بوابة الوفد:
2025-01-26@07:11:38 GMT

من حكايات صفية زغلول!!

تاريخ النشر: 24th, December 2024 GMT

السيدة صفية زغلول، رفيقة درب الزعيم سعد زغلول، وزوجته المخلصة، كانت شخصية قوية جدًا، فقد كانت مرادفًا لشخصية سعد،ومعاونًا للزعيم القوى والسياسى الصلد، بعدما تمكنت بإرادة حديدية من تحويل منزل الزوجية، إلى مركز للنضال. صفية زغلول لها حكاية مهمة يجب أن نعيد نشرها حتى لاننسى أن الوفد كان رائدًا فى إشتغال المرأة بالعمل العام!!
> ما يجب أن يُنسب لصفية زغلول أنها قالت عقب اندلاع ثورة 1919 والقبض على سعد زغلول: بيت سعد هو «بيت الأمة».

وهى قصة مهمة يحكيها الكاتب رشاد كامل نقلًا عن وثائق المرحلة قائلًا: «واندلعت الثورة فى اليوم التالى مباشرة وعادت الروح إلى الأمة.. وبعد القبض على سعد زغلول قام «على شعراوى باشا» وكيل الوفد بدعوة باقى أعضاء الوفد لاجتماع طارئ يعقد فى بيته لبحث الموقف، وسمعت «صفية زغلول» بهذا الأمر وثارت ثورة عارمة واتصلت بعلى شعراوى باشا تليفونيًا، فردت عليها زوجته «هدى شعراوى» فطلبت منها صفية التحدث إلى على شعراوى واندهشت بشدة «هدى شعراوى» فلم تكن التقاليد وقتها تسمح لسيدة متزوجة بأن تطلب التحدث مع رجل متزوج فى التليفون.. واستدعت «هدى شعراوى» زوجها للحديث مع «صفية زغلول» وقالت له بحسم وحزم: سمعت أنك ستعقد اجتماعًا للوفد فى بيتك! هذا الاجتماع يجب أن يعقد فى بيت «سعد».
> قال على شعراوى باشا متسائلًا: كيف نعقد الاجتماع فى بيت «سعد باشا» وهو غير موجود؟
> ردت صفية دون تردد: إنه موجود وسوف يكون موجودًا ولو قتله الإنجليز، إن هذا ليس بيت «سعد» إنه «بيت الأمة وقلعة الثورة».
> رد على شعراوى باشا بقوله: لك حق، سنجىء ونعقد الاجتماع فى بيت «سعد باشا»، ولكنى أحب أن أحذرك فقد تتعرضين للمتاعب نتيجة لهذا.. قالت صفية زغلول: بعد أن أخذوه لم تعد لحياتى قيمة، قيمة حياتى وهو هنا.
> وأمرت صفية بفتح أبواب بيت الأمة، وتخصيص كل غرفه للثورة.. وفى اليوم التالى اجتمعت صفية زغلول مع «هدى شعراوى» وحرم «محمد محمود باشا» وقالت هدى شعراوى هانم إنها قامت بكتابة برقيات احتجاج باسم سيدات مصر إلى زوجة المندوب السامى البريطانى،  وإن زوجها «على شعراوى» رئيس الوفد بالنيابة أخذ البرقيات وعرضها فى اجتماع الوفد وعاد إليها متهلل الوجه قائلًا لها: لقد أعجب أعضاء الوفد ببرقيتك حتى إنهم قرروا حفظها فى محضر جلسة الوفد.
> قالت «صفية» إن كتابة الاحتجاجات والبرقيات لا تكفى،  يجب أن تخرج المرأة المصرية إلى الشارع، تخرج جميع النساء إلى الشوارع متظاهرات هاتفات بسقوط الاحتلال.
> قالت حرم «محمد محمود باشا» بحماس: إننى لم أضع قدمى فى الشارع منذ كنت طفلة، ولكنى موافقة على الخروج إلى الشارع حتى لو ضربنا الإنجليز بالرصاص.. ردت السيدة «هدى شعراوى» مستغربة: يضربوننا بالرصاص! لو قتلوا امرأة واحدة فسوف تلتهب مصر كلها.
> قالت «صفية زغلول» وهذا ما نريده تمامًا.. وبالفعل قادت صفية زغلول هذا الاتجاه بمساندة من صديقتها هدى شعراوى ومعها تلميذة هدى وقائدة المظاهرات النسائية سيزا نبراوى ليصبحن النساء الثلاث قصة تستحق التسجيل والتوثيق فى زمن عادت فيه المرأة للخلف مرة أخرى!
> هذا التوثيق المهم الذى نشره الكاتب الكبير رشاد كامل، استكمله الكاتب الكبير مصطفى أمين فى كتابه «من واحد لعشرة» قصة خروج السيدات فى مظاهرات لأول مرة قائلًا: ما كاد «على شعراوى باشا» يعرض الفكرة حتى ثار وهاج وماج كل الأعضاء ورفضوا خروج النساء فى مظاهرة، وكان من رأى الأغلبية أن هذا الفعل وقاحة وقلة حياء! وكان من رأى الأقلية أنها مع تقديرها للوطنية التى أملت هذه الفكرة الجريئة، إلا أن الأغلبية العظمى للشعب تستنكر خروج النساء إلى الشوارع، وأن هذا سوف يقسم الرأى العام فى مسألة فرعية، بينما هو مُجمع لأول مرة على مسألة واحدة هى مسألة الاستقلال، فخروج النساء إلى الشوارع قد يجعل الإنجليز يتهمون الثورة بأنها تدعو إلى الخروج على الدين الإسلامى! وبذلك تنفض أغلبية الشعب عن الثورة!
> وكانت الأغلبية التى تعتبر خروج المرأة إلى الشارع وقاحة وقلة حياء مؤلفة من «على باشا شعراوى» نفسه، و«عبدالعزيز بك فهمى» و«محمد على علوبة» و«جورج بك خياط» و«حسين باشا واصف» و«عبدالخالق باشا مدكور» و«محمود أبو النصر بك» و«عبداللطيف المكباتى بك».. وكانت الأقلية التى رفضت رفضًا دبلوماسيًا خشية انقسام الأمة مؤلفة من «أحمد لطفى السيد بك» و«مصطفى النحاس بك» و«سينوت حنا بك» و«على ماهر بك» ودكتور «حافظ عفيفى». ورغم ذلك خرجت المرأة للمظاهرات وانتصرت إرادة صفية زغلول وسيدات الوفد المصرى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صفية زغلول نور ثورة 1919 بيت الامة سعد زغلول صفیة زغلول فى بیت یجب أن

