تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

قال البطريرك إبراهيم إسحق بطريرك الاقباط الكاثوليك اليوم في عظه الميلاد المجيد بنعمة الله وإلى إخوتنا المطارنة والأساقفة، وإلى أبنائنا الأعزّاء القمامصة والقسوس الرهبان والراهبات المكرسين والمكرسات والشمامسة،

وجميع أبناء الكنيسة القبطيّة الكاثوليكيّة في مصر وبلاد المهجر.

 

« وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف "

 

بفرح وتهليل أهنئكم جميعًا بعيد ميلاد يسوع.

يتميّز عيد الميلاد بمظاهر وعلامات خارجيّة عديدة، مثل المغارة وشجرة الميلاد وغيرها. هي لطيفة طالما أنّها لا تشتّت انتباهنا، بل تساعدنا على أن نعيش المعنى الحقيقيّ والمقدّس لعيد ميلاد يسوع، بحيث لا يكون فرحنا سطحيّا بل عميقًا. 

 

الميلاد: اختيارُ اللهُ البقاءَ معنا

 

يأتي عيد ميلاد  يسوع المسيح، ليجـدّد الـيقين بـأنّ الله حـقّا حـاضـر لنا، يأتي كي يلتقي بنا: «ولد لكم اليوم مخلّص». لـم يـكتف ِ الخالق بـأن يُظهـر لنا آيـات رائـعة أو أن يكلّمنا ليـرشـدنا، بل شـاركـنا حدود إنـسانـيّتنا ووهـبنا آفاق محبته الإلـهيّة.

« أخذ الذي لنا وأعطانا الذي له » كما نردّد في مدائح شهر كيهك. هذا هو سرّ التجسد الذي میّز وما زال يميّز تاريخ الإنسان «لأَنه هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ.. .(يو ٣: ١٦-١٧)

واضاف قائلا اختار عمانوئيل (الله معنا) أن يحضر في تاريخنا البشريّ بحدوده ومآسيه، في عالم يعاني من شر الانقسامات والحروب، ليعلن، بطريقة لا مثيل لها، عن قلب رحيم ومحبٍ للبشر.

 

الميلاد هو لقاء

 

الميلاد قبل كلّ شيء هو لقاء. اللقاء بشخص عمانوئيل، الله معنا، مع كلّ واحد منّا. هو النور الحقيقيّ الذي يهزم الظلمة التي تحاول غمر حياتنا وحياة الإنسانيّة كلّها. «النور أضاء في الظلمة والظلمة لم تدركه» (يو ١، ٥).

من هنا تأتي هدية الميلاد متى قبلنا مولود بيت لحم بقلبنا وحياتنا وسمحنا له أن يدخل ويبارك حياتنا.  فبالميلاد الثاني الفوقاني تعود الحياة ويتعافى الـقلب ويتجـدّد الـرجـاء. ويصير عيد المـيلاد فرصة للاحـتفال بـالـثقة التي تغلب اليأس، والرجاء الذي يهب المعنى، فالله معنا و مازال يثق بنا.

وفي الميلاد، نلتقي حنان ومحبّة الله الذي ينحني فوق محدوديّتنا وضعفنا وخطايانا.

 

الميلاد دعوة ورجاء

 

وقف الله مرّةً وإلى الأبد إلى جانب الإنسان ليخلّصه وينفض عنه غبار بؤسه  ويمحو خطاياه.

ليلة الميلاد يولد رجاء للإنسانيّة بشكل عام وللكنسية بشكل خاصّ. فميلاد يسوع هو مبادرة تجدّد فينا قدرة  التغلّب عــلى القلق الــذي راح يــسيطر عــلى نفوس الكثيرين.  

فأننا نشعر أن جزءاً منّا، وهو الأكرم، مهدور. وبالرغم من تعدّد وتقدّم تقنيات التواصل، صار كثيرون يميلون الي الـبقاء فـي عـزلـة أضعفت قدرتهم عـلى الـتواصـل! فظهرت معاناة فقدان التوازن واختلال الهوية.

في ليلة الميلاد تبيت البشرية، العطشى الي الله، خارج مغارة بيت لحم - مثل الـرعـاة البسطاء- الذين سيقودهـم الـروح الـقدس إلـى مـغارة بـيت لحم، ليلتقوا بمريم ويوسف والطفل تمامًا كما قيل لهم.وبـــعد أن رأى الـــرعـــاة "الله الظاهر في الجسد" أخـــبروا عـــنه بـــما قـــيل لـــهم

فـــصاروا شـــهودًا ومـــعلنين للبشـــرى الـسارّة.

