المعركة تحتدم بين حلفاء تركيا من السنة العرب والأكراد: هل تتدخل لنزع الفتيل؟
تاريخ النشر: 25th, December 2024 GMT
25 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: يتصاعد التوتر داخل المشهد السياسي العراقي السني، حيث تدور معركة علنية على النفوذ والتمثيل بين زعيم حزب «تقدّم» محمد الحلبوسي، ورئيس تحالف «عزم» خميس الخنجر، بشأن توزيع المكاسب السياسية فيما يُعرف بـ«الإقليم السني» المفترض.
الخلاف لم يتوقف عند حدود التنافس الداخلي، بل امتد ليشمل السياسي الكردي هوشيار زيباري، القيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني»، والذي بات طرفاً في الصراع بعد تبادل الاتهامات مع الحلبوسي.
والمشهد الداخلي السني لم يغب عن أعين أنقرة، التي تعدّ غالبية الأطراف المتصارعة من حلفائها التقليديين. مراقبون يتوقعون أن تتحرك تركيا لمحاولة تهدئة الأوضاع أو إعادة توجيه التحالفات بما يخدم مصالحها في المنطقة، خاصة في ظل تداخل الملفات السياسية والأمنية.
ولم تكن العلاقات بين «الحزب الديمقراطي الكردستاني» بزعامة مسعود بارزاني، و«حزب تقدُّم» برئاسة محمد الحلبوسي، مستقرة يوماً. تصاعد الخلافات بين الطرفين يعود إلى تباينات حزبية وسياسية متجذرة، تتجدد مع كل منعطف سياسي حاسم. آخر فصول هذا التوتر برزت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، عندما وجه القيادي الكردي هوشيار زيباري اتهامات مباشرة للحلبوسي عبر تغريدة أثارت جدلاً واسعاً، ودفعت الأخير إلى اللجوء للقضاء بتهمة التشهير.
و كتب زيباري على منصة «إكس» ما اعتبره متابعون هجوماً صريحاً ضد الحلبوسي. قال في تغريدته: «هناك جهود لإغراق البلد في أزمة، وعلى رأسها السيد محمد الحلبوسي». هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع اختتام الحلبوسي زيارة إلى الولايات المتحدة، وهو ما أثار تكهنات بأن الانتقادات موجهة لطبيعة تلك الزيارة وأهدافها.
في المقابل، رد الحلبوسي عبر تقديم شكوى قضائية ضد زيباري، متهماً إياه بمحاولة «الإساءة والتحريض». وأظهرت وثيقة مسربة توقيع محامي الحلبوسي، الذي أكد أن تغريدة زيباري تحتوي على «ادعاءات غير دقيقة هدفها التشويه».
أبعاد الخلاف
الخلاف بين الطرفين يتجاوز السجالات الشخصية، فهو يعكس تنافساً سياسياً حاداً بين حزبيهما. تجدد هذا التوتر في سبتمبر الماضي، حين رفض الحلبوسي صفقة تسليح قوات البيشمركة من قبل الولايات المتحدة، معتبراً أنها تهدد المناطق المتنازع عليها بين العرب والكرد.
ويرى مراقبون أن تحركات الحلبوسي الأخيرة تأتي ضمن محاولات لإعادة ترميم مكانته السياسية بعد إقالته من رئاسة البرلمان. ويتهمه خصومه بالسعي للتقرب من القوى والفصائل الشيعية، طمعاً في دعم يتيح له المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
لكن زيباري لم يتوانَ عن الرد، قائلاً إن «اللجوء للقضاء حق طبيعي، لكن القضاء لن يتحول إلى أداة سياسية». وأكد أن لديه ما يكفي من «الدلائل» لدعم مواقفه.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يُشعل الخلاف بين ترامب وإلون ماسك
تسبب مشروع بخصوص الذكاء الاصطناعي في إشعال الخلاف بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورائد الأعمال والملياردير الشهير إلون ماسك.
اقرأ أيضاً: العدوان على غزة يُحفز سلسلة من جرائم الكراهية ضد المسلمين
البابا فرانسيس يشكر مصر بعد إنجاز اتفاق غزة لبنان بعد انتخاب عون رئيساً.. خريطة طريق بدون حزب اللهوسردت شبكة سي إن إن الأمريكية تفاصيل القصة إذ قالت إنه بعد فترة وجيزة من إعلان الرئيس ترامب إقامة مشروع جديد بشأن دعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي قام ماسك بالتشكيك في المشروع برمته.
وقال ماسك في تعليقه عبر موقع إكس (المملوك له) :"هم بالفعل لا يملكون المال، رصيد سوفت بانك يقل عن 10 مليار دولار".
وكان ترامب قد أعلن عن استثمار في شركة جديدة تُدعى "ستارجيت"، وتهدف الشركة الجديدة لدعم البنية التحتية للذكاء الاصطناعي في أمريكا.
ويأتي إعلان ترامب عن الشركة الجديدة بالتعاون مع سوفت بانك وشركة أوبن إيه آي وأوراكل.
وبُناءً على الخطة المُعلنة فإن الشركات المُشار إليها ستستثمر بما قيمته 100 مليون باوند لبداية المشروع، على أن يضخوا 500 مليار دولار في المشروع خلال السنوات المُقبلة.
ولم يرد ترامب أو أحد من إدارته على مزاعم ماسك، وستكشف الأيام المُقبلة عن السؤال بشأن مدى صدق تصريح رائد الأعمال المُشكك في جدوى مشروع الرئيس الأمريكي.
تبذل الولايات المتحدة جهودًا كبيرة لتطوير مجال الذكاء الاصطناعي باعتباره عنصرًا أساسيًا في تعزيز ريادتها التكنولوجية والاقتصادية.
تعمل الحكومة الأمريكية على وضع استراتيجيات وطنية تهدف إلى تسريع البحث والتطوير في هذا المجال، مثل إصدار "خطة المبادرة الوطنية للذكاء الاصطناعي" التي تسعى إلى تعزيز الابتكار وتوسيع نطاق الاستثمار في الأبحاث الأساسية والتطبيقية. تمثل المؤسسات الأكاديمية والمختبرات الحكومية والشركات التكنولوجية الكبرى مثل "مايكروسوفت" و"جوجل" و"أوبن إيه آي" محاور رئيسية في تطوير حلول الذكاء الاصطناعي التي تُستخدم في قطاعات متعددة كالصحة، والتعليم، والطاقة، والدفاع. كما توفر الولايات المتحدة تمويلاً كبيرًا لمشاريع الذكاء الاصطناعي من خلال وكالات مثل وكالة مشاريع البحوث المتطورة للدفاع (DARPA)، التي تدعم الابتكارات الرائدة.
على المستوى التشريعي، تعمل الحكومة الأمريكية على وضع إطار قانوني وأخلاقي لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي وضمان تطويره بطريقة تحترم القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان. تُركّز الجهود أيضًا على بناء قوى عاملة متخصصة من خلال تعزيز برامج التعليم والتدريب في الذكاء الاصطناعي داخل الجامعات والمعاهد.
تسعى أمريكا أيضًا إلى التعاون مع الدول الحليفة والمؤسسات الدولية لوضع معايير عالمية لاستخدام الذكاء الاصطناعي. في الوقت نفسه، تولي اهتمامًا كبيرًا للأمن السيبراني وحماية البيانات لضمان الاستخدام الآمن للتكنولوجيا.
هذه الجهود المتكاملة تُظهر التزام الولايات المتحدة بأن تكون في طليعة الابتكار العالمي في مجال الذكاء الاصطناعي مع الحرص على مواجهة التحديات المرتبطة به.