قالت صحيفة ديلي صباح التركية إن أنقرة تبرز كلاعب رئيسي في جهود إعادة إعمار الاقتصاد السوري، عقب سقوط نظام بشار الأسد.

وتذكر الصحيفة أنه وبالنظر إلى العلاقات الاقتصادية التاريخية بين البلدين والخبرة التركية في القطاعات الحيوية، فإن تركيا مؤهلة للمساهمة بشكل كبير في إعادة بناء سوريا التي تعاني من انهيار اقتصادي شامل.

الواقع الاقتصادي السوري بالأرقام

وتحت حكم حزب البعث، تراجعت المؤشرات الاقتصادية السورية بشكل حاد، لتُظهر أرقام عام 2023 وضعًا مأساويًا.

فقد بلغت ميزانية سوريا نحو 5.88 مليارات دولار فقط، بمعدل 256 دولارًا للفرد سنويا، وهي أقل من ربع مستوى ميزانية 2011، وفقًا لتقرير صادر عن اليونيسيف.

تحت حكم حزب البعث، تراجعت المؤشرات الاقتصادية السورية بشكل حاد، لتُظهر أرقام عام 2023 وضعًا مأساويًا (الجزيرة)

ويُعزى هذا الانهيار -وفق ديلي صباح- إلى الصراعات الداخلية والعقوبات الاقتصادية الدولية، فضلاً عن تدمير البنية التحتية الأساسية للبلاد.

وفي عام 2023، استوردت تركيا منتجات بقيمة 363.5 مليون دولار من سوريا، في حين بلغت صادراتها إلى سوريا 2 مليار دولار، ما يُبرز اعتماد سوريا الكبير على تركيا لتلبية احتياجاتها من المنتجات المختلفة، بدءًا من المواد الغذائية وصولًا إلى مواد البناء والطاقة.

إعلان

ويُتوقع أن تلعب هذه العلاقات التجارية دورًا محوريًا في تحفيز الانتعاش الاقتصادي السوري في المستقبل، بحسب الصحيفة.

قطاع الإنشاءات.. فرصة للنمو المشترك

وأشارت ديلي صباح إلى أن أسهم الشركات التركية في قطاعات البناء والصلب والإسمنت شهدت ارتفاعًا ملحوظًا فور سقوط نظام الأسد.

ويمكن أن تستفيد هذه الشركات من فرص هائلة لإعادة بناء البنية التحتية السورية التي تضررت بشدة بسبب الحرب، بما في ذلك الطرق، محطات الطاقة، وشبكات الاتصالات. ويُتوقع أن تكون هذه القطاعات من أبرز المحركات الاقتصادية التي تعيد سوريا إلى خريطة النمو الإقليمي.

الشركات التركية قد تستفيد من فرص هائلة لإعادة بناء البنية التحتية السورية التي تضررت بشدة بسبب الحرب (الجزيرة)

وبحسب علي معموري، الباحث في جامعة ديكين الأسترالية، فإن البنية التحتية السورية تعرضت لأضرار هائلة تتطلب استثمارات ضخمة لإعادة تأهيلها.

وأضاف معموري: "ستكون إعادة بناء الطرق، محطات الكهرباء، وشبكات الاتصال ضرورة لإعادة تنشيط النشاط الاقتصادي وخلق فرص عمل".

فرص في قطاعي النفط والزراعة

ورغم أن سوريا تمتلك موارد طبيعية غنية، بما في ذلك احتياطيات النفط والغاز، فإن الحرب أدت إلى تراجع الإنتاج بشكل كبير.

ويرى خبراء أن استعادة هذه القطاعات تتطلب استثمارات ضخمة واستقرارًا سياسيًا لضمان عودة الإنتاج إلى مستويات مقبولة، بحسب الصحيفة.

أما الزراعة، فتُعد من القطاعات المحورية وفقا لديلي صباح، خاصة في المناطق الخصبة المحيطة بنهر الفرات.

ويمكن أن تسهم هذه المناطق في تعزيز الأمن الغذائي وخلق فرص عمل واسعة، مما يعزز من قدرة سوريا على تحقيق الاكتفاء الذاتي والتصدير.

العقوبات والتحديات الاقتصادية

ورغم الفرص الكبيرة، تواجه سوريا تحديات كبرى بسبب استمرار العقوبات الدولية. حيث أشار تقرير ديلي صباح إلى أن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي لم يقدما دعمًا لسوريا بسبب الحرب والعقوبات.

يمكن لتركيا أن تستفيد من إنشاء مرافق إنتاجية في سوريا تعتمد على العمالة السورية التي كانت تعمل في تركيا (رويترز)

مع ذلك، صرح المتحدث باسم صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، بأن الصندوق "مستعد لدعم جهود إعادة الإعمار عندما تسمح الظروف بذلك".

إعلان

ويرى الخبراء أن رفع العقوبات أو تقديم استثناءات إنسانية سيكون أمرًا مهما لجذب رؤوس الأموال الأجنبية وتمويل عمليات إعادة الإعمار.

تحول في الديناميكيات العمالية

وأشار أحمد أوكسوز، رئيس جمعية مصدري المنسوجات والمواد الخام في إسطنبول، إلى أن عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم قد تُحدث تغييرًا في الديناميكيات العمالية بين البلدين.

