خلال الأيام القليلة الماضية قام الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة رسمية إلى منطقة القرن الإفريقي يومي 20 و21 ديسمبر الجاري، شملت جيبوتي وإثيوبيا، في إطار جهود باريس لتعزيز حضورها الإقليمي وتطوير علاقاتها مع دول المنطقة.
الأمر الذي جعل الكثيرون يتساءلون عن أسباب تلك الزيارة الغير معلنة خصوصًا في هذا التوقيت، وأثناء التحدث إلى الخبراء أكدوا أن تلك الزيارة تأتي من أجل جذب داعمين جدد لفرنسا في القارة السمراء.

بداية زيارة ماكرون 


استهل ماكرون زيارته بلقاء الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله، حيث ناقش الجانبان مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك.


وشملت المحادثات تعزيز الشراكة الاقتصادية، إلى جانب التطرق للتحديات الأمنية التي تواجه المنطقة، لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتأمين خطوط الملاحة في البحر الأحمر.

اجتماع ماكرون مع آبي أحمد

في اليوم الثاني، توجه ماكرون إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث استقبله رئيس الوزراء آبي أحمد. 
وشهد اللقاء مناقشات موسعة حول القضايا الإقليمية الراهنة، بما في ذلك النزاعات المستمرة في بعض دول الجوار، وأهمية تعزيز التعاون لدعم الاستقرار والتنمية في القرن الإفريقي.


كما ركز الجانبان على سبل تعزيز التعاون الاقتصادي بين فرنسا وإثيوبيا، خاصة في مجالات الطاقة والبنية التحتية، إلى جانب ملف الأمن الإقليمي، الذي يُعتبر ركيزة أساسية للشراكة بين البلدين.


من جانبه قال الدكتور أبو بكر برقو، مستشار الرئيس التشادي، إن زيارة ماكرون إلى جيبوتي وإثيوبيا تحت في إطار محاولة فرنسا في القرن الإفريقي خصوصًا بعد طلب الحكومة التشادية من القوات الفرنسية مغادرة البلاد.

أضاف برقو في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن ماكرون ذهب إلى إثيوبيا وجيبوتي من أجل استخدام ورقة سد النهضة لضغط إلى بعض الدول الإفريقية خصوصًا السودان وتشاد، ولكن ذلك لن ينجح.

الدكتور أبو بكر برقو 


وأكد مستشار الرئيس التشادي، أن الدول الإفريقية تحررت من الاستعمار الغربي التي استغل جميع موارد القاهرة الإفريقية.

وفي نفس السياق أوضح الدكتور كمال دفع الله بخيت المحلل السياسي للشؤون الإفريقية، أن زيارة تحمل العديد من الأبعاد المهمة على رأسها بقاء فرنسا بالقارة الإفريقية وعدم الانسحاب منها خصوصًا في جيبوتي كآخر قاعدة عملياتية تقليدية لها في إفريقيا.
أضاف بخيت في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الزيارة تشير إلى رغبة ماكرون في تعزيز الشراكة مع جيبوتي وإثيوبيا، وتقدير الدور الاستراتيجي الذي تلعبانه خلال تلك الفترة.

الدكتور كمال دفع الله بخيت 

أشار المحلل السياسي للشؤون الإفريقية، إلى أننا من الممكن أن نعتبر زيارة ماكرون إلى جيبوتي خطوة استراتيجية لتعزيز الوجود العسكري الفرنسي في المنطقة، والتأكيد على استمرار التعاون مع الحكومات المحلية، ومع ذلك، يتعين على فرنسا أن تأخذ في الاعتبار التغيرات السريعة في العلاقات الدولية وسياق الشؤون الإفريقية لضمان فعالية استراتيجيتها المستقبلية.
واختتم قائلًا:" تمثل هذه الجولة فرصة ليس فقط لتعزيز العلاقات مع الشركاء الأفارقة، بل أيضًا لتجديد الالتزام الفرنسي بتغيير الصورة النمطية للدور الفرنسي في إفريقيا وتجاوز آثار الاستعمار التاريخية".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جيبوتي أثيوبيا ماكرون أفريقيا ايمانويل ماكرون جیبوتی وإثیوبیا خصوص ا

إقرأ أيضاً:

ماكرون يصادق على تشكيلة الحكومة الفرنسية الجديدة

صادق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تشكيلة الحكومة الجديدة للبلاد برئاسة فرانسوا بايرو، والتي حافظ عدد من الوزراء على مناصبهم فيها.

وكشف الأمين العام لقصر الإليزيه أليكسيس كولر عن تشكيلة الحكومة الجديدة، يوم الاثنين.

فقد احتفظ وزيرا الخارجية والدفاع جان نويل بارو وسيباستيان لوكورنو بمنصبيهما في الحكومة الجديدة، إضافة إلى وزير الداخلية برونو ريتايو ووزير الدولة للشؤون الأوروبية بنجامين حداد.

وأصبح رجل الأعمال إيريك لومبارد وزيرا للاقتصاد والمالية، وهو كان مديرا لصندوق الودائع الحكومي الفرنسي. وفي وقت سابق كان يدير مؤسسة تأمين تابعة لمصرف BNP Paribas والفرع الفرنسي لشركة Generali الإيطالية للتأمين.

وأصبح وزير الداخلية الأسبق جيرالد دارمانين وزيرا للعدل.

ومن بين أعضاء الحكومة الجديدة اثنان من رؤساء الوزراء السابقين، هما مانويل فالس الذي كان رئيسا للوزراء في 2014 – 2016 في عهد الرئيس فرانسوا هولاند، وإليزابيت بورن، رئيسة الوزراء خلال 2022 – 2024.

وأصبح فالس وزيرا لأراضي ما وراء البحار في الحكومة الجديدة وبورن وزيرة للتعليم.

وكان فرانسوا بايرو يخطط لتشكيل "حكومة متوازنة"، يكون ثلث أعضائها من قوى الوسط والثلث الآخر من اليساريين والثلث الأخير من معسكر اليمين.

وتم تشكيل حكومة جديدة بعد أن حجب البرلمان الثقة عن حكومة ميشيل بارنييه في ديسمبر الجاري، والتي عملت لـ 99 يوما فقط

مقالات مشابهة

  • ارتفاع أسعار الأسمدة| الأسباب الحقيقية.. وهل يؤثر على ثمن المحاصيل؟ خبراء يجيبون
  • أيمن غفرة: قرار العفو عن 54 من أبناء سيناء تعكس حرص الرئيس السيسي على تعزيز التسامح
  • مصر والأردن تتشاركان في تعزيز التنمية الزراعية.. زيارة تفقدية لمشروعات "مستقبل مصر"
  • التنسيقية: العفو عن 54 من أبناء سيناء يعكس حرص الرئيس على تعزيز حقوق الإنسان
  • ماكرون يصادق على تشكيل الحكومة الجديدة
  • ماكرون يصادق على تشكيلة الحكومة الفرنسية الجديدة
  • السعودية ومصر خطوات نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري.. خبراء: الاستثمارات بين البلدين شراكة استراتيجية وتنمية مستدامة
  • تعزيز التعاون مع «منظمة خبراء فرنسا»
  • “زيارة الصفدي إلى دمشق”.. تعزيز التعاون الإقليمي مع الإدارة السورية الجديدة