YNP / خاص -
تحركات جديدة لإنعاش المفاوضات بين أطراف الحرب في اليمن، عقب مؤشرات عززت الممخاوف من تجدد العنف في البلاد، في ظل حالة الجمود السياسي، منذ قرابة عام، حيث فشلت المباحثات في تمديد الهدنة الإنسانية التي رعتها الأمم المتحدة وتم الإعلان عنها في أبريل من العام الماضي، وتم تنديدها لفترتين، قبل أن تنتهي في أكتوبر الماضي، وتدخل البلاد في مرحلة هدوء غير معلنة، منذ ذلك الوقت حتى الان.


وفي هذا الإطار جاءت الجولة التي قام بها المبعوث الأممي هانس غرونبرغ في وقت سابق من الشهر الجاري إلى السعودية وسلطنة عمان، ودول خليجية أخرى، التقى خلالها الأطراف اليمنية، وأجرى معها محادثات حول ممكنات العودة إلى طاولة المفاوضات، لإنعاش عملية السلام المتعثرة منذ أكتوبر من العام الماضي، ،وهو ما وضحه المبعوث الأممي في الإحاطة التي قدمها لمجلس الأمن الدولي في جلسته بشأن اليمن الأربعاء الماضي، وتحدث فيها عن جهوده في الوساطة من أجل التوصل إلى اتفاق بين الأطراف اليمنية، كما تطرق إلى هشاشة الوضع وأثره على اليمنيين مؤكدا على الحاجة الملحة للوصول إلى توافق على طريق المضي قدمًا.
وفي أعقاب جولة المبعوث الأممي ومشاوراته مع الأطراف اليمنية وكذا الخليجية، وصل إلى صنعاء أمس الخميس وفد من سلطنة عمان بصجبة رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبدالسلام، في إطار المساعي لإحياء عملية السلام.
وفي توضيح حول أهداف زيارة الوفد العماني لصنعاء، قال رئس الوفد المفاوض محمد عبدالسلام في تصريح لقناة المسيرة التابعة لجماعة أنصار الله، إن الزيارة تأتي في سياق جهود الوساطة العمانية لإحياء العملية التفاوضية وتقييم المرحلة، موضحاً أن الزيارة ستتضمن مشاورات لإحياء العملية التفاوضية ضمن رؤية واضحة تعالج الملفات الإنسانية الأكثر إلحاحاً وتمس كل مواطن يمني.
وأضاف عبدالسلام، إنه يجري العمل على إحياء العملية التفاوضية بدءاً من الملف الإنساني وتداعياته الكارثية سواء في فتح المطارات والموانئ أو صرف المرتبات.
وتابع بالقول: إذا لم تبدأ العملية التفاوضية بتنفيذ البنود الإنسانية فلا يمكن البناء على نوايا إيجابية للطرف الآخر، مضيفاً أنه "لا بد أن يتم البدء من تحسين وضع المطار والموانئ وإزالة الكثير من القيود، لأن الحصار ما يزال قائماً على كل الأصعدة".
وانتقد عبدالسلام موقف مجموعة الرباعية الدولية بشأن اليمن "أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات"، والذي اعتبره موقفاً موحداً في "عرقلة الملف الإنساني".
وبالنظر إلى هذا التحرك الذي طرأ على ملف المفاوضات بعد قرابة عام من الجمود، والذي يأتي بعد تصريحات من جانب صنعاء، بأن حالة اللا سلم واللا حرب لن تستمر، خصوصا وأن الملف الإنساني والاقتصادي لا يزالان معلقين وهو ما يفاقم المعاناة الاقتصادية والمعيشية في البلاد، فإن المحللين يذهبون إلى أن تصريحات صنعاء والتي تضمنت تهديدا بالعودة بالحرب إلى مربعها الأول، وضرب أهداف في أعماق دول التحالف، قد حركت المياه الراكدة، وأعادت المفاوضات إلى الواجهة، على اعتبار أنها المخرج الوحيد من الحرب.

 


المصدر: البوابة الإخبارية اليمنية

كلمات دلالية: يويفا يونيسيف يونيسف يونسكو يوم الولاية يوم القدس العملیة التفاوضیة

إقرأ أيضاً:

بعد هروبه.. الأسد يحول مدينة الياسمين إلى مدينة صور المفقودين

لم تعد العاصمة السورية دمشق أو كما يطلق عليها السوريون مدينة الياسمين كما كانت، فمن زار المدينة قبل اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011 ، كان يشاهد زهرة الياسمين متدلية من على جدران بيوتها القديمة في مشهد مليء بالحياة تفوح منها رائحة عطرة كانت تأسر نفوس من يزور عاصمة الأمويين.

