زنقة 20 ا الرباط

بناء على التعليمات الملكية السامية خلال جلسة العمل التي ترأسها جلالة الملك محمد السادس، الإثنين، بالقصر الملكي بالدار البيضاء، والتي خصصت لموضوع مراجعة مدونة الأسرة، انعقد أمس الثلاثاء بالرباط لقاء تواصلي خصص لتقديم المضامين الرئيسية لمقترحات مراجعة مدونة الأسرة، ترأسه كل من رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ووزير العدل عبد اللطيف وهبي، ونعيمة بنيحيى، وزيرة جديدة للتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.

وفي هذا الصدد قالت نعيمة بنيحيى وزيرة جديدة للتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، إن “مراجعة مدونة الأسرة يعتبر أمرا بالغ الأهمية، لأنه يخص الخلية الأساسية في بنية المجتمع وعنوان تماسكها أو ضعفها”.

وأضافت بنيحيى، أن “الأسرة حظيت بعناية خاصة في السياسات العمومية الهادفة إلى إرساء دولة اجتماعية حديثة، سواء من خلال مكافحة الفقر والإقصاء الاجتماعي، أو من خلال تقديم الدعم الاجتماعي لأفرادها الأكثر هشاشة، أو تحقيق المساواة بين الجنسين”.

وأوضحت في كلمتها أن “الأسرة تشكل فضاء مثاليا للنهوض بالحقوق الفئوية وتعزيز حماية حقوق النساء من خلال مناهضة العنف الأسري وكل أشكال التمييز ضدهن، وتمكينهن من كافة حقوقهن السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبيئية، وتعزيز حقوق الطفل والأشخاص المسنين والأشخاص في وضعية إعاقة”.

وأشارت إلى أنه “نظرا لكون الأسرة تُعتبر بدورها مؤسسة قانونية، فمن الضروري السمو بها عن إرادة الأفراد وحريتهم المطلقة، من خلال سنّ ضمانات لحماية حقوق جميع أفرادها، رجالاً ونساءً، بما يروم الحفاظ على تماسك الأسرة واستقرارها”.

ودعت الوزيرة بنيحيى إلى “ضرورة استحضار التحولات التي طرأت على الأسرة المغربية، والتي يمكن إجمال أهمها في كون الأسرة النووية أصبحت تشكل نسبة مهمة من مجموع الأسر المغربية. كما أن نسبة الأسر التي يديرها الرجال أصبحت تتناقص لصالح الأسر التي تديرها النساء”.

وفي السياق ذاته، أكدت بنيحيى، أن “وضعية الطفولة تظل مقلقة بالنظر لتداعيات الطلاق على الأطفال وللعنف الممارس عليهم ولتزايد نسبة الأطفال المتخلى عنهم، وذلك بالرغم من الجهود المبذولة من خلال السياسات العمومية ذات الصلة ومن مختلف الآليات المحدثة لحماية الطفولة وكذا بالرغم من الجهود المبذولة لتعميم ودعم التمدرس.

وأكدت السمؤولة الحكومية على “الجهود المتبعة لتعزيز حقوق الإنسان، والقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة والنهوض بحقوق الطفل؛ حيث حرصت بلادنا على توطيد ممارستها الاتفاقية في مجال حماية حقوق الإنسان، من خلال انخراطها في الاتفاقيات التسع الأساسية للقانون الدولي لحقوق الإنسان، ورفع تحفظاتها على مقتضيات اتفاقية حقوق الطفل، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، ومن خلال تفاعلها مع كافة هيئات المعاهدات، وآلية الاستعراض الدوري الشامل، وانفتاحها على الإجراءات الخاصة”.

وكشفت بنيحيى أنه “مواصلة لانخراط بلادنا في المنظومة الأممية لحقوق الإنسان، أودعت بلادنا بتاريخ 22 أبريل 2022 وثائق الانضمام إلى كل من البرتوكولين الاختياريين الملحقين بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وباتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة، والمتعلقين بالبلاغات الفردية”.

ووعيا منها بأهمية تعزيز حقوق المرأة والرقي بأوضاعها، في أوقات السلم والنزاعات المسلحة، وتدبير الأزمات الإنسانية بما فيها الصحية، تشير الوزيرة بنيحيى، انخرطت المملكة بكل مسؤولية وجدية في الأجندة الأممية “النساء، السلم، الأمن”، وعملت على تسخير كل الجهود والإمكانات لتحقيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1325، وذلك من خلال إطلاق مخطط العمل الوطني للمملكة حول النساء والسلم والأمن في مارس 2022، حيث أكد المغرب بالمناسبة على اعتبار النساء “عوامل تغيير وشريكات متساويات في مسلسل صنع القرار””.

وشدد على أن “المملكة حقتت مكتسبات وازنة على مستوى اعتماد وتنفيذ السياسات العمومية والبرامج الوطنية والإصلاحات التشريعية في مختلف المجالات التي تهم المرأة والطفل، والأسرة عموما”.

وحرصا على توفير إطار يضمن الانسجام والالتقائية بين مختلف المبادرات والمتدخلين، ويرسخ التتبع والتقييم وتعبئة جميع المتدخلين من قطاعات حكومية ومؤسسات وطنية وجماعات ترابية وقطاع خاص وجمعيات المجتمع المدني، أكد الوزيرة بيحيى “تم إحداث “اللجنة الوطنية للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة” التي يرأسها السيد رئيس الحكومة، وقد اشتغلت هذه اللجنة على إعداد الإطار الاستراتيجي للمساواة 2023-2026، التي تضم برامج ومؤشرات نجاعة بميزانية محددة سنويا والية تتبع رقمية”.

