موقع 24:
2025-01-26@07:01:33 GMT

بابا الفاتيكان يلقي مباركته التقليدية في عيد الميلاد

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

بابا الفاتيكان يلقي مباركته التقليدية في عيد الميلاد

من المتوقع أن يتحدث البابا فرنسيس عن الحروب والصراعات في العالم، في مباركته التقليدية "أوربي إت أوربي" (للمدينة والعالم)، والتي يلقيها من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، ظهر اليوم الأربعاء، يوم عيد الميلاد.

واحتفل البابا بعشية عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس، الثلاثاء، بإقامة القداس التقليدي.

ودعا فرنسيس المؤمنين إلى جلب الأمل باعتبارهم "حجاج النور إلى ظلام العالم".

"God speaks to each of us and says: 'there is hope also for you!'" Pope Francis exclaimed.https://t.co/2lditSzEfl

— Vatican News (@VaticanNews) December 24, 2024

وقال رئيس الكنيسة الكاثوليكية، في عظته عشية عيد الميلاد، إن عيد الميلاد، باعتباره احتفالا بميلاد السيد المسيح، هو مناسبة ملائمة لعدم فقدان الأمل.

وقال البابا، البالغ من العمر 88 عاماً، إن "الأمل لم يمت، الأمل يعيش ويغلف حياتنا إلى الأبد".

كما شهد احتفال، الثلاثاء، فتح الباب المقدس للكاتدرائية، إيذانا ببدء عام اليوبيل. ومن المتوقع أن يقوم العديد من الكاثوليك البالغ عددهم 1.4 مليار شخص في العالم بالحج إلى روما خلال العام الذي يقام كل 25 عاماً.

وعادة ما يكون الباب مغلقاً، ويسمح فتحه للحجاج بالمرور، مما يضمن لهم الغفران أو محو الخطايا.

ومن المتوقع أن يتجمع عشرات الآلاف، في يوم عيد الميلاد، في ساحة القديس بطرس لسماع مباركة البابا التقليدية "أوربي إت أوربي" (للمدينة والعالم).

ومن المرجح أن تكون الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا من الموضوعات الرئيسية، وكذلك الصراعات الأخرى في جميع أنحاء العالم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات عشرات الآلاف بابا الفاتيكان عيد الميلاد عید المیلاد

إقرأ أيضاً:

مستجير .. فارس الثقافتين | مسيرة عطرة من الميلاد إلى الرحيل

عرفت د. أحمد مستجير سنة 1993م وتوطدت علاقتي به حتى رحيله سنة 2006م ، وزرته في بيته مرارا ، وعرفت أسرته ، وقرأت جميع كتبه ، المؤلفة ، والمترجمة ، وحاورته أكثر من مرة ، وكنت وسيطا بينه وبينه رئيس تحرير ( المصور ) مكرم محمد أحمد ، لنشره مقالات في مجلتنا الغراء ، إنه مصري موسوعي ، عاشق للغة العربية ، وشاعر نشر ديوانين ، وعالم بالإنجليزية ، وترجم عنها أربعين كتابا ، جمع في شخصيته بين الأدب والعلم ، وهما جناحا التقدم لأي أمة ، وعرفانا بمنجز الرجل تحتفي به مصر كشخصية العام لمعرض القاهرة للكتاب هذا العام ، وهو احتفاء واجب ، وهذه السطور إبحار في سيرة د. مستجير ومنجزه العلمي

ولد د. أحمد مستجير في الأول من ديسمبر سنة 1934م بقرية الصلاحات، مركز دكرنس ، بمحافظة الدقهلية ، وهي محافظة غنية في تربتها و ثروتها البشرية ، وكما قدمت لمصر تاريخيا أجود أصناف الأرز والقطن والذرة وغيرها من المحاصيل ، قدمت ثروة بشرية متقدمة في كل مجالات العلوم والمعرفة من علماء دين ، ورياضيات ، وفنانين ، وكتاب ، وأدباء ، ويكفي أن نذكر أمثلة من روادنا كأم كلثوم ، ورياض السنباطي ، والشيخ الشعراوي ، وصالح جودت ، وعلي محمود طه ، ومحمود مختار ، وحسن الإمام ، ود. عبد الرحمن بدوي ، والشيخ جاد الحق ، والقاريء عبد الوهاب الطنطاوي ، والشحات أنور ،وأنيس منصور ، وكامل الشناوي ،  وغيرهم الكثير في كل الأجيال . 

