"النسر الأصلع".. رمز أمريكا الوطني من حافة الانقراض إلى أيقونة السيادة
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
في خطوة تاريخية تعزز رمزية "النسر الأصلع" في الثقافة الأميركية، وقع الرئيس الأميركي جو بايدن قانونًا يعترف رسميًا بهذا الطائر كرمز وطني للولايات المتحدة، بعد أن ظل لسنوات رمزًا غير رسمي يظهر في شعارات وأوراق نقدية ومؤسسات حكومية عديدة.
من شعار على الختم العظيم إلى طائر وطني رسمي
ترجع أهمية النسر الأصلع إلى عام 1782، عندما تم اختياره ليظهر على "الختم العظيم" للولايات المتحدة، معبرًا عن سيادة الدولة وقوتها.
ولكن المفارقة أن هذا الطائر لم يكن مُعترفًا به قانونيًا كرمز وطني حتى الآن، جاء التغيير بعد أن أقر الكونغرس مشروع القانون وأرسله إلى مكتب بايدن الذي وقعه عشية عيد الميلاد.
وبحسب بيان بريستون كوك، الرئيس المشارك لمبادرة الطيور الوطنية بمركز النسر الوطني، يُعد هذا القرار "لحظة تاريخية تؤكد أهمية الطائر في الثقافة الأميركية".
رمز تاريخي يظهر في مؤسسات بارزة
لطالما كان النسر الأصلع حاضرًا في المشهد الأميركي؛ حيث يظهر على علم الرئيس، ومطرقة مجلس النواب، والشارات العسكرية، وكذلك على العملات النقدية التي تُتداول يوميًا.
لكنه لم يُمنح من قبل الصفة القانونية التي حظي بها الآن.
الجدل حول أخلاقيات الطائر
على الرغم من اعتباره رمزًا وطنيًا مقدسًا، إلا أن الأب المؤسس بنيامين فرانكلين أبدى تحفظاته بشأن النسر الأصلع، إذ وصفه في رسالة لابنته بأنه "طائر ذو شخصية أخلاقية سيئة". ومع ذلك، ظل الطائر محتفظًا بمكانته الرمزية في الثقافة الأميركية.
من حافة الانقراض إلى رمز للنجاة
تعرض النسر الأصلع لخطر الانقراض في منتصف القرن الماضي نتيجة الصيد الجائر، والتلوث البيئي، وفقدان الموائل الطبيعية.
ففي عام 1963، وصل عدده إلى أدنى مستوياته بـ417 زوجًا فقط في الولايات المتحدة. لكن جهود الحماية وإجراءات صارمة مكّنت هذا الطائر من التعافي، حيث تشير أحدث الإحصائيات إلى وجود أكثر من 316،700 نسر أصلع، وأكثر من 71،400 زوج متكاثر في الولايات المتحدة.
النسر الأصلع في ثقافة السكان الأصليين
يتمتع النسر الأصلع بمكانة مقدسة لدى العديد من قبائل السكان الأصليين في أميركا، إذ يُعتبر رمزًا للروحانية والقوة.
كما يُستخدم في العديد من الطقوس والمراسم التقليدية.
رمز يعكس القوة والمرونة
اعتراف الولايات المتحدة بالنسر الأصلع كرمز وطني رسمي يُعد خطوة تعكس الالتزام بحماية هذا الطائر الذي أصبح شاهدًا على صمود الطبيعة وقيم القوة والحرية التي تمثلها أميركا.
