تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

السمنة ليست مجرد نتيجة لاختيارات الفرد الشخصية فقط، بل هي مشكلة معقدة تتداخل فيها العوامل الاقتصادية والاجتماعية، يتطلب التصدي لهذه الظاهرة استراتيجيات صحية شاملة تركز على تحسين الوعي الغذائي، تعزيز التخطيط الحضري الصحي، ودعم الفئات ذات الدخل المحدود للحصول على خيارات غذائية صحية ونمط حياة متوازن.

 

تعتبر السمنة من أبرز التحديات الصحية العالمية التي تتزايد بشكل ملحوظ، ويتأثر تطورها بشكل كبير بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية. 

والسمنة هي مشكلة صحية لا تقتصر فقط على الاختيارات الفردية، بل هي نتيجة لتداخل عوامل اقتصادية واجتماعية تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على الأفراد.

 من خلال التثقيف الصحي ودعم المجتمعات، يمكننا تقليل تأثير هذه العوامل والمساهمة في تحسين صحة الأفراد والمجتمعات بشكل عام وترصد “البوابة نيوز” العلاقة وفقا لموقع healthline.

تأثير العوامل الاقتصادية على السمنة:

1. الدخل والمستوى الاقتصادي:

غالبًا ما يكون الأشخاص ذوو الدخل المنخفض أكثر عرضة للإصابة بالسمنة، وذلك بسبب صعوبة الوصول إلى الأطعمة الصحية. الأطعمة السريعة والجاهزة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكر تكون عادة أقل تكلفة وأكثر توافراً، مما يجعلها الخيار السهل للأفراد ذوي الدخل المحدود.

 كما أن الفقر يمكن أن يؤدي إلى نقص الوعي الغذائي أو قلة الموارد التي تتيح تبني أنماط حياة صحية.

2. العمل وأسلوب الحياة:

ساعات العمل الطويلة، وخاصة في الوظائف المكتبية، تقلل من فرص ممارسة النشاط البدني. الوظائف التي تتطلب جهدًا قليلًا قد تؤدي أيضًا إلى الشعور بالتعب والإرهاق، مما يدفع الأفراد لاختيار الأطعمة غير الصحية لأنها أسهل في التحضير.

3. تكلفة الأنشطة الصحية:

تعتبر الأنشطة البدنية مثل الاشتراك في صالات الرياضة أو شراء معدات رياضية من الأمور المكلفة، مما يجعل من الصعب على الأشخاص ذوي الدخل المنخفض ممارسة الرياضة.

4. التنمية الحضرية:

في بعض المجتمعات التي تفتقر إلى التخطيط الحضري الجيد، قد لا تكون هناك أماكن مناسبة لممارسة الأنشطة الرياضية، مثل الحدائق أو الصالات الرياضية، مما يزيد من صعوبة تبني أسلوب حياة صحي.
 

تأثير العوامل الاجتماعية على السمنة:

1. الثقافة والعادات الغذائية:

في بعض المجتمعات، يمكن أن تكون العادات الغذائية ثقافة مشتركة تشجع على تناول كميات كبيرة من الطعام أو تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من الدهون والسكر. قد تشهد المناسبات الاجتماعية والعائلية تناول أطعمة دسمة، مما يعزز العادات الغذائية غير الصحية.

2. التعليم والوعي الصحي:

نقص الوعي حول أهمية الغذاء الصحي وكيفية تأثيره على الصحة العامة يزيد من احتمالية اتباع العادات الغذائية غير المتوازنة. في المجتمعات التي تفتقر إلى التثقيف الصحي، قد يكون الأفراد أقل إدراكًا لأهمية ممارسة الرياضة أو الحفاظ على وزن صحي.

3. البيئة الاجتماعية:

في بعض الأحيان، قد يدفع الضغط الاجتماعي أو الشعور بالعزلة إلى اللجوء إلى الطعام كوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية، مما يساهم في زيادة خطر الإصابة بالسمنة.
 

كيفية تجنب تأثير العوامل الاقتصادية والاجتماعية على السمنة:

1. زيادة التوعية:

من المهم إطلاق حملات توعية تهدف إلى تثقيف الناس حول أهمية الغذاء الصحي وكيفية إعداد وجبات متوازنة بتكلفة معقولة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن تقديم برامج تدريبية للأسر لتعزيز فهمهم لأهمية النشاط البدني في حياتهم اليومية.

2. دعم الأنظمة الغذائية الصحية:

ينبغي على الحكومات توفير الدعم للأطعمة الصحية من خلال تخفيض أسعارها أو تقديمها بشكل مدعوم للفئات ذات الدخل المنخفض. كما يُمكن تشجيع المدارس على تقديم وجبات صحية للطلاب.

3. تعزيز النشاط البدني:

يجب بناء أماكن عامة مثل الحدائق والملاعب التي تشجع على ممارسة الأنشطة الرياضية المجانية. كما يُمكن تنظيم فعاليات رياضية مجتمعية منخفضة التكلفة لزيادة المشاركة.

