عبد الباري عطوان

تعيش دولة الاحتلال الإسرائيلي، حكومةً ومُستوطنون، حالةً من الذّعر الهستيري هذه الأيّام بسبب الهجمات الصاروخيّة الباليستيّة من نوع “فِلسطين 2” الفرط صوتيّة، جنبًا إلى جنب مع قصفٍ بالمُسيّرات المُتقدّمة، لقلب يافا المحتلة المسماة “تل أبيب”، وإيقاعها إصابات بشريّة خطيرة، وحرائق ضخمة.

حالة الهستيريا هذا انعكست في أربع علامات فارقة:

الأولى: تهديدات أكثر من مسؤول إسرائيلي بشن عدوان ضخم على اليمن على غرار ما حدث في لبنان وقطاع غزة، وحملات اغتيال تستهدف قادة “أنصار الله” السياسيين والعسكريين خاصَّةً السيّد عبد الملك الحوثي.

الثانية: لُجوء أكثر من مِليونيّ مُستوطن إسرائيلي إلى الملاجئ، وانطلاق صافرات الإنذار في أكثر من 80 موقعًا في فِلسطين المُحتلّة طِوال الأيّام الأربعة الماضية.

الثالثة: إغلاق أجواء مطار اللد (بن غوريون) في وجه الملاحة الجويّة، الأمر الذي أحدث حالةً من الإرباك، والفوضى، والعُزلة، والانهيار المعنوي.

الرابعة: إفشال الاحتفالات الإسرائيليّة بإنجازين كبيرين جرى تحقيقهما وفقًا للصّحف العبريّة، وهُما: فرض وقف إطلاق النّار في لبنان، ووقف الهجمات بالتّالي من الحُدود اللبنانيّة الجنوبيّة، والثّاني بإسقاط النظام السوري الذي كان يُجسّد “سُرّة” محور المُقاومة ودُرّته، وتباهى نتنياهو بأنّه هو الذي لعب الدّور الأكبر في تحقيق هذا النّصر.

يسرائيل كاتس وزير الحرب الصهيوني خرج عن كُل الأعراف الإسرائيليّة المُتّبعة بإقراره رسميًّا وللمرّة الأولى، بالمسؤوليّة عن اغتيال الشهيد إسماعيل هنية في طهران، والسيّد الشّهيد حسن نصر الله في لبنان، وأخيرًا الشّهيد يحيى السنوار في مدينة رفح بالقطاع، وتوعّد بأنّ قادة حركة “أنصار الله” سيُواجهون المصير نفسه، وما حدث في غزة وبيروت من دمارٍ سيتكرّر في صنعاء والحديدة.

أكثر ما يُرعب الإسرائيليين، ويُثير قلق قيادتهم بشقّيها السياسيّ والعسكريّ، وصول الصّواريخ، والمُسيّرات اليمنيّة إلى قلب المُدُن الكُبرى خاصَّةً يافا وحيفا وعسقلان وأم الرشراش (إيلات) ونُزول ملايين المُستوطنين إلى الملاجئ، لأنّ هذا يعني فشل منظومات الدّفاع الجوّي المُتطوّرة جدًّا في اعتراض هذه الصّواريخ، ومنعها من الوصول إلى أهدافها، وعجزها عن توفير الأمن والحماية للمُستوطنين في هذه المُدُن الرئيسيّة ولعلّ تهديدات المسؤولين الإسرائيليين بشنّ هجمات على المُدُن اليمنيّة، يعكس حجم الألم الذي لَحِقَ بهم جرّاء هذه الهجمات.

اللّافت أنّ هذه التّهديدات، ومن قبلها الغارات الجويّة الإسرائيليّة والأمريكيّة والبريطانيّة على صنعاء والحديدة لم تُحقّق أغراضها في ردع الهجمات الصاروخيّة اليمنيّة، ووقف قصفها للعُمُق الإسرائيلي، بل أعطت نتائج عكسيّة تمامًا تجسّدت في مُواصلة إطلاق صواريخ الفرط صوت، والمُسيّرات الانغماسيّة، والأخطر من ذلك إسقاط طائرة أمريكيّة من نوع “إف 18” المُتطوّرة، وإصابة حاملة الطّائرات الأمريكيّة “هاري ترومان” في البحر الأحمر وهُروبها إلى شّماله تمهيدًا للانسِحاب من المِنطقة أُسوةً بسابقاتها آيزنهاور، ولينكولن، والعديد من المُدمّرات البحريّة الأُخرى.

