صحيفة البلاد:
2025-04-30@03:00:48 GMT

هل هم معجبون بنا؟

تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT

هل هم معجبون بنا؟

بعيداً عن قاعدة البر، ووجوب أن يسعى الابن، لتحقيق الرضا الكامل من والديه، لينال تذكرة الدخول إلى الجنة، التي حصل عليها، بفضل الدعاء، والحب الناتج عن الطاعة لهما، وبصرف النظرعن أنواع الآباء والأمهات، وهل يصنَّف البعض منهم على أنه من الفئة المرنة السهلة الإرضاء، كما أشار عنهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله :” رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما “، أم من الفئة الأخرى التي جعلت من البر أمر عسير -وهي فئة موجودة للأسف -، في كلا الحالتين، الإبن ملزم بالبر حتى يصل إلى مبتغاه الذي خلق من أجله، وهو الجنة، الأمر ليس في البر، بل نقطة أعمق، وسؤال قد يمرّ بأذهاننا جميعاً كآباء وأمهات، ألا وهو:هل أدينا دورنا على أكمل وجه؟ هل وضعنا أمام أعين أبنائنا الحياة بصورة تجعلهم يسيرون بمنهجية صحيحة على اختلاف قناعاتنا في النهج الذي نرمي إليه أو نرميهم إليه؟ سؤال لن نجد له إجابة واضحة، لأنه يتعلق بنفس بشرية تختلف باختلاف أصحابها، فكل ابن يختلف عن الآخر في التفكير، وفي القناعات، وحتى في الشكل، وإن جمعتهم بعض ملامح الاخوة التي تعود إلينا في الأصل.

حيرة ذلك السؤال، كفيلة بأن تجعل من تفكيرنا يدور في فلك دون هوادة، وانشغالنا بالبحث عن المنهج الصحيح، والآمن، يكفي لشعورنا بالقلق والتوتر، الذي يجعلنا نبتعد عن متعة عيش الحياة معهم، فلسنا على استعداد لتلقي استفسار آخر يؤرق منامنا.
لم يخطر في بالي أبداً أن أسأل نفسي السؤال الذي طرحته إحدى الضيفات في برنامج على اليوتيوب ألا وهو : ” هل أبناؤنا معجبون بنا؟

قناعتي بأن أمر وجودي في حياة أبنائي، ووجودهم في حياتي، حتمي لا يحتمل التغيير، فهو ليس من الأمور التي تؤخذ وفقاً للاختيار، بل لعلي أكثر حرية منهم في اتخاذ قرار وجودهم في الدنيا بعد إرادة الله دون اختيار أشكالهم ودواخلهم، إلا أن هذا القرار ليس من ضمن اختياراتهم، فإن كنّا لسنا مخيرين في اختيارنا لبعضنا البعض ، كيف يكون من حقهم أن نعجبهم، أو لا نعجبهم؟

لم يمرّ ذلك اللقاء مع الضيفة مرور الكرام عندي، بقي سؤالها ذاك يثير في نفسي الكثير من الهواجس، جعلتني أسترجع شريط حياتي مع كل ابن على حدى، مع رصد ردود الأفعال حتى أتعرف على مواطن الإعجاب منهم من عدمها، وفي كل مرة أشعر فيها بالشك من الموقف الذي جمعني بأحدهم أكرّر على نفسي :” هل بالضرورة أن أعجبهم؟ وإن لم أعجبهم ما العمل؟ وكيف سأعرف إن كنت أعجبهم أم لا؟ وإن اكتشفت أنني لا أعجبهم، هل سأغير من نفسي حتى أعجبهم؟، الأمر في هذه المرة تعدى مرحلة الرضا من جانبي، ليصبح مقياساً لرضاهم هم عنّي.

