بوابة الوفد:
2025-02-24@00:26:22 GMT

فى محبة أوبنهايمر

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

 تقاس جودة العمل الفنى فى العادة، ليس فقط بصلابة وحدته البنائية واتساق أحداثه وترابطها، وقيمة الأثر الذى يحدثه، وبراعته فى إيصال رسائله ، ولكن أيضا بالدلالات المتعددة التى يضعها أمام المتلقى، فتفسح بذلك المجال  واسعًا لتعدد وجهات النظر، وتنوع الآراء فى تقيمه وتفسيره، وهو ما يعد شهادة بالثراء الإبداعى لهذا العمل الفنى أيا كان نوعه أوشكله أو وسيلته.

وهذا هو بالضبط موطن الجمال فى فيلم «أوبنهايمر» للمخرج الأمريكى من أصل بريطانى «كريستوفر نولان» الذى يروى سيرة عالم الفيزياء لأمريكى «روبرت أبنهايمر».

الفيلم الذى أنتجه وكتب له السيناريو المخرج «نولان» استنادا إلى كتاب «بروميثيوس الأمريكى: انتصار ومأساة روبرت أوبنهايمر الصادرعام 2005 للكاتبين «كاى بيرد» و«مارتن شيروين» يروى بايقاع سريع لاهث وبتوظيف موسيقى بالغ التأثير والتعبير، وبالمؤثرات الصوتية الصاخبة التى تلهث بدويها  وراء الجمل الحوارية المتلاحقة، فضلا عن المزج بين المشاهد الملونة ومشاهد الأبيض والأسود، يروى سيرة أوبنهايمر على لسانه. ولعل الاختيار يشى بالطابع الفلسفى والملحمى للفيلم ،الذى يقود مشاهده من لقطة إلى أخرى ،لتلك المقابلة بين «بروميثوس» الذى تحدى فى الأساطير اليونانية الألهة لخدمة البشر والانتصار لحاجاتهم، حين دلهم بالعلم والمعرفة على طرق الخلاص وجلب لهم النور والنار، فعاقبته الألهة، وبين أوبنهايمر صانع القنبلة الذرية التى أنهت بخسائر فادحة أرواح البشر، واتهم فى بلده بالخيانة الوطنية.

قلل «أوبنهايمر» من مخاطر تصنيع  السلاح النووى، لكنه رفع من شأنه فى قدرته على هزيمة هتلر. وحين اتخذ الرئيس الأمريكى ترومان قرارا بإلقاء القنبلتين على هيروشيما ونجازاكى، كانت ألمانيا قد هزمت وأعلنت استسلامها، وكان هتلر قد انتحر قبل ذلك بنحو أربعة أشهر.  وفى المقابلة التى جمعت بين أوبنهايمر وبين ترومان ، سخر الأخير من طلبه بالعمل على وقف سباق التسلح النووى، وتهكم على تألمه من النتائج الكارثية التى أحدثتها القنبلة على المدن اليابانية، وأدت إلى انهاء الحرب العالمية الثانية، وقال له فى مفارقة تعكس همه الشخصى الذى يباهى به: لا أحد سوف يذكر من صنع القنبلة، بل سيذكرون من هو الذى أصدر القرار بإلقائها. ولم يكن تعليق «أوبنهايمر» فور انتهاء تلك المقابلة سوى تعزيز لمشاعر الوحدة الذى اعتراه وهويقول واصفا اليابان: لقد هزمنا دولة مهزومة !

