فى الأول من يونيو بدأت العائلة المُقدسة رحلتها إلى مصر؛ التي استمرت 3 سنوات و11 شهرًا، هربًا من بطش هيرود الثاني إنتبياس حاكم الجليل محل ميلاد السيد المسيّح عليه السلام. 

عند دخول ذلك الوجيه فى الدنيا والآخرة وأسرته إلى مصر؛ لم ترتجف الأوثان من وجهه فقط ـــ حسب نبؤءة أشعياء فى الإنجيل، بل تدفق الحُب المريمي إلى أرض النيّل وسكن الوجدان المصري، فقد أوجدته «بنت عمران» ومعيتها الكريمة منذ 21 قرنًا من الزمان فى نفوس المحبين.

 

مريم الفقيرة 

لم تكن السيدة مريم ــ عليها السلام، من طبقة النبيلات أو الثريات فى فلسطين مسقط رأسها، كانت من الطبقة الفقيرة المُهمشة؛ التي تعاني من أزمات زمانها، رغم عراقة نسبها الكريم. 

تشير المصادر التاريخية المتصلة بتلك الحقبة إنها وُلدت فى مدينة الناصرة وهي من تخوم مدينة الجليل، وكان اليهود يزدرون تلك المدينة ويقولون إنه ..(لايمكن أن يأتي منها شيئًا صالحًا). 

وعندما جاءت لحظة المُخاض، كانت الولادة عسيرة وفقيرة، مثلها مثل كل النسوة الفقيرات اللّاتي يلدن أبنائهن في ظروف صحية واقتصادية قاسية، ومثلهن أيضا كانت صابرة وقوبة وتحملت تلك اللحظات لتضع مُولودها. 

 الرحلة إلى مصر

فى رحلة العائلة المقدسة إلى مصر كانت مظاهر ذلك الفقر ظاهرة تمامًا؛ كان الإرتحال إلى وادي النيّل بموكب غاية فى البساطة؛ رجل يجر حمارًا تمتطيه إمراة تضم رضيعها إلى صدرها، هذا المشهد الذي شخصه فناني عصر النهضة فى إيطاليا فى لوحاتهم عن رحلة العائلة المُقدسة إلى مصر. 

ولم تكن مظاهر الفقر قاصرة على الرحلة، لو تتبعنا خط سير الموكب الكريم للعائلة المُقدسة؛  لوجدنا أن موكب الرحلة مرّ أيضا وأقام أصحابه فى مناطق فقيرة اقتصاديًا ومعيشيًا. 

مرّت العائلة المُقدسة فى رحلتها دخل البلاد المصريّة بنحو 22 موقعًا جغرافيًا من شمال شرق البلاد إلى جنوبها، كانت أغني هذه المواقع هي الفرما التي كانت مركزًا تجاريًا مهمًا فى ذلك الوقت، لتستقر فى النهاية فى الصعيد البعيد عن السلطة المركزية في الشمال، ومكثت العائلة المقدسة فى موقعين بمحافظة أسيوط، كان كلاهما أشد وعورة فى جغرافيته ومعيشته عن نظيره؛ الأول هو دير المُحرق حاليًا، والثاني هو جبل درنكة. 

ورغم شظف العيش فى الموقعين الجبلين البعيدين عن العمران فى ذلك الوقت، فقد كان الصعيد أمنًا للعائلة المقدسة؛ الفارة من بطش اليهود فى فلسطين، وطال بقاء العائلة المقدسة فى الصعيد 6 أشهر و10 أيام. 

الحب المريمي

يتصدر المشهد نساء الطبقة الشعبية الفقيرة وهنّ يمسكن الدفوف ويطلقن الزغاريد؛ كأنه عرس يخص إحداهن بالتزامن مع الأناشيد الدينية التي تُمجد البتول ونسبها الكريم وقصة الإصطفاء من الله سبحانه وتعالي، يأخذك ذلك المشهد فورًا إلى السؤال لماذا تُحب الفقيرات السيدة مريم عليها السلام؟! 

 

يتولد الحُب ويتدفق بين السيدة مريم وبنات جنسها الفقيرات؛ لأنها كانت مثلهن فى طروفهن المعيشية والحياتية،  ورغم ذلك اختيرت لتكون مُصطفاة بين نساء الأرض وأنعم الله عليها بمعجزة الولادة دون أن يمسها بشر، تُجدّد قصة البتول الأمل والرجاء فى الأذهان كل عام. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: قلوب إلى مصر

إقرأ أيضاً:

جزيرة بالي تمنع السائحات من دخول بعض الأماكن خلال فترة الحيض

جاكرتا

أعلنت السلطات في جزيرة بالي الإندونيسية عن سياسة جديدة تمنع “السائحات الحائضات” من دخول المعابد، بسبب مخاوف من أن “دماء الدورة الشهرية النجسة” قد تلوث المواقع المقدسة.

