في استمرار للأزمة السياسية العميقة التي تمر بها كوريا الجنوبية، أعلن حزب المعارضة الرئيسي عن عزمه اتخاذ خطوات لعزل رئيس الوزراء هان دوك سو، الذي يشغل منصب الرئيس بالإنابة، وذلك بعد أيام فقط من إقالة الرئيس يون سوك يول من قبل البرلمان، يأتي هذا التطور في وقت حساس يشهد فيه البلد اضطرابات سياسية وتحديات دستورية، مما يهدد استقرار السلطة التنفيذية في كوريا الجنوبية.

التصعيد بين الحكومة والمعارضة

أمس الثلاثاء، أعلن حزب "الديمقراطي" المعارض عن خطته للمضي قدمًا في إجراءات عزل رئيس الوزراء هان دوك سو، الذي تولى منصب رئيس الجمهورية بالإنابة بعد إقالة الرئيس يون في 14 ديسمبر.

وتأتي هذه الخطوة على خلفية رفض هان المصادقة على قانونين رئيسيين تقدمت بهما المعارضة، يهدفان إلى تشكيل لجنتين تحقيقيتين مستقلتين حول قضايا فساد هامة تتعلق بالرئيس المعزول وزوجته، وكذلك حول محاولة الرئيس السابق فرض الأحكام العرفية في ديسمبر، ما أحدث انقسامات حادة داخل المجتمع السياسي في كوريا الجنوبية.

وفي هذا السياق، أعلن حزب المعارضة أن مهلة الستة أيام التي منحها هان لرفض القانونين لم تعد قائمة، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل تحديًا صارخًا لمطالبهم القانونية.

واعتبر المعارضون رفض هان بمثابة تهرب من تنفيذ العدالة، واعتبروا أنه يعرقل عملية إصلاح النظام السياسي الذي يشهد حالة من الجمود.

تفاصيل القانونين المثيرين للجدل

القانون الأول الذي رفض هان التصديق عليه يتعلق بمحاولة الرئيس المعزول يون سوك يول فرض الأحكام العرفية في الثالث من ديسمبر، في خطوة اعتبرتها المعارضة تهديدًا مباشرًا للديمقراطية وحريات البرلمان.

أما القانون الثاني فيتعلق بالتحقيق في قضايا فساد مرتبطة بزوجة الرئيس المعزول، كي كيون هي، التي تهمها شبهات في العديد من القضايا المالية والإدارية.

وفي الاجتماع الذي عقده هان مع مجلس الوزراء الثلاثاء الماضي، تمسك بموقفه الرافض لتوقيع القانونين، معللًا ذلك بأن إصدار قوانين من هذا النوع يتطلب توافقًا بين الأحزاب السياسية المختلفة.

وأكد أن مثل هذه القوانين يجب أن تخضع لمناقشات واسعة قبل أن يتم تبنيها بشكل رسمي.

المعارضة تتحرك نحو الإقالة

في مقابلة صحفية، أعرب زعيم المعارضة في الجمعية الوطنية، بارك شان-داي، عن استيائه الشديد من موقف الحكومة، قائلًا: "ليس لدينا أي خيار سوى اعتبار هذا الموقف محاولة مستمرة لتمديد الأزمة، من خلال تلاعب سياسي وأسلوب المماطلة".

وأضاف أن المعارضة ستبدأ على الفور في إجراءات عزل هان من منصبه، معتبرين أن هذه الخطوة لا غنى عنها من أجل إتمام عملية محاسبة السلطة التنفيذية.

وفي حال نجحت المعارضة في تنفيذ خطتها، ستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ كوريا الجنوبية التي يتم فيها عزل رئيس وزراء بالإنابة بعد عزل الرئيس الأصلي، وهو ما يثير تساؤلات حول التوازن السياسي داخل مؤسسات الدولة.

هل يتم الإقالة؟

وفقًا للدستور الكوري الجنوبي، يتمتع البرلمان بسلطة عزل الرئيس بأغلبية الثلثين، بينما يمكن عزل رئيس الوزراء بأغلبية بسيطة.

ويعتمد نجاح المعارضة في عزل رئيس الوزراء على تحصيل هذه الأغلبية البسيطة في الجمعية الوطنية، حيث يمتلك حزب المعارضة 192 مقعدًا من أصل 300 في البرلمان.

من جانب آخر، يرى الحزب الحاكم أن عزل رئيس الوزراء يتطلب أغلبية الثلثين، نظرًا لأن هان يشغل منصب "الرئيس بالإنابة"، ما يجعل عملية الإقالة أكثر تعقيدًا من الناحية القانونية.

وفي ظل هذه المنازعة السياسية، يبقى الرئيس يون سوك يول رسميًا في منصبه بانتظار قرار المحكمة الدستورية التي ستبت في صحة إقالته.

