عقد الجامع الأزهر، اليوم الثلاثاء، ملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة الأسبوعي تحت عنوان «النواحي البلاغية في القرآن الكريم وأثرها في التفسير»، بمشاركة الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر، والدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بالقاهرة، وأدار الملتقى الشيخ أحمد الطباخ، الباحث بالجامع الأزهر، بحضور عدد من الباحثين والطلاب وجمهور الملتقى.

وقال الدكتور محمد عبد المالك، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي، إن بلاغة القرآن الكريم تُعد معجزة خالدة باقية إلى يوم القيامة، إذ جمعت بين أسمى أنواع البيان من معانٍ وبلاغة وبديع. وبيّن أن الله عز وجل أيَّد كل نبي بمعجزة من جنس ما برع فيه قومه، فجاءت معجزة سيدنا محمد ﷺ لتُعجز العرب الذين نبغوا في الفصاحة والبلاغة. فقد كان التحدي واضحًا، كما ورد في القرآن الكريم: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ}، ومع ذلك عجزوا عن معارضته فلجأوا إلى السيوف بدل الحروف.

وأشار إلى أن بلاغة القرآن الكريم كانت لها أثر بالغ في تفسيره، حيث اشتمل على العديد من الأنواع البلاغية مثل التشبيه، والاستعارة، والمقابلة. ولم تخفَ هذه البلاغة على العرب قديمًا، بل شهد لها حتى أشد أعداء القرآن، كالوليد بن المغيرة الذي قال: «إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعلى عليه، وما هو بقول بشر».

وأكد الدكتور ربيع الغفير، أستاذ اللغويات بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر بالقاهرة،  أن أسرار البلاغة في القرآن تتجلى في التفاصيل الدقيقة للتقديم والتأخير، والحذف والذكر، واختيار الألفاظ بعناية فائقة لتناسب السياق والهدف، ولا يحتوي القرآن الكريم على كلمتين مترادفتين تطابقًا تامًا، بل لكل لفظ دلالة تميزه عن غيره، مثل الفرق بين «النور» و«الضياء»؛ حيث النور هو الضوء بلا حرارة، بينما الضياء هو الضوء المصحوب بالحرارة.

وضرب مثالًا من قوله تعالى: «هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً وَٱلۡقَمَرَ نُورًا»، مشيرًا إلى أن الشمس تضئ وتبعث حرارة وتؤثر على من يتعرض لها وقديصوأاراب منها، بينما القمر ينير دون حرارة ولا يؤثر على من يتعرض له.

وأشار إلى أن التقديم والتأخير في القرآن الكريم يتبع قاعدة بلاغية عظيمة ذكرها سيبويه، الذي وضع أسس علم البلاغة بجانب علم النحو، وقال جملة جميلة في التقديم والتأخير، حيث قال: «العرب تُقدّم ما هي به أعنى، وبيانه أهم»، وهذا يظهر جليًا في سياقات مختلفة، مثل تقديم «الإنس» على «الجن» أو العكس، وفقًا لأهمية العنصر في السياق المحدد. وأشار إلى أهمية التفكر في هذه الأسرار لفهم بلاغة القرآن الكريم وأثرها في تفسيره وتدبر معانيه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بلاغة القرآن القرآن الكريم الجامع الأزهر ملتقى الجامع الأزهر المزيد القرآن الکریم فی القرآن

إقرأ أيضاً:

اعتماد نتيجة مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اعتمد اللواء محب حبشي، محافظ بورسعيد، اليوم الاثنين، نتيجة مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني في نسختها الثامنة، والتي تحمل اسم القاريء الشيخ محمد صديق المنشاوي.

 

اعتماد نتيجة مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني

 

اعتماد نتيجة مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الديني

 

جاء ذلك خلال استقبال المحافظ لرئيس لجنة التحكيم الدكتور عبد الكريم صالح، ونائبه الشيخ عبد الفتاح الطاروطي، والمدير التنفيذي والمنسق العام للمسابقة، الإعلامي عادل المصيلحي، واللواء اسامه زعفان، مستشار المحافظ.

ومن جانبه، أشاد محافظ بورسعيد بالمجهودات المبذولة خلال الإعداد والتنفيذ للمسابقة والتي انتهت منافساتها أمس بالمسجد العباسي، حيث تنافس 45 متسابق من 33 دولة في ثلاثة أفرع، هذا وستعلن النتائج النهائية خلال حفل ختام المسابقة المقرر له في الخامسة مساء اليوم بالمركز الثقافي والمذاع على شاشات التليفزيون المصري على الهواء مباشرة.

مقالات مشابهة

  • اعتماد نتيجة مسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم
  • بالصور| حفل توقيع كتاب محمد ﷺ وقصص من القرآن الكريم" للدكتور محمد عبدالحميد
  • الشرطة البريطانية تعتقل رجلا لحرقه القرآن الكريم في بث مباشر
  • وسط أجواء يسودها الهدوء.. دارسو الرواق الأزهري يؤدون اختبارات نهاية المستوى
  • القبض على رجل بعد حرقه نسخة من القرآن الكريم في مانشستر
  • المشرف على الأروقة ومدير الجامع الأزهر يتفقدان اختبارات الدارسين
  • 250 حافظة للقرآن يشاركن في ملتقى بنزوى
  • في الذكرى السنوية للشهيد القائد: المشروع القرآني دستور ومنهاج حياة أحدث تغييراً جذرياً على أرض الواقع
  • وزير الأوقاف: مسابقة بورسعيد الدولية للقرآن الكريم ملتقى عالمي لترسيخ قيم التلاوة
  • الدكتور علي جمعة: منكروا السنة يسعون في الحقيقة لهدم الدين