الأمة تحت الهيمنة (الصهيونية) فماذا بعد؟
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
يمكن القول إن الأمة العربية بكل قدراتها وإمكانياتها الوطنية والقومية أصبحت تحت الهيمنة الصهيونية -الأمريكية، وإن نظريتي (الفوضى الخلاقة) و(الصدمة والرعب) قد نجحتا في فرض قيمهما على الوطن العربي الأرض والإنسان، وعلى العالم الإسلامي أيضا، نظريتان ابتكرهما (البنتاجون الأمريكي) وعتاولة الصهاينة على إثر سقوط الاتحاد السوفييتي وتفكك دول المعسكر الاشتراكي وإعلان أمريكا على لسان رئيسها (بوش الأب) انتصار الليبرالية على الاشتراكية وأن أمريكا أصبحت عاصمة العالم الحر، من يومها انطلقت الأجهزة الاستخبارية الأمريكية _الصهيونية وبصور وطرق متعددة لتنهش في جسد الأمة باسم الحرية والديمقراطية، وباسم حقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل وباسم الحريات الصحفية وحرية الرأي والتعبير، والشفافية، ومكافحة الفساد، والعدالة الانتقالية، والحكم الرشيد، والانفتاح الاقتصادي والثقافي، والعولمة، ثم تفجرت ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات، وكل هذه الأدوات تم استغلالها وتوظيفها لخدمة المخططات الصهيونية والاستعمارية برعاية أمريكية والتي عطلت كل مهام المنظمات الدولية والقانون الدولي وفرضت قانونها الخاص وحلت هي -أي أمريكا- محل المنظمات الدولية، وأصبحت هي الأمم المتحدة وهي مجلس الأمن الدولي، وهي المعنية بقيادة العالم والمتحكمة بالأنظمة والشعوب ومصيرهما.
على مدى 34عاما استطاعت واشنطن والمنظمات الصهيونية أن تحكما سيطرتهما على العالم، كل العالم وعبر ما يسمى بمنظمات المجتمع المدني ومسميات أخرى لا حصر لها، توصلت واشنطن إلى ضرب كل مقومات الوعي المجتمعي وتمزيق الأنسجة الاجتماعية للشعوب وتطويعها لخدمة الكيان الصهيوني والمنظمات الصهيونية التي تسيطر على مصير العالم برمته بما في ذلك مصير المجتمع الأمريكي _الغربي..!
ما حصل خلال العام الماضي وما يحصل حاليا على خارطة الأمة هو نتاج عمل استخباري صهيوني متواصل منذ أكثر من ثلاثة عقود، عمل ينجز أصحابه اليوم ما كان قد بدأ عام 2003م بسقوط النظام في العراق واحتلال العراق من قبل أمريكا والصهاينة ثم أنجز الشق الأكبر منه عام 2012م، وخلال العام الجاري تم الإجهاز على آخر أهداف المخطط وهو سوريا.
اليوم يمكن القول إن المخطط الصهيوني حقق أهدافه وانتصر الكيان وهذه حقيقة يجب الاعتراف بها دون مكابرة إذا ما رغبت القوى الحية في الأمة أن تعيد ترتيب نفسها وتعيد حساباتها في كل إجراءاتها ومواقفها وطريقة تعاطيها في إدارة الصراع الوجودي مع أعدائها سواءً تعلق الأمر بالأمة على المستوى القومي أو تعلق بمواقفها القطرية أو بمواقف النخب والفعاليات المناهضة للعدو والتي عليها إعادة النظر في كل مواقفها من عدوها وطريقة التعاطي معه..
يجب أن نعترف أن الاختراق قد طال كل الفعاليات المناهضة للعدو وحلفائه أمريكا والقوى التابعة لها عربيا وإسلاميا..!
نعم يجب الإقرار والتسليم بأن محور المقاومة تعرض لأكبر عملية اختراق استخباري، اختراق طال الفعاليات والمجتمعات والأنظمة المناهضة للعدو..!
ومن المهم الاعتراف بهذه الحقيقة، لأن الاعتراف بداية طريق الإصلاح والتحصين وإعادة النظر بكل الوسائل والسبل والمواقف والسلوك..
دفع محور المقاومة الكثير من التضحيات وتعرض لعمليات اختراق قاسية ودامية، إذا ما استثنينا -صنعاء- من أعضاء المحور، فيما الاختراق الصهيوني طال بقية أعضاء المحور بدليل أن إسماعيل هنية اغتيل في غرفة نومه في طهران حيث كان يقيم وهذه كانت أولى مؤشرات الاختراق التي طالت لاحقا قيادة حزب الله وذهب ضحية هذا الاختراق أهم رمز من رموز المقاومة وهو السيد حسن نصر الله الذي لن يعوض فقدانه ولو بعد مائة عام، خسارة السيد حسن نصر الله تفقد أي انتصار بريقه مهما كان هذا الانتصار ومهما حاولنا الحديث عن انتصارات ميدانية أيا كانت فهي لا تعادل فقدان رجل وقائد بحجم ومكانة ودور السيد حسن نصر الله.. الأمر ذاته يتصل بحالة سوريا وسقوط نظامها القومي المقاوم مهما قالوا عنه غير أنه كان درعا للمقاومة وحصنا للأمة والسور الذي تتحطم عليه كل المؤامرات، سقوط سوريا وبالطريقة التي تمت فيه دليل على فداحة الاختراق وحقيقته..!
