عيد الاستقلال علي الابواب ... قبل العام ١٩٥٦ كنا نعرف من استعمرونا وتعايشنا معهم وتعايشوا معنا الي أن رحلوا ... واليوم تحكم أرضنا اليباب شرازم عبارة عن هجين بين مكون داخلي وخارجي... وضاع الامس منا !!..
لنتذكر المستر براون ناظر حنتوب هل احس طلابه ولو للحظة عابرة أنه خان أمانة التعليم أو عمد الي نوع من أنواع الدس والخداع خدمة لغرض استعماري أو غطرسة سلطوية بغيضة القصد منها إذلال وطننا الحبيب الذي احتله بني جلدته من ذوي العيون الزرق هؤلاء القوم الذين لم تكن تغيب الشمس عن امبراطوريتهم الفارهة ويوم كانوا سادة العالم كان الامريكان في عزلتهم المجيدة وليس له شأن ولا هيلة ولا هيلمان !!.
كان المستر براون يدير حنتوب بعقلية الاب والمربي وبذل كل مافي وسعه ليضعها في مصاف المؤسسات التعليمية الرائدة وقد نجح غاية النجاح في ذلك الأمر وسارت حنتوب بعده بقوة الدفع المؤسس تنشر المعرفة وتتخطي الحدود وترسم كل يوم لوحة مضيئة مبهرة تكاد تصنع منها أعجوبة من الاعاجيب ...
هل نسي طلاب حنتوب ناظرهم ( الخواجة ) ، هل أحسوا يوما أنه قصر في واجبه أو استغل نفوذه أو قلل من قيمة مرؤوسيه مهما كانت درجاتهم الوظيفية أو العمالية ... الم يحرص تلميذه الراحل نميري أن يتواصل معه إبان زيارته لبريطانيا مما حد بالملكة إكراما لضيفها الزائر أن توجه دعوة لاستاذه المستر براون أن يشرفهم في حفل العشاء بقصر بكنجهام ... وقد فهمت من السفير الأستاذ عبدالرحمن محمد بخيت وكان وقتها قائما بالأعمال في سفارتنا بلندن أنه وصلته أنباء بانتقال المستر براون للرفيق الاعلي فتواصل مع اسرته وقدم لهم واجب العزاء نيابة عن السودان ( وربما يكون قد حضر التشييع ) !!..
طيب هذا هو المستر براون ابن من استعمرونا ترك وراءه سمعة طيبة وأحبه تلاميذه كما رأينا في مناسبات عديدة وجعل من حنتوب منارة سامقة لها بنية تحتية راسخة ونظام محكم وهيئة تدريس كانت عملاقة في العلم والآداب والفنون وعموم الثقافة مع التحلي برفيع الاخلاق واطيب القيم وسمو الرغبات والغايات في تطوير صرحهم والسير به الي مزيد من الشموخ ...
وبالمقابل وقد حمل الاستعمار عصاه ورحل وكما قلنا واصلت حنتوب تفوقها بقوة الدفع وكانت تسجل كل عام نصرا يثلج صدر أهل السودان عموما لأنها بنت البلد الأصيلة والكل يحترمها ويحترم خطواتها الجادة نحو المعالي وارحب الآفاق حيث الطموحات تبني وتشب عن الطوق والبلد تزدهر وتكبر بسواعد بنيها البررة المباركين وهم يسهرون الليالي من أجل وطن عزيز يتمنون له دائما أن يكون في مقدمة الركب محليا وعالميا ...
وبالمقابل نريد أن نعرف من من أبناء جلدتنا وبكل حقد اسود ودم بارد ولا مبالاة وقسوة قلب وبلادة وحقارة عديل وعدم تقدير للمواطنة والمواطنين فحمل معوله وهاك ياتحطيم وتكسير في قلعة حنتوب التاريخية وحولوها الي مسخ مشوه وصورة باهتة وقد تبددت معالمها واختفت آثارها واسكنوها وادي الضياع بعد أن كانت لها رنين في جنبات الوطن وفي خارج الحدود !!..
هل الذين اغتالوا حنتوب هم الذين قتلوا بلقيس الغزالة التي التي شق نعيها علي زوجها المكلوم الشاعر المرهف نزار قباني الذي رثاها بكلمات تجعل قلب الحجر ينفطر من شدة الحزن و فداحة الفقد ...