وعن هذه النشأة الريفية يقول د. مستجير : أنحاز إلى الأرض الريفية لأني ابنها ، وربما كان تفوقي في كلية الزراعة ، أو ( كلية الفلاحين ) كما يحلو للبعض أن يسميها ، سببه عشقي للزراعة والأرض ، ولون الزرع الأخضر ، وحبي للخيال الرحب ، فالريف هو عشقي الأبدي ، ومنبع كل الرومانسية المتأججة بداخلي . 

وكما انحاز الرجل للأرض الخضراء والريف ، انحاز للقلم والكتابة والإبداع ، خاصة الشعر ، منذ بواكيره الأولى ، وذكر في مقدمة كتابه ( قراءة في كتابنا الوراثي ) ، الصادر عن ( دار المعارف ) أنه وهو في الصف الرابع الابتدائي ، وعمره دون العاشرة كتب خطابا لرئيس وزراء مصر ، يقول : 

( كان مدرس الانجليزية شفيق أفندي ، وسأل مرة صديقي يوسف شطا سؤالا عجز عن الإجابة عليه ، فقال له المدرس : روح موت ، وزجره بشدة ، فغاب صديقي ثلاثة أيام ، وفي اليوم الرابع وصلنا خبر موته ، وبكيت هذا الظلم ، وحزنت عليه بشدة ، واعتبرت أن المدرس قد قتله ، وفي الفسحة كتبت خطابا لرئيس الوزراء ، كان أحمد ماهر باشا ، لا أعرف ماذا كتبت ، آه لو أعرف ، ومضيت خارج المدرسة مع زميل اسمه ضرغام ، وكان سمينا ، اشترينا مظروفا وطابع بريد ، وحينما هممت بإلقاء الخطاب في الصندوق ، إذ بيد تمسك زراعي ، كان سعد أفندي عبد الملك مدرس الحساب ، سألني : ما هذا ؟ بكيت ، فأخذ الخطاب مني واصطحبني عائدا إلى المدرسة ، وحاول في الطريق أن يخفف حزني ، ثم مضى بي إلى مكتب الناظر توفيق أفندي عفيفي ، كنت على رأس طابور يضم كل تلاميذ الفصل ، عددنا ثمانية عشر ، بكيت أمامه ، ولم أستطع أن أعتذر عما فعلت ، فما الخطأ فيما فعلت ؟ !) ..

وهنا تتبلور البدايات لشاعر وكاتب ومترجم ، أراد التعبير عن ذاته ، ودفع الظلم ، وإقامة العدل عن طريق الكتابة والقلم ، كانت إرهاصة أولى ، وتعبيرا مبكرا عن كاتب معتبر محب للحق والجمال والحياة . 

حصل د. مستجير على بكالوريوس الزراعة من جامعة القاهرة سنة 1954م ، وعقب تخرجه عمل مهندسا زراعيا في أكتوبر من العام نفسه ، ولمدة خمسة وخمسين يوما في ( عزبة الفؤادية ) ، فكانت الكتب التي اصطحبها معه لمدة شهرين هي زاده المعرفي والوجداني في عمله الجديد كمغترب بعيدا عن أسرته وناسه ، ولم يكن بلغ بعد العشرين من عمره . 

ولما لم يجد في هذا العمل ما يرضي طموحه العلمي والمعرفي إضافة لملابسات أخرى عرفها من خلال وجوده في هذا المكان النائي ، أدرك أن هذا العمل الحكومي لا يمكن أن يتواءم معه إلا من يجيد لعبة ( البيضة والحجر ) ، فترك عمله ذلك ، واتجه للعمل في المركز القومي للبحوث ، وفي تلك الأثناء درس رسالة الماجستير في كل الزراعة حول ( تربية الدواجن ) ، وحصل عليها سنة 1958م ، ثم عين معيدا في كلية الزرعة التي تخرج فيها .

وآنذاك راسل عالم الوراثة البريطاني الشهير ( آلان روبرتسون ) ليساعده في مشوراه العلمي في معهد الوراثة في ( جامعة أدنبرة ) ، فابتعث إلى هناك، وحصل على دبلوم وراثة الحيوان بامتياز من تلك الجامعة سنة 1961م ، فكانت المرة الأولى التي يحصل فيها باحث مصري على هذا التقدير العلمي الكبير من هذا المعهد المميز، ثم أكمل مشوارالعلمي ، فحصل على الدكتوراة في ( وراثة العشائر ) تحت إشراف أستاذه ( آلان روبرتسون ) . 

