قاضٍ مصرى يكشف: العلاقة المريبة بين المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان المحظورة
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
نستكمل ما أجراه الفقيه القاضى المصرى الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة المصرى المعروف بأبحاثه الوطنية من دراسة فريدة من نوعها غاية فى الأهمية والدقة بعنوان «الفيلم الوثائقى.. مذبحة رابعة خيال مزور للحقائق وسطو على ثورة شعب ودور المخابرات البريطانية فى الإساءة لتاريخ الشعوب وقادتها فى ضوء التجارب الدولية» وقد عُرض الفيلم بأحد المراكز الثقافية بالعاصمة البريطانية لندن، قامت فيه جماعة الشر مع قرب الذكرى العاشرة لفض اعتصام رابعة المسلح فى 14 أغسطس 2013، ببث الأكاذيب عن فض ما كان وكراً مسلحاً ومعسكراً لإعداد وتأهيل كوادر إرهابية، وعبثاً يحاول الفيلم تزوير الواقع والحقائق، التى عاشها المجتمع المصرى وكان شاهدا عليها، ويعرض المفكر القاضى المصرى لأول مرة لدور المخابرات البريطانية فى الإساءة لتاريخ الشعوب وقادتها فى ضوء التجارب الدولية وهو الموضوع الذى لم يتناوله الإعلام المصرى بالتفنيد والتأصيل لقضية الدولة المصرية.
وسوف نعرض للجزء الثانى من تلك الدراسة عن تاريخ العلاقة المريبة بين المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان الإرهابية منذ العصر الملكى حينما كانت مصر موالية لبريطانيا ثم محاولتهم تجهيز الجماعة لتكون بديلا لنظام جمال عبدالناصر.
أولاً: المخابرات البريطانية قامت بتدعيم وتمويل الإخوان الإرهابية عام 1942 حينما كان النظام الملكى موالياً لبريطانيا تعزيزاً لمصالحها
يقول الدكتور محمد خفاجى إنه فى ظل النظام الملكى المصرى الموالى لبريطانيا آنذاك دعمت المخابرات البريطانية جماعة الإخوان الإرهابية تحديداً عام 1940 تعزيزاً لمصالح بريطانيا، وأقنعت المخابرات البريطانية الملك فاروق أن جماعة الإخوان يعتبرون مقابل مفيد لسلطة الحزب السياسى الرئيسى فى البلاد العلمانى والقومى (حزب الوفد والشيوعيين)، وانتهى تقرير المخابرات البريطانية عام 1942 إلى أن القصر الملكى بدأ فى إيجاد مكانة مفيدة لجماعة الإخوان فى ذلك الوقت بناء على رغبة بريطانيا.
ويضيف: وصل الحد ببريطانيا أنها قامت بتمويل جماعة الإخوان الإرهابية من خلال اجتماع عقده مسئولو السفارة البريطانية فى 18 مايو 1942 مع رئيس الوزراء المصرى أمين عثمان باشا، تم خلاله الاتفاق على أن السفارة البريطانية سوف تقدم المساعدة المالية لهم بالإضافة إلى الإعانات التى يقدمها حزب الوفد لجماعة الإخوان المسلمين ستدفعها الحكومة بتكتم وسرية تامة.
ثانياً: تواطؤ المخابرات البريطانية مع الإخوان الإرهابية لإسقاط الزعيم جمال عبدالناصر وانتصر عليهما (شهادة مارك كيرتس)
يقول الدكتور محمد خفاجى إن التاريخ السرى يثبت تواطؤ المخابرات البريطانية مع الإخوان الإرهابية لإسقاط الزعيم جمال عبدالناصر، يعضده الكاتب الصحفى البريطانى «مارك كيرتس» أورد فى كتاب له بعنوان «الشئون السرية - تواطؤ بريطانيا مع الإسلام الراديكالى» حكاية ما يسمى بـ«الحرب على الإرهاب» فى الغرب، والتى يقول عنها كورتيس إنها نتاج للسياسات الخارجية للقوى الغربية المهيمنة، ويشرح كورتيس التاريخ الطويل لتعاون بريطانيا مع الإخوان والجماعات الإسلامية وتورطها فى أفغانستان وباكستان وكوسوفو ومصر، ويؤكد الكاتب البريطانى تواطؤ بريطانيا مع الإخوان المسلمين فى مصر، وهو إجراء تم اتخاذه فى محاولة لوقف ثورة 23 يوليو 1952 وإسقاط نظام جمال عبدالناصر بعد فترة الرئيس محمد نجيب القصيرة.