إقرأ أيضاً:

الديكاميرون.. حكايات "الأيام العشرة" في زمن الطاعون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق يتبوأ كتاب "الديكاميرون"، للكاتب الإيطالي جيوڤاني بوكاشيو، مكانة رفيعة في الأدب العالمي، فبينما يراه البعض المولد الحقيقي للقصة القصيرة في الأدب الغربي، يتجلى إسهامه الكبير في تطوير السرديات الأوروبية، وجعلها أكثر واقعية وأكثر تعبيرًا عن حياة الناس الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. كما يعد موسوعة كاشفة لحياة البشر في القرن الرابع عشر، الذي شهد صعود الطبقة البرجوازية في أوروبا، وما تبع ذلك من تغير في القيم والمواضعات الخلقية والروحية.يحكي الكتاب الذي يعني اسمه "الأيام العشرة"، والذي تُرجم إلى العربية عدة مرات أهمها ما ترجمه صالح علماني، عن عشرة أصدقاء، فيهم ثلاثة رجال وسبع نساء، أرادوا أن يفروا من مدينة "فلورنسا" الملوثة الموبوءة بالطاعون إلى الريف، حيث الطبيعة الخلابة والهواء الطلق الذي يقيهم شر الجائحة. وهناك، اتفقوا على سرد بعض القصص المسلية التي تدرأ عنهم الحزن والاكتئاب الذي زرعه الوباء في أنفسهم، على أن يروي كل منهم حكاية ممتعة كل يوم، وذلك على امتداد عشرة أيام، ليبلغ عددها مائة حكاية. "لا يوجد شيء غير لائق لدرجة ألا يمكن قوله لشخص آخر إذا ما تم استخدام الكلمات المناسبة للتعبير عنه"

 