عاد د. مستجير من بعثته ، وتدرج في السلك الجامعي من معيد لمدرس لأستاذ ، حتى أصبح عميد كلية الزراعة في جامعة القاهرة لدورتين متتاليتين وبالتزكية والإجماع ، رغم أنه كان ضد تعيين العمداء ورؤوساء الجامعات ، وكان رأيه مع الترشيح وانتخابهم ، وبعد أن بلغ سن الستين عرض عليه منصب العميد في أكثر من جامعة خاصة ، وفي الكويت فرفض ، كما اعتذر عن منصب وكيل جامعة القاهرة ، واختار أن يتفرغ لمؤلفاته ، وللبحث العلمي ، ولترجماته ، ولحياته الأدبية والثقافية . 

كان أسلوب د. مستجير في كل ما يكتبه ، حتى كتابته العلمية الجافة ، أسلوبا أدبيا راقيا ، رشيق العبارة ، سهلا ميسرا ، لا تعقيد فيه ولا زخارف ، بل يقصد هدفه مباشرة ، وكان متن مقالاته وكتبه متصلا دون فواصل ، وفي نهاية المقال أو الكتاب ، يضع المصطلحات العلمية الانجليزية وترجماتها إلى العربية مرتبة هجائيا لمن يريد أن يستزيد معرفيا . 

كان د. مستجير يؤمن بأن الخيال الخصب لا ينفصل عن التفكير العلمي ، وأن عشق الأدب والأسلوب الأدبي لا يتنافى مع الأسلوب العلمي ، بل هما يكملان بعضهما البعض ، وكان يستفزه السؤال العقيم عن علاقة الأدب بالعلم ، وكان يؤكد دائما أن غالبية الابتكارات العلمية ، والمنجزات الحضارية بدأت بخيال خصب ، ولذلك فحاجة العالم إلى الخيال المحلق لا تقل عن حاجة الأديب أوالفنان . 

بالمقابل كان يرى أن الأديب والفنان بحاجة إلى التفكير العلمي ، والرؤية العلمية كجزء من أدواته لإثراء تجربته ورؤيته ، ورأى أن تمازج الثقافتين والأسلوبين يثري التجربة الإنسانية ، وكتب عدة مقالات في مجلة ( الهلال ) حول الثقافة العلمية والأدبية ، التي كان أثارها من خمسينيات القرن العشرين الكاتب الانجليزي ( س . ب . سنو ) . 

وعندما عاد د. مستجير من بعثته العلمية إلى ( أدنبرة ) ، وعين مدرسا في كلية الزراعة بجامعة القاهرة ، كان مؤمنا بأهمية ( التخطيط العلمي ) لسنوات ، وأهمية ( المتابعة ) لتنفيذ تلك الخطط تحت إشراف ( أستاذ كرسي أو سنيور ) كما هي العادة في الدول الأوربية المتقدمة التي تنفق بسخاء على البحث العلمي ، وكان يرى أن وظيفة العالم أن يجيب على أسئلة نظرية ، وأن يحل المشاكل التطبيقية المعقدة ، ولذلك كان ضد سياسة ( الجزر المنعزلة ) ، والبحث العلمي ( بالقطعة ) ، وأجواء ( الشللية ) و( العشوائية ) المسيطرة  على حياتنا الجامعية والعامة معا . 

كان د. مستجير كما رأيته في مكتبه وهو عميد كلية الزراعة في جامعة القاهرة ، ثم في بيته لاحقا ، إنسانا جم التواضع مع علمه الغزير ، بسيطا مع عمقه في الفكر والطرح ، وكان قادرا على الحوار لساعات طويلة في الأدب والعلم وفي الترجمة وفي مناحي الحياة كافة ، وكان قادرا على الغوص في التفاصيل بكل دقة ، ومع ذلك واسع الأفق ، يقبل كل سؤال ، ويجيب عن كل استفسار ، ولا يسخر من أحد ، ولا يخوض في السياسة بما لا طائل منه ، بل كان يشغل وقته بما يفيد من تأليف وترجمة ، وتربية أجيال من الطلبة على الوعي واليقظة العلمية والنزاهة ، وأنه لا نهاية في العلم ، فكلما وصلت لقمة ستجد نفسك في ملاحقة قمة أخرى ، وكان يسعد بكل متفوق ، ويعامل الجميع برحابة صدر وكرم أخلاق ، مثله في ذلك مثل كل أصحاب الرسالات . 

