الإنسانية حياة وحنان وأمان وسعادة.. جبر خواطر.. وفعل خير وإحسان.. الإنسانية احترام، وتعاطف، وأخوة، وقبول الآخر، وتفاهم.
المعاملة الحسنة منتهى الإنسانية. والإنسانية ضد الحيوانية، فهى تعنى الصفات التى تميز الجنس البشرى عن غيره من المخلوقات.
ولأن العمل الإنسانى منبثق من رحم الإنسانية، فقد حثت عليه الأديان السماوية.
فعندما جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال: يا رسول الله أى الناس أحب إلى الله؟ وأى الأعمال أحب إلى الله؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرورٍ تدخله على مسلمٍ, فأبسط الأشياء خيراً أعظمها عملاً.
التبرع بكتب أبنائك لمن يحتاج إليها عمل إنسانى، أن يخصص كل طبيب يوماً للكشف على الفقراء مجانا أوبمبلغ زهيد عمل إنسانى، أن يصطحب كل مالك سيارة شخصاً أو اثنين معه فى طريقه دون مقابل لينقذهم من قيظ الظهيرة والشمس الحارقة عمل إنسانى، نصيحة صادقة لمن استشارك عمل إنسانى.
ألا تقبل ولا تستعد أن يهان أحدهم أمامك، وغيرها من الأعمال التى تزيد المحبة فى النفوس وتمحو العداوة والبغضاء من القلوب.
وبعيداً عن العمل الإنسانى أو التطوعى القائم بين المجموعات والمؤسسات والحكومات يتعرض الإنسان يومياً للكثير من المواقف والمشاعر التى تساعده على إثبات إنسانيته أمام نفسه، سواء من خلال كلمة طيبة يقولها لمتألم، أو إحسان يمنحه لمحتاج، أو حتى بسمة يطلقها فى وجه شخص فقير.
ولا نتناسى أن قمة الإنسانية وخير الأعمال, هى التى تقدم فى صمت لا تظاهر ولا تباهى.. أو كما وصفها الشاعر «جبران خليل جبران» بأن منبر الإنسانية قلبها الصامت لا عقلها الثرثار.
وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للعمل الإنسانى الذى يحتفل به العالم فى ١٩ أغسطس واختير من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة كنوع من التكريم, لعمال الإغاثة الذين يجازفون بأنفسهم فى مجال الخدمات الإنسانية أناشد وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع المدارس والجامعات إيجاد برامج وأنشطة ورحلات يقوم فيها الطالب بأعمال إنسانية وخيرية لحث جيل جديد وتقويمه على مكارم الأخلاق وحب الخير.
فى هذا اليوم أدعو كل إنسان على وجه الأرض أن يسعى فى عمل يسعد به الآخر. مساعدة الآخرين ولو بأقل القليل.
ولنتذكر دائماً أن كلاً منا بحاجة ملحة ودائمة للشعور بهذه الطاقة العاطفية الجميلة، التى تجعل العالم من حولك أكثر أماناً واطمئناناً.
وكل عام والعمل الإنسانى يسمو ويحلق فوق سماء الإنسانية والأرواح النقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الهدهد الإنسانية حياة إلى الله
إقرأ أيضاً:
الهيئة الطبية الدولية: الوضع الإنسانى فى السودان يزداد سوءًا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت الهيئة الطبية الدولية، فى تقرير لها، أن السودان لا يزال يعانى من أكبر أزمة نزوح فى العالم، حيث يقدر عدد النازحين داخليًا بأكثر من ٨ ملايين شخص، بينما لجأ ما لا يقل عن ٣ ملايين آخرين إلى الدول المجاورة بحثًا عن الأمان.
وقالت الهيئة إن الوضع الصحى فى السودان وصل إلى نقطة حرجة، مع استمرار تفشى العديد من الأمراض فى مختلف المناطق المتأثرة بالنزاع. وأشارت الهيئة إلى أن ثلثى الولايات السودانية تعانى حاليًا من تفشى ثلاثة أو أكثر من الأمراض فى وقت واحد، وهو ما يزيد من معاناة المواطنين. ففى أغسطس الماضي، تم الإعلان رسميًا عن تفشى الكوليرا فى البلاد، حيث تم تسجيل ٢٨،٤٠٠ حالة إصابة بالمرض وأكثر من ٨٠٠ حالة وفاة فى ١١ ولاية خلال فترة قصيرة.
فى الوقت نفسه، يواجه السكان خطر انتشار أمراض أخرى مثل الملاريا وحمى الضنك، بالإضافة إلى تفشى الحصبة والحصبة الألمانية، مما يهدد حياة الفئات الأكثر ضعفًا، وخاصة الأطفال دون سن الخامسة والنساء الحوامل والمرضعات.
ويهدد السودان أيضًا بكارثة مجاعة واسعة، خاصة فى المناطق التى تعانى من النزاع المستمر. وتواصل الهيئة الطبية الدولية عملها فى السودان من خلال وجودها فى ١٤ موقعًا عبر ست ولايات هي: وسط وغرب وجنوب دارفور، الخرطوم، كسلا وجنوب كردفان. وتُعَدّ هذه المناطق الأكثر تضررًا من النزاع، حيث تعانى من سوء التغذية الحاد، خاصة بين الأطفال والنساء الحوامل. بالإضافة إلى ذلك، تسجل مناطق كسلا بشكل خاص زيادة كبيرة فى حالات الكوليرا بسبب الفيضانات والأمطار الغزيرة التى أدت إلى تفاقم الأوضاع الصحية فى مخيمات النازحين.
وأوضحت الهيئة أنه فى المناطق المتضررة مثل حلفا الجديدة وخشم الجربة، يواجه السكان النازحون خطرًا كبيرًا بسبب قربهم من مصادر المياه الملوثة، فضلًا عن قلة الوصول إلى الرعاية الصحية الأساسية.