موسكو- أحيا أبناء الجالية السورية في موسكو -أمس الاثنين- أول فعالية احتفالية من داخل مقر سفارتهم لدى روسيا، بمناسبة سقوط النظام السابق وتسلّم المعارضة لمقاليد الحكم في البلاد.

وجاء ذلك رغم ما سبق الفعالية من أخبار أوردتها بعض المواقع الإعلامية ومعارضون للنظام السابق، بقيام السفير بشار الجعفري -يوم الثلاثاء الماضي- بمنع أبناء الجالية من الاحتفال داخل مبنى السفارة، وبأنه أبلغ الشرطة ووزارة الخارجية الروسية بأن مجموعة من "المخربين" يخططون لاقتحام السفارة بالقوة وتخريب محتوياتها.

كما ذكرت المصادر نفسها أن الجعفري طلب من الشرطة الروسية فرض طوق أمني في محيط السفارة، وبإبلاغ الجامعات والمعاهد الروسية بتهديد الطلاب السوريين إذا شاركوا بأية فعالية احتفالية بمناسبة تغيير النظام.

لحظة رفع العلم السوري الجديد على مبنى السفارة في موسكو بعد سقوط نظام الأسد (رويترز) موقف الجالية

وضّح الأكاديمي والسياسي السوري ورئيس "الجالية السورية الحرة" في روسيا محمود الحمزة -للجزيرة نت- أن أبناء الجالية تشاوروا مع موظفين في السفارة بخصوص إقامة حفل بمناسبة انتصار الثورة السورية، والذين رحبوا بدورهم بالفكرة وقالوا "السفارة مفتوحة لكم، وهي سفارتكم".

ويضيف أنه "عندما تم تجهيز ما يلزم للاحتفال، قام السفير الجعفري بإبلاغ الأمن الروسي بوجود محاولة لاقتحام السفارة"، مؤكدا أنه تم اكتشاف ذلك من خلال تواجد عناصر الأمن الروسي، كما تواصل معه مسؤول روسي وحذره من محاولة السفير "للإيقاع بمن كان ينوي الحضور من أبناء الجالية إلى مقر السفارة"، وهو ما دفع الجالية لإلغاء الاحتفال الذي كان مقررًا قبل ذلك.

ونفى الحمزة بشدة وجود أي نية سابقة لاقتحام السفارة أو إيذاء أي من العاملين فيها، "بل كان مجرد احتفال بانتصار الشعب السوري" حسب قوله، وأضاف "قام السفير الجعفري بالإعلان عن حفل آخر في السفارة -أمس الاثنين- وبدأ يكتب مقالات عن تأييده للثورة، ويتهجم فيها على الرئيس السابق بشار الأسد، لركوب الموجة الجديدة" حسب تعبيره.

إعلان

وأوضح المتحدث أن عددا قليلا جدًا حضر الاحتفال الذي دعا إليه الجعفري، وقال "هم بالأساس من المقربين من السفارة نفسها، فضلًا عن مجموعة من الطلبة الذين تم إحضارهم بباصات إلى السفارة".

وأضاف رئيس الجالية أنه أبلغ السلطات الروسية أن الجالية السورية تريد أن تلعب دورًا إيجابيا في تحسين العلاقات الروسية السورية، "لأن المشكلة كانت في وجود نظام الأسد الذي انهار، وبالتالي لم تعد هناك مشكلة بين السوريين والروس" حسب وصفه، لافتًا إلى وجود مفاوضات بهذا الخصوص تجري حاليًا بين موسكو ودمشق.

توضيح السفارة

وردا على ذلك، أصدرت السفارة السورية في موسكو بيانًا، أهابت فيه بأبناء الجالية السورية "ضرورة توخي الدقة والحذر من محاولات التحريض والتهييج التي تقوم بها قلة قليلة من أفراد الجالية، بعيدا عن الشعور بأي مسؤولية وطنية في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة من تاريخ وطننا الحبيب".

من جهته، افتتح السفير بشار الجعفري اللقاء مع أبناء الجالية السورية بالتشديد على أن "الاحتفال بالتغيير وانتصار إرادة الشعب السوري في إسقاط عهد الظلم وبداية عهد جديد، يدعو للتفاؤل بغد مشرق".

