قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن الإمارات التي تستضيف مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ "كوب 28” في وقت لاحق هذا العام فشلت على مدار عقد في تقديم تقرير عن انبعاثات الميثان إلى الأمم المتحدة.

وتستضف إمارة دبي الإماراتية في "كوب 28" في الفترة بين بين 30 نوفمبر/تشرين الثاني و12 ديسمبر/كانون الأول 2023، بمشاركة نحو 200 دولة، حيث تتناول هذه القمة السنوية كيفية معالجة ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيراته كوكب الأرض.

يُعَدّ غاز الميثان ثاني أكبر مساهم في الاحتباس الحراري بعد ثاني أكسيد الكربون، ويمثّل 30% من مسؤولية ارتفاع درجة الحرارة العالمية منذ الثورة الصناعية.

ويُصنف الميثان من الغازات الدفيئة القوية قصيرة العمر، لسرعة تبدُّده من الغلاف الجوي مقارنة بثاني أكسيد الكربون، لكن درجة تأثيره المحتمل في الاحتباس الحراري أعلى بمعدل 84 مرة من الكربون.

وإضافة للفشل المناخي السابق، قالت الصحيفة أن شركة أدنوك التي يشغل منصب مديرها التنفيذي سلطان الجابر رئيس كوب 28، حددت لنفسها هدفا لخفض انبعاثات الميثان أعلى بكثير من المستوى الذي تدعى أنها وصلت إليه بالفعل.

بل أن الجابر حث البلدان والشركات مؤخرًا على التحلي "بالصدق الشديد" بشأن عدم كفاية العمل العالمي لمكافحة أزمة المناخ.

ونقلت الصحيفة أن ما تم الكشف عنه، والتوسع الضخم المخطط له في الإمارات لإنتاج النفط والغاز ضد النصائح العلمية، يظهران التناقض مع رئاسة الإمارات لقمة المناخ ويقوض مصداقية رئيسها فيما ذهب إليه من تصريحات.

ووفق الصحيفة فقد طلبت هيئة المناخ التابعة للأمم المتحدة من الدول تقديم تقارير عن انبعاثات غاز الميثان كل عامين منذ عام 2014. ولم تقدم الإمارات أي تقارير، على عكس دول النفط في الشرق الأوسط الأخرى بما في ذلك السعودية والكويت وسلطنة عمان.

وذكرت الصحيفة أنه في يوليو/تموز، دعا الجابر الدول إلى تحديث نوع آخر من الطلبات المقدمة إلى الأمم المتحدة، تسمى خطط العمل المناخية المساهمات المحددة وطنيا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ينظر إلى خفض انبعاثات الميثان من إنتاج النفط والغاز على أنه جزء حيوي من العمل المناخي، وأعلنت أدنوك في أكتوبر/ تشرين أول 2022 أنها سوف تستهدف هدف جديد لخفض انبعاثات الميثان من عملياتها في مجال الاستكشاف والتطوير والإنتاج إلى 0.15% بحلول عام 2025 ومع ذلك، فإن تقديرات الشركة لمستوى انبعاثاتها لعام 2022 كانت 0.07٪.

اقرأ أيضاً

إجراء نادر.. الإمارات تسمح لنشطاء المناخ بالتظاهر السلمي خلال كوب 28

وذكرت الصحيفة أن هدف الميثان 0.15٪ أيضًا أعلى من المستوى الذي حققته قطر (0.06٪) والسعودية (0.14٪) في عام 2019، وفقًا لتحليل أجراه علماء في جامعة هارفارد في الولايات المتحدة.

وقدرت العلماء أن انبعاثات غاز الميثان في الإمارات في عام 2019 بنسبة 3.3٪

أبلغت أدنوك عن إجمالي انبعاثات غاز الميثان لديها من عمليات التنقيب عن النفط والغاز في عام 2021 حيث بلغت 38 ألف طن.

ويمثل ذلك 3٪ من إجمالي انبعاثات غاز الميثان في الإمارات من مثل هذه العمليات، وفقًا لبيانات من وكالة الطاقة الدولية.

يبدو أن هذا يتناقض مع البيانات التي تظهر أن أدنوك مسؤولة عن 62٪ من جميع عمليات التنقيب عن النفط والغاز في الإمارات.

ونقلت الصحيفة عن كجيل كون، الباحث في مبادرة اتركه في الأرض: “ترغب الإمارات العربية المتحدة في قيادة العالم في مجال المناخ هذا العام، والميثان هو اختبار حاسم لها.

وذكر أن بناء المشاريع الجديدة للغاز الأحفوري، وتحديد أهداف غير متماسكة لخفض الانبعاثات، والفشل في تقديم تقارير عن انبعاثات غاز الميثان بشكل صحيح، هي ثلاث طرق تظهر بها أبو ظبي التناقض مع قيادتها لجهود قمة المناخ.

وأضاف أنه حتى أفضل شركات العلاقات العامة في العالم لا يمكنها إخفاء حقيقة أننا لن ننقذ المناخ بمزيد من الوقود الأحفوري، مطلوب أفعال وليس أقوال من قائد الجهود المناخية في هذه المرحلة.

