتغيرات الخطيرة التي تجتاح المنطقة، وأنها على درجة عالية من اليقظة والجاهزية لحماية مكتسباتنا ومقدراتنا والحفاظ على ما تحقق من أمن واستقرار"، وفق قوله.

وكرر الجنرال الليبي، المتواري عن الأنظار منذ فترة طويلة، هجومه على الأطراف الليبية وحتى على ذكرى الاستقلال بقوله: "نتساءل اليوم كيف لنا أن نحتفل بالاستقلال في دولة تصدعت أركانها وأساساتها وتحولت إلى حقل تجارب فاشلة وصراع من أجل السلطة، وما يحدث اليوم يعرض كل المكاسب والمنجزات التي تحققت خلال سنوات إلى خطر كبير"، حسب خطابه.

يأتي هذا الخطاب بعد أيام قليلة من طرح المبعوثة الأممية بالإنابة، ستيفاني خوري لمبادرة جديدة لحل الأزمة الليبية ممثلة في تشكيل لجنة استشارية لحل الخلافات العالقة والقوانين الانتخابية وتشكيل حكومة جديدة.

فما وراء تهديدات وهجوم حفتر على جميع المبادرات السابقة والحالية وكذلك الحكومات والمؤسسات؟، هل يرفض مبادرة "خوري" ضمنيا؟ أم يرسل رسالة لمن يحاول تهديد وجوده وإزاحته على غرار "بشار الأسد"؟


"خطاب مختلف ويحمل رسائل"
من جهته، قال وزير التخطيط الليبي السابق ورئيس حزب العمل، عيسى التويجر إن "خطاب "المشير" يأتي مختلفا هذه المرة، ولأول مرة يتحدث عن الدستور وبناء الدولة، وشكل هذا الخطاب عاملان رئيسيان هما: سقوط نظام الأسد بشكل درامي، والثاني وجود توتر داخل أتباع حفتر بعد تهميش الضباط الذين قامت على أكتافهم حركة "الكرامة"، وهم ممتعضون من تلقي الأوامر من أبناء المشير الذين تحصلوا على رتب عالية دون أن ينخرطوا في الخدمة العسكرية ويتلقوا التدريب والتجربة المطلوبة".

وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أن "حفتر ركز على الإنجازات والإعمار وكأنه ينشد دعم أنصاره الذين أصبح التململ بينهم محسوسا لكثير من المراقبين، وخلال الخطاب حاول المشير أن يحذر ممن قد يستغل هذه الظروف للثورة ضده، فالخطاب يعكس القلق الذي يساوره جراء التغيرات الدولية والاقليمية وما قد يترتب عنها من تغييرات"، وفق تقديره.

وتابع: "حفتر يحاول إيصال رسالة مفادها أنه يدعم بناء الدولة ووجود دستور مستفتى عليه للبلاد وهو ما لم يفعله من قبل رغم أنه ترشح للانتخابات في 2021".

"مغازلة روسيا ورفض مبادرة خوري "
في حين قالت عضو لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، ربيعة بوراص إن "ظهور حفتر في ذكرى الاستقلال وهجومه على جميع الأطراف يعكس استياءه من المبادرات الدولية، بما فيها مبادرة المبعوثة الأممية، التي يعتبرها تهديدا للمكتسبات التي حققها عبر نفوذه العسكري في شرق وجنوب البلاد سواء القانونية أو الاقتصادية أو الأمنية".

وأكدت خلال تصريح لـ"عربي21" أن "رفض حفتر لهذه المبادرات قد يكون رسالة ضمنية لروسيا، التي تدعمه عسكرياً، تعبر عن عدم رضاه عن مبادرة خوري، والتي أبدت روسيا تحفظاتها عليها من خلال ممثلها في مجلس الأمن".

وأضافت: "إعلان حفتر استعداد قواته لدعم أي مشروع وطني يشير إلى رغبته في الحفاظ على موقعه كلاعب أساسي، مع تحذير من أي محاولات لتهميشه، والهجوم على الأطراف الليبية يعكس محاولة لترسيخ صورته كقائد وطني مستقل، لكنه يحمل أيضا رسائل لحلفائه تؤكد ضرورة مراعاة مصالحه في أي تسوية سياسية"، وفق رأيها.

ورأت البرلمانية الليبية أن "تزامن حديث حفتر عن الدستور مع تصريحات الدبيبة عن نفس الأمر يبرز تقاربا في الأهداف بين الطرفين، رغم اختلاف المصطلحات، ما يشير إلى احتمالية وجود تنسيق ضمني للحفاظ على الوضع الراهن وضمان استمرار نفوذ كل منهما"، كما توقعت.


"الاحتماء بالجيش"
المحلل السياسي الليبي، خالد الغول قال من جانبه إن "حفتر ظهر لليبيين وكأنه يبارك لهم ذكرى الاستقلال، رغم أنه بدأ بتهنئة الجيش الذي يقوده والذي لاعلاقة له وقتها بالاستقلال، لذا أراد بالخطاب كسب الجيش وتأييدهم له، رغم أن كلامه ضمنيا يعد هجوم على الاستقلال".