إن الصهاينة وأدواتهم يعملون بجد في كل أوساط الأمة واستطاعوا أن يزرعوا خلاياهم وعملاءهم في أوساط النخب والفعاليات والمجتمعات التي تم نخرها من الداخل كما ينخر السوس الخشب..!
إن من الأهمية إعادة غربلة المكونات الفاعلة وتنقيتها من الشوائب والأمر ذاته ينسحب على المجتمعات بكل مكوناتها الفاعلة وإعادة وضع استراتيجية مقاومة محصنة بالوعي والاقتناع، وليس بالولاء والخوف والتخويف، إن محور المقاومة لا يجب أن يكون محصورا في نطاق اجتماعي بذاته، بل يجب أن يتكون من كل عربي ومسلم مناهض للعدو الصهيوني والاستعمار، بغض النظر عن انتمائه الديني والمذهبي والفكري والسياسي..
إن مواجهة العدو وإعادة الاعتبار للأمة والذود عن حقوقها لا يجب أن يحصر في توجه بذاته أو في جماعة بذاتها، بل يجب أن يتجند الجميع لمواجهة العدو وحلفائه وفق رؤية وطنية وقومية واضحة ووفق منطلقات وقناعات فكرية وسياسية أكثر وضوحا.. وقبل هذا يجب أن يطلق حوار مفتوح مع كل النخب والفعاليات الفكرية والثقافية والسياسية والدينية في الوسط الاجتماعي العربي قطريا وقوميا للوصول إلى رؤية نضالية وجهادية موحدة عصيّة على الاختراق حتى تتطهر الأوطان والأمة من رجس الخلايا الصهيونية الاستعمارية.. مؤسف أن نجد اليوم أنظمة تدار من قبل المخابرات الأمريكية بزعم أنها أنظمة معتدلة أو مطبعة أو مسالمة، نموذج مصر والخليج والأردن والمغرب وبقية الدول والمكونات باستثناء دول محور المقاومة التي تتعرض للاختراقات الاستخبارية ويتم تجنيد أدوات الاختراق من داخل المحور وخارجه..!
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خلال 8 سنوات فقط.. قصة نجاح شركة العاصمة التي أبهرت العالم بالقصر الرئاسي
شركة العاصمة الإدارية، تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما أبهر القصر الرئاسي بالعاصمة العالم كله وذلك أثناء قمة الثامنة.
شركة العاصمة الإداريةوتعد شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية واحدة من أبرز الشركات القابضة الحكومية المصرية التي تقود مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والذي يُعد من أهم المشروعات التنموية في البلاد.
تأسست الشركة عام 2016 برأس مال مدفوع قدره 6 مليارات جنيه مصري، وتعمل تحت مظلة قانون الاستثمار رقم 8 لسنة 1997.
أهداف الشركة ودورهاتُعنى الشركة بتخطيط وإدارة وتنفيذ وتشغيل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وتملك محفظة أراضٍ شاسعة بلغت 174 ألف فدان حتى يناير 2022.
يقع مقرها الرئيسي في الحي الحكومي داخل العاصمة الإدارية الجديدة، وتعمل في مجال الاستثمار العقاري وتطوير البنية التحتية الحديثة.
الأداء الاقتصادي للشركةحققت الشركة أداءً اقتصاديًا قويًا، حيث بلغت عائداتها في عام 2022 نحو 19.8 مليار جنيه مصري، بينما وصل صافي أرباحها إلى 16.1 مليار جنيه. وقدرت أصول الشركة بنحو 4 تريليونات جنيه في عام 2016، مع رأس مال بلغ 80 مليار جنيه.
أما حجم استثمارات شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية يعكس دورها المحوري في تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات تنموية أخرى، وجاء على لسان الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته لأكاديمية الشرطة أن الشركة تتمتع بقدرات مالية واستثمارية ضخمة كالآتي:
تمتلك الشركة حسابًا بنكيًا بقيمة 80 مليار جنيه.
لديها أموال مستحقة لدى المطورين العقاريين تُقدر بـ 150 مليار جنيه.
أنشأت العديد من المشروعات الضخمة مثل:
المباني الحكومية.
مدينة الثقافة والعلوم.
مسجد مصر والكاتدرائية.
حي المال والأعمال.
مقر الرئاسة.
آلية التمويل والإيرادات للمشروعات
جميع المنشآت الحكومية بالعاصمة تم تمويلها بالكامل من قبل الشركة.
تقوم الشركة بتأجير المباني الحكومية للحكومة، ما يحقق لها إيرادات سنوية تتراوح بين سبعة إلى عشرة مليارات جنيه.
وأشار الرئيس إلى أن الشركة تنتهج النهج ذاته في تطوير مشروعات المدن الجديدة مثل:
المنيا الجديدة.
العلمين الجديدة.
بني سويف الجديدة.
المنصورة الجديدة.
مجلس إدارة الشركة
يتكون مجلس إدارة الشركة من 13 عضوًا، يشملون ممثلين عن:
هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بنسبة 49%.
جهاز مشروعات أراضي القوات المسلحة بنسبة 21.6%.
جهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة بنسبة 29.4%.
قيادات الشركة
ترأس الشركة مجموعة من الكفاءات البارزة، منهم:
خالد عباس (الرئيس الحالي).
أحمد زكي عابدين.
أيمن إسماعيل (أول رئيس لمجلس الإدارة).