البيانات العسكريّة اليمنيّة التي وردت على لسان العميد يحيى سريع في الأيّام الثّلاثة الماضية أكّدت أنّ قصف يافا وأسدود وعسقلان في العُمُق الإسرائيلي المُحتل ستتواصل طالما استمرّت حرب الإبادة في قطاع غزة، وجرى دعم هذه البيانات بإطلاق المزيد من صواريخ الفرط صوت والمُسيّرات برُدودٍ سريعة ومُباشرة على التّهديدات الإسرائيليّة، ممّا يعني أنّ اليمن لا يخاف وردّ على الصّاع بعدّة صاعات، ويملك نفسًا طويلًا في الصّمود، ومُسْتَعِدٌّ للتّضحية.

اليمن أصبح رأس حربة محور المُقاومة، وجبهته الرئيسيّة بعد أنْ هدأت الأوضاع في لبنان بعد اتّفاق وقف إطلاق النّار، والتزام المُقاومة الإسلاميّة رُغم الخُروقات، ومن غير المُستبعد أن تُقدّم دولة الاحتلال بدعمٍ أمريكيّ، وربّما عربيّ أيضًا، على خِيارين عسكريين رئيسيين في الأيّام القليلة القادمة:

الأوّل: الذّهاب إلى رأس الأخطبوط، أي إيران، حسب التّوصيف الإسرائيلي، بشن هُجوم ثُلاثي مُوسّع إسرائيلي أمريكي بريطاني لتدميره، حسب توصية ديفيد برنيع رئيس الموساد، لأنّ استهداف صنعاء والحديدة مُجدّدًا لن يُوقف الهجمات اليمنيّة بالصّواريخ والمُسيّرات على العُمُق الفِلسطيني المُحتل.

الثاني: تِكرار السّيناريو السوري في صنعاء، أي مُحاولة تقويض واستنزاف حركة “أنصار الله” الحاكمة، من خلال دعم الجماعات والحركات العسكريّة اليمنيّة المُعادية لها بتزويدها بالأسلحة الحديثة، وتوفير غطاء جوّي لقوّاتها المُهاجمة، وتحشيد دعم إقليمي لهذه الخطوة.

شن عدوان ثُلاثي مُوسّع على اليمن قد يفشل، ويُعطي نتائج عكسيّة، والشّيء نفسه يُقال عن الهُجوم المُتوقّع على إيران، وستكون دولة الاحتلال والقواعد التي قد تتعرّض لقصف بآلاف الصّواريخ الباليستيّة والأسرع من الصّوت، لأنّ خسارة محور المُقاومة لآخر ساحاته، وأكثرها قوّةً وفعاليّة، (اليمن) يعني نهاية هذا المحور وقيادته الإيرانيّة، وخلق شرق أوسط جديد بزعامة “إسرائيل الكُبرى”.

اليمن العظيم لن يستسلم، ولن يُهزَم، مثلما يُنبئنا التّاريخ بانتِصاره على كُلّ الغُزاة السّابقة، ولعلّ صُموده أكثر من ثماني سنوات في الحرب الخليجيّة المدعومة أمريكيًّا ضدّه، يُؤكّد أنّه سيصمد في وجه أيّ حربٍ إسرائيليّة- أمريكيّة- بريطانيّة جديدة تستهدفه، فحاضنته الداخليّة قويّة وصلبة وتستعصى على الكسْر بسبب التِفافها حول قيادتها التي تتجسّد في المُظاهرات المِليونيّة الضّخمة كُل يوم جمعة ولعدّة أشهر تضامنًا مع أهلنا في قطاع غزة.. والأيّام بيننا.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الإسرائیلی ة إسرائیلی ة الم قاومة فی لبنان أمریکی ة الیمنی ة أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزير السياحية يناقش آليات زيادة الحركة الوافدة لمصر من إسبانيا وأمريكا اللاتينية

استكمل، شريف فتحي وزير السياحة والآثار، سلسة اللقاءات المهنية التي يعقدها خلال زيارته الحالية للعاصمة الإسبانية مدريد بالجناح المصري المُشارك في فعاليات المعرض السياحي الدولي FITUR2025، حيث التقى مع كل من Juan Carlos Gonzalez الرئيس التنفيذي لشركة Avoris والتي تعتبر إحدى منظمي الرحلات في إسبانيا وأمريكا اللاتينية، وعدد من مسئولي شركة Viajes Carrefour وهي إحدى منظمي الرحلات العاملة بالسوق الإسباني، والوفد المرافق لهما.

وتم خلال هذه اللقاءات استعراض المستجدات التي تشهدها صناعة السياحة في مصر واستراتيجية العمل الحالية بالوزارة، بجانب عرض أبرز المنتجات السياحية التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري، ومناقشة آليات دفع مزيد من الحركة السياحية الوافدة لمصر بصفة عامة ومن السوق الإسباني وأمريكا اللاتينية بصفة خاصة.