وفيما يبدو ردًا على الاتهامات التي وجهت إليه بإلغاء احتفال الجالية السورية داخل مبنى السفارة، طالب الجعفري أبناء الجالية بضرورة احترام القوانين الروسية والالتزام بها، والتي تشترط الحصول على إذن مسبق من الجهات المختصة لإجراء أي نشاط أو فعالية جماهيرية.

ورغم سقوط نظام الأسد، لا يزال الجعفري، الذي عين في فبراير/شباط 2021 نائبًا لوزير الخارجية، ومن ثم سفيرًا في موسكو في أكتوبر/تشرين الأول 2022، يواصل القيام بمهامه بهذه الصفة حتى اليوم.

وكانت السفارة السورية في موسكو من أوائل السفارات التي سارعت بالتعليق على سقوط النظام في دمشق، وأصدرت بيانًا في الثامن من ديسمبر/كانون الأول، قالت فيه إن "صفحة جديدة تكتب في تاريخ سوريا، لتدشن عهدًا وميثاقًا وطنيًا يجمع كلمة السوريين، يوحدهم ولا يفرّقهم".

إعلان

وبعد بيان السفارة بساعات قليلة، صرح الجعفري نفسه أن "فرار رأس هذه المنظومة (بشار الأسد) بهذا الشكل البائس والمهين تحت جنح الظلام، وبعيدًا عن الإحساس بالمسؤولية الوطنية، يؤكد صوابية التغيير والأمل بفجر جديد، وإعادة إعمار الإنسان والحجر، وإصلاح الخراب والدمار الذي لحق بسوريا".

السفير الجعفري (يمين) اعتبر أن انتصار إرادة الشعب السوري وإسقاط عهد الظلم يدعو للتفاؤل بغد مشرق (مواقع التواصل) أولوية المصالحة

من جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة موسكو نزار بوش، أن "الشعب السوري يعيش لحظات مصيرية الآن، ويحتاج إلى التهدئة"، مضيفًا أنه "لا توجد عائلة في سوريا -من كافة الأطراف- لم تفقد إنسانًا منها خلال الأحداث العصيبة التي مرت بها البلاد".

وأضاف في حديثه للجزيرة نت، أن الاجتماع الذي جرى في مقر السفارة حمل رسائل إيجابية للشعب السوري عمومًا وإلى الجالية الروسية في روسيا بشكل عام، لجهة التركيز في المرحلة الحالية على إعادة تسوية الأوضاع في البلاد، والعمل سويا لإعادة بناء سوريا الحديثة.

وأضاف أن كلام السفير الجعفري لأبناء الجالية الروسية "كان وفق معايير إيجابية لجهة إطلاق عملية مصالحة حقيقية بين أبناء الشعب السوري، ولتقريب وجهات النظر فيما بينهم، لتجاوز رواسب المرحلة الماضية والانتقال إلى مرحلة جديدة، تكون قادرة على توفير ظروف الاستقرار والازدهار والأمن في البلاد، إضافة لضرورة مشاركة الجميع في عملية إعادة إعمار ما دمرته الحرب، التي امتدت لسنوات طويلة وأنهكت الشعب السوري".

وشدد بوش على أن سوريا "تمر بمخاض معقد الآن يتطلب أعلى درجات اليقظة، على ضوء وجود مؤشرات لمحاولة إبقائها ضعيفة، بما يتناسب مع مصالح بعض الدول التي قد لا تتوافق مع مصالح سوريا كدولة وشعب".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجالیة السوریة أبناء الجالیة الشعب السوری نظام الأسد فی موسکو

إقرأ أيضاً:

محافظ أسوان يشارك في الاحتفال بمرور 125 عاما على تأسيس مستشفى الجرمانية

شارك اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان فى فعاليات الإحتفال بمرور 125 عاماً على إنشاء مستشفى الجرمانية، وذلك بحضور الدكتور القس أندريا زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بجمهورية مصر العربية، والمهندس عمرو لاشين نائب المحافظ، واللواء أيمن الشريف السكرتير العام، فضلاً عن القيادات الأمنية والعسكرية والبرلمانية والتنفيذية والمجتمعية.

