حادث غيّر حياته: كرّس نفسه لخدمة القديسين.. تعرفوا إلى عميد الأيقونة الكنائسية في لبنان (صور)
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
ينتظر الجميع زمن الميلاد لاستقبال الطفل يسوع بأجواء من الفرح والمحبة، ولكن هذا العيد ليس فقط شكليا، ليس زينة وهدايا وولائم ولم شمل الأحبة، بل له أيضا معنى روحيا يتمثل بتجسد المسيح على الأرض، الفادي الذي أتى ليُخلص البشر.
وفي أجواء الميلاد، نُضيئ على رجل سُمي بـ "عميد الأيقونة الكنائسية" في لبنان، تقرّب من الله بعد حادث تعرّض له ابنه فغيّر حياته وقرر ان يكرّسها لخدمة الله والكنيسة.
الدكتور شكري كميل خلف تفرّد في ان يكون رائدا في "كتابة" الايقونة بطريقة مميزة حيث نال الدكتوراه في هذا المجال من إحدى جامعات روما، كل ذلك ليفي بنذره للسماء ولقديسي لبنان.
يروي خلف عبر "لبنان 24" انه لم يكن مؤمنا حتى انه لم يكن يصلي او يذهب إلى الكنيسة ولكن عام 2000 تغيّرت حياته كلياً بعد حادث تعرّض له ابنه، وفي أثناء خضوع الأخير لعملية جراحية طلب من الله ان يشفيه وهذا ما حصل وبعد هذا الحادث كرّس حياته لكتابة "الأيقونات"، مشيرا إلى انه "كان يملك موهبة الرسم ولكن لاحقا تعمق فيها أكثر وتخصص في هذا الفن وحصل على شهادة دكتوراه في هذا الإختصاص".
ولفت خلف إلى ان "أول أيقونة كتبها كانت بمثابة ايفاء نذر للقديس شربل الذي أنعم عليه بعجائبه فقرر "كتابة" أيقونة له قدمها إلى دير مار مارون عنايا مثل كافة الأيقونات التي يُقدمها والموجودة في دير قديسها لتكون حاضرة دائماً امام المؤمنين ليتباركوا منها". يُشدد خلف على ان "الأيقونة "تُكتب" ولا ترسم، فـ"كاتبها"، كما يقول، يتمتع بموهبة متوجة بنعمة إلهية، فهو يتعمق لاهوتيا بحياة القديس بكل مراحلها ويعايشه ليصل الى درجة روحانية في الرسم وينتقل لمرحلة الترفع من هذا العالم والانعزال كليا طوال فترة كتابة الايقونة.
وكتابة الأيقونة ليس بالأمر السهل، فهو يقوم بخطوات أساسية لتنفيذها، يُعددها كالتالي:
3 أيام صوم عند البدء في كتابة الايقونة، و3 أيام أخرى في المرحلة الاخيرة أي قبل نهاية كتابتها .
3 أيام صلاة و تأمل.
وجود البخور دائماً بالقرب من الايقونة.
الانعزال كلياً عن العالم الخارجي .
استعمال ألوان من مواد طبيعية (ورق وصمغ الشجر، تراب، حجر، صخر،...)
مزج الألوان بذخائر القديس والتي هي عبارة عن كل الاشياء الطبيعية المأخوذة من محيط دير القديس أو شعرة منه أو جزء من خشبة التابوت او من تراب قبره.
وضع ذخائر القديس ضمن الالوان هو من أساس كتابة الأيقونة، علما ان الذخائر 3 أنواع:
- ذخائر من عظم القديس " إكس اوسيبوس "
- ذخائر من جلد او شعر القديس "إكس كوربوري "
- ذخائر من ثياب القديس او جثمانه "إكس اندومنتيس ".
مزج الألوان مع 33 بيضة (رقم 33 هو عمر المسيح)
زلال البيض يمزج مع الالوان الفاتحة .
صفار البيض يمزج مع الالوان الداكنة .
استعمال بودرة الذهب الممزوجة مع الالوان.
اضافة الزيت المقدس والميرون المستعمل في رتبة العماد الى الألوان. ويؤكد خلف انه "بالتأكيد هناك صعوبة في الحصول على هذه الذخائر ولكنه يأخذ قسما منها ويُعيدها بشكل أيقونة".
يُشير إلى ان "أيقونة الاخوة المسابكيين الموارنة كانت من آخر أعماله، حيث طُلب منه عند إعلان قداستهم كتابة أيقونة وأصبحت لاحقا الأيقونة المقدسة التي تم اعتمادها في الشرق وتم عرضها في القداس الذي أقيم في شهر تشرين الثاني الماضي في بازيليك سيدة لبنان حريصا والذي احتفل به البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على ان يتم وضعها لاحقا في مطرانية عشقوت.
أما الأيقونة المفضلة لديه فهي أيقونة مار شربل التي يعتبرها مميزة لأنه الله أنعم على ابنه بعجيبة الشفاء بشفاعة مار شربل و"كتبها" بكل شغف وجمع من دير عنايا كل ما يمكن استخدامه من تراب من قبر القديس وعشب كان على المدفن لكتابتها. وستكون أيقونة "الراعي الصالح" من أعماله المُقبلة، ويقول خلف: "اعتبرها مسك الختام لأنها تجمع جميع قديسي لبنان أي شربل ورفقا ونعمة الله الحرديني والطوباوي اسطفان نعمة مع يسوع المسيح الذي هو الراعي الصالح لذا أسميتها أيقونة "الراعي الصالح"، وهي ستكون كبيرة جدا ووزنها بلغ 200 كلغ حتى الآن وأصبحت تقريبا جاهزة وسيتم وضعها في الصرح البطريركي في بكركي طبعا بعد موافقة البطريرك الراعي على ان ينظم قداس احتفالي للمناسبة.