ويبدو التأثير الهائل الذي خلفته تلك الحكايات على الشاعر المسرحي موليير، الذي استقى نموذج المنافق "طرطوف" -وهو عنوان مسرحية كوميدية- من حكايات "الديكاميرون". كما بدا تأثر بومارشيه بالكتاب في مسرحيته الساخرة "زواج فيجارو "، والتي استقت الكثير من القصة الرابعة من اليوم الثامن، حيث يغرم رئيس كهنة الكنيسة في "فيسولي" بأرملة لا تريده، فتلجأ إلى الحيلة كي تتخلص منه، وتجعله يعاشر خادمتها، ويفضح أمام الجميع. وفي حبكة "زواج فيجارو"، يتعلق الكونت بوصيفة، فتعمد زوجته إلى تبادل الأدوار بينها وبين تلك الوصيفة، حيث ارتدت الزوجة ثياب الوصيفة ليطارحها الغرام بدلًا منها، ثم يرى الكونت الوصيفة ترتدي لباس زوجته وهي مع "فيجارو" فيشك فيها، حتى تنكشف اللعبة أمام الجميع.

وفي عالمنا العربي، ذكر الكاتب الراحل أحمد خالد توفيق أن فكرة "حلقات الرعب" التي كتبها في سلسلته الأشهر "ما وراء الطبيعة" قد استلهمها من "الديكاميرون"، لكن بدلًا من الحديث عن المجون والخيانات الزوجية، كانت حكاياته تدور عن الرعب بتيمات مختلفة.

وفي كتابه "مورفولوجيا سرود بوكاشيو.. الديكاميرون نموذجًا" يطرح الناقد الجزائري الدكتور الرشيد بوشعير وجه التشابه الضخم بين "الديكاميرون" والكتاب الأشهر في السردية العربية "ألف ليلة وليلة"، ليطرح سؤالًا جادًّا عن علاقة بوكاشيو بالتراث السردي العربي الإسلامي، وعن الملابسات التاريخية التي أفضت إلى هذا التواصل، و"عما إذا كان هذا التشابه من باب وقع الحافر على الحافر".

يقول: "شغلت بهذا الموضوع بعد أن طويت آخر صفحة في "الديكاميرون"، ونويت أن أكتب مقالة عنه لنشرها في مجلة ثقافية، ولكن فكرة المقالة اتسعت فأصبحت، بحثًا، ثم اتسعت فباتت كتابًا في نهاية المطاف".

ويلفت بوشعير إلى أن الشاعر المسرحي راسين هو الآخر قد نهل من "الديكاميرون" في مسرحيته "أندروماك"، وخاصة في القصة السابعة من اليوم الثامن، حيث يقع مثقف في حب أرملة كانت تحب رجلًا آخر. ففي "أندروماك" يتعلق "أوريست" بـ "هرميون" التي تحب "بيروس" الذي يحب "أندروماك" التي تحب زوجها الراحل "هيكتور". كما تأثر الإنجليزي تشوسر بالديكاميرون في كتابه "حكايات كانتري بري"؛ مؤكدا أنه لا يُنكر فضل "بوكاشيو" على الأدب الأوروبي خاصة "فقد كان لأدبه أهمية كبرى في إرساء قواعد الواقعية الأوروبية، وقد اعتمد مسرحيو عصر النهضة على قصصه، ووجدوا فيها تجسيم انتصار الشخصية الإنسانية على العوائق التي تحول دون تحررها، فكان من المؤلفين الذين اعتمدوا عليه شكسبير، ولوبي دي ڤيجا، وليسنج، وجوته".

 "إن التعاطف مع من يعاني هو صفة إنسانية يجب أن يمتلكها الجميع، خاصة أولئك الذين احتاجوا إلى الراحة في الماضي وتمكنوا من العثور عليها مع الآخرين"

 

ويوضح بوشعير أن بوكاشيو (1313-1375) يعّد علمًا من أعلام الرعيل الأول الذين أسهموا إسهامًا عميقًا في انتشال أوروبا من عصور الجمود الفكري والأدبي والعلمي، أو ما سُميَّ بـ "العصور الوسطى"، أو "عصور الانحطاط"، والولوج بها إلى عصر النهضة، بدءًا من القرن الرابع عشر حتى القرن السابع عشر. وأنه -في هذه المرحلة- أخذ دور الكنيسة في الانحسار، كما أن طبقة الإقطاعيين أخذت تتآكل بينما تحل محلها الطبقة البرجوازية "وقد انعكست هذه التحولات على الفلسفة والأدب والعلم والفنون التشكيلية التي التحمت بالواقع شيئًا فشيئًا، فسلخته عن عباءة الميتافيزيقا الطوباوية المثالية، جانحة إلى الاقتراب من الإنسان والأرض والعلوم التطبيقية".

