بوابة الوفد:
2025-02-23@22:25:12 GMT

بلاغة شعر العامية

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

ضربت جذور اللغة العربية فى أعماق التاريخ قروناً طويلة، وتجلت على الألسنة بوجهيها: الفصيح والعامى، وكانت العامية أكثر قرباً من العامة، وقد أحسن اللغوى الدكتور أمين على السيد فيما أصدره له مجمع اللغة العربية بعنوان (العامى الفصيح فى المعجم الوسيط)، القاهرة 2005ـ 2006، حيث أرجع المفردات العامية إلى أصلها الذى وردت به فى المعجم فصيحة، متفقاً مع رأى اللغوى الكبير الدكتور شوقى ضيف فى بحث ألقاه فى مجمع اللغة العربية بعنوان (العامية فصحى محرفة)، ونشر بمجلة المجمع العدد 91، ص37 قال فيه:

«الكثرة الغالبة فى ألفاظ العامية المصرية ألفاظ فصيحة، أو ذات أصل فصيح؛ إذ أغلب ما فيها من أفعال، أو أسماء، أو حروف، أو حركات أصله فصيح، وعمت فيه تحريفات سجـلها العالم الجليل المرحوم أحمد تيمور فى معجمه».

وهناك إضافة أخرى من عضو مجمع اللغة العربية، وأحد رواد الفن القصصى، وهو محمود تيمور، ابن العلامة أحمد تيمور باشا، يصدر كتاب مستخرجاً من كتابه (سلطان اللغة العربية)، عنوانه (كلمات الحياة العامة)، مطبعة الاستقامة، القاهرة 1956. 

 ومن هنا كان الأدب الشعبى، أو العامى بليغاً فى التعبير عن قضايا الجماعة والجماهير والالتصاق بهم، منذ بذوره الأولى فى تراثنا، حيث عاش هموم الفرد والمجتمع، نقداً للذات، ونقداً للمجتمع معاً، غير محتفل بالزخرفة اللفظية قدر اهتمامه بالمعنى المراد، أو الهدف المنشود، فأخذ على عاتقه مهمة النقد والتعريض، ومجاراة المناسبات بما يناسبها من قول، على نحو ينحاز للوطن دوماً. 

ومن هنا نال اهتمام متخصصين متنوعين بين آداب اللغة، والأنثروبولوجى، والاجتماع، وقام هذا الشعر بدوره فى العصور جميعها جنباً إلى جنب مع الفصيح، وكانت الموشحات والأزجال العربية، تلك التى أثرت فى شعراء التروبادور فى إسيانيا فى القرن التاسع الميلادى، وقد كتب أحمد صادق الجمال «الأدب العامى فى مصر فى العصر المملوكى»، القومية، القاهرة 1966، وكتب طاهر أبوفاشا «هز القحوف فى قصيدة أبى شادوف»، هيئة الكتاب القاهرة 1987، وهى قصيدة كتبها الشيخ الشربينى، وكان من القدماء من نسجوا على هذا المنوال أمثال: شرف الدين الأسدى ( ت 738هـ).

وتكفى شهادة الناقد الكبير الدكتور محمد مندور فى حديثه عن الشعر فى المعركة (1956)، ومشاركة شعر العامية فى الغناء الوطنى والاجتماعى كعبدالفتاح الشرقاوى، وصلاح جاهين، وعبدالفتاح مصطفى، وأمثالهم. 

 

 

*عضو المجمع العلمى المصرى وأستاذ النقد الأدبى بجامعة عين شمس.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اللغة العربية اللغة العربیة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يعانق اللغة العربية.. تطبيقات جديدة تعزز الهوية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

علاقة الذكاء الاصطناعي باللغة العربية كان محور الدورة الرابعة للأسبوع العربي للبرمجة، والتي نظمتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، حيث أكد المشاركون في هذه الفعالية أن كل سطر برمجي هو خطوة نحو مستقبل مشرق.

وعرضت قناة «القاهرة الإخبارية» تقريرا تلفزيونيا بعنوان «الذكاء الاصطناعي يعانق اللغة العربية.. نجاح الأسبوع العربي للبرمجة»، مسلطًا الضوء على  أهمية وجود تطبيقات إلكترونية تخدم الثقافة العربية.

وأشار التقرير إلى أن الأسبوع العربي للبرمجة نظمته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو»، بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، إيمانا بأهمية تربية جيل واع، يستثمر الذكاء الاصطناعي في خدمة الهوية العربية، وذكر الدكتور نائب الأمين العام لمجمع الملك سلمان إبراهيم بن محمد أبانمي: «الحمد لله، حققت المسابقة نجاحات خاصة، وكان هناك تكاملا كبيرا بين المجمع والمنظمة تُوج بحفل أقيم لتكريم الفائزين».

وأوضح التقرير أن الهدف من المبادرة توفير بيئة تعليمية ممتعة تساعد على تعلم أساسيات البرمجة للأطفال، ما جعل الأسبوع العربي للبرمجة يعرف نجاحا باهرا وإقبالا واسعا من المدرسين والطلاب من الدول العربية. 

وقال مدير إدارة الاتصال في «ألكسو» الدكتور محمد الحمني: «هدفنا إنشاء تطبيقات والمساهمة في تكوين تطبيقات تخدم اللغة العربية، لأنه في عصر الذكاء الاصطناعي والتحولات الرقمية الكبرى لابد أن تكون هناك تطبيقات تخدم الهوية والثقافة العربية».

ولفت التقرير إلى أنه في الحفل الختامي للأسبوع العربي للبرمجة تم تتويج الفائزين في مختلف المسابقات، وأردف مدير عام المنظمة العربية للتربية: «هذا الأسبوع كان بمشاركة جميع دولنا العربية وحوالي 3 مليون طفل عربي، كما كان أسبوعا متميزا، وتتوقع المنظمة أن تشهد الأسابيع والسنوات القادمة شراكة أكبر».  

مقالات مشابهة

  • ائتلاف اللغة العربية يدعو إلى تفعيل رسميتها بالمغرب ومواجهة "فرنكوفونية" التعليم
  • الذكاء الاصطناعي يعانق اللغة العربية.. تطبيقات جديدة تعزز الهوية
  • مسترال سابا.. ذكاء اصطناعي يدخل سباق اللغة العربية
  • العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
  • هيئة المعرفة في دبي تطلق سياسة إلزامية تعليم اللغة العربية في مرحلة الطفولة المبكرة
  • إطلاق سياسة إلزامية تعليم اللغة العربية في مرحلة الطفولة المبكرة
  • ربيع: الحفاظ على اللغة العربية مشكلة الحكومة والمجتمع معا
  • العربية في إيران.. لغة أم حية بين الذاكرة والتحديات
  • الثانوية العامة.. مواصفات أول نموذج استرشادي لامتحان اللغة العربية
  • اليوم العالمي للغة الأم.. نصائح لتعليم الطفل اللغة العربية