مرتضى الجرموزي
كَثيرًا ما سعت المعارضة السورية والجماعات والفصائل المسلحة المدعومة من الخارج لإسقاط النظام السوري بزعامة بشار الأسد، وسعيهم لما أسموها سوريا الجديدة، سوريا الحرية والسيادة والديمقراطية.
وبعد سنوات من المخاض العسر ظهر نتنياهو رئيس حكومة الكيان الصهيوني في مقطع فيديو يهدّد ويتوعد بشار الأسد وحذره من ألا يلعب بالنار كما وصف ذلك نتنياهو.
ساعات فقط لم تتجاوز الـ 12 ساعة وبدأت ساعة الصفر، تحَرّكات عسكرية ضخمة للمعارضة السورية والفصائل المسلحة ابتداء من إدلب وفي غضون عشرة أَيَّـام وصلت إلى دمشق وسيطرت على الحكم بعد مغادرة بشار الأسد الأراضي السورية.
وما هي إلّا ساعات فقط وأن قلنا فهي لم تتجاوز الـ 12 ساعة، ليبدأ الكيان الصهيوني بالتوغل في الأراضي السورية من هضبة الجولان وُصُـولًا إلى مناطق واسعة في القنيطرة محتلًّا عشرات الكيلو مترات من الأراضي السورية بما فيها جبلا الحرمون والشيخ الاستراتيجيين بحجّـة تأمين الحدود والمناطق العازلة.
دون أن تتفوه المعارضة وداعموها وممولوها ببنت شفة تجاه الاعتداءات الصهيونية، والتي لم تقف عند هذا الحد، بل ازدادت الشهية والأطماع وأعطت حافزًا قويًّا ومشجعًا لانتهاك السيادة السورية من خلال القصف والاستهداف للعاصمة دمشق وغيرها من المحافظات، مستهدفًا هذه القواعد والمطارات والمواقع العسكرية والمنشآت السيادية والأمنية لجمهورية سوريا وكذلك استهدافه للمنشآت البحرية والموانئ وذلك بأكثر من 350 غارة، وكأن المعارضة مشغولة بالتصفية وملاحقة الخصوم في دمشق وغيرها، لم تسمع تلك الغارات التي أحرقت واستهدفت مخازن الذخيرة والصواريخ ودمّـرت والطائرات الحربية بأنواعها، لم تصدر عن المعارضة والفصائل بيانات الاستنكار لهذا التمادي والإرهاب الصهيوني.
ومع التعامي والصمت المريب يستمر التمادي الصهيوني، وهذه المرة وأثناء القصف الجوي للعاصمة دمشق تهبط عشرات المروحيات في مواقع جبل القلمون بريف دمشق تحمل خبراء وجنود صهاينة وأمريكان؛ بهَدفِ السيطرة على جبل القلمون وتفجير الأسلحة والصواريخ الباليستية وغيرها من الترسانة العسكرية السورية، وتزامنًا بعد الإنزال وأصوات الانفجارات يخطب أحمد الشرع الملقب بالجولاني خطابًا في الجامع الأموي يشيد بالثورة ويتهم نظام بشار أن جعل من سوريا ساحة للتحَرّكات الإيرانية.
عجبًا لهؤلاء القوم كيف بهم لا يرون ولا يسمعون الصهاينة واليهود وهم يعبثون وينتهكون السيادة السورية يوميًّا، غارات جوية وتوغل بري تجاوز عشرات الكيلومترات من جغرافيا سوريا، دون ما همسة أَو كلمة لقطعان المعارضة والجماعات الإرهابية التي جعلت كُـلّ همها هو إسقاط نظام الأسد وشيعة إيران وحزب الله وليست بصدد الحرب مع “إسرائيل”.
وهو ما شجع الكيان الصهيوني وازدادت شهيته الخبيثة التوسعية وبسرعة نحو الأطماع الخبيثة التي يسعى إليها لبناء مشروعه الأبرز والمتمثل بدولة “إسرائيل” الكبرى.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يوجه تحذيرات للإدارة السورية الجديدة
وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، عددا من التحذيرات للإدارة الجديدة في سوريا.
وطالب نتنياهو، في خطاب ألقاه أمام دفعة جديدة من الضباط في حولون في جنوب تل أبيب بجعل جنوب سوريا "منزوع السلاح بالكامل"، مؤكدا أن تل أبيب لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق.
وقال نتنياهو، "لن نسمح لقوات تنظيم هيئة تحرير الشام أو للجيش السوري الجديد بدخول المنطقة جنوب دمشق".
وأضاف "نطالب بالنزع التام للسلاح من جنوب سوريا، في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء".
وقال نتنياهو أيضا "لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية في جنوب سوريا".
وقبل أيام، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن إسرائيل أقامت بهدوء شديد منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، وإنه لا يوجد في الوقت الراهن تاريخ نهائي لاستمرار الاحتفاظ بتلك المنطقة.
وبعد سقوط النظام السوري المخلوع في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا، حيث احتلت المنطقة العازلة واستكملت السيطرة على قمة جبل الشيخ، إضافة إلى توسيع نطاق عملياتها العسكرية في القنيطرة وريف دمشق.
كما شنت غارات جوية مكثفة استهدفت مخازن أسلحة خشية وقوعها في أيدي جماعات مسلحة، وفق ما تزعم.
إعلانوندد الرئيس السوري أحمد الشرع في وقت سابق بتوغل القوات الإسرائيلية، مع تأكيده أن الوضع الراهن في البلاد "لا يسمح بالدخول في أي صراعات جديدة".
وقال إن "الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة".
وتطلب سوريا من إسرائيل سحب قواتها من البلاد. وتقول الأمم المتحدة إن توغل إسرائيل داخل الأراضي السورية يشكل انتهاكا للاتفاقيات الدولية، كما دعت إلى سحب القوات.