"فخ العسل والموت".. حكايات نسائية فى بلاط صاحبة الجلالة
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صدر حديثا عن مركز إنسان للنشر والتوزيع كتاب “فخ العسل والموت فى بلاط صاحبة الجلالة”؛ للكاتبة حنان أبو الضياء، والذي يتناول تجارب صحفيات من نوع خاص، تقول عنهن الكاتبة: “إنهن متفردات اخترن الشكل الأكثر ذكورية للصحافة مثل تقارير الحرب. وتغطية الأوبئة. امتلكن الهدوء الغريب لشخص محاط بطلقات القناصة، فقدمن صحافة متفردة، ولا يمكن إنكارتأثيرهن فيها”.
وتضمن حكايات الكتاب مارثا جيلهورن التى لم تتظاهر في تغطيتها الصحفية أبدًا بالحياد “كانت تكتب غالبًا بدافع الغضب كشاهدة لا كمحللة. وماري كاثرين كولفين.. عاشقة الحياة وسط الخطر، كانت دومًا في قلب الحدث، لتنقل لنا بكل شفافية قصص الضحايا في قلب صراعات العالم” .
وهناك لي ميلر، مصورة الأزياء والفنون التي أصبحت مصورة الحرب الرسمية لمجلة "فوج" Vogue في لندن، حيث قامت بتغطية الحرب، وتحرير باريس، وحركة اللاجئين عبر أوروبا. صورتها أقنعة النار، هامبشتيد، لندن 1941، واحدة من أشهر اللقطات الحربية لميلر.
أماندا ليندهاوت. صحفية كندية، التى عاشت تجربة مريرة مع الاختطاف والاغتصاب والاقتراب من الموت.
وهناك تجربة ليندهاوت في جنوب الصومال، التي صارت رهينةً للمسلحين المراهقين من جماعة حزب الإسلام الأصولية .
وميليسا فونج، مراسلة منذ فترة طويلة في قناة سي بي سي ذا ناشيونال، التى كانت تغادر مخيمًا للاجئين خارج كابول، وفجأة، اختطفها رجال مسلحون زعموا أنهم من طالبان، وطعنوها.
لوري جاريت.. الحائزة على جائزة بوليتزر لعام 1996؛ لتقريرها الشجاع من زائير حول تفشِّي فيروس الإيبولا هناك.
أيضًا إيمي هارموني، التى غطَّت تأثير الثورة الجينية على الحياة الأمريكية. تكشَّفت من خلال سلسلتها المستمرة، "عصر الحمض النووي"، فوائدُ وأعباء المعلومات الجينية بعد خروجها من المختبرات العلمية إلى الحياة اليومية.
يقول الناشر : “هن نماذج من النساء اللاتي وصلن إلى قمة مهنتهن بشكل واضح وباهر. إنهن الصحفيات القويات والناجحات والطموحات اللاتي يمكن التطلع إليهن؛ ليصبحن جزءا من تفرد عالم الصحافة” .
يضيف: "الكتاب يؤكد إن المرأة التي تملك قدرات خارقة للعمل تحت ضغط، ربما لا يتوقعه الناس، هي بمثابة أنثى ترفرف رموشها لخياطتها ليصبح لديها معدل نجاح أعلى. تملك الجرأة في المغامرة، ممزوجة بغريزة عشق معرفة التفاصيل.
إنهن صحفيات يشتركن في القدرة على التحليل الكتابي والتعبير، وطرح التفاصيل الدقيقة بالحساسية التي جعلت منهن نساء استثنائيات؛ لذلك أردت أن أقترب من عالم بعض أيقوناتنا الصحفية... صحفيات عاشقي عالم الصحافة بكل مخاطرها، فأصبحن نسخة متقدة من فخ العسل والموت".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بلاط صاحبة الجلالة حنان أبو الضياء صحفيات
إقرأ أيضاً:
من حكايات صفية زغلول!!
السيدة صفية زغلول، رفيقة درب الزعيم سعد زغلول، وزوجته المخلصة، كانت شخصية قوية جدًا، فقد كانت مرادفًا لشخصية سعد،ومعاونًا للزعيم القوى والسياسى الصلد، بعدما تمكنت بإرادة حديدية من تحويل منزل الزوجية، إلى مركز للنضال. صفية زغلول لها حكاية مهمة يجب أن نعيد نشرها حتى لاننسى أن الوفد كان رائدًا فى إشتغال المرأة بالعمل العام!!
> ما يجب أن يُنسب لصفية زغلول أنها قالت عقب اندلاع ثورة 1919 والقبض على سعد زغلول: بيت سعد هو «بيت الأمة». وهى قصة مهمة يحكيها الكاتب رشاد كامل نقلًا عن وثائق المرحلة قائلًا: «واندلعت الثورة فى اليوم التالى مباشرة وعادت الروح إلى الأمة.. وبعد القبض على سعد زغلول قام «على شعراوى باشا» وكيل الوفد بدعوة باقى أعضاء الوفد لاجتماع طارئ يعقد فى بيته لبحث الموقف، وسمعت «صفية زغلول» بهذا الأمر وثارت ثورة عارمة واتصلت بعلى شعراوى باشا تليفونيًا، فردت عليها زوجته «هدى شعراوى» فطلبت منها صفية التحدث إلى على شعراوى واندهشت بشدة «هدى شعراوى» فلم تكن التقاليد وقتها تسمح لسيدة متزوجة بأن تطلب التحدث مع رجل متزوج فى التليفون.. واستدعت «هدى شعراوى» زوجها للحديث مع «صفية زغلول» وقالت له بحسم وحزم: سمعت أنك ستعقد اجتماعًا للوفد فى بيتك! هذا الاجتماع يجب أن يعقد فى بيت «سعد».