مؤلفاته العلمية 

تتنوع كتابات د. مستجير ما بين كتب علمية أكاديمية ألفها لطلبته في الكلية ، وكتب علمية عامة من قبيل الثقافة العلمية ، وكتب أدبية ، ودواوين شعر ، وترجمات أدبية وعلمية ، والبداية مع كتبه الجامعية ، وأبرزها : ( مقدمة في علم تربية الحيوان ) سنة 1966م ، و( دراسة في الانتخاب الوراثي في ماشية اللبن ) سنة 1969م ، و( التحسين الوراثي لحيوانات المزرعة ) سنة 1979م . 

وفي باب الثقافة العلمية وضع كتابا في سبعة أجزاء صدرت عن ( دار المعارف ) ضمن سلسلة ( اقرأ ) ، تحت عنوان واحد هو ( في بحور العلم ) ، أما العناوين الفرعية فجاءت من الجزء الثالث هكذا : ( دفاع عن العلم ) و( قراءة في كتابنا الوراثي ) ، و( علم اسمه السعادة ) ،و( علم اسمه الضحك ) ، وأثبت في الكتابين السابقين أن السعادة مصدرها المخ ،  والأخير هو ( الثورة البيولوجية ) . وقامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بطباعة تلك المجموعة ضمن مشروعها ( مكتبة الأسرة ) ، وكانت تباع الأجزاء السبعة معا في حزمة واحدة ، بنحو جنيهين اثنين لكل كتاب . 

ومن كتبه العلمية الشهيرة : ( القرصنة الوراثية ) ، و(مظاهر الصوبة ) و ( الثقوب السوداء ) . 

نظريته في عروض الشعر 

ويرجع الفضل إلى د. مستجير في ابتكار نظرية جديدة في تحليل ودراسة بحور الشعر العربي ، ضمها في كتابين ، الأول وصدر سنة 1980م بعنوان ( الأدلة الرقمية لبحور الشعر العربي ) ، والثاني صدر سنة 1987م بعنوان ( مدخل رياضي إلى عروض الشعر العربي ) ، ومحاولته تلك تعتبر أول محاولة عربية في العصر الحديث لدراسة بحور الشعر العربي رياضيا ، ومحاولة تطويع الشعر وبحوره لبرامج الكمبيوتر ، حيث ذهب د. مستجير نفسه في وضع وتصميم برنامج كمبيوتر لتحليل قصائد الشعراء ، وبواسطته نعرف على وجه الدقة تفاعيل القصيدة وبحرها ، ومدى تطور الشاعر عبر تراكم إبداعه ومضي الزمان ، وهو ما شرحه لنا في حواره معنا بالتفصيل . 

وكان د. مستجير معجبا بالشاعر صلاح عبد الصبور ، وكان التقاه وعرض عليه شعره وشجعه وأثنى عليه ، ومن فرط حبه للشعر قرأ د. مستجير تراث الشعر العربي القديم والحديث ، كما كان قارئا للشعر الانجليزي ، وكان معجبا بأمير الشعراء أحمد شوقي ، وكان يرى في صديقه الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة واحدا من أكبر شعراء مصر المعاصرين . 

وأصدر د. مستجير دوانين ، كان وضع أشعارهما قبل سفره في بعثته لبريطانيا ، وأودعهما عند صديق له ، ثم لما عاد بحث عنه ، وجمعهما في كتابين هما : ( عزف ناي قديم ) سنة 1980م ، و( هل ترجع أسراب البط ) ، وصدر سنة 1989م ، ونشرتهما ( مكتبة غريب ) التي نشرت له بعض كتبه الأخرى . 

مترجماته 

جمع د. مستجير في مترجماته بين الكتب العلمية ، وعلوم البيئة ، وفي الأدب والفلسفة ، والعلوم الاجتماعية ، والوراثة والجينوم البشري ، وعلوم الحيوان ، وبلغت كتبه المترجمة أربعين كتابا ، وهو رقم كبير لعالم جدوله مشغول تماما ، إذ أنه كان أستاذا وعميدا لكلية الزراعة في جامعة القاهرة ، ومحاضرا في الندوات ، ومشاركا في مؤتمرات علمية محلية ودولية ، وكاتبا للمقالات العلمية والأدبية في صحف ومجلات مصرية وعربية ، وعضوا بأكثر من مؤسسة ومحفل علمي ، كعضويته في مجمع اللغة العربية ، والمجمع العلمي المصري ، وعضويته في أكاديمية البحث العلمي ، وفي مجلس تحرير أكثر من مطبوعة علمية . 

