ملفا الجنوب والمفقودين محور المتابعة الحكومية.. ميقاتي: للضغط على اسرائيل لتنفيذ بنود التفاهم
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
تتواصل الاتصالات الحكومية على خط دول القرار في اطار متابعة نتائج زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للجنوب قبل يومين، بالتوازي مع ارتسام معالم اوضاع خطيرة من خلال الوقائع التصعيدية التي تشهدها المنطقة الحدودية الجنوبية حيث تضاعف اسرائيل انتهاكاتها لاتفاق وقف اطلاق النار في حين يعمد الجيش الاسرائيلي يوميا الى توجيه تحذيرات الى اهالي اكثر من ستين بلدة وقرية جنوبية يحظر عليهم عبرها العودة راهنا الى بلداتهم وقراهم.
وثمة ريبة من امكان ان تكون هناك نيات مبيتة لدى اسرائيل لتمديد احتلالها لمواقع وقرى جنوبية وربما التخطيط لتوسيعها بعد 27 كانون الثاني وهو موعد انتهاء مهلة الشهرين لوقف اطلاق النار.
وسجل تحرك لرئيس الحكومة نحو الدولتين الراعيتين لاتفاق وقف النار،الولايات المتحدة وفرنسا، بحيث اجتمع بعد ظهر امس بالضباط من فريقيهما العسكريين في لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف النار ووضع دولتيهما في موقع تحمل المسؤولية الكبرى عن عدم ردع اسرائيل عن عرقلة انتشار الجيش مشددا على الجاهزية الكاملة للجيش لاستكمال الانتشار.
وفي خلال الاجتماع طلب رئيس الحكومة وقف الخروقات الاسرائيلية والانسحاب الفوري من المناطق الحدودية التي توغل فيها.
وقال "ان لبنان ملتزم بنود التفاهم فيما اسرائيل تواصل خروقاتها وهذا امر غير مقبول".
وشدد على "ان جولته في الجنوب امس اظهرت مدى الحاجة الى تعزيز الاستقرار لتمكين الجنوبيين من العودة الى قراهم".
ودعا اللجنة "الى الضغط على اسرائيل لتنفيذ بنود التفاهم وابرزها الانسحاب من المناطق المحتلة ووقف الخروقات".
ومن المقرر ان تعقد اللجنة اجتماعات متتالية مع الجيش للبحث في المسائل المطروحة على ان تلتئم في اجتماعها الدوري مطلع العام الجديد
ووسط الانهماك بهذا الملف برزت خطوة حكومية جديدة لمتابعة ملف المفقودين اللبنانيين في السجون السورية. ولهذه الغاية اجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع وزير العدل هنري خوري الذي اعلن انه سلّم ميقاتي اسماء المفقودين اللبنانيين في السجون السورية، مشيرا الى ان هذه الاسماء كانت بحوزة لجنة المفقودين الذي يرأسها مدعي عام بيروت.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الرئيس ميقاتي المصارحة … والمصالحة
كتب احمد الغز في" اللواء": الرئيس ميقاتي اطلق مبادرة وطنية حوارية تحت عنوان (المصارحة والمصالحة) في مواجهة ذلك الكم الهائل من التحليلات والتوقعات والادعاءات الوهمية والغير حقيقية، التي يحاولون من خلالها السيطرة على الوعي العام وتغييب الوقائع الصلبة التي ادت الى اتفاق وقف اطلاق النار في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤ وما تضمنه من شروط واليات ومهل والتزامات، وكل ما حدث هو ناتج عن التفاهمات البالغة الدقة بين الوسطاء واطراف النزاع على جبهة لبنان.
الرئيس ميقاتي يعتقد انه لا مصلحة للبنان في تغيير الحقائق والوقائع والافراط بالاوهام والاحلام، وضرورة العمل على تعزيز الاجتماع الوطني على قاعدة (قف جامداً وصوب جيدا ثم اطلق النار)، مما يستدعي التوقف عن اطلاق المفرقعات السياسية والاعلامية الوهمية والتمعن بدقة وعمق بالمخاطر التي لا تزال تتهدد لبنان والمنطقة في هذه المرحلة المصيرية المروعة والتي تجرعنا خيبات مثيلاتها في محطات متعددة ومنعطفات سابقة، ودفعنا في كل مرة اغلى الاثمان نتيجة تناوب المكونات على تحميل الاحتلالات الخارجية رغباتهم واوهامهم على حساب الشراكة الوطنية.
الرئيس ميقاتي يعرف بدقة واقع لبنان ما قبل حرب الاسناد في ٨ تشرين الاول ٢٠٢٣ وما قبل اعلان وقف اطلاق النار في ٢٧ تشرين الثاني ٢٠٢٤، ويعرف ما خلفته الحرب من قتل ودمار ونزوح واغتيالات، وما زرعته الحرب في وعي الاجيال من احباط، مما يجعل المهمة الوطنية الاهم في لبنان هي معالجة تراكمات اثار العنف والقهر في وعي الاجيال من اجل بناء مستقبل لبنان بدون حروب ونزاعات واغتيالات..
الرئيس ميقاتي يرى ان لبنان بحاجة الى دمج الاحزان والالام والخيبات بالعزم والامل والرجاء لاخراج كل اللبنانيين من تراكمات الحروب والاوهام، وهو بعد سنوات حكومية صعبة وقاسية ادرك دقة التباين بين غموض السلطة ووضوح السياسة وان فعل (الصراحة) غير موجود في ادبيات المكونات السلطوية اللبنانية، وادرك ايضاً ان الحوار الوطني ثقافة وليس طاولة والحوار هو روح الدول والمجتمعات والشراكات المتجددة، وان انقاذ الشراكة الوطنية يحتاج الى شجاعة الرأي والوضوح بين الاجيال والمكونات في كل الهواجس والموضوعات فاطلق مبادرته الحوارية على اساس (المصارحة والمصالحة)، وحفظ الله لبنان.