يعرض الفيلم لحالة الانقسام الذى عاشه «أوبنهايمر» الذى أدى دوره ببراعة واتقان الممثل الأيرلندى «كليان مورفى». الانقسام بين نزوعه الذاتى  لتحقيق اختراع  صناعى وعلمى جديد يواجه به عدو شعبه فى ألمانيا، وبين عذابه الروحى  من النتائج التى أسفر عنها. الصراع  بين رغبته، وهو اليهودى من أصل ألمانى، فى التصدى لنازية هتلر المعادى للسامية، وشغفه العلمى المحموم بالسير قدما لتصنيع وتجريب السلاح النووى وانجاز نصر علمى غير المحور مسبوق، خوفًا من تمكن ألمانيا النازية وحلفائها فى اليابان وإيطاليا. إضطراب  حياته الأسرية، وحبه لأمرأتين، زوجته الثرية التى تخلت عن زوجها من أجله وانجبت له ابنين وتحولت إلى مدمنة لاكتشافها مغامراته النسائية، وعشيقته التى انتحرت بسبب خذلانه لها. ما  بدا من ضعفه فى مواجهة للجنة التحقيق الماكرثية التى تسعى  لتلويث سمعته، واتهامه بعدم الولاء لوطنه بتسريب أسرار صنع القنبلة للاتحاد السوفيتى، ويأسه من اقناع خصومه بأن المتهم بخيانة الوطن والعمل  لصالحه كان حليفا للولايات المتحدة فى القضاء على النازية الفاشية وتحقيق النصر فى الحرب العالمية الثانية.

هذا الصراع القاسى الذى تعرضت له حياة أوبنهايمرالعلمية والخاصة بسبب لجنة تحقيق مكارثية «H1»  غاشمة، حرمته من الحصول على جائزة نوبل فى العلوم الفزيائية لاتهامه بالشيوعية، بما يجعله نسخة عصرية للبطل التراجيدى, يكشف الفيلم عن الجوانب المظلمة فى النفس البشرية، وهو يستعرض العلاقة المعقدة بين أوبنهايمر وخصمه لويس سترواس رئيس لجنة الطاقة الذرية، الذى حاك له المؤامرة لهدم حضوره العلمى والسياسى  وإحالته للتحقيق بتهمة الخيانة ،لازاحته من الموقع الذى وصل إليه بموهبته وجهده، ووضع العراقيل أمام صعوده لمواقع أخرى يستحقها طمع بها. أما السبب فهو سخرية أوبنهايمر من الأصل العائلى المتواضع لسترواس، وارتياب الأخير أن أوبنهايمر يحرض عليه العلماء وأنه وشى لإنشتاين وقلبه عليه مما أدى لتجاهله وعدم الرد على تحيته، مع أن الحوار بين الاثنين  لم يتطرق بكلمة عن سترواس، حيث يقول أينشتاين لأوبنهايمر فى المشهد الذى جمعهما: اذهب وواجه العالم بعواقب ما صنعت يداك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: على فكرة العمل الفني عالم الفيزياء أوبنهايمر

إقرأ أيضاً:

«السبكي»: اختيار أبطال مسلسل عايشة الدور مفاجأة للجمهور

يضم مسلسل «عايشة الدور» عدداً كبيراً من الممثلين بخلاف دنيا سمير غانم، مثل أميرة أديب، محمد كيلانى، سما إبراهيم، محمد ثروت، فدوى عابد، ماجد القلعى، تأليف كريم يوسف، إخراج أحمد الجندى، وتدور قصته فى إطار دراما اجتماعية تحمل مزيجاً بين الرومانسية والكوميديا حول امرأة تتفرغ لتربية أبنائها بعد انفصالها عن زوجها، فى وقت تحاول فيه استعادة حياتها وشغفها من جديد.

«عايشة الدور» ليس التعاون الأول الذى يجمع بين دنيا سمير غانم والمخرج أحمد الجندى، حيث التقيا على شاشة التليفزيون من خلال مسلسل «الكبير أوى» فى عدد من المواسم بداية من الجزء الثانى عام 2012، و«نيللى وشريهان» عام 2016، و«فى اللالاند» عام 2017، وعلى شاشة السينما «طير إنت» عام 2009، «لا تراجع ولا استسلام» عام 2010.

وأوضح المنتج أحمد السبكى، فى تصريحات لـ«الوطن»، أن المسلسل يتضمن 15 حلقة فى إطار اجتماعى تشويقى، وتم اختيار أبطال العمل بشكل سيكون مفاجأة للجمهور، خاصة بعد غياب «دنيا» عن موسم مسلسلات رمضان العام الماضى.