ترجم د. مستجير في الفلسفة كتاب ( بحثا عن عالم أفضل ) لفيلسوف العلم ( كارل بوبر ) ، وهو عبارة عن حصيلة ثلاثين عاما من المقالات والمحاضرات لمؤلفه ، كما ترجم كتاب ( الفيزياء والفلسفة والمشاكل الفلسفية للعلوم الطبيعية ) ، للعالم ( هايسنبرج ) ، وكتاب ( صراع العلم والمجتمع ) ، لدار ( لنجتون ) ، وترجم كتاب ( عقل جديد لعالم جديد ) لمؤلفه ( روبرت أرنشتاين وبول إيرلش ) . 

وفي علم الوراثة ترجم كتاب ( اللولب المزدوج ) لأحد مكتشفي ( dna ) ، وهو العالم ( واطسون ) ، ثم ترجم لزميل واطسون في اكتشاف (الدنا ) العالم 0 فرانسيس كريك) كتابه ( طبيعة الحياة ) ، وصدر عن سلسلة ( عالم المعرفة ) في الكويت ، وفي مجال الفيزياء ترجم كتاب ( قصة الكم المثيرة ) للعالم ( هوفمان ) ، ثم كتاب ( البذور الكونية ) للعالم ( فرد هويل ) . 

وفي علوم البيئة ترجم الكتاب الأشهر للعالمة الأمريكية ( راشيل كارسون ) ، وهو الكتاب ذائع الصيت ( الربيع الصامت ) ، وهو أول كتاب يطلق صيحة تحذير ضد التلوث البيئي ، لا سيما التلوث الناتج عن الاستخدام الجائر للمبيدات الزراعية ، ونال الكتاب شهرة واسعة ، وترجم بعده كتاب ( البيئة وقضاياها ) لمؤلفه ( أوين دينيس ) ، وكتاب ( ثقب الأوزون ، تهديد الإنسان لطبقة الأوزون ) لمؤلفه ( جون جريين ) . 

وفي مجال الأدب ترجم كتاب الكاتب الانجليزي ( جيروم . ك. جيروم ) المعنون باسم ( أفكار تافهة لرجل كسول ) ، وهو كتاب في غاية الروعة والتشويق ، وليس تافها على الإطلاق ، بل يحمل أفكارا في غاية الأهمية في أسلوب جذاب جدا ، والحق أن د. مستجير قد ترجم الكتاب ، وكأنه صاحبه ، فلا يشعر القاريء أنه يقرأ كتابا مترجما ، وقد صدر عن ( دار الهلال ) ضمن سلسلة ( كتاب الهلال ) ، كما ترجم د. مستجير لنفس المؤلف الانجليزي رواية بديعة بعنوان ( ثلاثة رجال في قارب ) ، وصدرت عن سلسلة ( روايات الهلال ) ، وهي رواية بديعة قلدها خيري شلبي وأديب الرحلات حسين قدري في كتابين على نفس المنوال حين خرجا في رحلة بحرية على حساب شركة الملاحة الحكومية في ستينيات القرن العشرين .

وحققت كتب د. مستجير أرقام مبيعات كبيرة ، وطبعت أكثر من مرة ، ونجح في جذب القراء إلى فهم الثقافة العلمية بأسلوب بسيط وشامل ، وبترجمات شيقة ، تبدو كما لو كانت من تأليفه ، مع هوامش شارحة ، وكان مجرد وضع اسمه على كتاب كفيل برواجه ، وكان مجرد الإعلان عن وجوده في ندوة كفيل بنجاحها ، وارتياد كثير من الناس لها ، كما في معرض الكتاب ، ودار الأوبرا ، واتحاد الكتاب ، وغيرها ، ونجح في الانطلاق من الدائرة العلمية المتخصصة الضيقة إلى دوائر أوسع ، بثقافته الموسوعية ، وقدرته على التكيف والتبسيط والشرح ، خاصة أنه جمع بين ثقافتين : العربية والغربية . 

