دوافع ممارسة العنف ضد الحيوانات من بعض البشر
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
العنف ضد الحيوانات هو شكل من أشكال القسوة والإساءة التي يمارسها البشر تجاه الكائنات الحية، سواء كان ذلك عن طريق الإيذاء الجسدي، الإهمال، أو سوء المعاملة، وهذه الظاهرة تمثل تحدياً أخلاقياً وإنسانياً خطيراً، حيث تعكس غياب التعاطف، وتشكل تهديداً للنظام البيئي، والعنف ضد الحيوانات يعكس درجة وعي المجتمعات وقيمها الأخلاقية.
والحيوانات ليست فقط جزءاً من النظام البيئي، بل هي شركاؤنا في هذا الكوكب، ومن واجبنا حمايتها وضمان رفاهيتها ووفقا لدراسة علمية نُشرت في مجلة MDPI بعنوان “The Link between Family Violence and Animal Cruelty: A Scoping Review” تبرز “البوابة نيوز” اسبا هذا العنف وتأثيره.
تأثير العنف ضد الحيوانات على المجتمع:
تعذيب الحيوانات لا يقتصر على إيذائها فقط، بل يمتد تأثيره إلى المجتمع ككل. الأبحاث تشير إلى وجود صلة بين تعذيب الحيوانات وارتكاب الجرائم العنيفة، ما يجعل هذه الظاهرة قضية مجتمعية خطيرة
أسباب العنف ضد الحيوانات:
1. اضطرابات نفسية وسلوكية
• يعاني بعض الأشخاص الذين يمارسون العنف ضد الحيوانات من اضطرابات نفسية مثل السادية أو الاعتلال النفسي، مما يجعلهم يفتقرون إلى التعاطف.
2. التنفيس عن الغضب أو الضغوط
• يلجأ البعض لتعذيب الحيوانات كتعبير عن غضب مكبوت أو ضغوط نفسية لا يمكنهم التعبير عنها بطرق صحية.
3. غياب الوعي والتربية القاسية
• تنشئة في بيئات تفتقر إلى القيم الأخلاقية قد تسهم في تكوين ميول عدوانية تجاه الكائنات الأضعف.
4. التقليد أو التأثير الاجتماعي
• قد يكون تعذيب الحيوانات ناتجاً عن تأثير البيئة المحيطة أو تقليد سلوكيات اجتماعية غير أخلاقية.
5. عدم وجود قوانين رادعة
• غياب التشريعات الصارمة أو ضعف تطبيقها يؤدي إلى انتشار هذه الظاهرة دون خوف من العقاب.
6. الجهل وقلة الوعي
• قلة الوعي بدور الحيوانات في النظام البيئي يجعل البعض يستهين بها أو يعتبرها بلا قيمة.
7. الثقافة السائدة
• بعض المجتمعات تنظر إلى إيذاء الحيوانات كوسيلة للترفيه، مثل مصارعة الحيوانات أو صيدها لأغراض غير ضرورية.
8. الاستغلال المادي
• يُستخدم العنف ضد الحيوانات في أنشطة مثل التجارة غير القانونية أو التجارب العلمية غير الأخلاقية.
إجراءات للحد من العنف ضد الحيوانات:
1. التوعية والتعليم
• نشر ثقافة احترام الحيوانات من خلال الحملات التوعوية والمناهج الدراسية.
2. تشديد القوانين
• فرض عقوبات صارمة على ممارسات العنف والإساءة ضد الحيوانات.
3. دعم الجمعيات والمنظمات
• تعزيز دور منظمات حقوق الحيوانات وتوفير الدعم المالي لها.
4. توفير مراكز إنقاذ ورعاية
• إنشاء مراكز تهتم بإيواء الحيوانات المصابة أو المشردة.
5. تعزيز القيم الأخلاقية
• تعزيز التعاطف والرفق بالحيوان من خلال برامج اجتماعية ودينية.
6. التشجيع على الابتكار
• دعم تطوير بدائل أخلاقية للتجارب العلمية التي تعتمد على الحيوانات.
