في قلب مدينة بيت لحم، حيث وُلد الأمل منذ أكثر من ألفي عام، انطلقت احتفالات عيد الميلاد لهذا العام في ظل أجواء مختلفة تمامًا عن المعتاد، وغابت الزينة التقليدية، وغطى الحزن شوارع المدينة التي شهدت موكب البطريرك بيير باتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، حاملًا رسالة تتجاوز كل الحواجز: «نريد حياة لا موت».

 

«سلام لغزة وأهلها».. رسائل عيد الميلاد في فلسطين 

وانطلق الموكب من بطريركية اللاتين في القدس متجهًا نحو كنيسة مار إلياس، ثم تابع رحلته نحو كنيسة المهد عبر شارع النجمة، وتقدمت الفرق الكشفية موكب البطريرك، ولكن هذه المرة، لم تكن فرق الكشافة تحمل فقط الطبول والأعلام، بل رفعت شعارات تطالب بالسلام والحرية منها «سلام لغزة وأهلها»، و«أوقفوا الإبادة في غزة الآن» لخصت معاناة شعب يرزح تحت الاحتلال، لكنه يرفض أن يُطفئ الأمل في قلوب أبنائه. 

في رسالته بمناسبة عيد الميلاد، أكد البطريرك بيتسابالا أن الاحتفالات تأتي هذا العام في ظل أجواء حزينة، إذ أغلقت أبواب بيت لحم، وأصبحت المدينة رمزًا لمعاناة الشعب الفلسطيني، لكنه أضاف بصوت مفعم بالإيمان: «هذه هي آخر مرة نحتفل بعيد ميلاد حزين، ولن نسمح للحرب أن توقف حياتنا». 

بطريرك القدس يدعو الحجاج من مختلف أنحاء العالم لزيارة بيت لحم 

عيد الميلاد بالنسبة للمسيحيين هو رمز للنور الذي يبدد الظلام، وهكذا أراد البطريرك أن يرسل رسالة أمل رغم كل الصعاب، ودعا الحجاج من مختلف أنحاء العالم لزيارة بيت لحم، قائلاً: «نحن بانتظاركم، لأننا لا نخاف». 

وذكر أن العام الماضي كان صعبا للغاية، لكنه أكد أن الإيمان والرجاء يمنحان القوة للاستمرار وعدم الاستسلام، وأرسل البطريرك رسالة المحبة والسلام من أهل غزة، قائلا: «أوصل تحيات وتهاني الميلاد من اخواننا في غزة كنت هناك بالأمس، وشاهدت حياتهم اليومية، هم شعب لا يستسلم، ونحن أيضا يجب ألا نستسلم».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عيد الميلاد عيد الميلاد في فلسطين عيد الميلاد 2024 فلسطين عید المیلاد بیت لحم

إقرأ أيضاً:

بيت لحم تحيي عيد الميلاد بالصلاة دون احتفالات تضامنا مع غزة

على عكس الأعوام السابقة، لم تتزين بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة بشجرة الميلاد أو أضواء الفرح، بل عاشت اليوم الثلاثاء ليلة عيد الميلاد بأجواء يطغى عليها الحزن تضامنا مع قطاع غزة حيث تتعرض الأرواح البريئة لإبادة جماعية منذ أكثر من عام.

إذ خيّم هدوء غير مألوف على ساحة المهد في قلب مدينة بيت لحم، مهد النبي عيسى عليه السلام، فيما انتشرت قوات الأمن الفلسطينية في محيط كنيسة المهد التي كانت ساحتها شبه فارغة.

وغابت للسنة الثانية على التوالي زينة عيد الميلاد وحشود السياح والحجاج مما يعكس الأجواء الكئيبة في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة.

وتحدث رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان -لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)- عن قراره بعدم وضع شجرة الميلاد هذا العام قائلا "كان من الصعب علينا أن نحتفل وسط هذه المأساة. بيت لحم ليست منفصلة عن غزة، ونحن أردنا أن نعبر عن وحدة الحال بين كل الفلسطينيين. العيد بالنسبة إلينا هذا العام هو صلاة لأجل أرواح الشهداء وأمل في أن ينتهي هذا الظلم".