ويشير د. محمد خفاجى إلى أن المخابرات البريطانية عام 1955 كانت تراقب بعناية أنشطة جماعة الإخوان الإرهابية المناهضة لنظام الزعيم جمال عبدالناصر، وأعطوا جرعة ثقة للجماعة الإرهابية بأنهم قادرون على تشكيل تحدٍ خطير ضد جمال عبدلناصر، وتشير بعض الدوائر السرية إلى أن هناك أدلة قاطعة على أن المخابرات البريطانية كانت لهم اتصالات مع تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية تحديدا فى أواخر عام 1955، عندما زار بعض الإخوان الملك فاروق حينما كان فى المنفى فى إيطاليا، لاستكشاف التعاون ضد عبدالناصر، وفى خلال تلك الفترة قامت بعض البلاد العربية التى كانت تكره جمال عبدالناصر بتقديم مساعدات لوجستية لجماعة الإخوان الإرهابية حيث منح نظام الملك الحسين فى الأردن قادة الإخوان جوازات سفر دبلوماسية لتسهيل تحركاتهم للتنظيم ضد الزعيم عبدالناصر، بينما قدمت السعودية تمويلا مالياً ضخماً للجماعة الإرهابية وكان كل ذلك بالتنسيق مع المخابرات البريطانية التى كانت تدعم جماعة الإخوان الإرهابية ضد عبدالناصر، وفقًا لشهادة روبرت باير ضابط وكالة المخابرات المركزية السابق. ورغم كل ذلك إلا أن عبدالناصر انتصر عليهم جميعاً ولم يسقط لأنه كان يدافع عن مصر والأمة العربية. وانتصر الزعيم ناصر عليهما المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان الإرهابية.
ثالثاً: السلطات المصرية العظيمة كشفت عام 1956 عن شبكة تجسس بريطانية فى البلاد واعتقلت أربعة منهم، وطردت اثنين من الدبلوماسيين المشاركين
يشير الدكتور محمد خفاجى لواقعة خطيرة تؤكد تفوق السلطات المصرية، ففى أغسطس عام 1956 كشفت السلطات المصرية النقاب عن شبكة تجسس بريطانية فى البلاد واعتقلت أربعة بريطانيين، على رأسهم جيمس سوينبيرن مدير الأعمال فى وكالة الأنباء العربية، الجهة MI6 ومقرها القاهرة. كما طردت السلطات المصرية اثنين من الدبلوماسيين البريطانيين المشاركين فى جمع المعلومات الاستخبارية، وقد ذكر «ستيفن دوريل» أن المخابرات البريطانية حرضت عناصر طلابية إخوانية اتفقوا معهم على فكرة تشجيع أعمال الشغب والعنف للأصوليين التى يمكن أن توفر ذريعة للتدخل العسكرى بحجة حماية حياة الأوروبيين.
رابعاً: فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 اتفقت المخابرات البريطانية مع الإخوان الإرهابية أنهم النظام البديل الجديد لناصر
يكشف الدكتور محمد خفاجى عن حقائق تاريخية خطيرة ويقول فى العدوان الثلاثى 1956 على مصر فى الحرب التى شنتها بريطانيا وفرنسا وإسرائيل – وهى الحرب التى تعرف بحرب السويس عند الغرب والعملية قادش عند إسرائيل – قامت المخابرات البريطانية بتطوير الاتصالات مع جماعة الإخوان الإرهابية كجزء من خطط الإطاحة بالزعيم جمال عبدالناصر، واتفقت المخابرات البريطانية مع جماعة الإخوان الإرهابية أنهم النظام البديل الجديد الذى سوف يحكم مصر.