يضيف: "وكانت شرارة النهضة الأوروبية قد انقدحت في إيطاليا على إثر سقوط القسطنطينية واستثمار نسغ الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس. وقد ولد بوكاشيو في سياق هذا المد النهضوي منحدرًا من الطبقة البرجوازية التي ازدهرت في فلورنسا خاصة، وذلك في باريس عام 1313 من زواج غير شرعي لأب كان من كبار تجار مدينة فلورنسا التي كانت تسود فيها جماعة من الطبقة الوسطى أثرت فأزاحت الطبقة العليا عن عرشها. وقد أراد له والده أن يكون تاجرًا مثله، ولكن الفتى بوكاشيو انصرف عن التجارة وانغمس في حياة اللهو والمجون ونظم الشعر وكتابة القصص، مقتديًا بالشاعر ڤرجيل الذي زار قبره قاطعًا على نفسه عهدًا بأن يهب حياته للأدب".

عند العودة إلى حياة المؤلف، نجد أن بوكاشيو، بعد دراسته الأولى في فلورنسا، انتقل إلى روما، وكان قد درس الحقوق ثم الآداب. وبينما ينخرط في الدراسة القانونية، لكنه في ميناء نابولي كان يقف على طاولة، يبيع العملات ويشتريها، ويتردد على مكتبة القصر الملكي العامرة بالكتب، وفي مقدمتها العلوم العربية، وهناك تعرف إلى عدة كتب منقولة إلى الإيطالية، عن العربية، منها "ألف ليلة وليلة" و"كليلة ودمنة"؛ وقد كانت المخطوطات وتجارتها رائجة في القرون منذ الرابع عشر حتى السادس عشر، وهي قرون النزعة الإنسانية التي استعادت التراث اليوناني اللاتيني، وعادت الكلاسيكية لتجد مكانها. هناك، وجد بوكاتشو نفسه في جو مفعم بالحماسة للأدب، وقرأ أعمال دانتي، وفي هذه الفترة كتب أعماله الأولى، التي عرفت بأنها الأعمال الصغرى. ثم عاد إلى فلورنسا ليقيم فيها، وأتم عمله الأكبر "الديكاميرون" عام 1351 وكرس جل وقته لدراسة ما كتبه دانتي، ثم رحل عن عالمنا عام 1375 بعد فترة قضاها معذب الضمير، بعد أن انهالت عليه الاتهامات من رجال الدين المسيحي، بسبب "الديكاميرون" الذي قام هو نفسه في لحظة يأس بحرقه. وقد أوصى بأن تكتب على شاهدة قبره: "تحت هذه الشاهدة ترقد رماد وعظام جوفاني، عقله بين يدي الله، وهو مزدان بجدارات متاعبه في الحياة الفانية".

"إن إدانة الأخطاء التي ارتكبت في الماضي البعيد أسهل بكثير من تصحيحها"

 

ويلفت الناقد الجزائري إلى تعلق بوكاشيو بابنة غير شرعية لملك ناپولي، ولكنها ما لبثت أن قضت في "الوباء الأسود/ الطاعون" الذي اجتاح أراضي إيطاليا آنذاك، وهو ما أوحى له بـ "الديكاميرون" الذي يومئ في إحدى قصصه إلى حبيبته "ماريا دي أكينو أو فيامتا"، كما يسميها في إحدى تلك القصص "التي قيل عنها إنها أول قصة تحليلية عرفتها الآداب الأوروبية"؛ لافتًا إلى أن سرود الديكاميرون "تظل مادة خامًا وليست مُشَكَّلة فنيًّا، وهي في ذلك لا تختلف عن المقامات في المرويات العربية؛ لأن حكايات "الديكاميرون"، على الرغم من توافر بعض عناصر القصة القصيرة فيها، تفتقر إلى كثير من مواصفات القصة الفنية، كالزمن المركز الذي لا يتجاوز لحظة أو يومًا أو أسبوعًا في القصة، والحدث الواحد، واللغة المكثفة التي لا تحتمل الاستطراد والإطناب، ووحدة الأثر، والبناء المحكم الذي يدفع بالأحداث والشخوص إلى التأزم ثم الانفراج، وما إلى ذلك مما تمتاز به القصة القصيرة، كما صاغها الرعيل الأول من الكتاب العالميين، من أمثال جوجول، وتشيكوف.