وقال أوكسوز: "يمكن لتركيا أن تستفيد من إنشاء مرافق إنتاجية في سوريا تعتمد على العمالة السورية التي كانت تعمل في تركيا".

هذا النموذج يمكن أن يُسهم في تحسين العلاقات الاقتصادية بين البلدين وزيادة الصادرات التركية، في حين يوفر للسوريين فرص عمل داخل بلادهم.

وبحسب المحلل الاقتصادي فيكتور تريكاود، فإن إعادة الإعمار ستوفر فرصًا استثمارية ضخمة. ومع وجود دعم دولي واستقرار سياسي، يمكن أن تستفيد سوريا من تمويل كبير من بنوك التنمية متعددة الأطراف، مما يتيح للمستثمرين الأجانب تحقيق عوائد عالية من مشاريع البنية التحتية.

آمال في استقرار العملة والاقتصاد

ومع سقوط نظام الأسد، بدأت العملة السورية في التعافي أمام الدولار، مما يعكس آمالًا بتحسن اقتصادي مستدام.

وفقًا لتصريحات نقلتها ديلي صباح عن تجار ومصرفيين، فإن الأسواق المحلية بدأت تشهد استقرارًا نسبيًا مع انخفاض أسعار السلع وتحسن الحركة التجارية.

ويأمل الاقتصاديون أن يسهم هذا الاستقرار في جذب الاستثمارات الأجنبية وعودة ملايين السوريين من الشتات، خاصة من الطبقة المتوسطة المتعلمة التي قد تكون مفتاحًا لتحقيق انتعاش اقتصادي طويل الأمد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات البنیة التحتیة السوریة التی إعادة بناء أن تستفید سقوط نظام دیلی صباح یمکن أن

إقرأ أيضاً:

نعاها حاكم دبي.. مَن هي هالة الميداني السورية التي أحبها الإماراتيون؟

نعى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، السورية هالة الميداني، التي قضت أكثر من 4 عقود من حياتها في الإمارات، إذ عُرفت بحبها للحياة، وتفاعلها الإيجابي مع الناس، ومواظبتها على إطعام الطيور والقطط في أسواق دبي القديمة.

حاكم دبي ينعى هالة الميداني

ونشر «بن راشد» عبر حسابه على منصة إكس، كلمات مؤثرة بحق الراحلة هالة الميداني، إذ قال «هالة الميداني.. من سوريا الحبيبة.. 45 عامًا في دبي.. آلفها أهل دبي تجلس دائمًا في منطقتها المعتادة عند أسواق دبي القديمة، أحبها الناس بسبب إيجابيتها الكبيرة.. وحبها للحياة.. وحبها للناس.. وإطعامها للطيور والقطط وتسامحها مع جميع الكائنات».

وأضاف: «أحبت الجميع.. فأحبها الجميع.. رحمها الله.. وأسكنها أعلى جنانه.. وأنزل على روحها الطيبة السكينة والرحمة والسلام».

من هي هالة الميداني؟

وصلت هالة الميداني إلى دبي لأول مرة عام 1971 برفقة زوجها، ومنذ ذلك الحين، أصبحت شاهدة على جميع مراحل تطور المدينة وتحولها إلى مركز عالمي نابض بالحياة، إذ تنصهر الثقافات وتتعايش الحضارات.

اشتهرت هالة بأسلوب حياتها النشط، إذ كانت تواظب على ممارسة السباحة، المشي، واليوغا، مؤكدة أن اليوجا كانت لها تأثير إيجابي كبير على حياتها، ومن بين العادات التي حافظت عليها حتى أيامها الأخيرة، كانت عادة إطعام الحيوانات.

تعرضت هالة لحادث سير في الفترة الأخيرة من حياتها، ما تسبب في إصابات بالغة منعتها من ممارسة الرياضة لبعض الوقت، لكنها تمكنت من العودة إلى اليوغا بعد ثلاثة أشهر فقط، بفضل إرادتها القوية وتعلقها بنمط حياتها الصحي.

مقالات مشابهة

  • 42675 سوري غادروا الأردن الى سورية منذ سقوط الأسد
  • وزير النفط والثروة المعدنية السيد غياث دياب في تصريح لـ سانا: نرحب بقرار الاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن قطاع الطاقة في سوريا، والذي جاء في ظل التطورات التاريخية التي تشهدها سورية بعد سقوط النظام البائد
  • دياب لـ سانا: قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات يمثل خطوة إيجابية نحو إعادة بناء الاقتصاد الوطني وتعزيز الاستقرار في سوريا لكون قطاع الطاقة أحد الأعمدة الأساسية التي يمكن أن تسهم في إعادة إعمار سوريا
  • جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف دمشق لأول مرة منذ سقوط بشار الأسد
  • قصة الهزيمة التي صنعت النصر
  • بدء تصوير مسلسل “قيصر” أول عمل درامي سوري بعد سقوط نظام بشار الأسد
  • وزير الاقتصاد والتخطيط يلتقي وزير الدولة للشؤون الاقتصادية بسويسرا
  • سوريون يحتفون بالمعاملة الإنسانية على المعابر منذ سقوط نظام الأسد
  • تزامناً مع زيارة لافروف.. وزير الخارجية السوري يزور أنقرة
  • نعاها حاكم دبي.. مَن هي هالة الميداني السورية التي أحبها الإماراتيون؟