هذا القرار يعيد تسليط الضوء على أهمية حماية التنوع البيئي، ويضع "النسر الأصلع" في مكانته المستحقة كرمز خالد للأمة الأميركية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اعتراف الأميركي الانقراض الالتزام الرئيس الأميركي الرئيس الدولة العسكرية العملات النقدية القانونية الكونغرس المشارك المستحق انقراض جو بايدن
إقرأ أيضاً:
قدرة الحضارات الكامنة: إلى روح الشهيدة هنادي أيقونة أطباء السودان
اذا نظرنا للعالم من ناحية التفرس في توازنات القوى والصراعات الدائرة من موقع كل القوى. فالصراع الأمريكي مع اغلب العالم وأكبرها الصراع مع الصين والتي وصفها توماس فريدمان انها خاسرة لان قدرة الصين تتبدى في ميراث الحضارات الكامنة في الفرد الصيني، والموارد والتكلفة الرخيصة وهكذا. الصراع الأمريكي الغربي مع روسيا في أوكرانيا انتهى بهزيمة بائنة وترتب روسيا لتسوية تفرضها هي. في الشرق الأوسط هزمت اسرائيل في غزة وجنوب لبنان واصبحت التناقضات الداخلية داخل الكيان نيران جحيم يفور داخلها عبر عنها بعض الكتاب الاسرائيلين انها قد تتطور لحرب اهلية.
حتى محاولات تطويع اليمن عن طريق القصف الأمريكي العنيف استمرارا لحرب ماسمي بعاصفة الحزم لإيقاف إغلاق باب المندب وقصف الكيان بصواريخ ومسيرات دعما لغزة. اعتمد فيها اليمنيين على ميراث حضاري عريق وقديم في العزم والاحتمال والصبر.
فشل القصف الأمريكي في تركيع اليمن، دفع المفاوضات بين الأمريكان وايران التي تظهر فيها عناصر القوة الكامنة لحضارة فارس القديمة يمثل الأمريكي الكاوبوي لاعب البوكر ويمثل الإيراني حامل ميراث حضارة قديمة صانع السجاد الإيراني الشهير.
الموقف الأوربي التي كانت وريثة للحضارة الاغريقية والرومانية وغرقت لوقت طويل في عصور مظلمة ثم نهضت لتشكل النهضة التي خلقت الحداثة العالمية وبعدها الاستعمار والسلب والنهب. مابعد الحرب العالمية الثانية وعبر العقود الفائتة تنازلت اوربا الغربية وبعدها اوربا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، عن كل ارادتها السياسية والعسكرية عبر الناتو للولايات المتحدة وبلغت أوجها في زمن ترامب الأول وبعدها. حرب أوكرانيا كانت التسليم الكامل من اوربا للنفوذ الإمبراطوري الأمريكي وتعدت ذلك للتدهور الاقتصادي وفقدان الاتجاه. حتى الآن استشراف موقع اوربا يشير لفقدانها تأثيرها لكن ربما تتغير مواقفها خاصة مع تدهور الإمبراطورية الامريكية بشكل بطيء وتدريجي.
عشنا نفس الظروف شاركت فيها نفس القوى من الإمبراطورية إلى الصهيونية إلى الإمارات وصولا لحميدتي والجنجويد واعوانهم والمتحالفين معهم، من الأفراد والجماعات والدول الطامعة في السودان. عندما سقطت الخرطوم ذهلنا وعندما سقطت مدني والجزيرة تغير الموقف الشعبي بشكل كاسح. عاش السودانيون طوال الفئات في وطنهم من بعانخي وقبلها (ارجعت اصل السودانين إلى عشرة الفيات منذ كانوا يعيشون في غابات وأدغال في الجزء الأول من كتاب التنوع في السودان- اصل السودانيون) وفي مملكة مروي والسلطنات المسيحية والسلطنة الزرقاء وسلطنة دارفور ومملكة تقلي وبعدها)، اي انها عاشت في دول متعددة يحكمهم ملوك وسلاطين من نفس جنسهم. عندما احتلهم الأتراك توحدوا وهزموها وعندما استعمرهم البريطانيون اتحدوا واخرجوهم.
تبلور هذا الميراث الحضاري الطويل والممتد الكامن عبر الألفيات في نهوض عارم من الشباب الذين حملوا السلاح للدفاع عن ارض اجدادهم وعن دولتهم ودعموا جيش بلادهم واحرزوا الانتصارات بتواصل وقدموا التضحيات من الموت والاغتيالات والسرقات والاغتصابات لحرائره والتمسك ببيوتهم وارضهم وتاريخهم وذكرياتهم.