أستاذ تفسير بالأزهر: الوفاء خلق قرآني من هدي الإسلام
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
قال الدكتور محمد حسن سبتان، أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، إنَّ الوفاء خلق قرآني من هدي الإسلام، ويعني «الوفاء بالعهد»، موضحا أن الوفاء في حد ذاته يدل على إتمام وكمال الشيء، كما قال ابن فارس في معجمه: «الوفاء إتمام العهد وإكمال الشرط»، ومنه يُقال أوفيتك الشيء إذا قضيته إياه وافياً، واستوفيته أي أخذته منك كاملاً حتى لا يترك منه شيئاً.
أضاف «سبتان» خلال تقديمه إحدى حلقات برنامج «آيات بينات» المُذاع على شاشة «قناة الناس» اليوم الجمعة، أنَّ الوفاء بالعهد في القرآن الكريم معنى عام وشامل، علينا اتباعه في كافة المعاملات، قائلاً: «من أجل هذا كان الوفاء خلقاً انسانياً عام لكل الإنسانية وليس خاصاً بما بين المسلمين بعضهم البعض، بل يشمل الوفاء بالعهد حتى وإن كان وعداً بين المسلم ومن ليس على دين الإسلام».
الوفاء بالعهد.. بلوغ تمام الكمالوتابع أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، «الوفاء بالعهد هنا هو بلوغ تمام الكمال في تنفيذ كل ما عاهد عليه المرء، سواء كان هذا العهد بينه وبين الله -عز وجل- أو بينه وبين العباد ومشهور كتاب الذريعة إلى مكارم الشريعة لراغب الأصفهاني جاء فيه في معنى الوفاء «الوفاء أخو الصدق وأخو العدل» ومن يريد أن يصل إلى مقام الوفاء لابد أن يكون صادقاً وعادلاً معاً».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الوفاء
إقرأ أيضاً:
السودان.. حرب بلا معنى
تحدثنا سابقا في هذا المكان عن السر الذي يكمن خلف غياب الأخبار التي تتناول أسماء أدبية من السودان رغم وجود أسماء أدبية لامعة مثل الطيب صالح ومحمد الفيتوري وإبراهيم إسحق وغيرهم، وتوقعت أن يكون هذا الغياب الإعلامي محصوراً فقط في الجانب الثقافي، لكن الذي يظهر جليا الآن هو أن هذا الغياب يشمل جانباً آخر لا يمكن تجاهله وخاصة في العصر التقني المجنون الذي نعيشه ونقصد بذلك الحرب المدنية الشرسة التي تدور رحاها في السودان الآن والذي ذهب ضحيتها حتى هذه اللحظة أكثر من 150000 شخص وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص والمشكلة أن القادم أسوأ من ذلك بكثير إذا لم يتحرك العالم لإيقاف هذه الحرب المدمرة.
لا يبدو أن السودان يحمل أهمية كبيرة للغرب الأبيض حيث لم تتحرّك الأمم المتحدة لإيقاف هذه الحرب ولم نر منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى تتمركز في الخرطوم لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة التي يحتاجها المكلومين هناك. من الجوانب المظلمة في هذه الحرب جرائم الاعتداء الجنسي التي أصبحت بحسب تقرير بعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة “منتشرة” في هذه الحرب رغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لهذه الاعتداءات بسبب صعوبة حصرها أثناء الحرب وبسبب الخوف الذي يعتري الضحايا من التصريح بها. التعذيب والتجويع والسرقة جرائم أخرى ترتكب يوميا.
وربما يكون هذا الغياب بسبب صعوبة فهم الطبيعة الديموغرافية للسودان؛ حيث يجد البعض صعوبة في التفريق بين الطرفين بنفس الطريقة التي يميزون بها الصراع في غزة، على سبيل المثال، بين قوات الاحتلال الصهيوني الذين يمثّلون الجانب الشرير والفلسطينيين أصحاب الأرض الذين يدافعون عن أرضهم ويقاومون من احتلّها ويمثّلون الجانب المظلوم في هذه الحرب. ويزداد الأمر تعقيدا عندما يجد المتابع انقساما بين السودانيين أنفسهم إلى الدرجة التي يحملون فيها السلاح ضد بعضهم البعض. هذا بالإضافة إلى إشكالات قبلية لا تنتهي بين طرفي الصراع الذي بدأ في 2023 بين قوات الجيش السوداني النظامية التي يقودها عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي بعد اختلاف على مقاسمة السلطة بينهما. خرجت ميليشيا الدعم السريع من رحم قوات الجانجويد التي ارتكبت جرائم حرب في دارفور إبان حكم عمر البشير.
كل حزب يعتقد أنه سيكسب الحرب التي يبدو أنها ستطول. أصابع الاتهام تتجه إلى قوات الدعم السريع في ارتكاب جرائم الاغتصاب الجنسي والتعذيب والتجويع والسرقة في هذه الحرب الأمر الذي يجعل من هذه القوات الطرف الشرّير الظالم أمام العالم لأن الذي يرتكب هذه الجرائم والحماقات ضد مواطنيه لا يستحق أن يحكم أو يشارك في حكم هذا الوطن. وتتضح الأمور أكثر لدى المتابع البعيد من خارج السودان عندما يعرف حقيقة الدعم الذي يأتي من جهات خارجية تسعى لتحقيق مآربها التجارية الخاصة التي لا علاقة لها بالسودان. أما قادة الجيش النظامي فهم في ورطة لأنهم إن قدّموا التنازلات للميليشيا خسروا الوطن، وإن قاتلوها فستستمر هذه الحرب التي تؤدي إلى ذات النتيجة.
khaledalawadh @