وفى كلمته قدم الدكتور إسماعيل كمال خالص التهانى القلبية بهذه المناسبة العزيزة، مؤكداً على أن مستشفى الجرمانية شهدت ملحمة متميزة من تقديم الخدمات الإنسانية والإجتماعية والطبية لكافة أطياف المجتمع المصرى بشكل عام، ولأبناء المجتمع الأسوانى بشكل خاص لتستكمل رسالتها الجليلة بتقديم المزيد من الجهود والرعاية والدعم تواكباً مع ما تشهده الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى من خدمات متنوعة بكافة المجالات لتوفير حياة كريمة للمواطنين.

وأشاد إسماعيل كمال بالدور المجتمعى البناء الذى تقوم به الهيئة الإنجيلية من خلال الخدمات الطبية التى تقدمها مستشفى الجرمانية بأسوان وغيرها من الخدمات الأخرى بإعتبارها شريك أساسى لنا فى المنظومة الطبية.

موضحاً بأن أبناء محافظة أسوان العريقة يتميزون بالروابط الإنسانية والتكاتف والمحبة الإيمانية التى تظهر بوضوح فى الأعياد والمناسبات المختلفة حيث يتشاركون سوياً فى الأفراح والأحزان كنسيج واحد وكتلة واحدة من التلاحم ليعطوا المثل والقدوة فى مبادئ المواطنة الحقيقية، وهذا التماسك يعطى رسالة للعالم بأن مصر هى رمز المحبة والسلام عبر العصور، وشهدت أرضها الطيبة رحلة المسيح عليه السلام، وتوافد آل بيت الرسول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

ومن جانبه قدم القس أندريا زكى شكره لحضور ومشاركة محافظ أسوان، وكافة المشاركين من أبناء المحافظة، مؤكداً على أن هذا الصرح الطبي العريق الذى كان ولا يزال رسالة حياة، ومنارة أمل، وجسراً ممتداً بين المحبة والخدمة الإنسانية حيث شهد المستشفى على مدار الـ 125 عام تطوراً كبيراً من توسيع أقسامه وتحديث معداته، فضلاً عن تطوير خدماته الطبية وتوفير الرعاية الصحية لجميع أبناء الوطن دون أى تمييز، وخاصة لغير القادرين، وتأسيس المستشفى بجهود مخلصة من رجال ونساء آمنوا بأن الصحة حق أساسي لكل إنسان.

كما يقدم المستشفى خدمات لرعاية الأطفال ذوى الإعاقة ويسعى ليس فقط إلى معالجة الإحتياجات الجسدية للأطفال، بل وأيضاً إلى تلبية الإحتياجات الإجتماعية للطفل وأسرته، ونحن فخورون بهذا التاريخ الكبير من العمل المجتمعي المتميز، الذي لم يقتصر فقط على الخدمات الطبية.

بل أمتد أيضاً لتقديم خدمات التدريب المهنى، ودورات تدريبية للغات من أجل مساعدة الناس على تحسين حياتهم ومستوى دخلهم، وكذلك فصول محو الأمية، هذا وقد شهدت فعاليات الإحتفال إقامة صلاة مفتوحة، وفقرات فنية وترنيمة وعروض تقديميه متنوعة.

مقالات مشابهة

  • تزامناً مع زيارة لافروف.. وزير الخارجية السوري يزور أنقرة
  • موسكو: المحادثات الروسية الأمريكية نهاية الأسبوع المقبل 
  • موسكو: المحادثات الروسية الأمريكية نهاية الأسبوع المقبل
  • وفد صيني يلتقي الرئيس السوري وتحفظات على رفع العقوبات
  • في تحول خاطف.. كيف اختفت رموز نظام الأسد من أسواق دمشق وحلّت محلها ألوان الثورة؟
  • ما هو المخفي خلف عودة “اليهود السوريين” لسورية بعد سُقوط الأسد وكيف بارك نظام الشرع عودتهم؟
  • موسكو: الاستعدادات للقمة الروسية الأمريكية لا تزال في مرحلة أولية
  • وزير الخارجية السورية يتلقى دعوة لزيارة العراق بهدف فتح صفحة جديدة
  • أحمد الشرع يلتقي السفير الصيني في دمشق لأول مرة منذ سقوط الأسد
  • محافظ أسوان يشارك في الاحتفال بمرور 125 عاما على تأسيس مستشفى الجرمانية