هؤلاء الذين اغتالوا حنتوب وكل المدارس القومية والحكومية وكلها كانت في تنافس شريف وتسعي لرفع راية الوطن وجعله شامة بين الأمم ... هؤلاء الذين تسببوا في كل هذا الجرح الدامي هل فعلوا ما فعلوا لمجرد لؤم في طباعهم ونقص في تربيتهم وقد اجتهدوا في أن يخربوا التعليم الحكومي ليجدوا فرصتهم في التعليم الخاص الذي وصلوا به الي قمة التجارة ذات الخمس نجوم حيث صار يغشاه أبناء الذوات أما أبناء المساكين فما زالت ترعاهم ما تبقي من مدارس الحكومة المحكوم عليها بنقص المعلمين والمرافق والطباشير والمكانس والاجلاس !!..
كل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الاستقلال رقم كم ... ماعارف!!..
والاحتفال سيكون وين ؟! وبياتو كيفية ... طبعا لاجديد والشعب ذاتو وينو ... ويجوك ناس ما مفهومين يصدعوا رؤوسنا برفع العلم والصور القديمة ... هذا هو ماعودونا عليه ... واليوم الخرطوم حزينة وقصر الشعب مضلم وحركة الطيران توقفت في مطار الخرطوم الدولي هذا غير المجاعة والعزف بالدانات والمسيرات والقنابل وتغيير العملة والمشاكل بالجملة ...
هل بعد دا كلو في نفس لاحتفال ؟!
خليكم صريحين اجيبوا بلا أو نعم !!..
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
هذا عدد أسرى الاحتلال الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في غزة
كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، اليوم السبت، عن عدد أسرى الاحتلال الإسرائيلي الذين قتلوا بنيران الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، منذ بداية حرب الإبادة الجماعية في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر لعام 2023.
وذكرت الصحيفة أن "41 أسيرا إسرائيليا من بين 251 أسرتهم حماس في غزة، قُتلوا في الأسر، بعضهم قُتل بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية التي شنتها على غزة".
وأضافت أن "الخرائط العسكرية تؤكد أن موقع مقتل 6 من الأسرى على يد الجيش الإسرائيلي في أغسطس/ آب الماضي، كان ضمن مناطق العمليات المحدودة".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجيش الإسرائيلي عندما نشر تحقيقه حول مقتل الأسرى الستة، قال إنه لم يكن يعلم بوجودهم في المنطقة"، مؤكدة في الوقت ذاته أن الجيش "كان على علم بالخطر الذي يحدق بالأسرى عندما عمل في المنطقة التي قُتل فيها الرهائن الستة".
يشار إلى أن الأسرى الإسرائيليين الستة الذين تم قتلهم هم: هيرش جولدبرج بولين، أوري دانينو، إيدن يروشالمي، أليكس لوبانوف، كارميل جات، وألموج ساروسي.
ولفتت الصحيفة العبرية إلى أنه "رغم قرار وقف نشاط الجيش الإسرائيلي في مدينة خانيونس (جنوب) بقطاع غزة، بسبب المخاوف على حياة الأسرى، إلا أنه بعد توقف ليوم واحد فقط، قرر الجيش مواصلة عملياته هناك بهدف تحديد مكان زعيم حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار".
وأشارت إلى أنه "بحسب مصادر أمنية إسرائيلية، تقرر أن العثور على السنوار كان أكثر أهمية من إنقاذ أرواح الأسرى الإسرائيليين (لم يتم تحديد مكانه في حينه)".
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2024 أي بعد نحو عام على بدء عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من حرب إسرائيلية مدمرة ضد قطاع غزة، اغتيل السنوار بمدينة رفح جنوب القطاع برصاص الجيش الإسرائيلي وهو يقاتل.
ورغم تنصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أكثر من مناسبة من المسؤولية عن مقتل أسرى إسرائيليين في قطاع غزة وتحميل حركة حماس مسؤولية ذلك، إلا أن المعارضة الإسرائيلية تحمله مسؤولية مقتل عدد كبير من الأسرى جراء عرقلته لأشهر طويلة التوصل إلى صفقة لإعادتهم خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي، الذي كان وزراء من اليمين المتطرف به يضغطون لمواصلة حرب الإبادة على غزة.
ومطلع آذار/ مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل الأسرى التي استمرت 42 يوما، فيما تنصلت إسرائيل من الدخول في المرحلة الثانية التي تشمل إنهاء الحرب.
ويريد نتنياهو، مدعوما بضوء أخضر أمريكي، تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية.
مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار، أغلق الاحتلال الإسرائيلي مجددا جميع المعابر المؤدية إلى غزة لمنع دخول المساعدات الإنسانية، في خطوة تهدف إلى استخدام التجويع كأداة ضغط على حماس لإجبارها على القبول بإملاءاتها، كما تهدد إسرائيل بإجراءات تصعيدية أخرى وصولا إلى استئناف حرب الإبادة الجماعية.
وبدعم أمريكي ارتكب الاحتلال بين 7 أكتوبر 2023 و19 يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.