وأوضح أن حفتر أراد فقط تسويق وتضخيم حجم قواته وجيشه ودورهم في تخليص البلاد من "الإرهابيين" عبر معركة الكرامة، وذلك بهدف أن ينسى الناس ومعهم المجتمع الدولي ما قامت به قواته من تدمير وفرقة وانقلاب على شرعية المؤتمر الوطني العام السابق"، حسب قوله.

وتابع: "لغة الخطاب ومصطلحاته تحمل رسالة أهم وهي أن حفتر غير راضٍ عن البعثة الأممية واتفاقاتها، ويعتقد أنها فاشلة فقط لأنها لم تحقق مراده في حكم البلاد، وكذلك يتضح من الخطاب أنه يخشى شيئا ما، فربما تم إرسال رسالة له دوليا أزعجته فأراد أن يحتمي بالجيش ويبين أنه جاهز للتصدي لأي حراك يحدث"، وفق تصريحه لـ"عربي21".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حفتر ليبيا مصير الأسد ليبيا حفتر مصير الأسد مبادرة اممية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

إحداها لا تخطر على بال.. جرائم بشار الأسد قبل أن يصبح رئيساً

#سواليف

مع مرور الشهر الأول، على سقوط #بشار_الأسد الذي فرّ إلى #روسيا في الثامن من شهر كانون الأول/ديسمبر الفائت، وتهاوي سلطة عائلته التي حكمت #سوريا، نحواً من ستة عقود، بدأ سيل المعلومات بالانتشار ليكشف عن حقبة هي من أسوأ ما مرت على البلاد، طيلة تاريخها الحديث والمعاصر، بحسب المراقبين، وبحسب ما يرشح يوما بعد يوم، عن ما ارتكبته عائلة الأسد، خاصة بشار الأسد، ومن قبل أن يتم تنصيبه رئيساً.

وفيما يشار إلى #جرائم_بشار_الأسد، بصفته رئيساً للبلاد، قلّما يتم الحديث عن جرائمه، بصفته شخصا عاديا، ومن قبل أن يتولى منصب رئاسة الدولة السورية.

وأظهرت الحقائق التي بدأت بالتكشف بعد سقوط نظامه، أن بشار الأسد، قد ارتكب جرائم مختلفة، من قبل تنصيبه رئيساً، بحسب ما قاله بحوار لتلفزيون “سوريا” الدكتور مفلح الزعبي، نجل رئيس وزراء سوريا الأسبق، محمود الزعبي، والذي أعلن النظام عن وفاته منتحراً، عام 2000، فيما أحاطت الشبهات بدور النظام بتصفيته، وهو ما أكده الزعبي الابن، في حواره الذي أظهر فيه، أن بشار الأسد، ارتكب جرائم، من قبل أن يكون في سدة الحكم.
تدخّل بأدوية أبيه لزيادة حالته سوءاً

مقالات ذات صلة عائلات الأسرى الإسرائيليين: لدينا فرصة تاريخية لإعادة المحتجزين 2025/01/10

وأولى الجرائم التي ارتكبها بشار الأسد، كانت بحق أبيه حافظ الذي توفي عام 2000.
وبحسب الدكتور مفلح الزعبي، فإن حافظ الأسد، بين عامي 1998 و1999، بدأت “صحته بالتراجع” وكان يعاني من “مرض عصبي وزهايمر” اضطر بعدها لتناول أدوية “من أجل التوازن النفسي” كي يقدر على “التكلم” وكي يصبح قادراً على إدراك “ما يجري حوله”

وكشف نجل رئيس وزراء سوريا الأسبق، عن مكالمة هاتفية بين حافظ الأسد، وأبيه، سمعها عن غير قصد عندما قام برفع سماعة الهاتف في غرفة مجاورة، ليسمع حوارا يدور بين الأسد والزعبي، ظهر فيه الأسد في مرحلة متأخرة من حالته “العقلية” حيث بعدما تكلم مع رئيس وزرائه مطولاً، عن قضية ما، فاجأه بسؤاله: “مَن أنت؟” فقال له الزعبي: “سيدي، أنا محمود، أنا رئيس وزرائك!” فردّ حافظ: “مَن محمود؟” وأضاف سؤالا آخر: “أنا لِم اتصلت بك؟ أنا أتحدث مع مَن؟”


رئيس الوزراء يتهم بشار الأسد بأدوية أبيه

وفيما حالة حافظ، مستمرة بالتراجع، أكد مفلح، أنه في تلك الأثناء التي شهدت تراجع الحالة الصحية “العقلية” للأسد الأب “تواترت أنباء” حتى إنه “سمعها” من أبيه رئيس الوزراء الأسبق، تتحدث عن أن بشار الأسد كان “يتدخل حتى بمواعيد الأدوية وطريقة إعطاء الأدوية لأبيه!”

