المطران جورج شيحان يترأس قداس عيد الميلاد بكاتدرائية القديس يوسف المارونية
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس، مساء أمس الثلاثاء، المطران جورج شيحان رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، صلوات قداس عيد الميلاد المجيد،وذلك بكاتدرائية القديس يوسف المارونية بالقاهرة.
وألقى المطران "شيحان" كلمة روحية خلال قداس عيد الميلاد المجيد، جاءت كالتالي: "أيها الإخوة والأخوات، لنقف أمام المغارة، ولننظر إلى الجوهر فيها: لنذهب إلى ما أبعد من الأنوار والزينة، التي هي جميلة ولنتأمل في الطفل.
وتابع خلال كلمته: "تحدي عيد الميلاد اليوم: أظهر الله نفسه، لكن البشر لم يفهمونه. جعل نفسه صغيرًا في عيون العالم، ونحن نستمر في البحث عن العظمة بحسب العالم، وربما حتى باسمه. تنازل الله، ونحن نريد أن نصعد على قاعدة لكي نظهر. أشار العليّ إلى التواضع، ونحن ندَّعي الظهور. ذهب الله يبحث عن الرعاة، غير الظاهرين، ونحن نريد أن يرانا الناس. ولد يسوع ليَخدم، ونحن نقضي السنين في السعي وراء النجاح. لا يطلب الله القوة والسلطة، بل يطلب الرفق والصغر الداخلي."
وأضاف قائلًا: "فيجب أن نطلبه من يسوع في عيد الميلاد، أن نعرف أن نكون صغارًا. لكن ماذا يعني عمليًا أن نستقبل الصغر؟ يعني أن نؤمن أن الله يريد أن يأتي في الأمور الصغيرة في حياتنا، ويريد أن يعيش في حقائق حياتنا اليومية، والمبادرات البسيطة التي نفعلها في البيت وفي العائلة، وفي المدرسة، وفي العمل. هو يريد أن يحقق أمورًا غير عادية في حياتنا العادية. هذه رسالة رجاء كبيرة: يدعونا يسوع إلى أن نقدّر الأمور الصغيرة في حياتنا ونكتشفها من جديد."
وأشار خلال كلمته قائلًا: "لا يريد يسوع أن يأتي فقط في الأمور الصغيرة في حياتنا، بل في نفس صِغَرِنا: في شعورنا بضعفنا، وهشاشتنا، وعدم كفاءتنا، وربما حتى في أخطائنا. أختي وأخي، إذا أحاط بكم ظلام الليل، كما في بيت لحم، وإذا شعرتم ببرودة اللامبالاة من حولكم، وإذا صرخت الجراح التي تحملونها في داخلكم: «أنت لا قيمة لك، ولا تساوي شيئًا، ولن يُحبّك الناس أبدًا مثلما تريد»، في هذه الليلة، إذا شعرت بهذا الله سيجيب. سيقول لك في هذه الليلة: «أنا أحبك كما أنت. لا يخيفني صغرك، ولا يقلقني ضعفك. صرت صغيرًا من أجلك. وحتى أكون إلهك، صرت أخاك. أيها الأخ الحبيب، والأخت الحبيبة، لا تخف مني، ستجد عظمتك فيَّ. أنا قريب منك، وأسألك هذا فقط: ثق بي وافتح لي قلبك». "
وتابع: "فمحبة يسوع، أي أن نخدمه في الفقراء وفي الآخرين. هم الذين يشبهون، أكثر من غيرهم، يسوع الذي ولد فقيرًا. وفيهم هو يريد أن نكرمه. في ليلة المحبة هذه. يهاجمنا خوف واحد، وهو: أن نجرح محبة الله، باحتقارنا الفقراء بلا مبالاتنا. إنهم المفضلون لدى يسوع، الذين سيستقبلوننا يومًا في السماء. كتبت شاعرة، قالت: من لم يجد السماء هنا، لن يجدها هناك في العُلى (لا تغِب السماء عن نظرنا، ولنعتنِ بيسوع الآن، ولنلاطفه في المحتاجين، لأنه تماهى معهم). "