واعتبرت بنيحيى، أن “ورش تعميم الحماية الاجتماعية الذي أطلقه جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والذي يحظى بتتبع وعناية خاصة من قبل جلالته، يُعتبر بمثابة ثورة اجتماعية ستمكن من تجاوز مواطن القصور التي تعرفها منظومة التغطية الصحية، وتوفير دعم مالي لتحسين ظروف عيش المواطنين وصيانة كرامتهم وتقليص الفقر والهشاشة، كما يسعى إلى تعميم التأمين الصحي الإجباري وتقليص الفوارق الاجتماعية”.

وأشارت إلى أن “التغطية الصحية أصبحت شاملة لجميع المغاربة نساء ورجالا ابتداء من سنة 2022، بمن فيهم الأشخاص المعوزين الذين لا يستطيعون المساهمة في نظام التأمين الصحي.

وخلصت بنيحيى، إلى أن المراجعة العميقة والجوهرية لمدونة الأسرة، وفق التوجيهات الملكية السامية، من شأنها إعطاء دفعة جديدة للحماية القانونية للمرأة وضمان استقرار الأسرة، وكفالة المصالح الفضلى للأطفال، وترسيخ مكانة المملكة التي تصنف ضمن التجارب الجادة الساعية إلى إقرار مبدأ المساواة المكرسة دستوريا في أفق المناصفة، في توفيق مع مرجعيتنا الوطنية والدينية المشكلة لخصوصيتنا وعنصر تميزنا.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: أشکال التمییز حقوق الإنسان من خلال

إقرأ أيضاً:

صحفي بارز يكشف عن ظاهرة خطيرة تستهدف النساء في عدن

شمسان بوست / متابعات:

أثار الصحفي فتحي بن لزرق جدلاً واسعاً بعد كشفه عن ظاهرة خطيرة تعاني منها النساء في مدينة عدن. حيث أشار إلى تزايد حالات النشل التي تتم بطريقة منظمة وممنهجة داخل الحافلات الصغيرة المنتشرة في المدينة.

وفي تصريح له، ذكر بن لزرق: “خلال الأيام القليلة الماضية، تلقيت عدة رسائل من نساء تعرضن لهذه التجربة المؤلمة داخل حافلات صغيرة من نوع ‘دايو’، التي تُعتبر وسيلة نقل شائعة بين المواطنين في المدينة.”

وأوضح بن لزرق أن هذه العمليات تتم وفق خطة مدروسة تتطلب تواطؤ عدد من الأفراد داخل الحافلة. وقال: “تبدأ العملية بوجود ثلاثة أشخاص: السائق، وشخص يجلس بجواره، وآخر في المقعد الخلفي. يقوم هؤلاء بتنفيذ خطة ممنهجة تستهدف النساء اللواتي يستقللن الحافلة بمفردهن.”

وأضاف: “عندما تصعد امرأة إلى الحافلة، وبعد مرور دقائق قليلة، يقوم السائق بضغط المكابح (البريك) فجأة وبقوة، مما يؤدي إلى إغلاق الباب بإحكام، ويصبح من الصعب فتحه من الداخل.”

وتابع: “بعد ذلك، يدّعي الشخص الجالس في المقعد الخلفي أنه يريد النزول، ويطلب من المرأة مساعدته في فتح الباب، لكنه في الوقت نفسه، يعمل على مشاغلة الباب ومنع فتحه، مما يزيد من صعوبة الأمر على المرأة.”

وأشار بن لزرق إلى أن غالبية النساء يحملن هواتفهن الذكية خلال الرحلة، لكن عند الحاجة لفتح الباب بكلتا اليدين، يضطررن لوضع هواتفهن على طرف حقيبتهن أو في مكان قريب. وهنا تأتي مهمة الشخصين الآخرين، حيث يستغلان هذه اللحظة لسرقة الهاتف بسرعة ودون أن تلاحظ الضحية.

وعن المرحلة النهائية من العملية، قال بن لزرق: “فور تنفيذ السرقة، يدّعي السائق أنه نسي أمرًا هامًا، ويطلب من المرأة النزول.”

واختتم بن لزرق حديثه بتوجيه نصيحة مهمة للنساء، قائلاً: “نصيحتي لكل امرأة: إذا صعدتِ إلى الحافلة وأُغلق الباب فوراً، سارعي بالنزول دون تردد.”

مقالات مشابهة

  • صحفي بارز يكشف عن ظاهرة خطيرة تستهدف النساء في عدن
  • وفيات يوم الثلاثاء الموافق 4 فبراير 2025
  • أرقام صادمة.. ارتفاع معدل وفيات «السرطان» في دولة أوروبية!
  • الأمم المتحدة: أكثر من 545 ألف فلسطيني عبروا إلى شمال غزة
  • الرجال أكثر عرضة للوفاة بسرطان الثدي
  • دراسة تكشف معلومة "غريبة" عن وفيات سرطان الثدي بين الرجال
  • تطور الحركات النسوية: من الحقوق السياسية إلى الحرية الجنسية .. فيديو
  • دراسة حديثة تكشف الحقيقة وراء صورة المرأة الثرثارة
  • الجمال ليس الأهم .. أكثر 10 صفات يحبها الرجال في النساء
  • "جهنمية" يقتحم الثورة السودانية ويعكس دور المرأة