مقالاته 

كتب د. مستجير مقالات كثيرة في العلم والأدب والوراثة والجينوم والبيئة وعلم الحيوان وغيرها في مجلات شهيرة مثل ( الهلال وسطور والكتب وجهات نظر ) في مصر ، ومجلة ( العربي ) في الكويت ، فضلا عن المجلات العلمية المتخصصة . 

وأذكر أن رئيس تحرير ( المصور ) ورئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال ونقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد ، في تسعينيات القرن الماضي ، طلب مني ، وكنت محررا في ( المصور ) ، وكان يعلم بعلاقتي الوطيدة د. مستجير ، طلب مني أن أطلب منه كتابة مقالين عن التهجين الوراثي في المحاصيل الزراعية ، وكان المثل الأشهر هو إنتاج نبات يجمع بين البطاطس والطماطم في شجرة واحدة ، تنتج الطماطم من أعلى ، والبطاطس من أسفل ، ونقلت رغبة ( مكرم ) للدكتور مستجير ، فكان تعليقه الساخر هو : ( رجل غريب ، لماذا مقالين ؟ لماذا لا تكون ثلاث مقالات أو أربعة ؟..) ، وبالفعل كتب مقالا ونشره ( المصور ) آنذاك ، ولم يستكمل الكتابة في المجلة . 

ولكنه كان كاتبا دائما كل شهر في مجلة ( الهلال ) الثقافية ، وفي إحدى المرات عرض لكتاب ( ألفين وهايدي توفلر ) المعنون : ( الحرب ونقيض الحرب ) ، عن تقنيات الحرب الحديثة ،عبر ثلاث مقالات مستفيضة ، وقد أهداني الكتاب للقراءة ، وأذكر آنذاك أن صديقا لي كان يشارك في فيلم ( قشر البندق ) مع المخرج خيري بشارة ، وظهر الكتاب في الفيلم ، وهو كتاب قيم ، وأذكر أن د. مستجير قال لي على سبيل السخرية بطريقته المتسامحة مع نبرة الدهشة : ( تصور أني أشتري الكتب من الخارج بالدولار ، وأكتب عنها ويحاسبونني عن المقال في ( الهلال ) بخمسين جنيها للمقال ، في حين أني أكتب المقال الواحد بمئات الدولارات في مجلات عربية وأجنبية ؟!) . وكان أن قلت له : ( هذه هي طريقة حسابات التحرير في ( الهلال ) وحضرتك تتحصل على أعلى مكافأة في المؤسسة والمجلة ، وهي نفس المكافأة التي يحصل عليها مثلك د. مصطفى سويف ، ود. شكري عياد ، وبالفعل أخبرني د. سويف حين التقيته في عيادته في ( الزمالك ) في حوار مهم ، أنه يكتب في ( الهلال ) لتاريخها وسمعتها وحبا في دورها وليس من أجل مكافأة الخمسين جنيها الشهرية ) . وسكت د. مستجير متحسرا ولم يعقب ، وماذا يقول عن الثمن البخس الذي يحصل عليه كبار عقول مصر من مكافآت مقابل أفكارهم وثمار عقولهم ؟!.. 

نال د. مستجير جائزة الدولة التشجيعية في العلوم الزراعية سنة 1974م ، ثم وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى ، وفاز بلقب صاحب أفضل ترجمة علمية سنة 1993م عن كتابه ( الهندسة الوراثية للجميع ) ، ونال جائزة ( مبارك ) في العلوم سنة 2001م ، وحصل على جائزة الدولة التقديرية سنة 2002م ، ونال عضوية الأكاديمية الملكية في السويد . 

اعتز د. مستجير بعضويته في مجمع اللغة العربية منذ عام 1994م ، ومن عرفه عن قرب يعرف إخلاصه وحبه للغة العربية الفصحى ، واطلاعه الواسع على الشعر العربي في عصوره ، وكان بحكم سفره للدول الأوربية يطالع كل جديد في إصدارات الكتب الأجنبية ، ويتخير منها المهم ، والمتوافق مع فكره ، ويقوم بترجمة الكتاب للعربية ، وبذلك أضاف للغة العربية زخما جديدا ، خاصة أنه ترجم أربعين كتابا ، وكأنه ألفها لروعة أسلوبه ، وقدرته على تطويع اللغة العربية لترجمة أي مصطلح علمي مهما كان معقدا أو خاصا جدا ، وكان يقوم بهذا الدور بحب خالص ، ودون انتظار ثمرة أو عائد مادي ، ومع ذلك – وكما قال لي مرة – كان يغضب من معاملة المترجم في ثقافتنا العربية ، معاملة أقل من معاملة المبدع أو المؤلف ، وكان يتحسر على تلك المعاملة التي لا تليق بالمترجم الجاد لا أدبيا ولا ماديا ، ومع ذلك كان يقول إنه يكتب ويترجم لأنه يحب كل ما يقوم به ، وليس من أجل عائد مادي أو تكريم من أي نوع أو وجه . 

