صحيفة البلاد:
2025-01-27@19:44:53 GMT

هل هم معجبون بنا؟

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

هل هم معجبون بنا؟

بعيداً عن قاعدة البر، ووجوب أن يسعى الابن، لتحقيق الرضا الكامل من والديه، لينال تذكرة الدخول إلى الجنة، التي حصل عليها، بفضل الدعاء، والحب الناتج عن الطاعة لهما، وبصرف النظرعن أنواع الآباء والأمهات، وهل يصنَّف البعض منهم على أنه من الفئة المرنة السهلة الإرضاء، كما أشار عنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله :” رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما “، أم من الفئة الأخرى التي جعلت من البر أمر عسير -وهي فئة موجودة للأسف -، في كلا الحالتين، الإبن ملزم بالبر حتى يصل إلى مبتغاه الذي خلق من أجله، وهو الجنة، الأمر ليس في البر، بل نقطة أعمق، وسؤال قد يمرّ بأذهاننا جميعاً كآباء وأمهات، ألا وهو:هل أدينا دورنا على أكمل وجه؟ هل وضعنا أمام أعين أبنائنا الحياة بصورة تجعلهم يسيرون بمنهجية صحيحة على اختلاف قناعاتنا في النهج الذي نرمي إليه أو نرميهم إليه؟ سؤال لن نجد له إجابة واضحة، لأنه يتعلق بنفس بشرية تختلف باختلاف أصحابها، فكل ابن يختلف عن الآخر في التفكير، وفي القناعات، وحتى في الشكل، وإن جمعتهم بعض ملامح الاخوة التي تعود إلينا في الأصل.

حيرة ذلك السؤال، كفيلة بأن تجعل من تفكيرنا يدور في فلك دون هوادة، وانشغالنا بالبحث عن المنهج الصحيح، والآمن، يكفي لشعورنا بالقلق والتوتر، الذي يجعلنا نبتعد عن متعة عيش الحياة معهم، فلسنا على استعداد لتلقي استفسار آخر يؤرق منامنا.
لم يخطر في بالي أبداً أن أسأل نفسي السؤال الذي طرحته إحدى الضيفات في برنامج على اليوتيوب ألا وهو : ” هل أبناؤنا معجبون بنا؟

قناعتي بأن أمر وجودي في حياة أبنائي، ووجودهم في حياتي، حتمي لا يحتمل التغيير، فهو ليس من الأمور التي تؤخذ وفقاً للاختيار، بل لعلي أكثر حرية منهم في اتخاذ قرار وجودهم في الدنيا بعد إرادة الله دون اختيار أشكالهم ودواخلهم، إلا أن هذا القرار ليس من ضمن اختياراتهم، فإن كنّا لسنا مخيرين في اختيارنا لبعضنا البعض ، كيف يكون من حقهم أن نعجبهم، أو لا نعجبهم؟

لم يمرّ ذلك اللقاء مع الضيفة مرور الكرام عندي، بقي سؤالها ذاك يثير في نفسي الكثير من الهواجس، جعلتني أسترجع شريط حياتي مع كل ابن على حدى، مع رصد ردود الأفعال حتى أتعرف على مواطن الإعجاب منهم من عدمها، وفي كل مرة أشعر فيها بالشك من الموقف الذي جمعني بأحدهم أكرّر على نفسي :” هل بالضرورة أن أعجبهم؟ وإن لم أعجبهم ما العمل؟ وكيف سأعرف إن كنت أعجبهم أم لا؟ وإن اكتشفت أنني لا أعجبهم، هل سأغير من نفسي حتى أعجبهم؟، الأمر في هذه المرة تعدى مرحلة الرضا من جانبي، ليصبح مقياساً لرضاهم هم عنّي.

لن أفكر بنرجسية صاحب السلطة الأعلى وأقول: أعجبوا بي أم لم يعجبوا، فهم مرغمون على إرضائي، الرضا حالة تسليم. أما الإعجاب فهو حالة اختيار.
ألا نتمنى جميعنا أن يشعر أبناؤنا بالفخر نحونا؟
عن نفسي، عندي يقين أنهم لو أعجبوا بي، سيسعون لإرضائي،وسيكسبون بري. وبهذه النتيجة، سيصلون إلى غايتهم، وسأحصل على غايتي.

eman_bajunaid@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

تعانى مرض نفسي.. طالبة تنهي حياتها بالقفز في نهر النيل بسوهاج

لقيت طالبة مصرعها فى العقد الثانى من العمر تبلغ 23 عامًا، ادعاء غرق، لقيامها بالقفز من أعلى الكوبرى، سبب اضطرابات نفسية وعصبية.

وتعود احداث الواقعه عندما تلقى اللواء صبرى صالح عزب مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور قسم شرطة قسم ثان سوهاج، يفيد بورود بلاغ من الأهالى، قيام المدعوة "منة الله ا م " سن 23 طالبه، ومقيمه دائرة قسم ثان سوهاج، بالقفز بنهر النيل من أعلي الكوبري المشار إليه،  وتمكنت قوات الإنقاذ النهري من إنقاذ وإخراج الفتاه سالفة الذكر، ونقلها لمستشفي سوهاج العام وتوفيت عقب وصولها بسبب إسفكسيا الغرق كما جاء بتقرير المستشفي.

أفاد شاهد الواقعة المدعو "عبد الله م ه" سن 32 حاصل علي ليسانس، ومقيم دائرة قسم ثان سوهاج، بمشاهدته للفتاة المذكورة حال قيامها بالقفز بنهر النيل، من أعلي الكوبري سالف الذكر.

افاد كلًا من:- 
والدة الفتاة المدعوة "ميرفت س ع" سن 48 ربة منزل، شقيق الفتاة المدعو "يوسف" سن 17 طالب، ومقيمان بذات الناحية، بمضمون ما سبق وعللا قيامها بذلك لمعاناتها من إضطرابات نفسية وعصبية ونفيا الشبهة الجنائية.

حرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة مباشره التحقيقات.

مقالات مشابهة

  • استشاري صحة نفسية: المقارنات بين الأبناء تقود إلى تدمير الشخصية
  • حجز مريض نفسي يسب المواطنين في الشارع
  • ضبط مضطرب نفسي يضرب المارة في الشارع
  • خالد جاد الله: كولر قضى على كهربا «نفسيًا» في الأهلي.. ورحيله خسارة كبيرة
  • تعانى مرض نفسي.. طالبة تنهي حياتها بالقفز في نهر النيل بسوهاج
  • دعاء الرضا والقناعة.. اللهم اجعلني شاكرا لأنعمك
  • جاد الله: كولر قضى على كهربا "نفسيًا" في الأهلي .. ورحيله خسارة كبيرة
  • حماس تقدم هدايا للمحتجزات.. وإسرائيل تتحدث عن "رعب نفسي"
  • أخصائي إرشاد نفسي: التأهيل النفسي قبل الزواج يحد من الطلاق بمصر
  • مليون طفل في غزة يحتاجون إلى دعم نفسي