من جانبه قال جاريث ريدموند كينج، رئيس البرنامج الدولي في وحدة استخبارات الطاقة والمناخ في المملكة المتحدة إنه لا أحد يتوقع أن يعني أنك البلد المضيف (لقمة المناخ) فلابد أن تكون مثاليا، لكن القيادة تتطلب بعض المصداقية من حيث الطموح والإنجاز وهو ما لم تفعله الإمارات.

اقرأ أيضاً

كوب 28 مقابل مونديال 2030.. بن زايد يتسلم رسالة خطية من محمد السادس

 

المصدر | الجارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الإمارات كوب 28

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة تدعو إلى تكثيف عاجل لجهود التكيف المناخي

أكد برنامج الأمم المتحدة للبيئة ضرورة أن تزيد الدول بشكل عاجل جهود التكيف مع المناخ مهما كانت الظروف، بدءًا بالالتزام بتعزيز تمويل التكيف في مؤتمر الأمم المتحدة التاسع والعشرين للمناخ (كوب 29) الذي يبدأ في غضون أيام في العاصمة الأذربيجانية باكو.
جاء ذلك في تقرير فجوة التكيف لعام 2024 الذي أطلقه البرنامج اليوم والذي شدد على أنه بدون اتخاذ إجراءات فورية، من المرجح أن يتجاوز ارتفاع درجة حرارة الأرض قريبا 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة، وقد تصل حتى إلى ارتفاع كارثي يتراوح بين 2.6 و3.1 درجة مئوية بحلول نهاية القرن.تسريع ثورة الطاقة المتجددةودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في رسالة مرئية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة في 4 مجالات، بما في ذلك تحديد تخطيط وتمويل واحتياجات تنفيذ التكيف بوضوح من خلال خطط عمل وطنية جديدة، وضمان حماية جميع الناس على الأرض من خلال أنظمة إنذار مبكر فعالة بحلول عام 2027، بما يتماشى مع مبادرة الأمم المتحدة للإنذار المبكر للجميع.
أخبار متعلقة الأمم المتحدة تنتقد جهود خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراريمستويات قياسية للاحتباس الحراري تهدد بارتفاع كارثي في درجات الحرارةالقاهرة.. "جودة الحياة" يشارك بوفد المملكة في المنتدى الحضري العالمي .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأمم المتحدة تدعو إلى تكثيف عاجل لجهود التكيف المناخي
وقال غوتيريش: "إن مجموعة العشرين يجب أن تقود جهودًا عالمية لخفض الانبعاثات بنسبة 9% سنويًا حتى عام 2030، والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بسرعة وعدالة، وتسريع ثورة الطاقة المتجددة - "لكي نتمكن من الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة مئوية"، كما هو منصوص عليه في اتفاق باريس للمناخ.
من جهتها أكدت المديرة التنفيذية للبرنامج إنغر أندرسن، أن تغير المناخ يدمر بالفعل المجتمعات في جميع أنحاء العالم، وخاصة الأكثر فقرًا وضعفًا، حيث إن العواصف الهائجة تدمر المنازل، تجتاح الحرائق الغابات، فيما تتدهور الأراضي بسبب الجفاف.
وأضافت أن الناس وسبل عيشهم والطبيعة التي يعتمدون عليها معرضون لخطر حقيقي بسبب عواقب تغير المناخ، وبدون اتخاذ أي إجراء، فإن هذا مجرد معاينة لما يحمله لنا المستقبل.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تدعو إلى تكثيف عاجل لجهود التكيف المناخي
  • «البيئة» تشارك في جلسة «توسيع نطاق العمل المناخي».. وتدعو لتوفير تكنولوجيا تحقق الأمن الغذائي وإدارة المياه.. خبراء: «دعم السكان المحليين وصغار المزارعين وشراكة القطاع الخاص» أبرز الحلول
  • رئيس وزراء أذربيجان يثمّن مبادرات «حكماء المسلمين» في العمل المناخي
  • رئيس وزراء أذربيجان يثمن مبادرات "حكماء المسلمين" في العمل المناخي
  • «الجارديان»: فوز ترامب انتصار لـ«نتنياهو».. لكنه قد لا يحصل على كل ما يريده
  • التغيرات المٌناخية أم الصراعات والحروب؟.. دراسة: التغير المناخي يهدد بخسارة 38 تريليون دولار سنويا .. خبراء: الحروب تجارب للأسلحة وتسبب كوارث مناخية وتوفير التمويلات الخضراء للدول النامية فريضة غائبة
  • رزان المبارك: الإمارات أثبتت ريادتها في العمل المناخي ونتطلع لمزيد من العمل الطموح في “COP29”
  • رزان المبارك: الإمارات أثبتت ريادتها في العمل المناخي
  • وزيرة البيئة تشارك في جلسة "توسيع نطاق العمل المناخي في مصر"
  • وزيرة البيئة تشارك في جلسة "توسيع نطاق العمل المناخي في مصر