وشدد المطران شيحان على ضرورة أن ننظر مرة أخرى إلى المغارة ونرى كيف أن يسوع عندما ولد كان محاطًا بالصغار والفقراء، كانوا الرعاة. كانوا أكثر الناس بساطة وأكثرهم قربًا إلى الرب يسوع. لقد وجدوه لأنهم كانوا يبيتون في البرية، يتناوبونَ السَّهَرَ فِي اللَّيل على رَعِيَّتِهم» (لوقا ۲: ۸). كانوا يعملون، لأنهم كانوا فقراء ولم يكن في حياتهم أوقات خاصة، بل كانت تعتمد على القطيع. لم يكن باستطاعتهم أن يعيشوا كيفما يريدون وأينما يريدون بل نظموا أنفسهم بحسب احتياجات الخراف التي يعتنون بها. ووُلِدَ يسوع هناك، بالقرب منهم، وبالقرب من المنسيّين في الأطراف الهامشية. يأتي يسوع حيث تكون كرامة الإنسان في محنة. يأتي ليمنح كرامة للمستبعدين، ولهم يُظهر نفسه أولًا: وليس للشخصيات المثقفة والمهمة، ولكن للناس الفقراء الذين يجدون ويعملون. سيأتي الله في هذه الليلة ليملأ قساوة العمل بالكرامة. إنه يذكرنا كم هو مهم أن نعطي كرامة للإنسان عن طريق العمل، ولكن أيضًا أن نعطي كرامة لعمل الإنسان، لأن الإنسان سيّدُ وليس عبدًا للعمل في يوم الحياة هذا لنردّد: كفى موتى في العمل ولنلتزم بهذا.
وأضاف: "لننظر مرة أخيرة إلى المغارة، ولنوسّع أنظارنا إلى أقصى حدودها، حيث يمكننا أن نَلمح المجوس، وهم في رحلة حج ليسجدوا للرب يسوع، لننظر ونفهم أن كل شيء حول يسوع يجتمع معًا في وحدة واحدة: لا يوجد فقط المهمشون، والرعاة، بل أيضًا المتعلمون والأغنياء، والمجوس في بيت لحم، يقف معًا الفقراء والأغنياء، الذين يسجدون مثل المجوس والذين يعملون مثل الرعاة، كل شيء يجد مكانه.
وأشار إلى أنه عندما يكون يسوع هو المركز: وليس أفكارنا عن يسوع، بل هو نفسه الحي. لهذا، أيها الإخوة والأخوات الأعزاء، لنعُد إلى بيت لحم، ولنعُد إلى الأصول: إلى جوهر الإيمان، وإلى الحبّ الأول، وإلى السجود والمحبة. لننظر إلى المجوس الحجاج ولنذهب، كنيسةً سينودسيةً بدأت مسيرة، إلى بيت لحم، حيث الله في الإنسان، والإنسان في الله. وحيث الرب يسوع في المقام الأول ويُسجد له. وحيث يجلس المهمشون في المكان الأقرب إليه. وحيث الرعاة والمجوس يقفون معًا في أخوة أقوى من أي تصنيف، ليمنحنا الله أن نكون كنيسة ساجدة وفقيرة ومترابطة بعضها مع بعض. هذا هو الأساس. لنعد إلى بيت لحم. حسنٌ لنا أن نذهب إلى هناك، مُطيعين لإنجيل الميلاد، الذي يقدم العائلة المقدسة، والرعاة، والمجوس: كلهم في مسيرة.
وتابع قائلًا:"أيها الإخوة والأخوات، لننطلق في مسيرتنا نحن حجاج الرجاء في هذه السنة اليوبيلية، لأن الحياة هي حج. لننهض، ولنستيقظ لأن نورًا سيضيء في هذه الليلة، إنه نور لطيف يذكرنا أننا في صغرنا نحن أبناءٌ أحباء، أبناء النور (1 تس ٥:٥). أيها الإخوة والأخوات، لنبتهج معًا، لأنه لن يُطفئ أحد أبدًا هذا النور، نور يسوع، الذي سيشع في العالم ابتداءً من هذه الليلة."