لكن وخلال جولة فريق الجزيرة نت في العاصمة السورية اليوم الأحد لفت انتباهنا كثرة الملصقات والمنشورات لأسماء المفقودين، إذ احتلت كل جدار أو عمود في شوارع دمشق وأرجائها بدلا من زهرة الياسمين.

فبعد هروب الرئيس المخلوع بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي وسقوط نظامه، ودخول الثوار إلى العاصمة السورية هرع الناس إلى السجون والمعتقلات والأفرع الأمنية للبحث عن أبنائهم وأقاربهم الذين اعتقلهم نظام الأسد.

وبالفعل هناك من خرج وذهب إلى أهله، وهناك من خرج فاقدا للذاكرة وتاه في وسط زحمة الأحداث، وهناك من لم يجد أهله له أي أثر لا في السجون ولا بالمعتقلات ولا حتى في بعض الكشوفات القليلة التي وجدت في هذه الأماكن.

ليبدأ الأهالي بعدها مهمة جديدة في البحث عن أبنائهم وأقاربهم وأصدقائهم، فلجؤوا إلى جدران ومعالم مدينة الياسمين وحولوها إلى جداريات لملصقات وضع عليها أسماء المعتقلين المفقودين في عهد النظام الأسد.

معالم دمشق

كان من أبرز الأماكن والمعالم التي لجأ إليها الأهالي ساحة المرجة وخاصة النصب الموجود في وسطها والمعروف بعمود المرجة، هذا النصب حوله ذوو المعتقلين إلى ملتقى للبحث عن المفقودين.

إعلان

وعلقوا على جدرانه صورا ومعلومات لمئات المعتقلين المفقودين، والتي تحتوي على اسمه الثلاثي ومكان وتاريخ ولادته واسمه والدته وتاريخ اعتقاله أو اختفائه مع رقم للتواصل، فلا يوجد زاوية ولا رقعة في هذا العمود إلا ووضع عليها ملصق لصورة مفقود.

كما أن بعض الملصقات كانت لمعتقلين خرجوا من السجون وهم فاقدون للذاكرة، لم يستطع ذووهم من الوصول إليهم بسرعة لعدة أسباب منها أن بعض المعتقلين من محافظات أخرى بعيدة عن دمشق ولم يستطع أهله الوصول إليه بسرعة، وهناك سبب آخر -بحسب كلام بعض الأهالي- أنهم كانوا فاقدي الأمل بوجود أبنائهم على قيد الحياة لأن أخبارهم انقطعت عنهم منذ اللحظات الأولى لاعتقالهم.

مدخل سوق الحميدية العريق هو الآخر يحتوي على مئات الملصقات لمفقودين لم يتعرف عليهم أحد.

وهناك معالم أخرى استخدمها الأهالي لوضع الملصقات عليها مثل أعمدة جسر الساروت أو الحرية، الذي كان يعرف سابقا بجسر الرئيس، هذا الجسر أكثر الأماكن ازدحاما في دمشق، فهو يربط بين منطقتي البرامكة وأبو رمانة، وأيضا يقطع الجسر الشارع المتجه من ساحة الأمويين إلى جسر فكتوريا.

هذه الملصقات تجدها أين ما تجولت في دمشق لصورة مفقود أو معتقل خرج فاقد الذاكرة، ولم يستطع أهله الوصول إليه.

وكان رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان فضل عبد الغني أفاد بأن عدد المعتقلين والمخفيين قسرا في سوريا بعد إفراغ سجون ومعتقلات نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد يبلغ 112 ألفا و414.

مقالات مشابهة

  • تقارير أمريكية: اليمن يهدد اقتصاد إسرائيل ويتحدى صورتها كقوة إقليمية
  • اليمن وأمريكا إلى المواجهة المنتظرة.. عرض أمريكي لصنعاء يتضمن إزاحة كل خصومها في الداخل والاعتراف والدعم الدولي مقابل التوقف عن إسناد غزة
  • هل تشمل تعديلات الإيجارات القديمة تحريك القيمة أم تحرير العلاقة؟ السجيني يوضح
  • المبعوث الأممي إلى اليمن يكشف هدف زيارته إلى صنعاء
  • المبعوث الأممي يصل إلى صنعاء وسط تقدم في المفاوضات اليمنية-السعودية 
  • لقاء سيدة الجبل حذر من العودة إلى العنف: لانتخاب رئيس للجمهورية
  • مبررات العنف منافذ الإرهاب
  • مركز أبحاث دولي: اليمن يواجه خطر الانزلاق إلى حرب أهلية شاملة مع بداية العام الجديد (ترجمة خاصة)
  • اتفاق سلام وشيك في اليمن.. والمبعوث الأممي يصل صنعاء بشكل عاجل
  • بعد هروبه.. الأسد يحول مدينة الياسمين إلى مدينة صور المفقودين