25 ديسمبر، 2024

بغداد/المسلة:  أثار إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) عن العدد الحقيقي لقواتها في العراق، الذي بلغ 2500 فرد على الأقل، بالإضافة إلى قوات مؤقتة يتم نشرها بشكل دوري، تساؤلات عديدة في الساحة السياسية العراقية.

وفي حين بررت واشنطن تحفظها عن الكشف عن تفاصيل إضافية بالاعتبارات الدبلوماسية، فإن الصمت الواضح من قبل القوى السياسية العراقية، خصوصاً الشيعية منها، يعكس تعقيد المشهد الداخلي إزاء ملف الوجود الأميركي.

المتحدث باسم البنتاغون الميجور جنرال بات رايدر أكد في بيان أن هذه القوات جزء من جهود التحالف الدولي في دعم العراق ضد تنظيم “داعش”، إلا أن هذا التبرير لم يهدئ من هواجس بعض القوى السياسية، خاصة تلك المرتبطة بمحور إيران، والتي ترى أن واشنطن تستغل اتفاقية الإطار الاستراتيجي لنقل قواتها داخل العراق والمنطقة دون رقابة واضحة من الجانب العراقي.

الحكومة العراقية وخطط تطوير التسليح

على صعيد آخر، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال استقباله وفداً من شركة (كاي) الكورية للصناعات الجوية والفضائية، أن الحكومة تعمل على تنويع مصادر التسليح ضمن خطة شاملة لتعزيز قدرات القوات الأمنية. السوداني أشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار تحقيق الإصلاح الأمني ورفع الجهوزية أمام التحديات الداخلية والخارجية.

هذا التوجه الحكومي لتنويع مصادر التسليح يعكس رغبة بغداد في تقليل الاعتماد على الأسلحة الأميركية التي هيمنت على المنظومة الدفاعية العراقية منذ سقوط النظام السابق عام 2003. لكنه في الوقت ذاته يضع الحكومة أمام معادلة صعبة بين الحفاظ على العلاقات الأمنية مع واشنطن وبين استيعاب مطالب القوى المعارضة للوجود الأميركي.

مواقف القوى السياسية الشيعية

القوى السياسية الشيعية المرتبطة بإيران، مثل تحالف الفتح وبعض الفصائل المسلحة، لا تزال تصر على ضرورة إنهاء الوجود الأميركي. التحالف اتهم واشنطن باستغلال الاتفاقيات الثنائية لنقل قواتها دون علم بغداد بما يجري في القواعد العسكرية مثل “عين الأسد” و”حرير” في أربيل.

لكن هذا الموقف المتشدد يقابله صمت ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة، ما يعكس إما إعادة ترتيب الأولويات السياسية أو رغبة في تجنب مواجهة مباشرة في ظل التطورات الإقليمية الراهنة، لا سيما مع احتدام الصراع بين القوى الكبرى في المنطقة.

التحديات أمام بغداد

تواجه الحكومة العراقية تحديات معقدة في التعامل مع ملف الوجود الأميركي، خاصة في ظل استمرار النقاش حول مستقبل الحشد الشعبي ودوره في المعادلة الأمنية العراقية. ورغم طلب بغداد إنهاء مهمة التحالف الدولي في وقت سابق من العام، إلا أن استمرار وجود القوات الأميركية يثير تساؤلات حول مدى استقلالية القرار العراقي في ظل الضغوط الدولية والإقليمية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الوجود الأمیرکی القوى السیاسیة

إقرأ أيضاً:

“جداريات شبابية”.. معرض قادم من الشمال السوري لطلاب مركز أشرعة الشبابي

دمشق-سانا

قدم أربعون شاباً وشابة من هواة الرسم والخط العربي من طلاب مركز أشرعة الشبابي نتاجهم الفني اليوم، في المركز الثقافي في كفرسوسة بدمشق، قادمين من مناطق الشمال السوري بعد سقوط النظام البائد ضمن معرض بعنوان “جداريات شبابية”.

المعرض ضم أكثر من 50 لوحة فنية بأساليب وتقنيات متنوعة وبأحجام كبيرة، عبّر من خلالها الفنانون الشباب عن رؤاهم الفنية ومهاراتهم التي اكتسبوها خلال تدريباتهم في المركز بمدينة عفرين في ريف حلب الشمالي.

وعن المعرض، قال مدير مركز أشرعة الشبابي عمر مشوح في تصريح لمراسل سانا: “عملنا منذ تأسيس المركز عام 2018 على احتضان الطاقات الشابة في الشمال السوري في مدينة عفرين، ومن ثم في مدينتي إدلب والباب من خلال دمج الشباب في هذه المدن مع الشباب المهجرين القادمين من كل المحافظات السورية، وتدريبهم وتنمية مواهبهم للوصول بهم إلى هذه اللحظة، ليكونوا شركاء فاعلين في إعادة إعمار سوريا بالفكر والثقافة والفن والإبداع”.

وأوضح مشوح أن المركز عمل مع شباب في مقتبل العمر في المرحلة الثانوية وبداية المرحلة الجامعية، من خلال برامج تدريبية متنوعة، بهدف التأسيس الفكري لهم وتنمية مواهبهم مع الدعم والتشجيع، مبيناً أن المركز درب أكثر من عشرين ألف شاب وشابة على مدى سبع سنوات، في مختلف المجالات والأنشطة الأدبية والثقافية والفنية والرياضية، وأقام عشرة معارض لهم في مناطق الشمال.

بدوره مدير مركز أشرعة في مدينة عفرين محمود داوود، لفت إلى أن المركز نظم عدة مسابقات في مجالات القراءة والقصة القصيرة وكرة القدم وكرة الطاولة، بالإضافة إلى ألعاب الذكاء ودورات تدريب المدربين، بهدف تحصين الشباب السوري بالفكر والثقافة والفن والرياضة، مشيراً إلى أن المعرض بداية انطلاق نشاط المركز في العاصمة دمشق.

من جهته أكد مدرب الخط العربي غسان سليمان أن المركز استقطب آلاف الشباب لتنمية مواهبهم ورعايتها، وخاصة في فنون الخط العربي التي تعبر عن هويتنا الثقافية، والتي تحتاج للكثير من الجهود للنهوض بها، مبيناً أن المركز يسعى لتقديم كل ما يلزم لتشجيع طلابه، والأخذ بأيديهم على طريق الإبداع.

يذكر أن المعرض يستمر غداً الأحد بين الساعة الـ 11 صباحاً والساعة الـ 4 عصراً في المركز الثقافي في كفرسوسة.

مقالات مشابهة

  • بين ضغوط الداخل وتوازن الخارج.. هل يمهّد السوداني والحكيم لتحالف انتخابي قوي؟
  • السوداني والعبادي يبحثان “كيف الهروب من الشعب الغاضب ضد العملية السياسية؟”
  • رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي: حارب بالعراق .. وترامب يشيد به
  • “جداريات شبابية”.. معرض قادم من الشمال السوري لطلاب مركز أشرعة الشبابي
  • رويترز: واشنطن تهدد «الحكومة العراقية» بعقوبات مشددة!
  • أول تعليق رسمي من الحكومة العراقية حول زيارة وزير الخارجية السوري لبغداد
  • واشنطن تخيّر بغداد: استئناف صادرات نفط الإقليم أو العقوبات
  • الانتخابات والمتغير السوري يؤججان مطالب القوى السنية بإخراج الحشد من المدن
  • العراق في المركز 98 عالمياً بمؤشر “القوة الناعمة”
  • وثائق FBI: اغتيال ترويل كان جزءاً من مخطط أوسع لاستهداف أمريكيين بالعراق