> قال على شعراوى باشا متسائلًا: كيف نعقد الاجتماع فى بيت «سعد باشا» وهو غير موجود؟
> ردت صفية دون تردد: إنه موجود وسوف يكون موجودًا ولو قتله الإنجليز، إن هذا ليس بيت «سعد» إنه «بيت الأمة وقلعة الثورة».
> رد على شعراوى باشا بقوله: لك حق، سنجىء ونعقد الاجتماع فى بيت «سعد باشا»، ولكنى أحب أن أحذرك فقد تتعرضين للمتاعب نتيجة لهذا.. قالت صفية زغلول: بعد أن أخذوه لم تعد لحياتى قيمة، قيمة حياتى وهو هنا.
> وأمرت صفية بفتح أبواب بيت الأمة، وتخصيص كل غرفه للثورة.. وفى اليوم التالى اجتمعت صفية زغلول مع «هدى شعراوى» وحرم «محمد محمود باشا» وقالت هدى شعراوى هانم إنها قامت بكتابة برقيات احتجاج باسم سيدات مصر إلى زوجة المندوب السامى البريطانى، وإن زوجها «على شعراوى» رئيس الوفد بالنيابة أخذ البرقيات وعرضها فى اجتماع الوفد وعاد إليها متهلل الوجه قائلًا لها: لقد أعجب أعضاء الوفد ببرقيتك حتى إنهم قرروا حفظها فى محضر جلسة الوفد.
> قالت «صفية» إن كتابة الاحتجاجات والبرقيات لا تكفى، يجب أن تخرج المرأة المصرية إلى الشارع، تخرج جميع النساء إلى الشوارع متظاهرات هاتفات بسقوط الاحتلال.
> قالت حرم «محمد محمود باشا» بحماس: إننى لم أضع قدمى فى الشارع منذ كنت طفلة، ولكنى موافقة على الخروج إلى الشارع حتى لو ضربنا الإنجليز بالرصاص.. ردت السيدة «هدى شعراوى» مستغربة: يضربوننا بالرصاص! لو قتلوا امرأة واحدة فسوف تلتهب مصر كلها.
> قالت «صفية زغلول» وهذا ما نريده تمامًا.. وبالفعل قادت صفية زغلول هذا الاتجاه بمساندة من صديقتها هدى شعراوى ومعها تلميذة هدى وقائدة المظاهرات النسائية سيزا نبراوى ليصبحن النساء الثلاث قصة تستحق التسجيل والتوثيق فى زمن عادت فيه المرأة للخلف مرة أخرى!
> هذا التوثيق المهم الذى نشره الكاتب الكبير رشاد كامل، استكمله الكاتب الكبير مصطفى أمين فى كتابه «من واحد لعشرة» قصة خروج السيدات فى مظاهرات لأول مرة قائلًا: ما كاد «على شعراوى باشا» يعرض الفكرة حتى ثار وهاج وماج كل الأعضاء ورفضوا خروج النساء فى مظاهرة، وكان من رأى الأغلبية أن هذا الفعل وقاحة وقلة حياء! وكان من رأى الأقلية أنها مع تقديرها للوطنية التى أملت هذه الفكرة الجريئة، إلا أن الأغلبية العظمى للشعب تستنكر خروج النساء إلى الشوارع، وأن هذا سوف يقسم الرأى العام فى مسألة فرعية، بينما هو مُجمع لأول مرة على مسألة واحدة هى مسألة الاستقلال، فخروج النساء إلى الشوارع قد يجعل الإنجليز يتهمون الثورة بأنها تدعو إلى الخروج على الدين الإسلامى! وبذلك تنفض أغلبية الشعب عن الثورة!
> وكانت الأغلبية التى تعتبر خروج المرأة إلى الشارع وقاحة وقلة حياء مؤلفة من «على باشا شعراوى» نفسه، و«عبدالعزيز بك فهمى» و«محمد على علوبة» و«جورج بك خياط» و«حسين باشا واصف» و«عبدالخالق باشا مدكور» و«محمود أبو النصر بك» و«عبداللطيف المكباتى بك».. وكانت الأقلية التى رفضت رفضًا دبلوماسيًا خشية انقسام الأمة مؤلفة من «أحمد لطفى السيد بك» و«مصطفى النحاس بك» و«سينوت حنا بك» و«على ماهر بك» ودكتور «حافظ عفيفى». ورغم ذلك خرجت المرأة للمظاهرات وانتصرت إرادة صفية زغلول وسيدات الوفد المصرى.