أبحاثه وتحذيراته 

ولعل أخطر وأهم ما توصل إليه د. مستجير في مجاله الزراعي هو بحثه الناجح عن زراعة القمح والأرز على المياة المالحة ، وفي الأراضي المالحة ، من خلال التهجين مع نبات الغاب ، وكذلك زراعته لنبات يجمع بين صفات البطاطس والطماطم ، ونجاحه في تحسين سلالات الجاموس المصري ، وتحسين سلالات الدجاج المصري . 

وأخطر أقوال د. مستجير في جلساته الخاصة ، وما عبر عنه في بعض مقالاته ، هو قوله إن (الهندسة الوراثية ) خير للفقراء ، وسكان العالم الثالث في الجنوب قبل الدول الغربية الغنية والمتقدمة ، وإنها بوسعها أن تنقذ الفقراء من أزمات مثل الجوع وندرة المحاصيل والموارد الطبيعية . 

وحارب د. مستجير ما أسماه ( بذور الشيطان ) ، وكان يقصد بها البذور التي نستوردها ولا يمكننا استنباتها مرة ثانية ، ومن ثم تعتمد دول الجنوب في غذائها على المصدر الغني المتقدم !

وحذر د. مستجير وحارب فكرة ( السوبر مان الأبيض ) ، وحذر من عنصرية الرجل الأبيض الغربي والمستعمر ، وقال إن فكرة تفوق الرجل الأبيض الغربي على سكان الجنوب الفقراء ، فكرة عنصرية ، كما أن التمييز بين الرجل الأبيض ، والأسود أو الملون بسبب اللون فقط عنصرية غربية استعمارية أيضا ، وشبه تلك الدعوات بدعوة ( هتلر ) النازية العنصرية ، حيث كان ينادي هتلر بتفوق الجنس الألماني على أوربا والعالم كله !

وحذر د. مستجير من التطرف الديني والغلو الفكري ، والأفكار الهدامة المعادية للعلم ، وكان يرى أنه لا مستقبل لمصر ، ولا للعرب بدون البحث العلمي ، وسيادة التفكير العلمي . 

وحذر مرارا من خطورة استغلال منجزات البحث العلمي في الحروب لتدمير البشرية ، واستغلال العالم الغربي المتقدم للعالم النامي في الجنوب بعنصرية بغيضة لا تعرف الرحمة ، وكان يأخذ على بعض علماء الغرب المتقدم أنهم يتفانون في خدمة أهداف الاستعمار والاستغلال والعنصرية ، بتسخير ثمار أبحاثهم لأهداف عنصرية استعمارية ، دون وجود أي اعتبار أخلاقي أو قيمي بما في ذلك أخلاق العلم ، وكان يرى ذلك يفتح الباب لتدمير العالم باستخدام منجزات العلم !

وسعى د. مستجير لتكوين مدرسة مصرية وطنية في الوراثة الحيوانية والنباتية من زراعة القاهرة ، وأسس المعامل ، وأصبح له تلاميذ مخلصون في مجاله ، كما سعى لحفظ السلالات الحيوانية والنباتية المصرية من الإندثار ، أو السرقة ،أو من محاولة آخرين ادعاء تلك أو بعض السلالات لأنفسهم ، كما ادعت اليابان أن الملوخية نبات ياباني ، وسجلته باسمها ، رغم أنه نبات مصري !.. وادعاء دول أخرى احتكار القطن طويل التيلة باسمها مع أنه مصري أساسا ، والأخطر أننا نستورد تلك المنتجات بعد ذلك على أنها غير مصرية !..       