لا بد من الإشارة إلى ان خلف حائز على دبلوم دراسات عليا في الهندسة الداخلية والفنون الزخرفية من الجامعة اللبنانية ـ معهد الفنون الجميلة الفرع الثاني .
يشغل حاليا ومنذ أكثر من 10 سنوات منصب رئيس لجنة الهندسة الداخلية والفنون الزخرفية في وزارة التربية والتعليم العالي المديرية العامة للتعليم المهني والتقني .
حاصل على دكتوراه من جامعة إيطاليا لفنون الأيقونة العالمية عام 2012 .
نال عدة جوائز من دول متعددة منها، منها جائزة defense الفرنسية حيث نال الجائزة الأولى من بين 20 مشتركا، وجائزة أيضا من بريطانيا بعد معرض اقامه هناك . يردد خلف شعار "الشاطر اللي بيخلص نفسو" وهو شعار القديس نعمة الله الحرديني مُعلم الرهبان، ويُردد مع الطوباوي اسطفان نعمة "الله يراني"، على أمل ان تُقربنا هذه الشعارات أكثر من الله لنعيش الميلاد الحقيقي للسيد المسيح.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: إلى ان
إقرأ أيضاً:
الكشف عن "دليل احتراف كتابة السيناريو" في معرض الكتاب.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت قاعة "فكر وإبداع" في الدورة السادسة والخمسين من معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة خاصة لمناقشة كتاب "السيناريو.. دليل احتراف الدراما" للكاتب السيناريست والقاص محمد رفيع، والصادر عن الدار المصرية اللبنانية.
وجمعت الندوة نخبة من المتخصصين، بمشاركة الدكتورة أسماء يحيى الطاهر عبد الله، أستاذ المسرح بكلية الآداب بجامعة حلوان، والمخرج مجدي أحمد علي، وأدارتها الإعلامية إيمان الشامية.
افتتحت "الشامية" الندوة بكلمات ترحيبية، مشيدة بمعرض الكتاب باعتباره نافذة للتعرف على أحدث الإصدارات، وخصّت بالذكر كتاب "السيناريو.. دليل احتراف الدراما" الذي يسلط الضوء على فن كتابة السيناريو، مشيرة إلى معرفتها الطويلة بأعمال محمد رفيع كروائي وسيناريست.
كما نوّهت بتميز ضيوف المنصة؛ المخرج مجدي أحمد علي، الذي عُرف بإحساسه الإنساني في أعماله الفنية، والدكتورة أسماء يحيى الطاهر عبد الله، التي تحمل إرثا أدبيا وفكريا مميزًا.
من جانبه، أعرب المخرج مجدي أحمد علي عن اعتزازه بالمشاركة في مناقشة هذا الكتاب، واصفًا إياه بـ"الإضافة المهمة" للمكتبة العربية، حيث اعتبره مرجعًا شاملًا لكل مهتم بفن السيناريو.
وأوضح أن الكتاب يقدم السيناريو كحرفة مميزة، مبرزًا الفرق بين المعالجة الدرامية والسينمائية، مع التركيز على فن الدراما كقصة متحررة من قيود الزمن والمكان.
وأكد أهمية فهم المخرجين للسيناريو كونه رسالة موجهة لجميع أفراد فريق العمل لتحويل النص إلى صور متحركة على الشاشة. كما أشار إلى أهمية "الهم الثقافي" في كتابة السيناريو، معتبرًا أنه عنصر أساسي يعكس عمق الرؤية الفنية.
بدورها، أشادت الدكتورة أسماء يحيى الطاهر عبد الله بالكتاب، واصفة إياه بأنه عمل ضروري لكل من يعمل في مجالات السينما والدراما والمسرح. وأثنت على تناول الكتاب لـ36 تيمة رئيسية للكتابة الدرامية، إلى جانب تقديمه لأسئلة محورية تسهم في تطوير النصوص الدرامية.
واعتبرت الكتاب دليلًا عمليًا يفتح آفاقًا جديدة لكتاب السيناريو.
أما الكاتب محمد رفيع، فتحدث عن كواليس تأليف الكتاب، موضحًا أن شغفه بتعلم فن السيناريو دفعه إلى البحث المكثف في المكتبات العربية والأجنبية، لكنه وجد أن المحتوى المتوفر يفتقر إلى التماسك والشمولية.
وأضاف أن تلك الفجوة هي ما حفزته على ترتيب أفكاره وصياغة هذا الكتاب ليكون مرجعًا عمليًا للمبتدئين والمحترفين على حد سواء. وأكد أنه اجتهد لتقديم المادة بأسلوب سلس يسهل استيعابه، مع التركيز على تيسير فهم التيمات واللغة الخاصة بالسيناريو.
واختتم رفيع حديثه بالإشارة إلى أهمية السيناريو كفن يتطلب التوازن بين الإبداع الفني والفهم العملي، معتبرًا أن الكتاب يمثل خطوة لتبسيط المفاهيم أمام المهتمين بالكتابة الدرامية وصناعة الأفلام.
كما نوّه بأن السيناريو يمتلك جمهورية مزدوجة؛ تشمل صناع العمل والجمهور على حد سواء، مما يبرز تعقيداته وأهميته في آن واحد.