افتتح اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط مدرسة الجلاء الإبتدائية المشتركة بشارع يسري راغب بحي غرب مدينة أسيوط بعد رفع كفاءتها وإعادة تأهيلها بتكلفة إجمالية 3 مليون و150 ألف جنيه ضمن برنامج التنمية المجتمعية الممول من الإتحاد الأوروبي بمنحة مفوضة لبنك الإستثمار الأوروبي بالتعاون مع جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر وذلك ضمن خطة الدولة للنهوض بالعملية التعليمية وتنفيذ تكليفات الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتطوير قطاع التعليم ورفع كفاءة وإعادة تأهيل المدارس لدعم المنظومة التعليمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة تنفيذًا لرؤية واستراتيجية مصر 2030.

وجاء ذلك بحضور الدكتور مينا نائب المحافظ، والمحاسب عدلي أبو عقيل سكرتير عام المحافظة، وخالد عبد الرؤوف السكرتير العام المساعد، ومحمد إبراهيم دسوقي وكيل وزارة التربية والتعليم بأسيوط، وإيهاب عبد الحميد رئيس جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بأسيوط، والمهندس مصطفى عبدالفتاح مدير عام هيئة الأبنية التعليمية بأسيوط، وأمل الصياد مديرة المدرسة

 

وعقب الإفتتاح وإزاحة الستار وسط إستقبال الطلاب بالورود، تفقد المحافظ ومرافقوه أعمال التطوير ورفع الكفاءة التي تمت بالمدرسة من تحديث مستلزمات الفصول الدراسية والوسائل التعليمية وتجهيز المباني التي شملت أعمال السباكة والسيراميك وتغيير أحواض الحمامات في المدرسة بالإضافة إلى تجديد وصلات الكهرباء وتجديد دهانات مقاعد الطلاب بالفصول وملعب وسور المدرسة، كما تفقد معمل حاسب آلي، وحجرة التربية الفنية، والمكاتب.

واستمع المحافظ إلى شرح من مدير منطقة الأبنية التعليمية لمكونات المبنى ومراحل التنفيذ كما أستمع لمديرة المدرسة التي أوضحت أن عدد فصول المدرسة 31 فصل دراسي للمرحلة الإبتدائية بإجمالي 1530 طالب وطالبة.

وأكد محافظ أسيوط على تقديمه لكافة سبل الدعم للعملية التعليمية بالمحافظة بكافة الطرق المتاحة خاصة التوسع في إقامة وإنشاء مدارس جديدة أو إحلال وتجديد للمدارس القائمة بالفعل لتقليل لكثافات الطلابية بالفصول الدراسية للارتقاء بالعملية التعليمية والتي من شأنها رفع المستوى المعيشي للفئات المستهدفة بطريقة غير مباشرة فضلًا عن تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان المنطقة مقدمًا الشكر لوزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف، واللواء يسري عبدالله رئيس هيئة الأبنية التعليمية على جهودهما في تطوير القطاع التعليمي والمنشأت مشيدًا بالتعاون المثمر والتكامل بين مديرية الإسكان وهيئة الأبنية التعليمية وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر في دفع مسيرة التنمية والنهوض بالريف المصري وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين عن طريق تطوير ورفع كفاءة المدرسة وتحسين الخدمات المقدمة للطلاب.

فيما أوضح مصطفى عبد الفتاح مدير عام فرع هيئة الأبنية التعليمية بأسيوط إن أعمال التطوير ورفع الكفاءة التي تمت بالمدرسة تضمنت تحديث مستلزمات الفصول الدراسية والوسائل التعليمية ومعمل حاسب آلي، وحجرة التربية الفنية، والمكاتب فضلًا عن تجهيز المباني كأعمال السباكة والسيراميك وتغيير أحواض الحمامات في المدرسة بالإضافة إلى تجديد وصلات الكهرباء وتجديد دهانات مقاعد الطلاب بالفصول وملعب وسور المدرسة وذلك لتلبية احتياجات المدرسة الفعلية وتخفيف الكثافة الطلابية بالفصول مشيرًا إلى الإهتمام الذي يوليه اللواء هشام أبو النصر محافظ أسيوط بقطاع التعليم وتقديمه لكافة سبل الدعم الممكنة وتذليل العقبات أمام المشروعات التعليمية الجاري تنفيذها على أرض المحافظة وفقًا لاشتراطات هيئة الأبنية التعليمية والعمل على الارتقاء بالعملية التعليمية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: اسيوط استراتيجية مصر 2030 استمع استراتيجي استراتيجية اشتراط اشتراطات أشر إعادة إعادة تأهيل آفا استراتيجية مصر آسية افات أرع استر استرا افة افتتح أفق الـ أهداف التنمية المستدامة إجمالي إرتقاء اهداف الابتدائي أهداف التنمية ابتدائية الأب سباكة سري سكان