تنوع أصدقاء د. مستجير بحسب تنوع وثراء شخصيته ، وكما شاهدت بعيني ، كان من زواره الدائمين في مجال تخصصه الزراعي كل من د. يوسف والي وزير الزراعة الأسبق ، ود. سعد نصار الذي تولى مركز البحوث الزراعية ، ثم أصبح وزيرا للزراعة ، ومن مجال الصحافة ، كان مرسي عطالله مؤسس ( الأهرام المسائي ) ، ورئيس مجلس إدارة الأهرام لاحقا ، والمحرر الرياضي بالأساس ، صديقا له ، حيث كان من خريجي كلية الزراعة ، أما الشاعر المفضل والصديق الأقرب فكان الشاعر محمد إبراهيم أبو سنة ، وكان مستجير يراه أهم شاعر مصري معاصر ، كما كان معجبا بالشاعر صلاح عبد الصبور الذي التقاه وعرض عليه أشعاره وأثنى عليه ، وكان مأخوذا بنزار قباني بشدة ، وكان يرى أن فاروق جويدة يكرر نفسه ولم يتطور كشاعر ، كما كان معجبا بالأديب د. يوسف إدريس ونجيب محفوظ ، وكان معجبا بالرئيس عبد الناصر ، وله آراء سلبية في الرئيس السادات ، كما سمعت منه آراء سلبية في الشيخ الشعراوي وطريقته البسيطة في الدعوة !

 

أسريا ، تزوج د. مستجير من سيدة نمساوية الأصل ، كانت تعرف أصدقائه بالإسم ، وترحب بهم ، وتعد الشاي والقهوة والعصائر وتقدمها بنفسها مع بعض الحلويات ، ثم تنسحب كالنسمة في لمح البصر ، تاركة زوجها مع ضيوفه لحواراتهم العلمية والثقافية ، وأنجبت له ثلاثة أبناء هم على الترتيب : ( طارق ) ، وهو مهندس برمجيات ، و( سلمى ) حاصلة على الدكتوراة في اللغة الألمانية ، و( مروة ) ، وهي تخصصت في البيولوجيا الوراثية . 

 

عاش د. مستجير في بيته ، وكان عبارة عن فيلا مكونة من دورين ، في شارع الحسين بالدقي في الجيزة ، ويحمل البيت رقم عشرين ، وكانت تتصدره حديقة جميلة يزرعها د. مستجير بنفسه لعشقه للزراعة ، وكان يطيب له أن يذهب إلى كليته ( زراعة القاهرة ) مشيا على قدميه ، ويعود ماشيا ، حتى وهو عميد للكلية ، 

 

   الرحيل 

ظل د. مستجير يقظا ومتفاعلا في الحياة العامة ، الثقافية والجامعية ، حتى كان العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان سنة 2006م ورؤيتة لمشاهد قتل النساء والأطفال ، فلم يتحمل وهو الشاعر المرهف الحس ، وفاجأته جلطة دماغية نقل على أثرها للمستشفى ، وكان يقضي إجازته السنوية مع أسرته في النمسا فتدهورت حالته الصحية ، ولقى وجه ربه عصر الأربعاء السادس عشر من أغسطس من عام 2006م ،عن 72 عاما ، وشيعت جنازته يوم الأحد 20 أغسطس من أمام كلية الزراعة في جامعة القاهرة حيث قضى جل عمره ، ورحل هو في أوج عطائه الثقافي والأدبي والعلمي ، رحمه  الله تعالى .     

مقالات مشابهة

  • «أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة» كتاب جديد لـ حسن عبد الموجود
  • مستجير .. فارس الثقافتين | مسيرة عطرة من الميلاد إلى الرحيل
  • ترامب نقطة نظام محتملة للسياسة التقليدية الأمريكي
  • بندوة التنسيقية.. متخصص في الشأن العسكري: الصراعات التقليدية لم تعد موجودة
  • بطرس حرب: وزارة المال ليست حكراً لطائفة وليست ممنوعة على أيّ طائفة
  • كميات كبيرة من الدجاج التركي المهرب في الأسواق.. هذا ما كشفه رئيس نقابة الدواجن
  • المغربية هناء الإدريسي تبتعد عن المواضيع التقليدية وتطلق “مكمّلة بالنيّة”
  • ترامب يلقي أول خطاب أمام زعماء العالم
  • أول خطاب رئيسي.. ترامب يلقي كلمة في منتدى دافوس
  • بابا الفاتيكان عن اتصاله براعي كنسية العائلة المقدسة في غزة: سعداء بوقف إطلاق النار