محللون: ترامب سيركز على الأسرى ونتنياهو يعرقل المفاوضات
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
شدد محللون سياسيون على ضرورة أن تعيد الإدارة الأميركية حساباتها في مسألة المفاوضات الجارية بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة، والتوقف عن تحميل مسؤولية عرقلة المفاوضات دوما للطرف الأخير و"ذلك من أجل ضمان مصالحها في منطقة الشرق الأوسط".
وأعلنت كل من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) و"الجهاد الإسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" -في بيان مشترك السبت الماضي- أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى بات "أقرب من أي وقف مضى" إذا لم تضع إسرائيل "شروطاً جديدة".
في حين نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن موعد إبرام الصفقة قد يمتد حتى تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، وذلك بعدما كان هناك توجه لتوقيع الاتفاق هذا الشهر.
وقال المدير السابق بوكالة المخابرات المركزية الأميركية برنارد هادسون -في الوقفة التحليلية "مسار الأحداث"- إن فريق ترامب يقوم حاليا بمراقبة الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ورجح أن يقوم بوضع شروط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل وضع خطة مؤقتة لحل مشكلة الأسرى في قطاع غزة.
وشدد هادسون على أن أولوية ترامب ستكون إعادة الأسرى الأميركيين لدى المقاومة في غزة، وحذر من حدوث "تغير كبير" في السياسة الأميركية في حال لم يتم الإفراج عن هؤلاء الأسرى، وقال إن تصور ترامب أن "أي شخص يحتجز رهينة أميركيا سيصبح عدوا للولايات المتحدة" مشير إلى أن التغير سيكون عبر تقديم دعم أكبر لإسرائيل وخيارات أخرى.
إعلانومن جانبه اعترض الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة على كلام هدسون، وقال إن الإدارة الأميركية "لا ترى ما يرتكبه نتنياهو من مجازر وحرب إبادة في قطاع غزة، ولا ترى أنه ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، مطلوبان لدى المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم الحرب في غزة".
ودعا الكاتب الإدارة الأميركية القادمة إلى مراجعة حساباتها من منظور المصالح "لأن غير ذلك سيغلق الباب أمام مسألة اندماج إسرائيل في المنطقة" لافتا إلى أن الأميركيين والإسرائيليين يعتقدون أنهم أضعفوا حركة حماس وحزب الله اللبناني، لكن قراءتهم "تكتيكية" للأمور ولا يمكن البناء عليها إستراتيجيا.
ولم يستبعد أن يلجأ ترامب إلى إيقاف الحرب في غزة "إذا كان في ذلك مصلحة أميركية لتمرير قضايا ومشاريع كبرى في الشرق الأوسط".
ويعول اليمين الإسرائيلي على عودة ترامب إلى البيت الأبيض -كما يقول الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى- من أجل دعم إسرائيل في البقاء في غزة والسيطرة على شمال القطاع.
ويؤكد مصطفى أن نتنياهو يهمه مستقبل الاحتلال في غزة، ولذلك يعمل على عرقلة المفاوضات الجارية من خلال وضع شروط جديدة وإعادة فتح ملفات تم الاتفاق بشأنها، مشيرا إلى وجود إجماع إسرائيلي داخلي بأن نتنياهو هو المعرقل.
وفي نفس السياق، أوضح الحيلة أن حماس ليس من يعرقل المفاوضات بل نتنياهو، فقد كانت هناك بعض البنود الواضحة وتم التوافق عليها بالمرحلة الأولى مثل إطلاق الأطفال وكبار السن والنساء والمرضى، لكن نتنياهو أراد أن يضيف عددا من الجنود على القائمة لإفشال الصفقة، كما قبلت حماس- حسب مصادر- بإطلاق 5 مجندات في المرحلة الأولى بإبداء حسن نية، غير أن نتنياهو تعمد إضافة شروط أخرى.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي أن الوسطاء لديهم ما وصفها بالأفكار الخلاقة لحل العقد التي تعترض المفاوضات، ومنها على سبيل المثال اقتراحهم بأن تكون عودة النازحين الفلسطينيين إلى بيوتهم عبر إشراف طرف ثالث وليس عبر الاحتلال الإسرائيلي.
إعلانيذكر أن الخارجية القطرية أكدت استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة في إطار المناقشات الفنية والتقنية. ودعا الناطق باسمها ماجد الأنصاري -في مؤتمر صحفي بالدوحة- جميع الأطراف للتعاون مع الوساطة القطرية المصرية الأميركية.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تقدير إسرائيلي: الاحتلال سيرفض الخطة العربية ويمنح مهلة أسابيع لمسار المفاوضات
ذكرت أوساط إسرائيلية أن حكومة الاحتلال تمنح فرصة للجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى تحرير الأسرى الإسرائيليين ونهاية سيطرة حماس على قطاع غزة، إلا أنها في الوقت ذاته تحضر خيارا لـ "القتال المكثف في القطاع إذا فشلت الجهود".
ونقلت الكاتبة الإسرائيلية آنا براسكي في مقال نشرته صحيفة"معاريف" عن مصادر حكومية رفيعة قولها إن "إسرائيل تقدم فرصة للطريق الدبلوماسي للوصول إلى اتفاق يتم فيه تحرير الأسرى وألا تبقى حماس في غزة سواء كقوة عسكرية أو كيان مدني".
وأضافت أنه بموجب ذلك فإن "الخطة العربية، التي قد تترك حماس في غزة كتنظيم عسكري على غرار حزب الله في لبنان، غير مقبولة من قبل إسرائيل ولن توافق عليها".
وفيما يتعلق بالجدول الزمني، أشارت المصادر إلى أن "هناك حاجة إلى وقت كافٍ لاستخدام مسار المفاوضات، ولكن هذا الوقت لن يكون غير محدود، والوقت سيكون على مدار أسابيع وليس شهورا طويلة حتى يتضح ما إذا كانت الأمور ستتجه نحو تسوية أو نحو حرب".
وذكرت براسكي أنه "كما هو معروف، بعد اجتماعين ليليين تم عقدهما (الأول كان موسعًا بمشاركة كبار المسؤولين الأمنيين والثاني كان محدودًا بمشاركة رئيس الوزراء وعدد من الوزراء الكبار)، تم اتخاذ قرار بتأجيل إطلاق سراح 602 أسير فلسطيني كانوا من المقرر أن يتم إطلاق سراحهم في المرحلة الأخيرة من الصفقة".
وفي وقت سابق، تحدثت قناة عبرية، عن التوصل لاتفاق مبدئي يتعلق بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من الدفعة السابعة، والذين كان من المفترض الإفراج عنهم يوم السبت الماضي، ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقالت القناة الـ12 العبرية إنه "سيتم نقل جثتين لأسرى إسرائيليين خلال الـ24 ساعة القادمة إلى مصر، وبعد ذلك سيتم الإفراج عن 301 أسير فلسطيني، وهو نصف عدد دفعة الأسرى".
وتابعت: "لاحقا سيتم نقل جثتين إضافيتين لأسرى إسرائيليين، ومن ثم الإفراج عن النصف الثاني من الأسرى الفلسطينيين".