أعلنت شبكة HBO رسميًا تجديد مسلسل Dune: Prophecy لموسم ثانٍ، لتواصل استكشاف العالم الملحمي لسلسلة Dune التي أسرت قلوب الجماهير على مدى عقود.

 يأتي هذا القرار بعد انتهاء عرض الموسم الأول في 22 ديسمبر الجاري، الذي حقق إشادة واسعة بفضل حبكته المثيرة وأبعاده الفلسفية العميقة.

المسلسل يعتبر بمثابة "بداية البداية"، حيث تدور أحداثه قبل أكثر من 10 آلاف عام من وقائع سلسلة أفلام Dune التي أبدعها المخرج العالمي دينيس فيلنوف.

يكشف العمل عن جذور جماعة Bene Gesserit، تلك المنظمة الغامضة التي تتحكم بخيوط السياسة والمصير في عالم Arrakis من خلف الكواليس.

قصة الموسم الأول: الجذور التي تنبض بالتاريخ

يركز Dune: Prophecy على رحلتي فاليا هاركونين، التي تؤديها ببراعة الممثلة الحائزة على الجوائز إميلي واتسون، وتولا هاركونين، التي تلعب دورها أوليفيا ويليامز. تعود القصة إلى اللحظات الأولى لتأسيس عشيرة Bene Gesserit، حيث تتبع القرارات المصيرية لزعيمتي القبيلة أثناء وضع أسس جماعتهما السرية بطرق يكتنفها الخطر والخيانة.

تتردد أصداء تلك القرارات عبر الأجيال، ما يمهد الطريق لصراع القوى الذي يميز عالم Dune. ويقدم المسلسل بُعدًا جديدًا للشخصيات المحورية، كاشفًا عن الجوانب الإنسانية والسياسية التي لم تُرَ من قبل في أعمال Dune السابقة.

إرث الروايات: من صفحات الكتب إلى الشاشة

المسلسل مستوحى من رواية Sisterhood of Dune، أولى روايات ثلاثية تمهيدية لسلسلة Dune، كتبها بريان هربرت، ابن مؤلف السلسلة الأصلية فرانك هربرت، بالتعاون مع كيفن جيه أندرسون. 

صدر الكتاب في عام 2012، تبعته روايتا Mentats of Dune في عام 2014 وNavigators of Dune في عام 2016.

الروايات الثلاث تلقي الضوء على المراحل المبكرة من التاريخ الغني لكوكب Arrakis ومجموعة الجماعات المختلفة التي تتصارع على السيطرة، بما في ذلك Mentats وNavigators، لكن Sisterhood of Dune تميزت بالتركيز على جماعة Bene Gesserit، مما جعلها الخيار الأمثل لتحويلها إلى مسلسل درامي.

 ماذا يحمل الموسم الثاني؟

مع الإعلان عن الموسم الثاني، تتوقع الجماهير استكشاف المزيد من الأسرار التي أحاطت بجماعة Bene Gesserit، وتعميق الروابط بين الماضي والحاضر في عالم Dune. يُنتظر أن يسلط الضوء على التطورات السياسية والاجتماعية التي أدت إلى بروز تلك الجماعة كواحدة من أكثر القوى تأثيرًا في الكثبان الرملية.

Dune: Prophecy لا يكتفي بتقديم قصة خيالية؛ بل يقدم رحلة فلسفية تبحث في أسئلة الوجود، والقدر، والتحكم في المصير، ما يجعله تجربة مختلفة تمامًا عن أي عمل خيال علمي آخر.