لن أفكر بنرجسية صاحب السلطة الأعلى وأقول: أعجبوا بي أم لم يعجبوا، فهم مرغمون على إرضائي، الرضا حالة تسليم. أما الإعجاب فهو حالة اختيار.
ألا نتمنى جميعنا أن يشعر أبناؤنا بالفخر نحونا؟
عن نفسي، عندي يقين أنهم لو أعجبوا بي، سيسعون لإرضائي،وسيكسبون بري. وبهذه النتيجة، سيصلون إلى غايتهم، وسأحصل على غايتي.

eman_bajunaid@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

بعد واقعة «ياسين».. استشاري نفسي يكشف علامات التحرش الجنسي لدى الأطفال وكيفية اكتشافها ودعمهم (خاص)

تحرش الأطفال.. أثار حادث اغتصاب الطفل ياسين في إحدى مدارس دمنهور، موجة من الغضب والتعاطف عبر منصات السوشيال ميديا، حيث دشن العديد من أولياء الأمور والمواطنين حملة تضامن مع الطفل تحت عنوان «حق ياسين لازم يرجع»، وهو الأمر الذي دعا أولياء الأمور والأهالي إلى البحث حول طرق التحرش الجنسي بالأطفال وكيفية الحفاظ على الأطفال من مثل هذه الظاهرة المشينة التي هزت جموع المواطنين.

وفي هذا السياق، قدّم الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، تفسيرًا علميًا حول كيفية اكتشاف علامات التحرش الجنسي لدى الأطفال، مشيرًا إلى أن هناك عدة مؤشرات نفسية قد تظهر على الطفل الذي تعرض للتحرش.

علامات نفسية تشير إلى تعرض الطفل للتحرش

أوضح الدكتور جمال فرويز، في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع» أن من أبرز العلامات النفسية التي قد تظهر على الطفل، هي اضطراب النوم والميل إلى الانطوائية، مضيفًا أن الطفل الذي تعرض للتحرش قد يظهر عليه خوف غير مبرر من الذهاب إلى أماكن معينة أو مع أشخاص معينين، مشيرًا إلى أن هذا النوع من الأطفال قد يقل شغفه بالأشياء التي كانت تثير اهتمامه من قبل، وتبدأ في الانخفاض من قدراته على التواصل الاجتماعي.

تحرش الأطفال الآثار الجسدية والنفسية للتحرش على الأطفال

وأشار الدكتور فرويز، إلى أن بعض الآثار الجسدية قد تكون مرئية في حال تعرض الطفل للتحرش، مثل وجود آثار غريبة في الملابس الداخلية أو علامات حكة في الجزء الأسفل من الجسم، بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يظهر على الطفل بعد فترة رغبة غريبة في العودة إلى نفس المكان أو الشخص الذي تعرض فيه للتحرش، وهو ما يعد من الأعراض الخطيرة التي تشير إلى تكرار التجربة.

كيف يكتشف الآباء آثار التحرش على أطفالهم؟

أما عن كيفية اكتشاف الآباء لهذه الآثار، أكد الدكتور فرويز، أن الآباء يجب أن يكونوا يقظين لملاحظة التغيرات في سلوك الطفل، ففي حالات التحرش، قد يبدأ الطفل في إظهار سلوكيات غريبة مثل الخوف الشديد من الذهاب مع أحد الأقارب، وقد يلاحظ الوالدان تغييرات في نومه أو سلوكياته اليومية، مثل الانطوائية أو تغيرات في ملامح وجهه، حيث قد يظهر شاحبًا وغير سعيد.

كيفية التعامل مع الطفل ضحية التحرش

دعا أستاذ الطب النفسي، الآباء إلى ضرورة دعم الطفل نفسيًا إذا اكتشفوا تعرضه للتحرش الجنسي، مؤكدًا على أهمية الطمأنة والاحتضان العاطفي للطفل، حيث أن رد فعل الوالدين السريع والمساند يساعد في تقليل الآثار النفسية المترتبة على الحادث، مضيفًا أنه يجب على الآباء تجنب اللوم أو المعاملة القاسية مع الطفل، بل يجب أن يقدموا له بيئة آمنة يشعر فيها بالثقة والقدرة على التعبير عن نفسه.

وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة، أن الآباء يجب أن يكونوا مستعدين للتعامل مع هذا النوع من القضايا بحذر، خاصة في ما يتعلق بالإجراءات القانونية، إذا كان الطفل تحت سن الثلاث سنوات، ينصح بعدم فتح الموضوع معه بشكل مباشر، في حين أن الأطفال فوق سن الأربع سنوات يجب أن يتم إشراكهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بالخطوات المقبلة، مثل الإبلاغ عن المعتدي.

دعم الأطفال تأثير التحرش على تعافي الطفل

وبشأن عملية التعافي، أشار الدكتور فرويز، إلى أن تأثير التحرش يختلف حسب نوع الاعتداء، موضحًا أن التحرش «الناعم»، مثل اللمس من فوق الملابس، قد يكون له تأثيرات نفسية أقل خطورة مقارنة بـ«التحرش القاسي»، الذي يتضمن أفعالًا أكثر عنفًا، مثل دخول الأعضاء التناسلية لجسم الطفل، ففي الحالات الأخيرة، يتعرض الطفل لإصابات جسدية مثل الالتهابات والتهتك في الأنسجة، ما يزيد من تعقيد عملية الشفاء ويستدعي تدخلًا طبيًا مكثفًا.

العلاقة بين التحرش والاضطرابات النفسية المستقبلية

فيما يتعلق بتأثير التحرش على الصحة النفسية للطفل في المستقبل، قال الدكتور جمال فرويز، إن التحرش في الطفولة يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية في مرحلة البلوغ، مؤكدًا أن الأطفال الذين يتعرضون للتحرش قد يعانون من الاكتئاب، ولكن الأعراض قد تتجاوز ذلك لتشمل العزلة الاجتماعية، والكراهية لشخصيات معينة، أو حتى الخوف من أماكن أو مواقف معينة ترتبط بالحالة، مضيفًا أن هذه التأثيرات النفسية قد تبقى كامنة في الطفل طوال حياته، مما يجعل من الضروري تقديم الدعم النفسي المناسب له في مرحلة مبكرة.

اقرأ أيضاًقبل أولى جلسات المحاكمة.. «الطفولة والأمومة» تكلف محاميين للدفاع عن الطفل ياسين

اغتيال براءة طفل دمنهور.. ماذا حدث لـ ياسين في جراج المدرسة الخاصة؟

مقالات مشابهة

  • بعد واقعة «ياسين».. استشاري نفسي يكشف علامات التحرش الجنسي لدى الأطفال وكيفية اكتشافها ودعمهم (خاص)
  • لامين يامال: لا أقارن نفسي بـ ميسي.. وأطمح في تحقيق ما فشل فيه
  • الماضي الذي يأسرنا والبحار التي فرقتنا تجربة مُزنة المسافر السينمائية
  • أحمد مالك: الشهرة المبكرة للممثل تؤثر عليه نفسيًا بالسلب
  • استشاري نفسي: التصدي لظاهرة التنمر يتطلب تكاتفًا أسريًا ومجتمعيًا
  • وزني زاد وكنت بكره نفسي.. كارولين عزمي تكشف عن أسرار في حياتها لأول مرة
  • طبيب نفسي: افتقاد العاطفة يدفع بعض الفتيات للارتباط بتطبيق “شات جي بي تي”
  • طبيب نفسي لـ «الأسبوع»: «علاقة الأب بأولاده سر تعلق الفتيات بشات جي بي تي»
  • طبيب نفسي يكشف سبب وقوع البنات في عشق «شات جي بي تي»
  • نفسيًا وليس رياضيًا.. تحليل أسباب خروج الأهلي من دوري أبطال إفريقيا