أما محافظ بيت لحم محمد طه أبو عليا، فأكد أن الأوضاع في بيت لحم تعكس الواقع الفلسطيني بأسره، مؤكدا أن مسؤوليته العمل على تأمين الأجواء المناسبة للشعائر الدينية، لكنه يعلم أن الغصة موجودة في كل بيت، بحسب ما نقلته وفا.

أطفال في ساحة كنيسة المهد يطالبون بوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة (رويترز) "المدينة حزينة"

وسيقتصر الاحتفال في عيد الميلاد على الطقوس الدينية إذ سيتم تنظيم قداس منتصف الليل في الكنيسة بحضور بطريرك القدس اللاتين الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا.

إعلان

ووصل موكب بطريرك القدس اللاتين إلى بيت لحم قادما من القدس المحتلة لترؤس قداس منتصف الليل لمناسبة عيد الميلاد المجيد وفق التقويم الغربي، بحسب ما أكدته وفا.

ونقلت الوكالة تأكيد بطريرك القدس اللاتين في كلمة له لحظة وصوله، أن عيد الميلاد هذا العام يحمل رسالة محبة وسلام في وقت تشتد فيه الحاجة إلى إنهاء الحروب وإحلال العدل والكرامة الإنسانية، إذ إنه للسنة الثانية يمر على بيت لحم ميلاد حزين، والمحلات التجارية مغلقة والمدينة حزينة.

وأشار إلى أنه زار غزة أمس، وشاهد الدمار الشامل، لكن في الوقت ذاته لاحظ "إرادة الشعب الفلسطيني القوية الذي لن يستسلم لكل الدمار والخراب"، مشيرا إلى أن الفلسطينيين ينتمون إلى النور وليس إلى الظلام.

بطريرك القدس اللاتين أكد أن عيد الميلاد يحمل رسالة السلام في وقت تشتد فيه الحاجة إليها (رويترز) غياب السياحة

وتعيش مدينة بيت لحم ظروفا صعبة، كغيرها من المدن والبلدات والقرى والمخيمات في فلسطين، نظرا للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي انعكست على اقتصاد المدينة نتيجة غياب السياح.

وقال يوسف ناصر، وهو صاحب متجر صغير قرب كنيسة المهد، لوكالة الأنباء الفلسطينية، إن "هذا العيد مختلف. كان المحل يعج بالزوار والسياح في مثل هذه الأيام، أما الآن فالشوارع شبه خالية. قلبي مع غزة، لكنني أتيت اليوم لأشارك في القداس، وأدعو أن تكون هذه آخر الأحزان".

وينشر الجيش الإسرائيلي حواجزه في محيط المدينة مما تسبب بتقييد الحركة ومنع الفلسطينيين من مدن أخرى من زيارتها.

مقالات مشابهة

  • رسالة عيد الميلاد لمجلس الكنائس العالمي: "دعوة إلى حياة جديدة وأمل وسلام"
  • مطران القدس: جهود مصر لوقف الحرب لم تتوقف.. ورسالة «الميلاد» هذا العام «انتصار المحبة»
  • في لبنان وغزة وسوريا.. الفرحة بعيد الميلاد تضيع وسط أوجاع العدوان الإسرائيلي
  • بيت لحم تحيي عيد الميلاد بالصلاة دون احتفالات تضامنا مع غزة
  • رسالة ميلادية من البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان: لتعمّ المحبّة بين أبناء الوطن
  • المسيحيون في الشرق الأوسط يحتفلون بعيد الميلاد وسط حالة عدم يقين وخوف كبيرين بالمنطقة
  • البابا تواضروس يهنئ بطريك الأقباط الكاثوليك بعيد الميلاد
  • البابا تواضروس يهنئ الكاثوليك بعيد الميلاد المجيد
  • حليف أردوغان يوجه رسالة إلى تل أبيب: فتح القدس قريب