إرث خالد ومستقبل مشرق

بينما يستعد فريق الإنتاج للعودة للعمل على الموسم الجديد، تؤكد HBO مرة أخرى التزامها بتقديم محتوى يتسم بالعمق والتأثيرDune: Prophecy ليس مجرد عمل تمهيدي، بل هو حجر زاوية جديد في بناء عالم Dune، ليظل الجمهور مترقبًا ومستعدًا لاكتشاف المزيد من خبايا الرمال الأسطورية

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفجر الفني

إقرأ أيضاً:

اليُتْمُ الذي وقف التاريخُ إجلالًا وتعظيمًا له

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد أن انتهيتُ من قراءة كتاب "عبقرية محمد" للمفكرِ العملاقِ عباس محمود العقاد، تذكَّرتُ على الفورِ قول اللهِ جلَّ جلالُهُ للنبيِّ الكريمِ سيدِنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم: "وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ"، فأدركتُ السرَّ في انجذاب كلِّ من اقترب من سيرته العطرة، وتذكرتُ على الفور أنه ليس هناك متشهدٌ ولا صاحبُ صلاةٍ إلا ويلهجُ باسمه... وكلُّ من سيقرأُ ما كتبهُ المفكرون عن شخصية النبيِّ الكريمِ قديمًا وحديثًا، سيعرف أثر كرم الله على نبيَّه برفع ذكره منذ مولده وإلى قيام الساعة.

ولذا، لم يدهشني إهتمام الكُتَّابِ في الشرق والغرب به، وقد قرأتُ بإعجابٍ شديدٍ آخرَ ما صدر من مؤلفاتٍ في الغرب عن خيرِ خلقِ اللهِ أجمعين، للكاتبةِ والمفكرةِ البريطانية "كارن أرمسترونج"،وهي مَنْ ؟ إنها الكاتبة المرموقة والباحثة الماهرة التي تتجنُّب التحيُّز الشخصي، ولا تُصدر الأحكام إِلَّا  بعد فحص ما لديها من أدلَّةٍ وبراهين بتجرُّدٍ وشفافية، وقد كرَّست حياتها لدراسة الأديان السماوية، مثل الإسلام والمسيحية واليهودية، وكان كتابها  "محمد: سيرة النبي"، والذي صدر عام ١٩٩١  وفيه قدَّمت  فكرًا عميقًا،  يُعدُّ هذا المؤلف من أبرزِ الأعمالِ التي قدَّمت رؤيةً موضوعيةً ومنصفةً عن النبيِّ الكريمِ في العالم الغربي. كما يُعدُّ  جسرًا مهمًّا بين الثقافات، ودعوةً للحوارِ والتفاهمِ بين الأديان، بعيدًا عن الصور النمطيةِ والتشويهِ الإعلامي، فقدأَثْبَتَتْ فِي مُؤَلَّفِهَا  هذا بأن النبي العظيم رجلًا ذا رؤيةٍ أخلاقيةٍ عَمِيقَةٍ...

ومن إنصافِها فى كتاباتها  قالت: "كان محمدٌ رجلًا حنونًا، متواضعًا، وقائدًا بارعًا، لم يسعَ للسلطةِ بقدر ما كان يسعى لإحداث تغييرٍ أخلاقيٍّ عميقٍ في مجتمعه."

كما تناولت الكاتبةُ  والباحثة دورَ النبيِّ الكريم في تحسينِ مكانةِ المرأةِ في المجتمع، حيث أشارت إلى أنه منحَ المرأةَ حقوقًا لم تكن موجودةً في الجاهلية، مثل حقِّ الإرث، وحقِّ التعليم، وحقِّ الاختيارِ في الزواج. وكان يسعى لتحريرِ المرأةِ من القهرِ الاجتماعي، ويدعو إلى معاملتها بكرامةٍ واحترام.

ولها أيضًا رأيٌ حرٌّ جريءٌ، إذ أكَّدت أن النبيَّ الكريمَ كان يسعى دائمًا إلى الحلولِ السلمية، وأن المعاركَ التي خاضها كانت دفاعية، ولم تكن من أجل التوسع أو فرض الدين بالقوة... وبذكاءٍ شديدٍ، اختارت صلح الحديبية وقالت عنه: "كان دليلًا واضحًا على براعةِ النبيِّ الكريم في إدارة النزاعاتِ بالسِّلمِ والحكمة، لأنه كان يؤمن بأن السلام هو الوسيلةُ الأقوى لنشرِ رسالته."

وهذه الشهادةُ من هذه الباحثة والتي تُعَدُّ واحدةً من أبرز الْباحثين في الأديان المُقَارَنَةِ  تدحضُ الصورةَ السلبيةَ التي رسمها بعضُ المستشرقين لهذا النبي العظيم...