المونولوجيست ماجد القلعى ممثل للمرة الأولى.. ورحاب الجمل تجسد شخصية «كوميدية»

وتشارك الفنانة رحاب الجمل فى مسلسل «عايشة الدور» الذى تدور أحداثه فى إطار 15 حلقة، مشيرة إلى أنها تجسد شخصية كوميدية عكس ما قدمته مؤخراً فى أعمال أخرى، وتجمعها غالبية المشاهد مع دنيا سمير غانم، الأمر الذى جعلها تشعر بسعادة لتكرار التعاون معها للمرة الثانية على التوالى بعد مسلسل «جت سليمة» عام 2023. ويطل المونولوجيست ماجد القلعى على الجمهور باعتباره ممثلاً لأول مرة على شاشة التليفزيون وتجسيده شخصية والد الفنانة دنيا سمير غانم، حيث يقدم دور فنان متقاعد وبالتحديد «مونولوجيست» أصبح يمكث طيلة الوقت بالمنزل، الأمر الذى يجعله ينفذ عدداً كبيراً من المقالب تجاه أسرته بشكل كوميدى.

وأعرب عن سعادته بهذه الفرصة بالظهور على شاشة التليفزيون ليس لتقليد الفنانين كما هو معتاد منه فقط، ولكن بالأداء التمثيلى كذلك بالمساحة التى منحها له المخرج أحمد الجندى الذى رسم تفاصيل الشخصية كأن الدور مكتوب له بالفعل، مضيفاً: «تحمست بشدة لهذا العمل الذى رشحنى له المخرج، خصوصاً أن الكوميديا به نابعة من المواقف، كذلك سأقوم بتقليد بعض الفنانين دون اللجوء إلى التغيير فى الشكل سواء بالمكياج أو الملابس».

وأشار «القلعى» إلى أن الشخصية التى يجسدها يبدو أنها هاربة من فيلم «أبيض وأسود»، تشعر معه أنه رجل من طراز قديم، وبالتالى الكوميديا لديه تكون بشكل مختلف ومن ثم تكون هناك مفارقات بينه وبين ابنته، متابعاً: «أشعر باهتمام شديد تجاه هذا العمل الذى يعد أول عمل درامى أشارك به وبالشكل الذى أظهر به أمام الجمهور، أشعر بحماس وفرحة كبيرة». واستطرد قائلاً: «لن أقدم خلال المسلسل اسكتشات بالمعنى المتعارف عليه، ولكن أستغل مساحات صوتى وقدرتى على التقليد فى تقديم كوميديا موظفة بشكل جيد داخل العمل دون إقحام، ولن يكون الأمر مجرد إفيهات، ولكن سأكون ممثلاً، وهذا بالنسبة لى شىء عظيم، كذلك سعادتى لا توصف بالوقوف أمام دنيا سمير غانم لأول مرة وغالبية مشاهدى معها، وهى فنانة موهوبة ولها جمهور عريض من مختلف الفئات العمرية».

مقالات مشابهة

  • نجيب ساويرس عن سياسات ترامب: لا يمكنه نزع مليون ونصف من أرضهم وتهجيرهم
  • نقاد: البطولة الجماعية مفتاح التميز في مسلسل «إخواتى».. والنجاح ينتظر الـ4 نجمات
  • نيللي كريم.. مشوار نجاح
  • «بنت سمير ودلال».. دنيا سمير غانم موهبة فطرية ونجاح من أول لحظة
  • «السبكي»: اختيار أبطال مسلسل عايشة الدور مفاجأة للجمهور
  • مسلسل عايشة الدور في رمضان.. حكاية مطلقة وأم لطفلين تنقلب حياتها بسبب ابنة شقيقتها
  • مسلسل عايشة الدور في رمضان.. كوميديا عن الحياة والحب
  • المدرسة البرتغالية أمام الأهلى 3 بطولات و12 خسارة
  • الهجمات الجوية على إيران.. تأخير مؤقت أم دافع للتسريع نحو القنبلة النووية؟
  • محمد مغربي يكتب: تداعيات «DeepSeek».. انقلاب في عالم الذكاء الاصطناعي