وتم إدراج هذا القانون غير التقليدي ضمن سلسلة من السياسات التي فرضها حاكم الجزيرة الاستوائية “وايان كوستر” في 24 مارس، في محاولة للحد من “تصرفات السياح المشينة” التي تنتشر في الجزيرة.

وحذر موقع “زيارة بالي” على الانترنت من أن “هناك قصصا تتناقلها الأجيال عن آثار سلبية إذا أصرت النساء على دخول المعبد أثناء الحيض”، مؤكداً أن كثير من النساء يعانين من الألم والإغماء داخل المعبد ، كما يزعم أن هناك أحداثا غامضة قد تصيب النساء الحائضات في المعابد، مثل التلبس بالأرواح .

ولم تتوقف الآثار السلبية عند النساء الحائضات فقط، بل ذكر الموقع أن “سكان المناطق المحيطة بالمعبد قد يتأثرون بكوارث طبيعية وأمراض” بسبب وجود حائض في المعبد.

ولكن الموقع طمأن الزائرات قائلا: “إذا كنت حائضا أثناء عطلتك في بالي، فلا تقلقي! هناك العديد من أماكن الترفيه حول المعبد، مثل مشاهدة العروض الراقصة التقليدية”. ولم يوضح المسؤولون كيف سيتم التحقق مما إذا كانت المرأة في فترة الحيض أم لا.

ولم تكن هذه القواعد الوحيدة التي تم الكشف عنها للحفاظ على “النزاهة الثقافية والمواقع المقدسة” في الجزيرة ذات الأغلبية الهندوسية.

وأفاد موقع “تايم آوت” بأن الإرشادات تلزم الزوار “بارتداء ملابس مناسبة عند زيارة المعابد أو مناطق الجذب السياحي أو الأماكن العامة”، ولن يسمح لهم “بدخول المناطق المقدسة في المعابد إلا إذا كانوا من المصلين ويرتدون الزي البالي التقليدي”.

ومن بين السلوكيات الأخرى المحظورة “استخدام البلاستيك أحادي الاستخدام مثل الأكياس والقش، والتلفظ بعبارات بذيئة أمام السكان المحليين، وإلقاء النفايات” ، ولتنفيذ هذه القوانين، شكلت بالي فرقة عمل خاصة مهمتها مراقبة الزوار ومعاقبة المخالفين “المشاغبين” بغرامات تصل إلى السجن.

وقال حاكم بالي: “لقد أصدرنا لائحة مماثلة من قبل، ولكن مع تغير الأمور، نحتاج إلى التكيف. وهذا يضمن أن سياحة بالي تظل محترمة ومستدامة ومتناغمة مع قيمنا المحلية”.

وأضاف: “بالي جزيرة جميلة ومقدسة، ونحن نتوقع من ضيوفنا أن يظهروا نفس الاحترام الذي نقدمه لهم”.

مقالات مشابهة

  • يجب استهداف الأماكن التي تنطلق منها المسيّرات المعادية في أي دولة كانت
  • الدكتورة غفران الشمري: خدمة أهالي كربلاء شرف ومسؤولية.. والتواصل المباشر هو مفتاح النجاح
  • "البوابة" ترصد فرحة الأسر المسيحية في لحظات المعمودية المقدسة
  • ابتكار ثوري .. جهاز بحجم حبة أرز أو أصغر ينقذ قلوب الأطفال
  • حتى الساعة الثامنة .. أمطار خفيفة إلى متوسطة على العاصمة المقدسة
  • المركز الوطني للأرصاد يُنبّه من أمطار خفيفة إلى متوسطة على العاصمة المقدسة
  • جزيرة بالي تمنع السائحات من دخول بعض الأماكن خلال فترة الحيض
  • رفع 755حالة إشغال طريق مخالف بإيتاي البارود وحوش عيسي في البحيرة
  • عاجل | السيد القائد: المنظمات الدولية تشهد على المجاعة في قطاع غزة ونفاد القمح والطحين من المخابز التي كانت توزع الخبر لأبناء الشعب الفلسطيني
  • السيدة انتصار السيسي: يوم اليتيم فرصة لنشر الأمل وإضفاء السعادة على قلوب الأطفال