وفي لقاء شركة Viajes Carrefour، فقد قام مسئولو الشركة باستعراض حجم أعمال الشركة ومعدلات الحجوزات السياحية إلى مصر خلال الفترة المقبلة، حيث تم الإشارة إلى وجود زيادة في الطلب من إسبانيا على زيارة مصر مؤخراً حيث استقبلت الشركة خلال الفترة من 15 يناير وحتى الآن حجوزات سياحية لمصر من 100 إلى 150 حجز يومياً.

كما تم التطرق للحديث عن بعض منتجات السياحة الدينية والروحية الموجودة بالمقصد السياحي المصري والتي من أبرزها مشروع التجلي الأعظم ومدينة سانت كاترين، ومشروع رحلة مسار العائلة المقدسة في مصر، وذلك في إطار حرص الوزارة على الترويج لهذه الأماكن السياحية وما يتم بها من مشروعات هامة لتطويرها وتحسين تجربة الخدمات السياحية المقدمة بها.

وفي هذا الإطار، تم الاتفاق على قيام الشركة بتنظيم زيارة لمصر خلال شهر فبراير المقبل لمجموعة من شركات ووكالات السفر والسياحة الموجودة في عدة مدن بإسبانيا، للترويج لهذه المنتجات الخاصة بالسياحة الدينية وتعريفهم بالتجربة السياحية الموجودة بها، حيث سيتم خلالها زيارة مدينة سانت كاترين ومنطقة التجلي الاعظم، وبعض نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر منها مجمع الأديان بمصر القديمة وما يتضمنه من مجموعة من الكنائس التي مرت بها العائلة المقدسة خلال رحلتها في مصر وشجرة مريم بالمطرية، وذلك بهدف الترويج السياحي لهذه المنتجات السياحية والعمل على تضمينها ضمن البرامج السياحية التي يتم تنظيمها للسائحين.

وفي لقاء شركة Avoris، أشار الرئيس التنفيذي للشركة إلى أن الشركة ستقوم بتكثيف أعمال الترويج السياحي لمصر في دول كل من المكسيك وكولومبيا بالإضافة إلى إسبانيا.

 وأبدى عن رغبة الشركة في التعاون مع الوزارة ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي لتنفيذ عدد من الحملات الترويجية المشتركة لمصر في هذه الأسواق.

وأوضح أن الشركة ستقوم أيضاً بتنفيذ رحلة تعريفية Fam Trip لمجموعة من وكالات السفر والسياحة العاملة في كل من المكسيك وكولومبيا بهدف جذب مزيد من السائحين من هذه الدول لمصر وخاصة في ظل وجود طلب سياحي بها على مصر، مشيرين إلى أنه سيتم سفر هؤلاء السائحين إلى مصر من خلال الاستفادة من الطيران العارض الموجود لدي للشركة.

وقد شارك في حضور هذه اللقاءات السيد عمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي، والسيد محمد محسن مدير عام المكاتب الخارجية بالإدارة المركزية للمكاتب السياحية بالهيئة، والسيد أحمد نبيل معاون الوزير للطيران والمتابعة.

جدير بالذكر أن السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار عقد خلال زيارته الحالية للعاصمة الإسبانية مدريد لقاءات أخرى مع عدد من ممثلي كبار منظمي الرحلات ووكالات السفر والسياحة وشركات الطيران بالسوق الإسباني وأمريكا اللاتينية والأسواق الأخرى المستهدفة منهم مجموعة TUI العالمية، شركة Explora Traveller & Air Cairo، ووكالة Civitatis، وشركة طيران إيبيريا إكسبريس، وشركة سما للسياحة والسفر.
 

مقالات مشابهة

  • واجهة One UI 7 تصميم مختلف وذكاء اصطناعي يغير قواعد اللعبة
  • باحثة صهيونية تعترف: فشل الهجمات على اليمن وأنصار الله قوة مستقلة 
  • العقوبات على بنك اليمن والكويت.. تحديات للقطاع المصرفي اليمني
  • أستاذ علوم سياسية: تقدير كبير من أوروبا وأمريكا لدور مصر في وقف إطلاق النار بغزة
  • طارق فهمى: تقدير كبير من العواصم الأوروبية وأمريكا لدور مصر فى وقف إطلاق النار بغزة
  • وزير السياحية يناقش آليات زيادة الحركة الوافدة لمصر من إسبانيا وأمريكا اللاتينية
  • الكشف عن سلسلة جديدة منGalaxy S25 بتقنيات ثورية ومزايا مبتكرة
  • النهضة يكسب نقاط النصر بهدفين في دوري عمانتل
  • موجة من العنصرية بعد دعم إيبوني في ستار أكاديمي فرنسا
  • إسرائيل ترحّب بتصنيف ترامب للحوثيين في اليمن "منظمة إرهابية"