إقرأ أيضاً:

مابل ولف ومدرسة القابلات (1920): الاستعمار المضاد (1-2)

عبد الله علي إبراهيم

د. حسن بلة الأمين، أطباء السودان الحفاة: قصة نجاح بهرت العالم، جامعة الخرطوم للنشر، 2012 (الطبعة الثانية، المصورات 2025)

(شرفت بطلب الدكتور حسن الأمين بلة تقديم كتابه أعلاه. فكتبت ما تجده أدناه)

هذا الكتاب شديد الحفاوة بتدريب القابلات بمدرسة الدايات التي نشأت في أم درمان في 1920. وبلغ من حفاوته أن قال إنها تجربة في الأطباء الحفاة، الممارسين للرعاية الصحية غير متفرغين، سبقنا إليها الصين التي جاءت بحفاة أطبائها في العقود الأخيرة من القرن العشرين. وتأسف المؤلف أن لم تجد تجربة القابلة السودانية الحفاوة التي لقيها طبيب الصين الحافي. فلا تجد ذكراً لها في أروقة كلية الطب التي نشأت بعدها في 1924. وتأسف شخصياً كخريج من هذه الكلية أنه لم يسمع عن إحساننا فن التوليد طوال سنيه بها. وسمى كسب مؤسسة القابلات كسباً عبقرياً. وذكر دهشة كل من سمع منه محاضراً عن هذه العبقرية. فوقف جراح سوداني بعد الاستماع له ببلد أجنبي:
“You made me feel proud as a Sudanese as I never felt before.”
"لقد جعلتني أحس بالزهو بأنني سوداني كما لم أحس من قبل".
وأراد المؤلف بالتوثيق لمدرسة القابلات أن نستصحب عبقرية تلك المدرسة في السياسة الصحية القومية وأن نبني عليها لعافية الريف خاصة. فظل المؤلف مهجساً بخبرة الطبيب الحافي في مدرسة القابلات لأربعين سنة أنفقها في لقاءات بمن كانوا من وراء تدريب أولئك الطبيبات الحافيات، وفي أبحاث عن حال هذا التدريب في إطار تخصصه في طب الأسرة. وكتب مؤلفاته بالإنجليزية ثم ساءه ألا يبلغ من ذلك شيء إلى بني بلده. فكتب كتابه هذا في العربية الذي تجوهرت فيه معارف أربعين عاماً في لغة أجنبية. وقال: "ارجو أن يكون هذا الكتاب تعبيراً عن حبي للوطن، وللمحتاجين للنصرة من أهله".
أدرك المؤلف مابل وولف، مؤسسة مدرسة القابلات في 1920، وأخذ منها لأنها عاشت لمائة عام. فهشت له وسعدت أن يطلبها طبيب سوداني شاب راغب في معرفة تجربتهن الباكرة في السودان. واجتمع معها بإلين كندل آخر مديرة بريطانية لمدرسة القابلات. ثم بحث عن مس إي هلز ينق التي خلفت مابل في العمادة. ثم التقى في السودان بالست بتول محمد عيسى الباشدايه الأولى بالمدرسة وعميدة المدرسة لاحقاً ولمدة طويلة. والتقى كذلك بست الدون من أوائل خريجات المدرسة وصارت عميدة لمدرسة الدايات بمدني. ثم ست حواء محمد صالح من رائدات التمريض والتوليد.
نشأ برنامج تدريب القابلات في مدرستهن على يد السيدة مابل وولف ولحقت بها أختها جيرترود لاحقاً لتساعدها لدى مرضها عام 1929. وحين شفيت مابل صارت جيرترود مساعدة لها. وجاءت مابل إلى السودان من مصر وكانت رئيسة التمريض بالفيوم فيها. وهدفت المدرسة إلى تحقيق وجود قابلة مدربة في كل قرية للتغلب على العادات الضارة بصحة المرأة، وترعى صحتها وصحة أطفالها.