"أَنتُمُ الَّذينَ اختارَهمُ اللهُ فقَدَّسَهم وأَحبَّهم، اِلبَسوا عَواطِفَ الحَنانِ واللُّطْفِ والتَّواضُع والوَداعةِ والصَّبْر". (كول 3: 12)

لنبتهج فـي الـرب يـا أحـبائـي، ولـنفتح قـلوبـنا عـلى احـتياجـات مـن يـنقصهم الـفرح. "فقد أَرادَ الله أَن يُظهِرَ لِلأَجْيالِ الآِتيَة نِعمَتَه الفائِقةَ السَّعة بِلُطفِه لَنا في المسيحِ يسوع" ( اف 2: 7).

لـتساعـدنـا نـعمة مـيلاد المسيح  على الانفتاح والخروج مـن ذواتـنا، لـنكون شـهودًا عـلى مـثال الـرعـاة، الذين لــم يحتفظوا لأنفسهم بفرحه اللقاء بالمخلّص، بل شاركوا اخرين بما اختبروا.

لـيــكن احــتفالــنا وتــبادلــنا الــتهانــي فــي هــذا الــيوم تــعبيرًا عــن فرحة ايماننا أنّ الله مــعنا ويريد أن يرافقنا طريق حياتنا.

 

ختامًا

نرفع صلاتنا متّحدين مع قداسة البابا فرنسيس وأصحاب الغبطة بطاركة الشرق.

نــصلّي مــعا مــن أجــل الــبلاد التي تــعانــي ويــلات الحــرب والــدمــار والأزمــات خاصةً: ســوريــا، والسودان وأوكرانيا وفلسطين.

نـــصلّي مـــن أجـــل وطـــننا الـــغالـــي مـــصر، ومـــن أجـــل ســـيادة رئـــيس الجـــمهوريّـــة عـــبد الـــفتاح الـسيسي وكـل ّ معاونيه، سائلين الرب ان يلـهمهم الـحكمة والتدبير الحسن لمواجهة التحديات المحلية والأزمات الدوليّة

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس

إقرأ أيضاً:

بشير التابعي: المسيح الدجال هينزل الشارع في حالة خسارة الأهلي من بيراميدز

أكد بشير التابعي، لاعب نادي الزمالك السابق، أن مودرن سبورت، كان الأفضل في لقاء أمس أمام الفريق الأبيض، ويستحق الفوز.

وقال بشير، في تصريحات عبر برنامج “بوكس تو بوكس” الذي يذاع على قناة  "etc": "موردن سبورت كان يصل لمرمي الزمالك بسهولة، عكس الزمالك الذي كان يجد صعوبة في التحضير للهجمات".

وتابع: "مودرن كان الأفضل من الزمالك وتغييراته كانت مؤثرة، والفريق متراجع ولم يظهر مثل المباراة السابقة، والفريق متأثر بغياب ناصر ماهر وعبدالله السعيد".

وأضاف: "لا يمكن تقييم مستوي زيزو في الفترة الحالية بسبب عدم حسم ملف تجديد عقده، وأحمل مجلس الإدارة مسئولية تراجع مستوى الفريق بسبب عدم تدعيم صفوف الفريق، وجروس غير مسئول عن الخسارة واللاعيبه خزلت الجماهير".

وواصل: "لا أعرف كيف ينافس الزمالك على لقب الدوري ويخسر من موردن سبورت، الذي ينافس على الهبوط، واللاعيبه لم تقدم المطلوب منها".

وعن مباراة الأهلي وبيراميدز:" في حالة خسارة الأهلي من بيراميدز، المسيح الدجال هينزل الشارع، وأتوقع نهاية المباراة بالتعادل ومن الصعب خسارته".

مقالات مشابهة

  • الأنبا باسيليوس يترأس عيد النور السنوي بكاتدرائية يسوع الملك بالمنيا
  • محاسنُ الشَّريعة العِلمُ الذي سَكَت لما نَطَق
  • «يا رايحين للنبي الغالي».. أسعار وبرامج عمرة شهر شعبان 2025
  • شاهد بالصورة.. السبب الحقيقي الذي دفع ترامب إلى إدراج أنصار الله ضمن قائمة الإرهاب
  • بشير التابعي: المسيح الدجال هينزل الشارع في حالة خسارة الأهلي من بيراميدز
  • الأنبا بشارة جودة يستقبل وفد راهبات قلب يسوع المصريات
  • مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك يلتقي مجمع كهنة الإيبارشية.. صور
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يستقبل الزائر الفرنسيسكاني العام لإقليم العائلة المقدسة
  • سبحان الذي أسرى بعبده.. القرآن لخص تفاصيل ليلة الإسراء والمعراج بهذه الآية
  • عبد المسيح: سأقدم اليوم تصوراً للرئيس نواف سلام لإعادة أموال الناس