الثورة نت:
2025-04-07@07:05:24 GMT

“لقاء الأربعاء”

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

اليمن الآن لا تحمي أمنها القوميّ فقط، لكنها تدافع عن كل الأمن القوميّ العربي.
هي الآن مركز الثّقل الوازن للخريطة العربية على امتدادها، وهي المعبّرة الآن عن صوت العرب، كلّ العرب، وتخوض إلى جوار غزة معركة الدفاع الأهمّ عن كلّ الأمة.
وعبر تاريخنا فلم تعدم الأمة مركز ثِقَل، بغداد كانت أم القاهرة، صنعاء، الجزائر، أو دمشق! يبقى أن ترفع بلادٌ لاءات الأمة في وجه المستكبرين، وتحمل لواء الفكر الأمميّ الجامع.


لا يتعلق الأمر بعد هذا بالمال، أو بالسلاح، ولكن قبلهما ومرتكزهما الفكر، والعقيدة!
والإدراك الذكيّ لحقيقة أن الأمن القوميّ لكلّ الأمة واحد.
وهذا يعني أن سقوط فلسطين يُضعف كل الأمة، تمامًا كما أن سقوط بغداد أو دمشق أو القاهرة. وإذا حركت من أقصى مغربها يدًا، فسوف تهتزّ بالتّبعيّة أجراس المشرق.
وصنعاء الآن تصنع من قلب الإحباط نصرًا مشهودًا، وتفرض رغم العالمين هيبة العرب، تثبت مكانة الإسلام العزيز، تكسر أميركا بواحا، وتصفع كيان القاذورات بالموقف قبل الصاروخ والمسيّرة، وقبل إسقاط الإف ١٨ فإنّها تُسقط هيبتها في أعماق البحر، وفي أرجاء السماء.
أميركا تفقد أمام اليمن وجهها، تعترف بعدها أننا أسقطنا الإف ١٨، أم نيران صديقة! فسيّان. إنه كبريائها المجروح يدفعها للتخبط، والإنكار، والإحباط، وقلّة الحيلة.
أرى موقفنا لا بعين اليمنيّ الفخور، ولكن بعين كلّ مسلمٍ يفخر بإسلامه، وكلّ عربيٍّ يعتزّ بعروبته. لتبقى الحدود بيننا محض فواصلٍ أنشأها عدو، فيما حدود قلوب الأحرار مفتوحة.
هذا ما يفسّر فخر كلّ عربيٍّ باليمن، وكل مسلمٍ تؤرقه على إسلامه غِيرة المؤمنين الأحرار! بنفس درجة فخرنا لو قامت الجزائر بنفس الدور، أو بغداد، أو حتى الرياض برغم ما كان بيننا.
وهذا يعني أننا نستنكر تخاذل الأمة من حرقة الأخ المحبّ إذ لا تعجبه أحوال أخيه، نقسو بطرحنا للأسباب ذاتها، ولأنها لا تعجبنا أحوال الأمة! ولا نشعر إلا أن كلّ أرجاء الأمة لكل أبنائها وطن!
وهذا إجابةٌ مفتوحةٌ لكل من يتسائل: ما شأنكم ببغداد، بدمشق أو بالقاهرة، بالقدس أو بالمحتلة يافا! لتبقى عاطفة كل جماهير الأمة شاهدةً- رغم الإلهاء وتأجيج الفتنويات والتعامي- على أن أمتنا برغم كل الحواجز المصطنعة البلهاء واحدة.
إن غزة أرضنا،
ونحبها بالفعل حبّنا لصنعاء، ونتألم على إخواننا لأنهم بالفعل إخواننا، تمامًا كما نفخر بمجاهديها في غزة ولبنان، وفي كل مكان.
لأنهم بالفعل إخواننا،
بضعةٌ منّا كما أننا منهم.
وبقدر محبّتنا لإخواننا فإننا نكره العدو،
ونعرف الدخيل، ونحتقر الخونة لأنه لا أحقر ممن يخون أخيه.
ولهذا فصنعاء اليوم عاصمة الأمة،
تمامًا كما أن غزة اليوم عاصمة الأمة.
وبالضبط كما أن فلسطين ليست شأن الفلسطينيين فقط، لكنها شأن كل الأمة.
وإذ يتوغّل العدو اليوم في سوريا، أو في لبنان، فإنه يتوغل في أرض كافة الأمة، ويقتطع من أكباد أبنائها أجمعين.
وكما أن أرض الأمة لا تتجزأ،
أو لا ينبغي بها هذا.
فكذلك شرفها، وكرامتها، وعزّتها.
هزائمها وانتصاراتها.. ودعكم بعدها من المنافقين الغثاء الأراذل.
إن ضمير الأمة الكامن في كلّ لحظةٍ فخرٍ يتوهج.
ولهذا فانتصارات اليمن لا تخصّها وحدها، لكنها انتصارات كلٌ مسلمٍ توّاقٍ للمعالي، وكلّ عربيٍّ ما زالت عروق عروبته تتنفس.
ومن يعتقد بخلاف هذا الأمر، فعليه بالتأكيد أن يقرأ أكثر، في تاريخ كلّ الأمّة.
وبالتأكيد فمن مقتضيات المقاومة ألا تفصل حدود سايكس بيكو؛ حتى بين قلوب أبناء الأمة، من يستشعرون حلاوة النصر في قلوبهم بعد كل بيانٍ للعميد، أو تجمعهم على المحجّة بيانات أبي عبيدة.
فاذكروا الله ذكرًا كثيرًا،
يا كلّ الأمة.
والحمدلله إذ تتجلّى أمام العالمين آيات قدرته سبحانه،
وتأييده لرجالٍ صدقوا، إذ شدّ ساعدهم ورمى!
ألا فسبحانه، هو الله.
وما كانت يا أميركا نيرانٌ صديقة!
وفي صبيحة الأربعاء القادم، في الزاوية ذاتها بإذن الله.
يبقى لنا حديث.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: کما أن