وقد تصدى لهؤلاء المستشرقين والشانئين  المفكر الكبير عباس محمود العقاد في مواجهة هذه الافتراءات، حيث قال في كتابه الهام "عبقرية محمد": “إن التاريخ هو فيصل التفرقة بين محمدٍ وشانئيه، فحكمُه أنفذُ من حكمِ الشانئين والأصدقاء، وأنفذُ من حكمِ المشركين والموحدين، وأنفذُ من حكمِ المتدينين والملحدين... إنه حكم الله، وقد حكم له أنه كان في نفسه قدوة المهذَّبين، وكان في عمله أعظمَ الرجال أثرًا في الدنيا، وكان في عقيدته مؤمنًا يبعث الإيمان، وصاحبَ دينٍ يبقى ما بقيت في الأرض أديان، وسيطلع في الأفق هلالٌ، ويغيبُ هلالٌ، وسيذهب في الليل قمرٌ، ويعودُ قمرٌ، وتتعاقب هذه الشهور التي كأنها جُعلت التاريخَ ما بين الصدور، لأن الناس لا يؤرخون بها مواسمَ الزرع، ولا مواعيد الأشغال، ولا أدوار الدواوين والحكومات، ولا ينتظرونها إلا هدايةً مع الظلام، وسكينةً مع الليل: أشبه شيءٍ بهداية العقيدة في غياهب الضمير”.

وقبل أن يَخْتِمَ  الكاتب الكبير عباس محمود العقاد صفحات كتابه  "عبقرية محمد"، اختار يوم هجرة النبي إلى المدينة فكتب: "ستطلع الأقمار بعد الأقمار، وتقبل السنة القمرية بعد السنة القمرية، وكأنها تقبل بمعلمٍ من معالم السماء يوميء إلى بقعةٍ من الأرض: هي غار الهجرة، أو يوميء إلى يومٍ لمحمدٍ هو أجملُ أيامِ محمد، لأنه أدلُّ الأيام على رسالته، وأخلصها لعقيدته ورجاء سريرته، وهو يوم التقويم الذي اختاره المسلمون بإلهامٍ لا يعلوه تفكيرٌ ولا تعليم..."

ختامًا.. لقد عشتُ أوقاتًا ممتعةً مع كتاب "عبقرية محمد" للمفكر الكبير عباس محمود العقاد، ومن خلال صفحات هذا الكتاب شاهدت  التاريخ يقف إجلالًا وتعظيمًا لهذا اليتيمِ الذي بُعث رحمةً للعالمين.. صلى الله عليك وسلم يا خير خلق الله أجمعين...

اللهم إنا نُشهدك أنه بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، فاللهمَّ اجزه عنا خير ما جزيتَ نبيًّا عن قومه، ورسولًا عن رسالته...

 

ولنا لقاء الأسبوع القادم، بإذن الله، مع قراءة فى كتاب ممتع جديد...

 

مقالات مشابهة

  • الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي تعلن نجاح خطتها التشغيلية لموسم رمضان
  • “سار” تعلن نجاح خطتها التشغيلية لموسم رمضان وتنقل 1.2 مليون مسافر عبر قطار الحرمين السريع
  • اليُتْمُ الذي وقف التاريخُ إجلالًا وتعظيمًا له
  • خورفكان يدخل التاريخ في «الموسم الاستثنائي»
  • هل يصبح «هاري كين» بديلًا لمحمد صلاح في ليفربول؟.. أسطورة الدوري الإنجليزي يكشف
  • الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية تمدد مهلة التسجيل لطلبات ترخيص ‏شركات التخليص الجمركي والترانزيت والوكالات البحرية
  • استعدادات مكثفة لموسم الصيف وعيد الفطر بجنوب سيناء
  • اليمن ينصع التاريخ
  • نقابة الصحفيين تمدد فترة التقديم لمسابقة “جوائز الصحافة المصرية” حتى 21 أبريل
  • الهيئة العامة للحج والعمرة تبحث التحضيرات المبكرة لموسم 1446هـ