وكشف الدكتور مفلح، أن بشار الأسد كان يتدخل بمواعيد الأدوية وطريقة إعطائها لأبيه حافظ، كان بهدف “زيادة الحالة” الصحية تدهوراً، من أجل أن “يفسَح في المجال له” في التسلط على كل تفاصيل السلطة في سوريا، ذلك أن انقطاع التواصل الهاتفي، بين رئيس وزراء سوريا الأسبق، وحافظ الأسد، وبسبب تدهور صحة الأخير، كان يمكّن بشار الأسد من التدخل الشامل في التعيينات والصفقات التي وقف بوجهها، رئيس وزراء سوريا الأسبق، كما شرح نجله.
بشار كان “يكذب حتى على أبيه”

وأكد نجل رئيس وزراء سوريا الأسبق، أنه لا يلقي بهذا الاتهام بحق بشار، بالتدخل بمواعيد وطريقة إعطاء الأدوية لأبيه، لزيادة حالته الصحية تدهوراً “من أجل الانتقام” من الرئيس الفارّ، بل لأنه “شخص لا يقول إلا الحقيقة” وأنه انتظر 24 عاماً، كي يتمكن من الظهور على وسائل الإعلام، للتحدث عما جرى.

وعلى الرغم من أن جريمة بشار الأسد، بحق أبيه، تعتبر الأكبر، وقبل أن يصبح رئيساً، فإنه ارتكب جرائم أخرى، كالتدخل في “صفقات النفط” لمنحها لأناس قريبين منه، بحسب مفلح الزعبي.

ولفت الزعبي إلى أن بشار الأسد، كان شخصا لا يمكن التعامل معه، قائلا إنه “بدون وجود إعلام، يهدِّد دائماً” وبأن بشار كان “يكذب حتى على أبيه”.
صفقات النفط وتعيينات الوزراء

ويبرز الزعبي، الأسباب الحقيقية، للصراع بين أبيه رئيس الوزراء الأسبق، وبشار الأسد، قبل أن يتولى حكم البلاد. وقال إن قضية “النفط” و”تعيينات الوزراء” هي التي فجرت العلاقة بين الرجلين، إلى الدرجة التي أدت في النهاية إلى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق، لا انتحاره، كما قال نجله.

وبحسب التفاصيل التي عرضها نجله، فإن رئيس الوزراء السوري الأسبق، قد تم اغتياله في منزله في منطقة “دمّر” بضواحي العاصمة السورية.


التخطيط للتخلص من رئيس الوزراء

وأكد الدكتور مفلح، أن ضابطاً كبيراً زارهم “متنكِّراً” إلى بيتهم، وأخبر والده بضرورة أن يغادر البلاد بالسرعة القصوى، قائلا لرئيس وزراء سوريا الأسبق: “بشَّار الأسد يخطط للتخلص منك! وأنصحك بالسفر ومغادرة سوريا” إلا أن الزعبي رفض المغادرة، مع أن بشار كان قد وجّه النظام السوري بأكمله، للانتقام منه، فعزلوه من رئاسة الوزراء، ثم فصلوه من قيادة حزب البعث، وتجلت أقسى أشكال الانتقام من الرجل، قبل اغتياله، بطرده من منزله الذي سبق وأعطاه إياه، حافظ الأسد!
شهر بين مقتل الزعبي ووفاة الأسد الأب

ومن الجدير بالذكر، أن إعلان نظام الأسد عن “انتحار” رئيس وزرائه عام 2000، لم يصدقه غالبية السوريين، في ذلك الوقت، ورجحوا مقتله اغتيالاً، خاصة وأن الراحل محمود الزعبي عمل رئيسا للوزراء لمدة 13 عاما متواصلة، ويعتبر من أقوى شخصيات نظام حافظ الأسد التي أطاح بها بشار الأسد، قبل أن يبدأ مهامه رئيسا للبلاد.

يذكر أن حافظ الأسد، مات بعد شهر واحد من مقتل رئيس وزرائه. وكان مقتل محمود الزعبي رئيس وزراء سوريا، في شهر أيار/ مايو عام 2000، وجاءت وفاة حافظ الأسد، في شهر حزيران/يونيو، من العام نفسه.

مقالات مشابهة

  • شقيقة زوجة ماهر الأسد تكشف: منال جدعان انفصلت عنه وتقيم في الإمارات
  • الشرع يتوقع عودة معظم السوريين إلى بلدهم خلال عامين
  • كاتس يهدد: الضفة قد تواجه مصير غزة
  • بعد سقوط نظام بشار.. الموز يرسم الابتسامة على وجه السوريين
  • رسالة مؤثرة من شابين سوريين عاشا في المملكة ويزوران سوريا لأول مرة .. فيديو
  • نجل بهجت سليمان يهاجم الأسد ويتهمه بقتل والده.. رفض الإقرار بالمجازر (شاهد)
  • هدية ميسي لحافظ الأسد تثير غضب السوريين  
  • آخر رئيس وزراء يكشف الساعات الأخيرة لنظام الأسد وقرارات بشار التي دمرت الدولة (فيديو)
  • أردوغان: بشار الأسد حول سوريا إلى مزرعة مخدرات
  • إحداها لا تخطر على بال.. جرائم بشار الأسد قبل أن يصبح رئيساً