وكان نهج مابل الدعوة بالحسنى لصحة الأمهات لا التأمر من عل. ولم تفهم من المقاومة التي لقيتها في تحديثها للولادة أنها صنع "متمردين" ذوي نية مبيته لإفشالها، بل زميلات لهن عزة بما تعودن من مهنتهن. وصح استصحابهن في ذلك الطريق المستجد عليهن. ومن مصابرتها على جفاء زميلات المهنة انتهازها زيارات التفتيش على القابلات للترويج للمدرسة بين الأهالي. فلم تر في معارضة دايات الحبل التقليديات للنظام الجديد دساً للتقويض. وسعت مابل في وجه مقاومتهن لتليين موقفهن بلقاءات معهن والحديث إليهن بأحاديث سمتها "أحاديث في التوليد". وكانت المقاومة حقيقة حتى طالبات المدرسة كرهن الإقامة في المدرسة. ووكزتها مرة داية حبل قائلة: "أنا وَلَّدت قبل يولدو أمك". وبدأ فصلها الأول وفيه اثنتان من دايات الحبل (عمرهما 68 سنة و70 سنة). وسارعت لتخريج دايات مثل عزيزة برسي (68 سنة) ومستورة خضر الأصغر قليلاً لتخرج من الحرج بأنها أجنبية لا تحسن الولادة السودانية. ثم جات جندية صالح التي لعبت، رغم أميتها، دوراً مميزاً في تقريب مهنتي القابلة والممرضة لجمهور النساء.
وأهم سمات نهج مابل هو حسها الفائق بالزمالة مع فريقها مع طاقم المدرسة. فقالت عن بتول عيسى: "إنها بحق امرأة غير عادية في توجهها ونظرتها للحياة، وفي تربيتها لابنها، وفي إحساسها العميق بالمسؤولية. يأتي العمل عندها أولاً مهما كلف ذلك. ولا تدخر وسعاً في ذلك. إن ثباتها على قيم وشرف العمل بمدرسة الدايات كان أعز شيء عندها". ونعت هي واختها جيرترود المرحومة جندية حين توفيت بالسرطان في 1936. ووصفتاها ب"المجاهد المحارب". وكتبتا شاهداً باسمهما على قبرها. وترقرقت عين حفيدة لجندية وهي تسمع من المؤلف ثناء مابل وأختها عليها.
وكان أبهر صور زمالة مابل هو تعلمها اللغة الدراجة السودانية لتصح دعوتها للتحديث بلغة القوم فتصل الشغاف. فلم تتعلل بمعرفتها عامية مصر دون تعلم عامية السودان. وبلغت من معرفة العامية السودانية مبلغ أهلها. ففي زيارة للمؤلف لها بمنزلها بإنجلترا كسرت زميلتها إناء ما فصاحت مابل: "انكسر الشر".
وأعانتها معرفة العامية السودانية على تملك زمام قاموس النساء السودانيات. فجمعت الكلمات في العامية عن الحمل ومتعلقاته لوظيفها في تدريب القابلات. وهو البدء من ثقافة طالب الخدمة ومؤديها لا افتراض خلوه منها لتجريعه ثقافة أرقى مزعومة. فأنشأت "دليل العربية السودانية لقابلات" ترجمت فيه المصطلحات العلمية في لغة ميسرة للتدريب فيه. ووظفت خيالاً شفيفاً للغاية. فجعلت الجسم في الكتاب ك: "شبه بيت مفروش. وكل العدة الفيه عندها فايدة مخصوصة. القلب يشبه الطرمبه فشان كلما ينفك يشفط الدم الفاسد". الصدر شبه قفص من عظم وفيه بالظهر عظام السلسلة واللوحتين. والفشافيش مثل شبابيك البيت. والمعدة متل الخرج. وهي "متل المرحاكة عشان بتفرم الأكل ناعم".
وجنح خيال مابل تستثمر في روتين حياة النساء اليومي لبلوغ مقاصدها. فلتقلع النساء عن لزوم السرير لأربعين يوما جاءت ماربل بمجاز "الجبنة" لتقريب مخاطر العادة. فصورت الرحم كجبنة. والرقاد يجعل الرحم كجبنة راقدة على جنبها يبقى فيها شيء من القهوة بعد صبها. وهذا ما يحدث للمرأة المستلقية فلا تنزل منها إفرازات الولادة. وزينت كل كتب منهجها بصور إيضاحية بريشتها فقد كانت رسامة موهوبة أيضاً. بل لربما كان الفن هو الذي ساقها إلى هذه المخاطرة الرشيقة مع مستعمَرين تحت حكم بلدها.
ودخلت بإحسان تعليم القابلات المطبخ لتأتي لهن بمجازات قريبة إلى افهامهن. فاخترعت مجاز "كشف الحلة" مثلاً من واقع النساء لتأليف الحوامل ليحضرن للعيادة. وتخريج المجاز في سؤالها للحامل: إذا كانت لك حلة على النار هل ستتركين الطعام يحرق أم أنك سترفعين الغطاء عنها مرة بعد مرة للتأكد من نضج الطبيخ قبل الحريق؟ وصار "كشف الحلة" عبارة في وفود الحوامل للكشف الدوري عليهن.