ويواجه الرئيس المعزول تهمًا خطيرة تتعلق بمحاولة فرض الأحكام العرفية، وهو ما دفع العديد من الجهات القانونية والسياسية للتحقيق في القضية بشكل مشترك بين الشرطة ووزارة الدفاع ووكالة مكافحة الفساد.

الوضع الراهن وتأثيره على النظام السياسي

تعيش كوريا الجنوبية في ظل أزمة سياسية خانقة، حيث تتصاعد الخلافات بين الحكومة والمعارضة بشأن الإصلاحات الضرورية التي تتطلبها البلاد.

هذه الأزمة قد تؤثر بشكل كبير على استقرار الحكومة، وقد تفتح الباب لمزيد من الصراعات السياسية في المستقبل. ولا يبدو أن هذا الوضع سيحل بسهولة في ظل تمسك كل طرف بموقفه.

في الوقت الذي يركز فيه النظام السياسي على استكمال التحقيقات الدستورية والجنائية المتعلقة بالتمرد والفساد، يظل الشارع الكوري الجنوبي في حالة ترقب، مع توقعات بأن تزداد الضغوط على جميع الأطراف المعنية لتسوية هذه القضية الحاسمة بأسرع وقت ممكن.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: إجراءات اتخاذ خطوات استمرار استقرار اضطرابات الحزب الحاكم الحكومة والمعارضة الرئيس السابق الرئيس المعزول الرئيس يون سوك السلطة التنفيذية المعارضة المصادقة المستقبل المعارض انقسامات بشكل مشترك تساؤلات تشكيل حزب المعارضة الرئيسي حزب الحاكم رئيس الجمهورية عزل الرئيس كوريا الجنوبية مؤسسات الدولة عزل رئیس الوزراء الرئیس المعزول کوریا الجنوبیة الرئیس یون

إقرأ أيضاً:

سيناريو مفاجئ من المعارضة: رئيس الجمهورية يافاش.. ورئيس الوزراء إمام أوغلو

أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، أوزغور أوزَل، أن حزبه يعتبر أكرم إمام أوغلو مرشحه الوحيد لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، موضحًا أن الحزب مستعد لجميع السيناريوهات، بما في ذلك احتمالية عدم تمكن إمام أوغلو من الترشح بسبب الملاحقات القضائية.

“لا رجعة عن ترشيح إمام أوغلو”
وفي مقابلة مع الإعلامي فاتح ألتايلي على قناته في يوتيوب، قال أوزَل: “خطتنا من الألف إلى الياء هي ترشيح أكرم إمام أوغلو. لا أنا ولا هو يمكننا التراجع، لأن خلفه دعم 15.5 مليون مواطن. لم يعد مرشح حزب الشعب الجمهوري فقط، بل أصبح مرشحًا لتركيا كلها”.

اقرأ أيضا

دولت بهتشلي يشن هجوما لاذعا على خبير الزلازل التركي جلال…

الثلاثاء 29 أبريل 2025

سيناريو السجن: “رئيس الجمهورية يافاش، ورئيس الوزراء إمام أوغلو”
أوزَل أوضح أن الحزب لن يتراجع إذا ما بقي إمام أوغلو في السجن، قائلاً: “سأصعد على الحافلة، وسيكون منصور يافاش في مدينة أخرى. تمامًا كما تم إيجاد حل لترشح الرئيس أردوغان في الماضي، سنجد نحن أيضًا حلاً. قد ننتقل بسرعة إلى النظام البرلماني المعزز، ننتخب رئيسًا للجمهورية محايدًا مثل منصور يافاش، ويكون إمام أوغلو رئيسًا للوزراء”.

مقالات مشابهة

  • رئيس وزراء كوريا الجنوبية السابق يعلن ترشحه للرئاسة
  • رئيس كوريا الجنوبية المؤقت يعلن الاستقالة
  • رئيس كوريا الجنوبية المؤقت يترك منصبه وسط أزمة دستورية
  • رئيس كوريا الجنوبية السابق يون يواجه تهم بإساءة استخدام السلطة
  • حاول فرض الأحكام العرفية.. استقالة الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية هان دك سو من منصبه
  • كوريا الجنوبية.. الرئيس المؤقت يستقيل ويوجه تهماً جديدة للرئيس السابق
  • كوريا الجنوبية.. الرئيس المؤقت يتقدم باستقالته من المنصب
  • نيابة كوريا الجنوبية توجه تهمة إساءة استخدام السلطة للرئيس السابق «يون سوك يول»
  • قضية عقد الألماس والحقيبة الثمينة .. النيابة تداهم منزل رئيس كوريا الجنوبية السابق
  • سيناريو مفاجئ من المعارضة: رئيس الجمهورية يافاش.. ورئيس الوزراء إمام أوغلو