7. الإبلاغ عن الانتهاكات
• تشجيع الأفراد على الإبلاغ عن حالات العنف، مع ضمان سرية وحماية المبلغين.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أخلاق الإنسان
إقرأ أيضاً:
العنف الأسري
يأتي العنف الأسري في مقدمة حالات العنف الممارَس ضد النساء في أوروبا، و على سبيل المثال فقدت ١٢٢ إمرأة حياتها على يد عشيرها الحالى أو السابق في فرنسا عام ٢٠٢١م. و قد أظهرت دراسة حديثة فى فرنسا ( ٢٠٢٤) قامت بها طبيبة ممارسة عامة أن أكثر ضحايا العنف من النساء كن يتمنين لو تمكن طبيبهن من التعرف على علامات العنف الذي تعرضن له و تقديم الدعم في الوقت المناسب.
يستطيع الاطباء التعرف على أكثر حالات العنف ضد النساء أو الأطفال بمجرد اليقظة لبعض علامات العنف مثل تكرار الإصابات والكدمات على الجسم، وجود ندبات و اشباهها في أماكن غير معتادة من الجسم كالجذع و الظهر و الوجه. كذلك التأخر في استشارة الطبيب بعد وقوع الإصابات ،أي من ذلك يجب أن يثير شبهة العنف في عقل الطبيب.
كذلك فإن وجود أعراض نفسية كالقلق و الاكتئاب و اضطرابات النوم، وتغير أسلوب التصرف عند المريض، أو التصرف بشكل يتحاشى المواجهة مع الطبيب، الافتقار إلى الثقة بالنفس، و كذلك وجود مرافق يحاول توجيه المريضه، و يراقب كلماتها، و يتصرف بطريقة من يضبط المشهد، كل ما سبق قد يدل على أننا نتعامل مع إحدى المعنّفات، او الأطفال المضطهدين.
بعض المعنّفين تكرر زيارة الطبيب بسبب أعراض غامضة، أو أعراض لا تتفق مع علائم المرض، مثل آلام البطن المزمنة، الصداع، الارهاق الزائد، التعب السريع، و ربما تزور أكثر من طبيب لسبب بسيط، كل ذلك يجب أن ينبه الطبيب أيضا الى أن المريض يبحث عن نجدة لسبب لا يستطيع الإفصاح عنه.
ظاهرة العنف عابرة للطبقات الاجتماعية و مراحل العمر و الجنس. و على الطبيب أن لا يطمئن إلى أن كون المريضة من الطبقة المرموقة يجعلها بمنأى عن العنف.
عندما يبدأ الطبيب بمحاولة التعرف على وجود العنف يجب أن يكون مسترخيا، و يوفر للمريض جوا من الثقة و ضمانا لعدم اطلاع أحد على ما يتحدث عنه المريض، و على الطبيب ألا يبدو وكأنه يصدر أحكاما قضائية. كذلك فإن طرح الأسئلة على المريض يجب أن يأخذ طابعا منتظما، و الأفضل أن يكون هناك تساؤلات مبررة، مثل أنا أسأل كل مرضاي إذا ما كانوا قد تعرضوا للعنف على الإطلاق، أو أن يقول : يبدو أنك تعانى من ضغوط قوية، هل تواجه متاعب في البيت؟ ، مثل هذه الأعراض يشكو منها أيضا بعض من يتعرضون لمعاناة في المنزل، هل يمكن أن يكون هذا سبب الإعراض عندك؟
في فرنسا يقوم المجلس الطبى القومى بإصدار توجيهات ، يتم تطويرها باستمرار، تساعد الأطباء على اكتشاف هذه الحالات، و تطلعهم على مؤسسات المجتمع التى تساعد الضحايا. و لا ينتهى دور الطبيب عند تحويل المريضة للمؤسسات التى توفر ملاذا ودعما ماليا و اجتماعيا بل يتوجب عليه متابعة ما يحدث مع المريض، خلال هذه الرعاية، و تثقيف المريض بالحقوق التى يتمتع بها في المجتمع، كذلك عليه أن يعمل على كسر دائرة العنف المحيط بالضحية، من ناحية استمرار المعاشرة أو إنهائها، و تثقيف الزوج و تأهيل الأسرة صحياً و اجتماعياً.
SalehElshehry@