وسخي المثال الديني لمابل في التدريب. فواتاها في ما ورد في المنهج: "عليك أن تتذكري أن كل مولود تساعدينه من ظلام الرحم إلى ضياء الحياة هو هبة من الله وعليك أن تكوني جديرة بهذه الهبة الربانية". وزكى المنهج التوليد من جهة تقواه فاستثمرت من الدين الشعبي قوله: إذا ولدت الداية 99 ولادة بكرية (تلد لأول مرة) فلها الجنة. وحز في نفس المؤلف أن نغادر هذه البركة، وهي مطلب البروف عبد الله الطيب من التعليم، في تعليمنا الطبي المعاصر وممارسته فيتقدس عندنا الكسب والجاه. فعبارة طب الجاه بالمقابل هي: علم بالعينات الخمس: عيادة وعربة وعروس وعمارة وعزبة
لا مندوحة أن ينصرف الذهن إلى عقد مقارنة بين مدرسة القابلات وبخت الرضا بقرينة أنهما خدمتان تعليميتان من مستعمر واحد. وقد جاء ذلك المستعمر بتكليف ذاتي لانتشال أهل المستعمرة من وهدة الفاقة إلى رحاب الحداثة. ولكن في المماثلة بين التجربتين ظلم كبير لمدرسة القابلات. فاختلف التدريب في مدرسة القابلات عن معهد بخت الرضا من جهة تقييم المؤسستين للثقافة السودانية. فاتفق كلاهما على شح مواردها في ما يليهما من فن. ولكن بينما قامت فلسفة بخت الرضا على أخذ التلميذ من فقر ثقافته (المفترض من الاستعمار) إلى غنى ثقافتهم في مدرسة غنية لبيئة فقيرة (أو غبية)، في قولهم، كانت فلسفة مدرسة القابلات في استثمار ثقافة النساء للنفاذ بالحداثة لهن. فدربت القابلات لأداء مهمتهن داخل أكثر البيوت فقراً وتسخير إمكاناته لغرضها. فلتوقع ألا تكون بالبيت إنارة فالقابلة دُربت القابلة على حفظ استعمالات وجرعات الأدوية. كما تستخدم حواسها بالذوق أو الرائحة لتتعرف على المساحيق في صندوق المهنة. وكانت القابلات يُدربن على الولادة ونظافة الطفل على دمى من مواد محلية تصنعها المتدربات وهذا باب في المشاركة مميز في التدريب. وأعطوا اسم "ظريفة" لدمية الولادة لأنها تسمح للجميع توليدها. وجرى تدريب خياطة الأنسجة بالمقص على إطارات السيارات الداخلية. واحترمت مابل أمية قابلاتها فرتبت لهن أقراص ملونة تقف بها الداية على مراحل الحرج في النفاس في المستشفى. وهكذا قبلتهن أميات كما ولدتهن أمهاتهن ووفرت لهن طرائق للتوطن في المهنة ومعرفة لغتها.
واختلفت المؤسستان حيال الهرمية المؤسسية التي شابها استعلاء المستعمر على من هم دونه.

ibrahima@missouri.edu  

مقالات مشابهة

  • «التربية» تحدد آليات وشروط انتقال الطلبة بين المسارات التعليمية
  • مستوطنون يدمرون مدرسة فلسطينية في الخليل
  • المعمري يفتتح مدرسة علي حسن لعلوم القرآن ببركاء
  • محافظ أسيوط يتفقد مدرسة طارق بن زياد الإبتدائية المشتركة لمتابعة سير العملية التعليمية
  • محافظ أسيوط يتفقد مدرسة طارق بن زياد الابتدائية لمتابعة سير العملية التعليمية
  • محافظ أسيوط يتفقد مدرسة طارق بن زياد الابتدائية المشتركة
  • وجه بسرعة التنفيذ.. محافظ الدقهلية يتفقد مرسى الأتوبيس النهري ومساكن الجلاء
  • محافظ أسيوط يتفقد مدخل قرية منقباد ويوجه بتكثيف أعمال النظافة
  • محافظ أسيوط يتفقد مدخل قرية منقباد ويوجه بتكثيف أعمال النظافة وصيانة الإنارة ورفع الإشغالات
  • مابل ولف ومدرسة القابلات (1920): الاستعمار المضاد (1-2)