وبدأت الغارات الجوية على القاهرة ومنطقة القناة والإسكندرية وتم العدوان على بورسعيد التى ضربت بالطائرات والقوات البحرية تمهيداً لعمليات الإنزال الجوى بالمظلات إلا أن المقاومة الشعبية ببورسعيد قاومت الاحتلال بكل شراسة ونضال دفاعا عن تراب الوطن ووجّه الاتحاد السوفيتى إنذاراً إلى بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، وأعلن عن تصميمه على محو العدوان، كما استهجنت أمريكا العدوان على مصر مما أدى إلى وقف إطلاق النار، وتم إنزال العلم البريطانى من فوق مبنى هيئة قناة السويس ببورسعيد، وانسحبت قوات العدوان واستردت مصر قناة السويس. وخرجت مصر منتصرة، وسحبت الحكومات البريطانية والفرنسية والإسرائيلية قواتها فى أواخر ذات عام 1956.
خامساً: المخابرات البريطانية توظف الإخوان ضد مصر والمصالح العربية لدول الخليج لابتزاز نفطها
يذكر الدكتور محمد خفاجى أن المخابرات البريطانية توظف الإخوان ضد مصر بحسبانها أكبر دولة فى المنطقة وقيادتهم لها تعنى تملك الأمة العربية، كما أن المخابرات البريطانية توظف الجماعة الإرهابية أيضاً ضد المصالح العربية لدول الخليج، وهذا ما أعلنه البريطانى سيمون بيرس عام 2015 فى صحيفة الجارديان أن دول الخليج لجأت إلى فكرة الضغط على إنجلترا لإبعاد جماعة الإخوان الإرهابية عن دول الخليج فى مقابل صفقات النفط والأسلحة التى تبلغ قيمتها مليارات الدولارات، والرأى عندى أن رغبة دول الخليج المشار إليها جعلت مصلحة المخابرات البريطانية توظيف جماعة الإخوان فى دول الخليج لابتزاز نفطها، فضلاً عن أن المخابرات البريطانية عمدت أيضاً على اختراق إذاعة «بى بى سى» بعناصر متعاطفة مع جماعة الإخوان الإرهابية.
وبهذا الجزء الثانى الخطير يكون القاضى المصرى الدكتور محمد خفاجى قد كشف عن تاريخ العلاقة المريبة بين المخابرات البريطانية وجماعة الإخوان الإرهابية منذ العصر الملكى حينما كانت مصر موالية لبريطانيا، ثم محاولتهم تجهيز الجماعة لتكون بديلاً لنظام جمال عبدالناصر، ونعرض غدا للجزء الثالث من تلك الدراسة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: العلاقة المخابرات البريطانية جماعة الاخوان ثورة شعب جماعة الإخوان الإرهابیة السلطات المصریة دول الخلیج مع الإخوان حینما کان ما کان
إقرأ أيضاً:
مصطفى بكري لـ «الإخوان الإرهابية»: حدود سوريا أصبحت مفتوحة على إسرائيل ورونا حتعملوا إيه؟
وجه الإعلامي مصطفى بكري، رسالة قاسية لجماعة الإخوان الإرهابية الذين يتحدثون عن غلق الحدود المصرية، قائلا: جاءت لكم الفرصة وحدود سوريا مفتوحة ورونا هتعملوا حاجة ولا إيه؟.
وتابع خلال تقديمه برنامج حقائق وأسرار، المذاع على قناة صدى البلد، مساء اليوم الجمعة، مفيش حد هيفكر يعمل حاجة ولا يطلع بيان إدانة لما تفعله إسرائيل في سوريا، وإنما كلامهم كله عن مصر.
وأضاف مصطفى بكري، عاوز الإخواني اللي قاعد برة يطلع يقولنا رأيه عن محمد الجولاني وكلامه عن إسرائيل واللي حصل في سوريا الأيام اللي فاتت.
وقال، إن الإخوان انكشفوا أمام الجميع وأصبحت مصر رقما مهما في المسائل الإقليمية والدولية، وظلوا يهاجمون الإنفاق المصري على تسليح الجيش الذي كان ضرورة نتيجة المخاطر المقبلة التي رآها الرئيس السيسي.
ولفت إلى أن العاصمة الإدارية من أهم المشروعات القومية التي لم تتحمل فيها الحكومة مليما واحدا، ومع ذلك يهاجمها الإخوان، موضحا أن البلد يتم بناؤها من جديد والرئيس السيسي ينظر للأمام وليس تحت أقدامه.