يقول: "هذه المواصفات مفقودة في "الديكاميرون" قطعًا. إن قصص "الديكاميرون" لا تركز على موقف بعينه، كما أن أحداثها تتفرع دومًا وتنتهي غالبًا بنهاية سعيدة، على نحو ما رأينا في قصة "صلاح الدين وبورتيللو"، هذا فضلًا عن الترهل اللغوي ذي المستوى السردي الواحد، الذي يكاد يخلو من الحوار والوصف، فضلًا عن تدخل الرواة وتعليقاتهم، وعن النزوع التقريري المباشر الذي يتراءى في استخلاص العبر والمواعظ والقيم الخلقية".

كما يوضح أن بوكاشيو "كفانا مشقة التخمين منذ البداية، فقدم لنا خارطة جاهزة للمعاني المستخلصة من سائر قصصه، مُصادرًا حق المتلقي في التأويل، فكان يذكر القيم الخلقية التي تمخض عنها زخم التجارب الاجتماعية التي تعبر عن نفسها من خلال السرديات التي تمثل روح الأمة الإيطالية في القرن الرابع عشر، ولكنه يستدرك فيحاول إعادة زمام التأويل والتثمين إلى المتلقي عندما يؤكد حرية هذا المتلقي في اختيار ما يروق له في هذه القصص دون فرض ذوقه ومنطقه وقيمه الفردية النسبية على الآخرين".

 "لا يوجد شيء أقل روعة من قبر ذهبي يناسب قلبًا نبيلًا"

 

أيضًا، وعلى الرغم من تأكيد دور المتلقي في الاختيار والتأويل والتثمين، فإن بكاشيو حرص على تصنيف مضامين قصصه في مستهل كل يوم من أيامه العشر "ففي اليوم الثاني من هذه الأيام تُنصَّب الراوية فيلومينا ملكة شرفية لسائر الرواة الآخرين الذين يروون قصصًا تتمحور حول "أولئك الذين تلاحقهم نكبات متعددة، ويتوصلون، بعد فقدان كل أمل، إلى نهاية سعيدة". ونشير هنا إلى القيمة أو الرؤية المبتغاة من خلال قصص اليوم الثاني من "الديكاميرون"، وهي قيمة الصبر. وفي اليوم الثالث تدور كل القصص التي تروى بقيادة نيفيليه حول "من استطاع الحصول بحيلة ما، على شيء راغب فيه، أو استعاد شيئًا مفقودًا". ومن البديهي أن المضمون العام بقصص هذا اليوم الثالث يتعلق بقيمة الذكاء أو العقل الذي يميز الإنسان عن الحيوان. وفي اليوم السابع يتولى ديونيو الحكم، وتروى قصص عن "خدع لجأت إليها النساء من أجل الحب أو للتخلص من أزواجهن، سواء انتبه إليهن أولئك أم لم ينتبهوا". والمضمون هنا صريح يتعلق بصفة خلقية مذمومة، وهي صفة الخداع. وفي اليوم العاشر يستلم بانفيلو زمام الرئاسة الشرفية ويوعز إلى الرواة كي يرووا قصصًا تدور كلها "حول من يتمكن، بالشهامة والمروءة، أو بعمل عظيم وجليل، من تحقيق إنجاز كبير".

مقالات مشابهة

  • عيد كرامة الشرطة
  • صدور كتاب "الكنايات العامة" لأحمد تيمور باشا عن قصور الثقافة بمعرض الكتاب
  • الديكاميرون.. حكايات "الأيام العشرة" في زمن الطاعون
  • سراج الدين..ووطنية القرار
  • محافظ القليوبية يناقش توسعة نفق سعد زغلول بمدينة بنها 
  • محافظ القليوبية يبحث توسعة نفق سعد زغلول ببنها
  • محافظ القليوبية يناقش أعمال توسعة نفق سعد زغلول ببنها
  • محافظ القليوبية يناقش أعمال توسعة نفق سعد زغلول بمدينة بنها
  • محافظ القليوبية يناقش أعمال توسعة نفق سعد زغلول في بنها
  • آخرهم صفية العمري.. نجوم عانوا من انتحال شخصياتهم على السوشيال ميديا