إقرأ أيضاً:

برلماني: رفح الجديدة للمصريين .. ولن نقبل بتصفية القضية الفلسطينية

قال النائب محمد الجبلاوي، عضو مجلس النواب، إن مصر ستظل الداعم الأول للقضية الفلسطينية، موضحًا أن موقفها مشرف وعظيم عبر التاريخ، مضيفًا: “لن تتخلى مصر أبدًا عن دعم الأشقاء الفلسطينيين”.

طلب إحاطة برلماني لغلق عيادات ومراكز التجميل غير المرخصةبرلماني يطالب بسرعة تطبيق الإصلاحات الضريبية لمواجهة تحديات القطاع الصناعيبرلمانية: اقتحام وزير أمن الاحتلال للمسجد الأقصى استخفاف بالقوانين الدوليةبرلماني: الدولة رفعت شعار توفير حياة كريمة للمواطنين

وأضاف الجبلاوي، خلال تصريحاته اليوم، أن مسألة تهجير الفلسطينيين إلى مصر أمر مرفوض تمامًا، فشعب مصر وجيشها وشرطتها ورئيسها يرفضون التهجير، ولن نقبل بتصفية القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أن الادعاءات التي تتردد بشأن تهجير الفلسطينيين إلى رفح الجديدة عارية تمامًا من الصحة، فرفح للمصريين.

وأوضح عضو مجلس النواب أن الاعتداءات والمجازر الإنسانية التي يرتكبها الإسرائيليون بحق الشعب الفلسطيني تتم في ظل صمت المجتمع الدولي، مؤكدًا أن موقف منظمات حقوق الإنسان الدولية غير واضح وغير مفهوم، متسائلًا: “أين دعاة حقوق الإنسان مما يحدث في فلسطين؟ ولماذا هذا الصمت؟”.

وشدد الجبلاوي على أن الشعب المصري يقف خلف الرئيس السيسي في كل القرارات التي يراها مناسبة للدفاع عن أرض مصر، مؤكدًا أن أمن مصر خط أحمر.

مقالات مشابهة

  • هل زيارة قبر النبي من تمام العمرة والحج؟.. دار الإفتاء تجيب
  • صدمة جديدة في أسعار الذهب اليوم الإثنين 7 أبريل 2025.. وهذا سعر عيار 21 الآن
  • آرني سلوت: محمد صلاح ما زال كما هو تمامًا
  • الأربعاء .. انطلاق “جولة الرياض” بمجموع جوائز مالية تتجاوز الـ 24 مليون يورو
  • أميركا تلغي تأشيرة لطالب لبناني.. فما قصّته؟
  • بجوائز تتجاوز 24 مليون يورو| انطلاق “جولة الرياض” من جولات الجياد العربية الأربعاء
  • في السرايا.. لقاء بين اورتاغوس وسلام
  • “اليويفا” يعلن رسميا عن عقوبة مبابي وروديغر بعد احتفالهما “المشين” في لقاء أتلتيكو
  • برلماني: رفح الجديدة للمصريين .. ولن نقبل بتصفية القضية الفلسطينية
  • ياسر جلال: “حب الجمهور هو الجائزة”.. وهذا موقفه من مقالب رامز