4. التعاون بين القطاعات:

من المهم أن تعمل الجهات الصحية والاقتصادية والاجتماعية معًا لوضع استراتيجيات شاملة تهدف إلى تقليل السمنة، مثل تحسين ظروف العمل وتقليل ساعات الجلوس الطويلة.

5. العمل على تغيير الثقافة المجتمعية:

يجب العمل على تعزيز العادات الصحية عبر وسائل الإعلام، وزيادة الوعي بأهمية الغذاء الصحي والنشاط البدني كجزء من نمط الحياة اليومي. من الضروري أيضًا تقليل الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالسمنة وتعزيز الدعم المجتمعي للأفراد الذين يسعون إلى فقدان الوزن.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: السمنة زيادة الوزن أسباب زيادة الوزن الاقتصادیة والاجتماعیة العوامل الاقتصادیة العادات الغذائیة

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة تفنّد الفرضيات السابقة حول علاقة صحة الأم باضطراب التوحد

الولايات المتحدة – وجدت دراسة أجراها باحثون في مركز Langone الصحي بجامعة نيويورك أن العلاقة بين صحة الأم أثناء الحمل وإصابة الطفل بالتوحد قد تكون ناجمة عن عوامل مغايرة لمشكلات صحية تعاني منها الأم.

أجرى فريق البحث تحليلا شاملا للتاريخ الطبي لأكثر من 1.1 مليون حالة حمل في الدنمارك، حيث يتم توحيد السجلات الصحية لكل فرد، ما مكّنهم من مراجعة التشخيصات الطبية بدقة.

وأظهرت النتائج أن معظم الارتباطات السابقة بين التشخيصات الصحية للأم والتوحد يمكن تفسيرها بعوامل أخرى، مثل الجينات والتعرض البيئي، وليس بسبب مشكلات الحمل بحد ذاتها.

وأوضح الباحثون أن الجينات تلعب دورا رئيسيا في التوحد، حيث تبين أن بعض الجينات المرتبطة بالاكتئاب تزيد أيضا من احتمالية الإصابة بالتوحد. فعلى سبيل المثال، إذا كانت الأم قد تعرضت لنوبة اكتئاب أثناء الحمل، وكان طفلها مصابا بالتوحد، فمن المرجح أن يكون السبب هو العوامل الوراثية المشتركة بينهما، وليس تأثير الاكتئاب على نمو الجنين.

ولم يقتصر التحليل على الأمهات فقط، بل شمل أيضا الآباء، حيث وجد الباحثون أن العديد من التشخيصات الأبوية ارتبطت بالتوحد بالمعدل نفسه الذي لوحظ في التشخيصات الأمومية، ما يشير إلى أن العوامل العائلية تلعب دورا حاسما في الإصابة بالتوحد.

وبعد استبعاد التأثيرات الوراثية والعائلية، وجد الباحثون أن التشخيص الوحيد الذي بقي مرتبطا بقوة بالتوحد هو المضاعفات الجنينية أثناء الحمل. ويعتقدون أن هذه المضاعفات لا تسبب التوحد، بل ربما تكون مؤشرات مبكرة عليه، ما يدعم الفرضية القائلة بأن التوحد يبدأ قبل الولادة.

وأكدت الدكتورة ماجدالينا جانيكا، المعدة الرئيسية للدراسة، أن النتائج قد تساعد في تخفيف الشعور بالذنب لدى الأمهات، حيث تعتقد الكثيرات أنهن ارتكبن أخطاء أثناء الحمل أدت إلى إصابة أطفالهن بالتوحد. وأشارت إلى أن فهم هذه العوامل بشكل أعمق قد يساهم في تطوير استراتيجيات دعم أكثر فاعلية للأطفال المصابين بالتوحد وأسرهم.

نشرت الدراسة في مجلة Nature Medicine.

المصدر: ميديكال إكسبريس

مقالات مشابهة

  • الخبر.. تنظيم مؤتمر أمراض السمنة الثامن بمشاركة 100 متحدث عالمي
  • القهوة الخضراء.. فوائدها الصحية وتأثيرها على خسارة الوزن
  • «هيئة الدواء» توافق على طرح حقن لعلاج مرضى السكر والسمنة فى مصر
  • توقعات قياسية لأسعار الذهب في 2025 والسبب ترامب
  • كيف يؤثر استهلاك الكافيين على صحة الإنسان
  • دراسة جديدة تفنّد الفرضيات السابقة حول علاقة صحة الأم باضطراب التوحد
  • بالأرقام.. إنجازات الميكنة والتحول الرقمي بالمنشآت الصحية في محافظات التأمين الصحي الشامل
  • لجنة الشؤون الصحية في «استشاري الشارقة» تناقش تطوير القطاع الصحي
  • كيفية رفع سرعة الإنترنت المنزلي وتجنب العوامل المؤثرة على الأداء
  • “قبور للأحياء”: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون الفلسطينيون من سجون إسرائيل تعكس تعذيبًا وتجويعًا ممنهجًا