اليمن: إسناد مُستمرّ وصمودٌ لا يُكسَر
تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT
مازن السامعي
في متن التاريخ جاء وصفهم بالقوة والبأس الشديد، رجال التحدي في ساحة النزال، هكذا هم أهل اليمن منذ الأزل؛ من يعتدي عليهم يذوق مر العذاب، أَو يعود يجر أذيال الهزيمة والعار بعد التنكيل به، ومن يستنصرهم ينصرونه ولو كلفهم ذلك حياتهم، هم أهل حرب وشجاعة، لم يتربوا على الرفاهية أَو الدلال، بل نشأوا على الكفاح والصبر، وتكيّفوا مع أقسى الظروف وأشد الأزمات.
التاريخ يشهد على بطولاتهم العظيمة التي وثّقتها أعظم الروايات، شعبهم الذي يُعرف بـ”مقبرة الغزاة” لم ينل هذا اللقب اعتباطًا؛ فقد جاءت هذه التسمية نتيجة وقائع تاريخية دامغة، غزاةٌ كُثر أرادوا النيل من اليمن وأهله، لكنهم وجدوا فيها ما لم يجدوه في أي مكان آخر، العثمانيون، الأحباش، البريطانيون، وغيرهم كُثر، جميعهم ذاقوا بأس اليمانيين وقوة صمودهم.
ولا نكتفي هنا بالحديث عن الماضي، فرغم أن إنجازات الأجداد محفورة في صفحات التاريخ، إلا أن الحاضر يكمل تلك الصورة؛ فالعدوان الذي تقوده السعوديّة والإمارات ومن خلفهما أمريكا و”إسرائيل” على الشعب اليمني منذ عشر سنوات يُعد الشاهد الأبرز على صمود وبأس اليمانيين، صبروا على الحصار والدمار، وتحدّوا الظروف، وعزموا على المواجهة والانتصار رغم كُـلّ التحديات.
في ظل العدوان الصهيوني على غزة، لم يكن الشعب اليمني متفرجًا لمشاهد الإبادة الجماعية، بل وقف موقفًا مشرفًا نابعًا من الأصالة والنخوة اليمنية والإيمان والحمية العربية والدين الإسلامي، مصداقًا لقول الله تعالى: “وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”.
رغم المعاناة، أصرّ اليمنيون على مساندة غزة، ولن يمنعهم القصف ولا التهديدات ولا التحشيد الداخلي عبر وكلائهم من الوقوف إلى جانب إخوتهم في فلسطين، فدعمهم كان قرارًا حرًا نابضًا بالعزة والشهامة، مستمدًا من إرادتهم الأصيلة، مستعدون لتحمل كُـلّ تبعات هذا الموقف، وحاضرون لحرب كبرى عالمية.
لن يثنيهم شيء حتى لو اجتمع عليهم طواغيت الأرض إلا وقف العدوان على غزة، هذا هو شعب اليمن، شعبٌ لا ينحني، شعبٌ يستحق أن يُخلَّد اسمه في صفحات العز والشرف، هذه اليمن، يا من جهل تاريخها يقرأ.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
خطوة تفصل بيليفيلد عن كتابة التاريخ في ألمانيا
معتز الشامي (أبوظبي)
في واحدة من أقوى المفاجآت على الإطلاق، أطاح أرمينيا بيليفيلد، من الدرجة الثالثة، باير ليفركوزن من كأس ألمانيا، حيث أصبح على بُعد خطوة واحدة من الفوز باللقب، ويكون وقتها أول فريق من الدرجة الثالثة يحقق هذا الإنجاز في التاريخ.
وفاجأ بيليفيلد، الذي يحتل المركز الرابع في دوري الدرجة الثالثة، باير ليفركوزن بقيادة تشابي ألونسو، بفوزه عليه بنتيجة 2-1، ليُقصيه من كأس ألمانيا.
ولم يخسر ليفركوزن نفسه أي مباراة في الكأس تحت قيادة ألونسو قبل المباراة، وحافظ على سجله خاليًا من الهزائم محليا الموسم الماضي، محققاً ثنائية الدوري والكأس.
وفي عصر «البوندسليجا» منذ عام 1963، أصبح بيليفيلد رابع فريق من الدرجة الثالثة يصل إلى نهائي كأس ألمانيا، بعد يونيون برلين (2001)، وإينرجي كوتبوس (1997)، وهيرتا برلين (1993).
وكانت رحلة بيليفيلد إلى النهائي مميزة، بدأ الفريق بإقصاء هانوفر 96 من الدرجة الثانية، قبل أن يُقصي أندية البوندسليجا يونيون برلين، فرايبورج، فيردر بريمن، ثم ليفركوزن، لم يسبق لأي فريق من الدرجة الثالثة أن هزم 4 أندية من الدرجة الأولى على التوالي في موسم من كأس ألمانيا.
ويتعين عليه التغلب على فريق آخر إما شتوتجارت أو لايبزج - إذا كانوا يريد أن يصبحوا أول فريق من الدرجة الثالثة يفوز بالبطولة على الإطلاق.