وأضاف خلال كلمته قائلًا:"نسأل الرب يسوع طفل المغارة، رسول السلام، السلام لشرقنا، لبلدنا مصر. نسأله حُسن التدبير لحُكامنا والمسؤولين بيننا، مدنيين وروحيين مُقتدين بعلامات المغارة وما تحمل الينا من معانٍ روحية."
واختتم كلمته قائلًا:"لتكن قلوبنا مغارة، وبيوتنا وعائلاتنا مغارة، مدارسنا ومصانعنا، إداراتنا كلها مغارة، يشع منها السلام والفرح والحب. تشملنا نعمة الصغر وجمال الطفولة ببركة الرب يسوع طفل المغارة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: السلام العائلة المقدسة القديس يوسف المطران جورج شيحان إيبارشية القاهرة المارونية فی هذه اللیلة عید المیلاد بحاجة إلى فی حیاتنا الرب یسوع بیت لحم یرید أن قائل ا
إقرأ أيضاً:
الأول بعد عيد الميلاد.. كل ما تريد معرفته عن صوم يونان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يستعد الأقباط الأرثوذكس للاحتفال بصوم يونان لعام 2025 يوم الإثنين 10 فبراير الجاري ويستمر حتى الأربعاء 12 فبراير، على أن يكون يوم الفصح الخميس 13 فبراير.
ويُعرف صوم يونان بـ"صوم أهل نينوى"، وهو أحد أصوام الدرجة الأولى، ويتميز بطابعه الروحي العميق ورسالة التوبة التي يحملها، ويُعد أول صوم تصومه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عقب احتفالاتها بعيد الميلاد المجيد.
وهذا الصوم مدته ثلاثة أيام، ويسبق عادة الصوم الكبير بخمسة عشر يومًا، ويعرف (فطر) صوم يونان بـ(فصح يونان) وهو مصطلح كنسي فريد لا يستخدم إلا بالنسبة لعيد القيامة المجيد الذي يطلق عليه أيضا "عيد الفصح" مما يشير إلى أن الكنيسة ترى في قصة يونان رمزًا لقيامة المسيح.
وخلال أيام الصوم، تقام الصلوات اليومية التي تتميز بجو روحي عميق، كما تنظم الكنيسة قداسات متعددة على مدار اليوم لتتيح أكبر فرصة للمشاركة، وتشمل القداسات صلوات خاصة، ويُقرأ خلالها سفر يونان من الكتاب المقدس لسرد القصة بالكامل.
يلتزم الأقباط خلال هذا الصوم بالامتناع عن تناول الأطعمة الحيوانية ومنتجاتها، بالإضافة إلى فترات انقطاع أطول عن الطعام كجزء من التعبير عن التوبة والانضباط الروحي.
وتنظر الكنيسة القبطية، إلى قصة يونان، والتي تتعلق بوجود يونان النبي في بطن الحوت لمدة 3 أيام، على أنها رمز لقصة السيد المسيح مثلما صلبه وفى اليوم الثالث قام من الأموات، وعقب انتهاء الصيام تحتفل الكنيسة بفصح عيد يونان وكلمة فصح تعنى العبور وأطلقت في العهد القديم على عيد الفصح اليهودي.
وذكرت بعض الكتب المسيحية أن البابا إبرآم بن زرعة أراد بذلك اتفاق كنيسة الأقباط مع الكنيسة السريانية في هذا الصوم من أجل المحبة، كما يوجد بينهما الائتلاف في العقيدة الأرثوذكسية، ويرجع البعض توقيت الصوم الواقع في فترة ما بعد عيد الغطاس وقبل الصوم الكبير، إلى أنها تعد تنبيها للنفس بالتوبة، وضبط الشهوات تمهيدًا لاستقبال الصوم الكبير.